البنتاغون: هجوم الأردن يحمل بصمات كتائب حزب الله العراقية
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الاثنين أن الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية أميركية في الأردن "يحمل بصمات كتائب حزب الله العراقية"، معتبرة أنه "تصعيد" لأنه أدى إلى مقتل ثلاثة جنود.
وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الدفاع، سابرينا سينغ، في مؤتمر صحفي، إن قرار الرد على الهجوم ضد القوات الأميركية سيتخذه الرئيس "وهو يتشاور مع فريقه الأمني بشكل مستمر".
وتعهد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، بالرد بعد الهجوم الذي حمل مسؤوليته لفصائل مدعومة من إيران، في ظل تزايد الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة.
والاثنين، حملت سنينغ إيران مسؤولية الهجمات "لأنها تمول وتدعم الجماعات التي تعمل في العراق وسوريا وتقوم بمهاجمة قواتنا".
وقالت سينغ: "نحن لا نسعى إلى صراع ولكن سنرد على استهداف قواتنا وسفننا والسفن التجارية ولا نريد أن نرى حربا إقليمية".
وأضافت: "لن نتسامح مع الهجمات المستمرة على القوات الأميركية وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن قواتنا في المقدمة وسنفعل ذلك في الوقت والمكان الذي نختاره".
وأشارت إلى أن القوات الأميركية تعرضت منذ 17 أكتوبر الماضي لـ165 هجوما منها 98 في سوريا و66 في العراق وهجوم واحد أخير في الأردن، مضيفة أن "دفاعاتنا نجحت بشكل كبير في التصدي للهجمات المتكررة التي تعرضت لها قواتنا وفي أغلب الأحيان كانت هناك بعض الإصابات والأضرار الطفيفة"
قالت المسؤولة الأميركية: "ما زلنا نقيم ما حدث وكيف تمكنت المسيرة من اختراق القاعدة العسكرية" في الأردن، مشيرة إلى ارتفاع عدد العسكريين الأميركيين المصابين في الهجوم إلى أكثر من 40 شخصا.
وأضافت "نركز على العمل مع شركائنا العراقيين فيما يتعلق بكيفية الرد على الهجوم ولا نزال ملتزمين بعمل اللجنة العسكرية العليا".
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميرك، جون كيربي، قال إن "الرد الأميركي على هجوم الطائرة المسيرة في الأردن لن يؤثر على مساعي الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين بغزة".
وأضاف أن واشنطن "لا تسعى للتصعيد ولا تتطلع إلى حرب مع إيران"، من دون أن يؤكد أو ينفي ما إذا كانت إدارة بايدن تعتزم ضرب الأراضي الإيرانية بعدما أدى الهجوم إلى مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين.
واتفقت واشنطن وبغداد، الخميس، على إطلاق مجموعات عمل في إطار "اللجنة العسكرية العليا"، لتدرس مستقبل التحالف في ضوء "الخطر" الذي يشكله تنظيم داعش، وقدرات قوات الأمن العراقية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة فی الأردن
إقرأ أيضاً:
بصمات جرائم لا تنسى في تاريخ أمريكا
حمد الناصري
ذاكرة الشعوب لا تُمحى بسهولة وجرائم الإرهاب ليست دائمًا من منظمات متطرفة؛ بل هي في أغلب الأحيان تأتي من الدول التي تُمارس الفوقية على الشعوب والحكومات وتستغل ضعفها أو تفككها.
ويُخبرنا التاريخ الأسود للثلاثي "إسرائيل. بريطانيا. أمريكا" بجرائم مُروعة ارتكبها ذلك الثالوث، سأذكر أمثلة قليلة منها وأولها جريمة الإبادة التي جرت بحق العُمانيين في زنجبار في يناير 1964م؛ حيث قام محور الحكومات الثلاثي بتنفيذ مُخطط انقلاب مشؤوم على الوجود العُماني والعربي في زنجبار بتخطيط رجل الأعمال الإسرائيلي اليهودي "ميشا فينسير" أسفر عن آلاف الضحايا ضاقت بهم السُبل في يوم أسود "أحداث سلطنة زنجبار 1964".
وبتلك المجزرة البشعة انتهى حُكم العُمانيين في زنجبار والذي دام لثلاثة قرون متصلة، منذ عهد دولة اليعاربة في القرن السابع عشر الميلادي إلى عهد دولة البُوسعيد في النصف الأول من القرن الثامن عشر، إلى تاريخ يوم 12 يناير 1964م الأسود.
