الرغيف «أبوبريزة» أصبح سعره «25 بريزة» هذه العبارة أخذ يرددها مواطن أمام أحد المخابز بصوت عال أزعج العمال ولم يزعج ضمير صاحب المخبز الذى حاول الاعتداء عليه، وخيّره بين أن يدفع قيمة ما اشتراه من خبز، أو يتركه ويوريه عرض كتافه، طبعًا المواطن المسكين اختار الأخيرة، واستدار إلى الشارع وهو يردد حسبى الله ونعم الوكيل.
ارتفاع الأسعار الجنونى يقض مضاجع الفقراء وأرهقت الزيادات المتكررة فى أسعار السلع الغذائية كاهل أغلب الشرائح.
المواطن يصرخ: هل من مغيث، والتجار يعطون أكتافهم لكل الأجهزة المعنية لضبط السوق، وضبط الأسعار وضبط اللصوص، وضبط المتاجرين بأقوات الشعب، وضبط المحتكرين بأقوات الشعب، ويواصلون طريقهم فى المزيد من رفع أسعار كل شىء وكل يوم!
ما يخفف من معاناة المواطنين الصابرين المترقبين لانفراج أزمة الأسعار، ثقتهم فى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى بقدر حجم المعاناة التى تواجه الشعب المصرى بسبب الضغوط الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع، وتؤكد دعوته خلال الاحتفال بعيد الشرطة لاجراء حوار اقتصادى أعمق وأشمل لمناقشة الوضع الاقتصادى الراهن، وتحديد آليات التعامل مع التحديات الاقتصادية الراهنة رغبته فى تحسين أحوال معيشة المصريين، وألا تطول الأزمة.
لا أحد ينكر الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر نتيجة الأحداث والحروب العالمية المتلاحقة التى ألقت بظلاها على كل دول العالم، وليست مصر فقط، ولا ينكر أحد من الشعب أن الدولة المصرية تبذل جهودًا حثيثة لإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية، وأن الرئيس السيسى على صلة دائمة بالشارع المصرى، وهو ما ينعكس باستمرار من خلال مصارحة الشعب بما يدور داخل الغرف المغلقة للأجهزة المعنية بالدولة، ودائمًا ما يسرد الرئيس التحديات التى تواجه الدولة وما تم إنجازه خلال السنوات الماضية وعلى رأسها أزمة الدولار المزمنة التى تشغل الرأى العام المصرى.
من الأهمية أن يكون المواطن على وعي بما يدور حوله من الصعوبات التى تعوق الدولة فى الوصول لمرحلة الاستقرار الاقتصادى الكامل، فهناك محاولات مستمرة من أهل الشر لإثارة البلبلة داخل الرأى العام المصرى، للإضرار بالمواطنين والاقتصاد القومى من خلال ترويج الأكاذيب فى القطاعات الحيوية بالدولة، بخلاف الافتراءات التى خرجت ضد مصر وعلى رأسها إغلاق معبر رفح، وأكد الرئيس أن المعبر مفتوح على مدار الساعة، لكن إجراءات إسرائيل تعرقل إدخال المساعدات للفلسطينيين.
إن مشاركة الأطراف المعنية فى صناعة السياسات الاقتصادية من خلال الحوار هو تعزيز وترجمة عملية لمبدأ الديمقراطية التشاركية التي وضع الرئيس السيسى قواعدها خلال الاحتفال بعيد الشرطة المصرية الـ72، حيث تتكاتف الجهود بين كل المعنيين لصياغة سياسات عامة متكاملة تجمع بين رؤى الحكومة التى أعلنتها فى وثيقة التوجهات الاستراتيجية من جهة، ورؤى الخبراء من خارج الحكومة من جهة أخرى، بجانب الاستماع بشكل عميق لاحتياجات وتحديات القطاع الصناعى.
هنا لابد أن يتخذ الحوار الذى دعا إليه الرئيس شكلاً تخصيصًا لدعم القطاعات الاقتصادية الأكثر احتياجًا من جهة، وكذلك لرسم خريطة اقتصادية واضحة تعيد هيكلة الاقتصاد بشكل محدد من جهة أخرى، بالاضافة إلى ضرورة الاشتباك بشكل فعال وجريء ومتكامل مع السياسات النقدية والمالية وفى مقدمتها سعر الصرف، وتمتلك مصر من الخبرات الاقتصادية ما يمكنها من عبور الصعوبات وصياغة استراتيجية اقتصادية قادرة على العبور بمصر إلى الجمهورية الجديدة، واستكمال مسيرة البناء والتنمية التى بدأتها من سنوات.
