وزير الرياضة: التعاون المكثف مع الأزهر ضاعف من قوة الوزارة في التأثير على الشباب
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الاثنين ندوة بعنوان "الشباب ومواجهة التغيرات المجتمعية"، حاضر فيها الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وأدار الندوة الإعلامي محمود عبد الرحمن، عضو المركز الإعلامي للأزهر.
جناح الأزهر بمعرض الكتاب.. الأطفال يسألون عن الملائكة والإمام الأكبر يجيبهم الإمام الأكبر يرد على المزاعم الصهيونية.. في جناح الأزهر بمعرض الكتاب
وقال الدكتور أشرف صبحي، إن مؤسسات الدولة تعمل بشكل متكامل لإدماج الشباب داخل المجتمع وتمكينهم واحتواء آرائهم وطموحاتهم في مختلف المجالات، مشيرا إلى محاولات بعض الدول السيطرة على عقول الشباب خاصة الشباب العربي والأفريقي، في ظل توافر وسائل الاتصال والتواصل ذات القدرات الفائقة في الوصول لقطاع كبير من الجمهور وبشكل أكثر فاعلية مما عرفه أسلافنا في الماضي، مشيرا إلى أن كل هذه العوامل تفرض علينا كمؤسسات دولة مسؤولية مضاعفة تجاه الشباب، فلم يعد الزمن مناسبا لإعداد خطة لاحتواء الشباب فحسب، وإنما الحاجة أصبحت ملحة لخطط استباقية لتحصينهم من محاولات استقطاب يعكف عليها جهات عدة في الداخل والخارج.
وأضاف وزير الشباب والرياضة أن أسلوب الحياة المعاصر خلق ما يسمى بـ "صدمة الصراع" والذي يؤثر على الشاب العربي، وهو نتاج ما يراه في واقعه وما تهدف الأسرة والمجتمع تربيته عليه، وبين ما يراه على مواقع التواصل الاجتماعي بلا حدود أو قيود، وهنا يظهر دور الدولة المصرية في الترويج لقناعات وطنية وإبرازها بشكل مميز أمام الشباب، وتوفير الجو الملائم لاعتناقها وتبنيها، كل هذا وسط الثورات والحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة، فضلا عن ما نسميه بالحروب الرقمية المسلحة والتي تستهدف عقوق النشء والشباب.
وبينّ الدكتور أشرف صبحي أنه حينما تتعامل وزارة الشباب والرياضة مع التحديات المجتمعية فإن التعامل يتم وفقا لاستراتيجية قصيرة المدى وطويلة المدى، ونحاول بقدر الإمكان التكامل والتشابك مع المؤسسات المعنية، لدراسة مستقبل أبناءنا والاستماع لهم وتحليل مشكلاتهم، كأحد أبرز القوى المجتمعية التي يعتمد عليها الوطن في بناء مستقبله وطموحاته، وقد نجحت الدولة في إعداد أجيال من الشباب وتوفيق الظروف الملائمة لاحتواء عقولهم من خلال التواجد في المدرسة والجامعة والنادي، مشدد على دول الوزارة المحوري في بناء الشخصية وتبني المواهب.
وأضاف الوزير أشرف صبحي أن علاقة الوزارة بالأزهر الشريف هي علاقة يمكن وصفها بالعلاقة المتشابكة والمستدامة، فالأزهر ووزارة الشباب لديهما عدة مشروعات مشتركة في احتواء الفراغ الفكري الذي قد يصيب الشباب، وتحصينه من الخروج لتلبية هذه الاحتياج من مصادر غير مسؤولة، وقد نجحنا في ذلك من خلال التعاون مع الأزهر وبفضل علماءه المتواجدين بشكل مستمر في مراكز الشباب والنوادي الرياضية وكل حقول الترفيه التابعة للوزارة.
ولفت الوزير إلى إن شخصية بعض الشباب تميل إلى رفض المعلومة الصادرة عن المدرسة أو المسجد أو الجامعة أو المنزل، ويفضل الحصول عليها من خلال النادي على سبيل المثال، وهو ما أدركناه من خلال الدراسات والتحليلات التي تقوم بها الوزارة بشكل دوري، الأمر الذي دفعنا في بعض الأحيان لتوجيه خطابنا إلى المدرس والأبوين ولفت نظرهم إلى بعض الأساليب الأكثر جذبا والأكثر تفضيلا لفئات الشباب، ونسعى من خلال ذلك على استيعاب الشباب وتوفير البيئة المناسبة للاستماع إليهم واحتوائهم.
مؤسسة الأزهر وفرت مساحة كبيرة للاستفادة من امكاناتها في تبني استراتيجية لضبط فكر الشبابوأكد الدكتور أشرف صبحي أن مؤسسة الأزهر وفرت مساحة كبيرة للاستفادة من امكاناتها في تبني استراتيجية لضبط فكر الشباب بما يخدم الأهداف الوطنية والقومية، مشيرا إلى أن التعاون مع الأزهر ضاعف من تأثير الوزارة على مستوى الشباب، وهو ما أدركناه من إقبال الشباب في الاستحقاقات الوطنية التي كان دائما ما يعزف عن المشاركة فيها، وحتى مشاركة الشباب في حملات دعم غزة سواء بالتبرع أو بالمشاركة في أنشطة ترتيب المستلزمات الإغاثية والمستلزمات الطبية والطعام والشراب، كل ذلك مؤشرات لاندماج الشباب في الأنشطة المجتمعية وإقباله على المشاركة في الحياة المجتمعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جناح الأزهر معرض القاهرة الدولي للكتاب الشباب ومواجهة التغيرات التغيرات المجتمعية وزير الشباب والرياضة وكيل الأزهر الدکتور أشرف صبحی من خلال
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر: الدعوة لاستبدال الزواج بـ«المصاحبة» محاولات لضرب القيم وإفساد الشباب
عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، حلقة جديدة من حلقات "ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية"، لمناقشة قضية «الأمن الفكري.. رؤية قرآنية»، وذلك في إطار سعيه المستمر لمعالجة القضايا الفكرية الراهنة.