وبتلك المؤامرة القذرة من تحالف أوروبي أمريكي على التواجد العُماني انتهت حُقبة ثلاثة قرون متصلة السيطرة العُمانية على زنجبار، وتذكر مصادر مُتعددة أنّ عدد قتلى مجزرة زنجبار من العُمانيين والعرب بلغ ما بين 12-20 ألف قتيل.
ورغم مرور قرون من الزمن على السيطرة العُمانية على شرق أفريقيا والتي كانت حقبة ذهبية في تاريخ القرن الأفريقي، بكل ما تحمله من معنى فقد كان الوجود والحضارة العُمانية مكسباً للشرق الإفريقي، وكان امتدادها من زنجبار إلى ممباسا وماليندي ومقديشو وأسمره إلى وسط أفريقيا، امتداداً لفترة مُزدهرة وعلاقات وثيقة بين العُمانيين والأفارقة كانت ولا زالت مضرب المثل على التَّواصل والمحبة بين الشعوب.
وقد استمرت مؤامرات أمريكا والغرب مجتمعًا لعقود طويلة، ارتكبوا خلالها أبشع الجرائم التي حاولوا كثيرًا طمس آثارها وطي صفحاتها من سجل التاريخ ومنها جريمة أرخبيل شاغوس التابع لجزر موريشيوس والتي حدثت في عهد الرئيس الأمريكي "ليندون جونسون" والذي تم خلالها للأمريكان السيطرة على الأرخبيل بعد إفراغه من سكانه، فما الذي فعلته أمريكا في تشاغوس؟
لقد قاموا بتنفيذ خطة مُرعبة لتهجير سكان أرخبيل تشاغوس في البداية وحين رفض السكان التهجير طوعًا، فرض الأمريكان والبريطانيون حصارًا اقتصاديًا وقطعوا الكهرباء والماء وداهموا الساكنين ونكّلوا بهم ومَثّلوا بأطفالهم واغتصبوا نساءهم ولما رضخ السكان ووافقوا على الهجرة أخذوهم في سُفن أمريكية وقتلوهم جميعًا ورموهم في البحر وحوّلوا شاغوس إلى قاعدة عسكرية تُعرف اليوم بقاعدة دييغو غارسيا.
والتاريخ أيضًا يُسطر لنا مأساة مَجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت في سبتمبر 1982 التي ذهب ضحيتها ما بين 1500-3000 فلسطيني من سكان تلك المخيمات في جنوب لبنان تم إعدامهم بطريقة بشعة أمام بيوتهم، ويُخبرنا التاريخ عن أحداث كثيرة ومريرة نتيجة لمؤامرات ودسائس حكومات تلك الدول وما صاحب تلك الأحداث من إبادة وتنكيل وتهجير للشعوب المُستضعفة.
وفي تكرار للأحداث المُؤلمة والمجازر المُروعة التي حفل بها التاريخ الدامي لسياسات الثالوث المشؤوم، تأتي الآن الجرائم المروعة في غزة، من تهجير وإبادة للأطفال والأبرياء وهدم للمنازل وتجويع وحصار اقتصادي ومنع المُساعدات وقطع الكهرباء والماء؛ بل وحتى قصف المُستشفيات وإعدام المُسعفين.
ولم يكتف الصلف الأمريكي بهذا الحد؛ بل سارع ترامب إلى مفاجئة العالم بأسره بخطته الجهنمية إثر عودته إلى قيادة أمريكا بجعل غزّة ملكية خاصة، لتصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"؛ فهي لا تصلح للسكن حاليًا ويجب إجلاء سكانها على حد قوله!!
خلاصة القول.. إنّ تكرار مثل تلك الجرائم الكبرى على أيدي أمريكا وبريطانيا وحليفتهم إسرائيل وأمام مرأى ومسمع العالم كله ومرورها مرّ الكرام بلا محاسبة ولا إدانة لهو دليل على سيادة شريعة الغاب في الارض.. وما يحدث في غزة المُحاصرة من جرائم يقشعر لها جبين الانسانية وأدانتها كل شعوب الأرض لهو أعظم دليل على تجرد تلك الحكومات من الإنسانية وتوحشها المُتمادي في سبيل تحقيق أهدافها المُريبة، وأنّ دولًا تقوم على النهب والسلب والتهجير والإبادة الجماعية هي دول شريرة وسيكون مصيرها الزوال كما زالت الإمبراطورية الرومانية والفارسية والمغولية وغيرها عبر الأزمان والتاريخ يُعيد نفسه والله غالب على أمره.