إن جلوس كل القوى السياسية حول مائدة مستديرة واحدة لإقامة حوار، هو أمر واجب فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، ولا يمكن لأى وطنى منصف إلا أن يرحب بالدعوة لأن فى نجاحها عبورًا بالبلاد من هذه الأزمة الطاحنة التى تطال الجميع.
الحوار حول القضايا التى تهم الوطن سنة حسنة، وربا يكون الفريضة الغائبة عن هذا الوطن منذ سنوات طويلة، فغياب الحوار خلال الأنظمة السابقة والتسلط الكامل على المجتمع وتسيد رؤية واحدة وخطأ واحد كان إحدى أهم أزمات العصر.
أتفهم انزعاج المواطن الذى هاله ارتفاع سعر رغيف الفينو، ليس الفينو فقط ولكن كل شىء ارتفع سعره ، وربما تزيد موجات غلاء الأسعار، ولكن يكفى أننا فى وطن حر مستقل، يستحق أن نتحمل من أجله أى صعاب فرضتها علينا التحديات العالمية، وكما قال الرئيس السيسى: إن الله قد أراد لهذا الجيل فى مصر.. أن يحمل البلد على كتفيه وأن يعبر به جبالا من الصعاب والمخاطر، وصدق الله العظيم حيث قال: إن مع العسر يسرًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إن مع العسر يسر ا القطاعات الاقتصادية الشارع المصرى الرئيس عبدالفتاح السيسي حكاية وطن من جهة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يلتقى عددا من رجال الأعمال الكونغوليين لتعزيز التعاون الاقتصادى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، وبرفقته وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال المصريين، مع عدد من رجال الأعمال الكونجوليين في العاصمة كينشاسا، على هامش زيارته إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية، لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة ويعكس العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن الوزير عبد العاطي، أكد خلال اللقاء على اهتمام مصر بتعزيز الشراكات الاقتصادية مع الدول الإفريقية، إيمانًا منه بأن تحقيق التنمية المستدامة في القارة يجب أن يتم من خلال شراكة حقيقية بين الدول الإفريقية، مشيراً إلى الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها مصر والكونغو الديمقراطية، وتوفر فرصًا واعدة لتعميق التعاون المشترك في العديد من المجالات.
كما استعرض “عبد العاطي” خبرات الشركات المصرية في مجالات البنية التحتية والطاقة والتشييد والبناء، مشيرًا إلى نجاح مصر في تنفيذ مشروعات كبرى في عدد من الدول الأفريقية مثل سد "جوليوس نيريري" للطاقة الكهرومائية في تنزانيا.
وأكد أن الطفرة التي حققتها مصر داخليًا في مجالات البنية التحتية والتشييد والبناء تؤهل الشركات المصرية لتنفيذ مشروعات طموحة في الكونغو الديمقراطية.
وأشار الوزير إلى تأسيس الوكالة المصرية لضمان الصادرات والاستثمار لتشجيع الشركات المصرية على تعزيز وجودها في الأسواق الإفريقية، مؤكدًا أن القاعدة الصناعية في مصر تمثل فرصة لتلبية احتياجات السوق الكونجولية، لا سيما في القطاعات الحيوية مثل الصناعات الدوائية، السلع الغذائية، والمواد الإنشائية.
ودعا “عبد العاطي” رجال الأعمال الكونغوليين إلى إقامة شراكات مع القطاع الخاص المصري والعمل على زيادة التبادل التجاري واستكشاف فرص المشروعات المشتركة في المجالات الزراعية والصناعية، والاستفادة من المزايا الاستثمارية التي تقدمها مصر، بما في ذلك العمالة الماهرة والاتفاقات التجارية مع مختلف دول العالم.
وفي الختام، شهد الوزير توقيع عقود بين رجال الأعمال المصريين ونظرائهم الكونجوليين لإقامة مشروعات تنموية في الكونجو الديمقراطية، وأكد على استعداد الحكومة المصرية لتقديم الدعم اللازم لرجال الأعمال المصريين والكونجوليين، بما يضمن تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين ويُسهم في تحقيق التنمية المستدامة للقارة الإفريقية.