أستاذ علوم سياسية: الممارسات الإسرائيلية سبب التصعيد في المنطقة العربية
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
قال أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية، إن اتساع دائرة الصراع في الأدرن ولبنان وغزة وغيرها أصبحت أمر واقع، مشيرًا إلى أن الأطراف الموجودة في الصراع حاليًا لم تدخل في الشدة القصوى بعد، وسيكون هناك رد فعل قوي قد يصل لحرب عالمية ثالثة.
وأضاف «يوسف» خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج «في المساء مع قصواء» المذاع عبر شاشة «cbc»، أنه من الضروري وجود توازن بين ضرورة الرد من الأطراف التي توجه الضربات، والحرص على أن لا تكون هذه الضربات شرارة لإشعال المنطقة بالكامل، لافتًا إلى أنه على الرغم من ضرورة معرفة ذلك إلا أنه سيكون هناك رد فعل أمريكي قوي تجاه الضربة الموجهة للقاعدة العسكرية الخاصة بها في الأردن ولكنا مازلنا نأمل بقدر من الرشد في إدارة هذا الصراع.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أنه يجب أن نتذكر دائما أن السبب الرئيسي وراء تصعيد الصراع الآن هو السياسة الإسرائيلية الإجرامية تجاه الأراضي الفلسطينية، مضيفًا أن عملية 7 أكتوبر، ما هي إلا انعكاس لممارسات الاحتلال على مدار الفترات الماضية.
مهاجمة السفن الإسرائيلية لصالح أهل غزةوواصل: «نتيجة السياسة الإسرائيلية، أصبح الحوثيون يقولون إنهم يهاجمون السفن الإسرائيلية لمؤازرة أهل غزة، وأصبح حزب الله في جبهة لبنان يقوم بعمليات عسكرية مساندة أيضًا لأهل غزة، وأيضا الفصائل العراقية والهجوم الذي أسفر عنه مقتل 3 جنود أمريكيين».
وأكمل: «الولايات المتحدة ليست راضية تمامًا عن سياسة إسرائيل الإجرامية، ولكنها لا تستطيع أن تمارس عليها ضغوط حقيقية حتى تنتهي من مصالحها الشخصية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصراع قصواء الخلالي الحوثيون الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
زيارة البرهان إلى مصر: محاولة لالتقاط أنفاس السياسة وسط ركام الحرب
في أغسطس 2023، قام الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بأول زيارة خارجية له منذ اندلاع الصراع العسكري في السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في أبريل من نفس العام. اختيار مصر كأول محطة خارجية يحمل دلالات استراتيجية عميقة تتجاوز البروتوكول الدبلوماسي، وتعكس حسابات معقدة ترتبط بالسعي إلى تثبيت الشرعية وإعادة هندسة المشهد السياسي المأزوم.
رمزية الزيارة وموقع مصر الإقليمي
أن تكون مصر هي الوجهة الأولى للبرهان بعد اشتعال الحرب يعكس إدراكه لمركزية القاهرة في معادلة الاستقرار الإقليمي. فمصر والسودان يرتبطان بروابط تاريخية وجغرافية حيوية، أبرزها نهر النيل والحدود المشتركة، فضلًا عن امتدادات المصالح الأمنية والاقتصادية. كما أن لمصر موقعًا مؤثرًا في الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، مما يمنحها قدرة على توظيف نفوذها في الساحة الدولية لدعم حلفائها.
زيارة البرهان جاءت في لحظة حرجة حيث كانت الحرب الداخلية قد أحدثت شروخًا واسعة في بنية الدولة السودانية، وأنتجت أزمة إنسانية خانقة، مما جعل الحاجة إلى دعم إقليمي ودولي أكثر إلحاحًا. في هذا السياق، لم تكن الزيارة مجرد تواصل دبلوماسي بل محاولة لترميم شرعية مهترئة ومواجهة عزلة متزايدة.
الترويج للانتقال الديمقراطي: خطاب أم تحول؟
أكد البرهان خلال لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي التزامه بالانتقال إلى الحكم المدني، في محاولة واضحة لإعادة تصدير خطاب "التزام الجيش بالديمقراطية"، الذي لطالما قوضته الممارسات الفعلية منذ انقلاب 2021. هذه التصريحات، رغم أهميتها الشكلية، قوبلت بشكوك واسعة من أطراف محلية ودولية، نظرًا للسجل الحافل من المراوغة السياسية وإقصاء المدنيين.
مصر بدورها تبنت خطابًا داعمًا لوقف إطلاق النار والحوار السياسي، لكنها حافظت على توازن حساس بين الترويج للوساطة وبين الدفاع الضمني عن حليفها التاريخي: الجيش السوداني. هذا الموقف المزدوج يثير تساؤلات حول مدى حياد مصر كوسيط، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى دعمها النسبي للقوات المسلحة في مقابل ميل أطراف خليجية، مثل الإمارات، لدعم قوات الدعم السريع.
تعقيدات الصراع الداخلي وحدود الوساطة
الحرب في السودان ليست مجرد صراع بين جيشين، بل هي معقدة بطبيعتها، تتداخل فيها الحسابات القبلية، والصراعات على الموارد الاقتصادية، والتدخلات الإقليمية المتباينة. هذه الطبيعة المركبة تقلل من فعالية أي وساطة تقليدية، وتجعل الدور المصري، مهما كان نابعًا من نوايا حسنة أو مصالح استراتيجية، قاصرًا عن تحقيق اختراق حقيقي دون تنسيق أوسع مع قوى إقليمية ودولية.
كما أن شرعية البرهان تظل موضع جدل داخلي، إذ يعتبره كثيرون شريكًا رئيسيًا في إجهاض الثورة السودانية التي أطاحت بنظام البشير، مما يجعل خطابه عن "الانتقال الديمقراطي" خاليًا من الثقة الشعبية.
التحدي الإنساني الغائب
من النقاط اللافتة غياب أي طرح عملي خلال الزيارة لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، حيث يعاني أكثر من 25 مليون سوداني من آثار الحرب. لم تُطرح مبادرات لإنشاء ممرات إنسانية آمنة أو ضمان وصول الإغاثة الدولية، وهو قصور فادح بالنظر إلى حجم الكارثة. مما يعزز الانطباع بأن الزيارة كانت تستهدف في المقام الأول إعادة ترتيب الأوراق السياسية أكثر من معالجة التداعيات المباشرة على الأرض.
رهانات المستقبل بين الفرص والمخاطر
تشكل زيارة البرهان إلى مصر فرصة لفتح نافذة تفاوضية جديدة إذا ما اقترنت بجهد إقليمي جماعي وضغوط دولية تفرض مسارًا حقيقيًا نحو الحل السياسي الشامل. غير أن غياب آليات تنفيذية واضحة لوقف إطلاق النار، واستمرار الانقسامات الداخلية والإقليمية، يهدد بأن تبقى الزيارة مجرد تحرك تكتيكي في لعبة النفوذ الإقليمي، دون تأثير ملموس على إنهاء الحرب أو تخفيف معاناة المدنيين.
المطلوب اليوم ليس الاكتفاء بخطابات عمومية عن "السلام والديمقراطية"، بل تحركات عملية تشمل وقف الأعمال العدائية، إشراك القوى المدنية الحقيقية في التفاوض، وفرض ضمانات دولية تحول دون تجدد الحرب. بخلاف ذلك، سيظل الصراع في السودان مرآة لصراعات إقليمية ودولية أوسع، يدفع ثمنها الشعب السوداني وحده.
zuhair.osman@aol.com