أدار اللقاء الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، واستضاف الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، حيث تناولوا قضية الأمن الفكري وأثرها في استقرار المجتمعات الإسلامية في ظل التحديات الفكرية المعاصرة.
وأكد الدكتور حبيب الله حسن، في كلمته، أن الأمن الفكري هو أحد الركائز الأساسية لاستقرار أي مجتمع، موضحًا أن الفكر السليم يمر عبر الحواس والعقل ليستقر في القلب، وأن الاضطراب الفكري يؤثر سلبًا على الإيمان والسلوك، مما يؤدي إلى خلل في المجتمعات.
وأوضح أن من أخطر مظاهر هذا الاضطراب انتشار التقليد الأعمى، حيث يتبع البعض أفكارًا دون تمحيص أو تفكير، وهو ما يعوق الوصول إلى إيمان راسخ ومستقر.
وأضاف أن القرآن الكريم شدّد على أهمية إعمال العقل والتدبر، وحذّر من التمسك بالموروثات الفكرية دون وعي، كما في قوله تعالى:
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـًٔا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾،
مشيرًا إلى أن الإسلام يدعو إلى التجديد والاجتهاد في الفهم، بعيدًا عن الجمود الفكري والتقليد الذي يعوق تقدم الأمة.
كما شدّد الدكتور حبيب الله حسن على أن الانحراف الفكري ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو نتيجة غياب المنهجية العلمية السليمة في تلقي المعرفة.
وأوضح أن القرآن الكريم وضع أسسًا واضحة لحماية الفكر والعقل من الانحراف، من خلال التأكيد على استخدام الحواس والعقل والتأمل في الكون، حيث قال تعالى:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَٱخْتِلَافِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ * ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًۭا وَقُعُودًۭا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ﴾.
وأكد أن المجتمعات الإسلامية لا يمكن أن تنهض إلا بوعي فكري متكامل يدمج بين الإيمان والعقل، مشيرًا إلى أن أي محاولة لفصل العقل عن الإيمان أو الإيمان عن العقل تؤدي إلى خلل فكري عميق ينعكس سلبًا على سلوك الأفراد واستقرار المجتمعات.
من جانبه، تحدث الدكتور علي مهدي عن مفهوم الأمن الفكري في ضوء القرآن الكريم، موضحًا أن الأمن الفكري يعني تحصين المجتمع من الغزو الثقافي والأفكار الوافدة التي تهدف إلى تفكيك ثوابته الدينية وقيمه الأخلاقية، حتى يصبح هشًّا يسهل اختراقه والسيطرة عليه.
وأشار إلى أن القرآن الكريم تعامل مع الإنسان باعتباره كائنًا مركبًا من عقل وفطرة، ودعاه إلى إعمال الفكر والنظر للوصول إلى الإيمان الحق، حيث قال تعالى:
﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا تُغْنِى ٱلْءَايَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍۢ لَّا يُؤْمِنُونَ﴾.
كما حذّر من التيارات الفكرية التي تسعى إلى تدمير القيم الأخلاقية من خلال الترويج للإباحية والشذوذ، وطرحها على أنها حقوق مشروعة للإنسان، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على المجتمعات الإسلامية.
وأوضح أن هذه المحاولات لم تعد مجرد نظريات خفية، بل أصبحت واقعًا ملموسًا، يتم تسويقه عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية بهدف تقويض الأسرة المسلمة وإضعاف دورها في بناء المجتمع.
وشدد على ضرورة تعزيز الوعي لدى الأفراد والمجتمعات لمواجهة هذه الأفكار الهدامة، من خلال العودة إلى تعاليم الإسلام الراسخة التي تدعو إلى الفضيلة وتحفظ كيان الأسرة والمجتمع.
وفي ختام الملتقى، أكد الدكتور هاني عودة أن هناك مخططات تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمعات الإسلامية من خلال نشر الإلحاد والانحلال الأخلاقي، واستهداف الشباب تحديدًا لإبعادهم عن القيم والمبادئ الإسلامية.
وأشار إلى أن بعض الدعوات التي نسمعها اليوم، مثل استبدال الزواج الشرعي بما يسمى «المصاحبة»، ليست سوى محاولات لضرب القيم الإسلامية وإفساد الشباب بحجة الحد من نسب الطلاق، لكنها في الحقيقة تقود إلى مزيد من الانحلال والانهيار الأخلاقي.
وأضاف أن هذه الأفكار الهدامة تأتي ضمن خطط ممنهجة لإضعاف المجتمعات الإسلامية من الداخل، إلا أن القرآن الكريم قدّم الحلول الكفيلة بمواجهتها، من خلال ترسيخ العقيدة الصحيحة وتعزيز القيم الأخلاقية بالحكمة والموعظة الحسنة، مما يجعل الأمة الإسلامية قادرة على التصدي لهذه التحديات بعقيدتها الراسخة وكتابها الكريم وسنة نبيها ﷺ.