العين-الوطن:

برعاية وحضور الشيخ مسلم بن حم العامري رئيس مجلس إدارة مركز سالم بن حم الثقافي، نظم المركز محاضرة تعنى بالتراث الإماراتي بعنوان “التراث بين الأصالة والمعاصرة” قدمتها فاطمة مسعود المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، وذلك ضمن احتفاء مركز سالم بن حم الثقافي بالموروث الإماراتي خلال شهر يناير، كما حضر المحاضرة الشيخ عبدالله بن مسلم بن حم.

استهل اللقاء الذي أقيم في مقر المركز في مدينة العين بالتعرف على الأركان التراثية الإماراتية، وشملت الموروث الشعبي والسنع والعادات والتقاليد الأصيلة التي يزخر بها المجتمع الإماراتي .

ومن ثم استهلت الاستاذة فاطمة مسعود المنصوري محاضرتها بالحديث عن مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة طيب الله ثراه واهتماهه بالحفاظ عليه واستدامة العادات والتقاليد الإماراتية جيلاً بعد جيل .

حيث أشارت مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث بأن مقولة المغفور له «من ليس له ماضٍ.. ليس له حاضر»، أوجزت منهجه وحرصه على التراث وتطبيق مفاهيميه وأعرافه وتكريسه في نفوس أبناء الإمارات من كل الأعمار، ليكون مرشداً لهم طوال حياتهم وينقلوه بدورهم إلى الأجيال القادمة .

ومن ثم تحدثت الاستاذة فاطمة المنصوري على أصالة التراث الإماراتي بما يمثله من مصدر إلهام حيوي لأبناء المجتمع يحفزهم على المزيد من العطاء من أجل مواصلة ما بدأه الأجداد والآباء، والمساهمة بفعالية في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة .

وشمل برنامج اللقاء مسابقة سلطت الضوء على السنع الإماراتي شارك فيها عدد من الحضور من مختلف الأعمار وحصل الفائزون على جوائز عينية تكريماً لهم على مشاركاتهم في فعاليات اللقاء التراثي .

وفي الختام كرم الشيخ مسلم بن حم العامري الاستاذة فاطمة المنصوري على مشاركتها المثمرة في فعاليات اللقاء التراثي متمنياً لها دوام التقدم والنجاح، وشمل التكريم جميع من ساهم في نجاح فعاليات مبادرة “تراثي هويتي” التي أطلقها المركز طوال شهر يناير احتفاء بالموروث الإماراتي العريق .

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

النادي الثقافي يستعرض تجليات الفكر السياسي في مؤلفات سالم بن ذكوان والبرادي والشماخي

((عمان)): استضاف النادي الثقافي في مقره بالقرم الدّكتور زهير تغلات من الجمهوريّة التّونسيّة الذي قدم محاضرة بعنوان "تجليات الفكر السياسي في مؤلفات سالم بن ذكوان والبرادي والشماخي"، وأدار الجلسة سيف المسكري.

وتناول الباحث التونسي توجهات سالم بن ذكوان والبرادي والشّماخي، حيث أن الاهتمام بالفكر السّياسيّ بدأ يتعزّز شيئا فشيئا، مقارنا علاقتها بالفكر السياسي الحديث، والمتغيرات السياسية في المنطقة.

وأوضح الدكتور زهير تغلات بأن كلّ من يريد إعادة كتابة التّاريخ الاسلاميّ المبكّر في القرن الأوّل الهجريّ يجد نفسه مجبرا على العودة إلى هذه النّصوص في إطار اهتمام الدّراسات التّاريخيّة والأنتروبولوجيّة بما يسمّى بفكر الأقلّيات، وقد كان اهتمام المدرسة التّصحيحيّة الانغلوسكسونيّة بهذا الفكر، لما قد يوفّره من مصادر متقدّمة تحظى بالثّقة، وتعود إلى الإسلام المبكّر، ومن ثمّة كان همّ الاستشراق الجديد البحث عن مصداقيّة الشّواهد الوثائقيّة والأبحاث الأركيولوجيّة، لإعادة قراءة التّاريخ الإسلاميّ قراءة إشكاليّة.

كما تطرق إلى أهمّية المنهجيّة التي أشار إليها بأنها لا تقدّر بثمن في استثمار هذه النّصوص المؤسّسة، مبينا أن في تاريخ علم اجتماع الأديان يطرح سؤال كبير يتعلّق بمسألة الفرق: هل أنّ الفرقة سابقة للتّوحّد أم الأصل هو التّوحّد ثمّ يأتي الانشقاق بعد ذلك، وقد تكثّف هذه المقاربات في السّنين الأخيرة، فاضطلعت به مراكز بحوث ومؤسّسات، ولا جدال في أنّ هذا الجهد المعرفيّ رغم العقبات التي قد تعترضه، سيسهم في جمع شتات المؤلّفات الإباضيّة في المشرق والمغرب. فرصيد التّراث الإباضيّ غزير، وإن تمّ الالتفات إليه بالقدر المطلوب، أسهم في تنوّع الفكر الإسلاميّ وثرائه.

