لجريدة عمان:
2025-02-04@17:13:05 GMT

نوافذ :شتاءُ المحافظات

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

حقق شتاء المحافظات هذا العام تنوعا وارتفاعا ملحوظا في عدد الفعاليات التي نُظّمت كنتاج لانطلاق مسيرة اللامركزية في المحافظات التي تبنّاها المقام السامي في أول خطاباته.

تنافس المحافظات في إقامة المهرجانات الشتوية كتجربة متميزة في عامها الثاني بعد عدد من التجارب المحدودة التي بدأت في الأعوام الماضية، التي استطاعت أن تؤسّس لانطلاقةٍ أفضل لمثل هذه المهرجانات هذا العام، وتمثلت في شتاء صحار، وشتاء مسندم، وشتاء البريمي، وشتاء الطحايم، وشتاء شمال الشرقية والذي زاره أكثر من 72 ألف شخص هذا العام، وغيرها من الأنشطة والفعاليات الشتوية التي تقام في هذا الموسم تحديدًا في مختلف محافظات سلطنة عُمان.

شتاء المحافظات ساهم في إتاحة الفرصة لإظهار مكنوناتها الحضارية والتاريخية والتأكيد على هويتها الثقافية والسياحية والاجتماعية وتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية، والتعريف بالمشاهد المتنوعة في كل منها، كما أعطت الفرصة للزوار في الاستمتاع بما تزخر به هذه المحافظات من تنوع مناخي وبيئي وجغرافي.

وأكد نجاح فعالياتها على أهمية تطوير هذه المهرجانات السنوية، وتعزيز التنافسية وتطوير البرامج والتميز في تنوعها لجذب المزيد من الزوار خلال الأعوام المقبلة.

لذلك نحتاج إلى دعم هذه التظاهرات الشتوية في كل المحافظات لأمرين؛ الأول سياحي، والثاني اقتصادي.

ويضاف ذلك إلى خريطة السياحة لجذب زوار الداخل والخارج ودعم المشاريع السياحية فيها التي يمكن أن تحقق عوائد مادية، إضافة إلى تطوير المواقع التاريخية والتراثية كما هو الحال في حي العقر بولاية نزوى الذي أوجد حراكا مهما للولاية من خلال جهود أبناء الحي في تطوير المساكن المهجورة والمواقع والمعالم التاريخية، ودخول بعض مؤسسات الدولة في دعم المحافظات بإقامة بعض المشاريع السياحية سيسهم في تعزيز خيارات التنوع فيها، وسيضيف فرصًا أخرى لزائريها خاصة من خارج سلطنة عُمان الذين يحتاج المزيد من الترويج لهم ويكون ضمن خريطة التعريف بها.

والثاني أن مثل هذه المهرجانات توجِد حالة اقتصادية وتجارية وفرص عمل وتطوير الأعمال الخاصة لأصحاب مشاريع المؤسسات المتوسطة والصغيرة، وحراكا يسهم في ارتفاع الإيرادات التي يمكن أن تسند للمحافظة في تنفيذ مشاريع لها ذات عوائد اقتصادية وسياحية تتطور مع السنوات القادمة وتكبُر مع أحلام منظميها وتوجِد حالة تنافس حقيقية بينها تعطيها التميز والإبداع.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الخيمة في شتاء الجازر ..حنين إلى الماضي واحتفاء بذكريات الترحال

عودة إلى الماضي حين يمر المرء في وضح النهار بين الأحياء السكنية في ولاية الجازر رغم التنمية العمرانية إلا أن الخيمة تسجل حضورها اللافت في فصل الشتاء ليس هروبا من الصحراء وإنما الحنين إلى الماضي الأصيل، إذ الطبيعة البدوية في تلك الأيام لا تتقيد بالمعيشة في منطقة جغرافية معينة ومحددة، وأينما وجد الماء والمرعى تشد الرحال إليهما في رحلات سنوية موسمية عرفها البدو منذ القدم، يقوم بها معظم أهالي محافظة الوسطى يعملون يدا واحدة حيث يرتبط البدو ارتباطا وثيقا بالقبيلة وسننها وأعرافها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ويشتهرون بالترابط الأسري وبالاحترام المتبادل بين بعضهم بعضا وبتعاونهم الوثيق فيما بينهم في إطار المجتمعات المحلية.

جريدة «عمان» خلال زيارتها لولاية الجازر ومع ما تشهده الولاية من مشاريع تنموية وعمرانية إلا أن فصل الشتاء يمثل مناسبة سنوية لنصب الخيام التي تمثل رمز البادية، ففي قلب البدو للخيمة وقع خاص وحب وشجن وحنين غير عادي حيث تمثل له مقام السكن والكرم والضيافة، ويحرص القاطنون في الولاية على غرس هذه العادات والتقاليد الأصيلة في أبنائهم، إذ تكثر التجمعات العائلية بين الأهل والجيران، كما يتسامر الناس ويتجمعون على شبة الضوء وتكون القهوة العربية حاضرة والتمر والحلوى العمانية والتعاليل الشعرية، واستطلعت «عمان» آراء أبناء ولاية الجازر حول ارتباطهم بالخيمة وتمسكهم بالعادات والتقاليد الأصيلة، وحضور الشعر في مثل هذه التجمعات الشتوية.

رمز البادية

قال عبود بن سعود الجنيبي: الخيمة تمثل رمز البادية في الجازر حيث كانت المكان الوحيد الذي يعيش فيه الإنسان ويصطحبها في ترحاله، وفي موسم الشتاء يتم نصب الخيام ليستعيد أهل البادية الماضي ويحرصوا على ترسيخ العادات والتقاليد حيث إنها المكان الوحيد الذي يناسب شبة النار واجتماع الضيوف، ولأن الخيام مصنوعة من الصوف وفيها الدفء من البرد يكثر عليها الإقبال في موسم الشتاء.

وأوضح أن نصب الخيام في الشتاء يعرّف الأجيال بالكثير من العادات والتقاليد الأصيلة ومنها استقبال الضيف وإكرامه واحترام المجالس، وتعتبر الخيمة مدرسة وهوية للعادات الأصيلة، ومن الأبيات الشعرية التي قيلت في الخيمة:

ننصب خيام العز ونكرّم الضيف

والجود بالأجواد عادة أصيلة

خيمة وفيها شبت النار والكيف

والشعر حاضر والمبادئ نبيلة

الكرم والضيافة

وقال سالم بن ربيّع الجنيبي: للخيمة العمانية في قلب البدو وقع خاص وحب وشجن وحنين غير عادي حيث تمثل له مقام السكن والكرم والضيافة عندما كان غير قادر على بناء المنازل العصرية، ولخصوصية سكنها في وجدان المواطن وخصوصا البدو منهم، وبفصل الشتاء يزداد الحنين لها حيث يوقدون بها نار الشتاء التي تضفي جمالية غير عادية على رمسات ليل الشتاء وتعلل الناس بالسوالف عن أحداث الأيام بشكل عام.

وبيّن أن العادات والتقاليد في الحياة البدوية وخاصة بالجازر الكرم والجود والمروة والشهامة والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد وبتدريب الأبناء وتعريفهم بها لتنتقل من جيل لآخر فالأب يخبر بها أبناءه وابنه ينقلها كذلك لغيره، وبما أن للخيمة خصوصية ومكانة في نفوس المواطنين في الجازر وغيرها من الولايات البدوية تجد لها حضورا مميزا في القصائد الشعرية ومنها:

أيام ما كانت معانا عمائر

كان السكن منزل حجارة وخيمة

لاشي قصور ولا دعايات تاجر

ونفوسنا من فضل ربي كريمة

ننحر ركاب من طيب نفس وخاطر

ولا نبالي بالظروف العظيمة

أحوالنا في خير والرب ساتر

النفس مجد وعز والسكن خيمة

رمز الأصالة

وقال يعقوب بن حبيب الجنيبي: ارتبط سكان ولاية الجازر منذ القدم في الحياة البدوية وعاشوها في جميع تفاصيلها من تربية المواشي مثل الإبل والأغنام إلى السكن في الخيام البدوية وبيوت الحجر والطين إضافة إلى الفنون البدوية التي يمارسونها في المناسبات والأعياد، وتعتبر الخيمة البدوية رمز الأصالة والكرم البدوي والعادات الحميدة المتأصلة في نفوس أبناء البادية، أما عن انتشارها في فصل الشتاء فيكمن ذلك في زراعة الفرح في نفوس الناس بالاستئناس بالأجواء الباردة والجميلة وتكثر التجمعات العائلية بين الأهل والجيران، إذ يتسامر الناس ويتجمعون على شبة الضوء وتكون القهوة العربية حاضرة والتمر والحلوى العمانية والتعاليل الشعرية.

وذكر أن حرص الآباء على غرس ارتباطهم بالخيمة في نفوس الجيل الجديد يعزز من العادات والتقاليد الأصيلة مثل الكرم والصدق والوفاء والأمانة من خلال اصطحابهم إلى المناسبات الاجتماعية والدينية ومجالس الرجال. مضيفا: دائما ما تكون الخيمة البدوية حاضرة في قصائد الشعراء وخصوصا في المناسبات الاجتماعية وأغراض المدح والكرم.

مقالات مشابهة

  • افتتاح مهرجان شتاء قلعة بهلا في نسخته الثانية
  • المهرجانات الشتوية بالمحافظات ..تعزز الثقافة وتسهم في الحفاظ على التراث
  • الخيمة في شتاء الجازر ..حنين إلى الماضي واحتفاء بذكريات الترحال
  • حجز محاكمة مطربي المهرجانات مسلم ونور التوت في سرقة لحن أغنية للحكم
  • المهرجانات الشتوية في المحافظات
  • وزيرة التنمية المحلية: تطوير كفاءات مديري وحدات السكان بدواوين عموم المحافظات
  • ‏شبيهة العنود تطرب الجميع بمهرجان ليالي شتاء جازان بأغنية أه يا ليل .. فيديو
  • المخمل يعكس سحر قوام هيفاء وهبي (صور)
  • عروض ولوحات مبهرة في افتتاح مهرجان شتاء بهلا
  • تغير القيم الضغطية واختفاء المنخفض القبرصي.. ماذا حدث في شتاء 2025؟