وأوضح الدكتور زهير تغلات بأن سيرة سالم بن ذكوان هي رسالة عقديّة مبكّرة، بدأ يتبلور فيها الفكر السّياسيّ الإباضيّ وهي من المراجع الرّئيسة للفكر السّياسي الإباضي، حيث جاءت مستفيضة ومفصّلة، والجدير بالذّكر أنّ هذا العنصر يمثّل أهمّ عناصر الرّسالة لأنّه يكشف بداية تشكّل الكلام السّياسيّ عند الإباضيّة بما يعنيه من جدل ومنافحة وتمايز منذ الصّدر الأوّل للتّأسيس، موضحا أن الكلام السّياسيّ هو الشّعارات والمقالات والأفكار والنّصوص التي أنتجتها الجماعات السّياسيّة التي بدأت تتشكّل في خضمّ الفتنة الكبرى واستمرّ وجودها بعدها مدّة من الزّمن ثمّ اندثرت أو تطوّرت إلى أحزاب سياسيّة وفرق كلاميّة أكثر نضجا وقدرة على التّأقلم مع الظّروف السّياسيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة المتحوّلة.

ويتابع بأن الكلام السّياسيّ الأوّل كما ورد في عيّنات واضحة منه في رسالة سالم بن ذكوان نشأ على انشغال حاد بالقضايا السّياسيّة والاجتماعيّة الحامية التي عرفها المجتمع الإسلاميّ في القرن الهجريّ الأوّل الموافق القرن السّابع الميلاديّ، كما أنّ هذه القضايا عبارة عن أسئلة سياسيّة حارقة ومشاغل اجتماعيّة حيّة ووقائع جسيمة ذات تأثير حاسم في مجريات الحياة الاجتماعيّة تستقطبها جميعا بؤرة واحدة تتمثّل في إشكاليّة السّلطة والحكم وتنظيم المجتمع.

ويعلل تغلات الأنساق العقائديّة المغلقة أنها تنتج بفعل آلياتها الدّاخليّة استراتيجيّات رفض الآخر المختلف، وتجعل التّعايش مرفوضا أصلا أو أمرا متكلّفا مقبولا على مضض بحكم الأمر الواقع، ولكن هشاشته سرعان ما تفضي إلى انطفاء جذوته، فيعمّ التّكفير وتتبعه البراءة، ولكن لا مناص من أن يخوض المجتمع الحديث صراعا لاستبداله بمفهوم حديث ينأى عن الهوويّة الضّيقة، ويكون أوسع انتشارا وأكثر تأثيرا واستيعابا، وهو مفهوم "المواطنة" الذي يقول "بأوّلية الفرد".

مؤكدا على أهمية ترسيخ مفهوم المواطنة في مسار ديمقراطيّ يحقّق الحرّية والعدالة من شأنه أن يسهم في تجاوز مفهوم الولاية والبراءة المحمّل بمعاني البغض والإقصاء والمفاضلة وتضييق الانتماء، نحو أفق أرحب يكفل المساواة لكافة أفراد المجتمع، ويسهم في تغلغل الرّوح الدّيمقراطيّة.وهذا الأفق يقتضي خلق فضاء عام ذو وظيفة استيعابية يكون منبرا للحوار والاقتراحات البنّاءة والتّوافق يستجيب لمبدأ التعدّد ويعقد نقاشا بين المواطنين حول مواضيع تكتسي طابع المصلحة العامّة، فيفضي إلى الاعتراف والتّقريب والتّعايش وفق قيم المواطنة.

مقالات مشابهة

  • المنصوري: أجواء الانتخابات بدأت... وطموحنا قيادة الحكومة القادمة
  • المهاجري البرلماني المثير للجدل يعود إلى نشاطه في "البام" في سياق "مصالحة" تنفذها المنصوري
  • "سالم بن حم الثقافي" يناقش القيادة المستدامة والمستقبل
  • النادي الثقافي يستعرض تجليات الفكر السياسي في مؤلفات سالم بن ذكوان والبرادي والشماخي
  • “هيئة البيئة” تطلق النسخة الأولى من مهرجان لؤلؤ أبوظبي
  • الحكومة اليمنية تعلن نقل المركز الرئيس لمؤسسة موانئ البحر الأحمر إلى “المخا”
  • مأساة “أبو شوك”: نازحون يختبئون في باطن الأرض هرباً من الموت
  • منها 3170 موقعًا بمنطقة عسير.. “التراث” تضيف 3202 موقع جديد إلى السجل الوطني للتراث العمراني
  • موبيليس ترافق المدرسة الوطنية العليا للرياضيات وتشارك في فعاليات”مقهى الأعمال”
  • “NHC” تُعلن إطلاق التيار الكهربائي الجزئي في وجهة الأصالة