قتلى عسكريون أميركيون بالشرق الأوسط لأول مرة منذ بدء الحرب.. كيف علق مغردون؟
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
زادت وتيرة استهداف القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن الهجوم الأبرز والأخطر ما تعرضت له قاعدة عسكرية أميركية بالأردن أمس الأحد.
وقتل 3 عسكريين أميركيين وأصيب 34 آخرون في ذلك الهجوم، وهي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الأمر الذي أثار تفاعلا بمواقع التواصل الاجتماعي.
ومنذ بدء "طوفان الأقصى"، تعرضت القوات الأميركية المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط لنحو 158 هجوما عسكريا، منها قواعد بسوريا كقاعدتي كونيكو، ورميلان، وأخرى في العراق كقاعدة عين الأسد ومقر القوات الأميركية بمطار أربيل.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إن الهجوم على القاعدة العسكرية بالأردن تم بواسطة طائرة مسيّرة كبيرة الحجم انطلقت من الأراضي السورية واستهدفت القاعدة العسكرية الأميركية "البرج 22".
وتقع هذه القاعدة الأميركية في شمال شرقي الأردن، وتحديدا بمحاذاة الشريط الحدودي مع سوريا، وتبعد 10 كيلومترات عن الحدود مع العراق، كما تبعد نحو 22 كيلومترا عن قاعدة التّنف الأميركية في سوريا، وتضم 350 عسكريا أميركيا من سلاحَي البر والجو.
تفاعل واحتفاءورصد برنامج شبكات (2024/1/29) جانبا من تفاعل مغردين مع هذا التطور غير المسبوق منذ بدء الحرب، ومن ذلك ما كتبه حازم زهران: "مش بعيد (ليس بعيدا) أن تكون إسرائيل وراء الحادث لتوريط أميركا وغرسها معها بالوحل الذي أصبحت غير قادرة على التعامل معه وتخليص نفسها".
فيما غرد شاهين "إذا كانت أميركا تتوقع أنها آمنة في أي منطقة فهي واهمة، خصوصا بعد مواقفها ودعمها للكيان الصهيوني وإنكار مجازر أبناء غزة، وتنكر الإبادة الجماعية بكل بساطة".
أما عبد الماجد، فيرى أن "أي استهداف ضد الكيان الصهيوني الأميركي بشكل مباشر أو مصالحها في البحر الأحمر أو في أي مكان هو فعل بطولي، وهو أقل ما يمكن القيام به لمناصرة غزة التي تتعرض لحرب إبادة من الكيان الصهيوني وأميركا".
وقال عبد الرحيم "كل هذا من أجل الكيان الصهيوني، لأن بقاء الهيمنة ببقاء هذا الكيان وأميركا تدافع عنه على حساب مصالحها الإستراتيجية وحياة جنودها، ولم تستطع أن تقول له كفى قتلا وإجراما منذ أكثر من 100 يوم".
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نقلت عن مسؤول عسكري في المقاومة الإسلامية بالعراق إعلانها مسؤوليتها عن الهجوم وتأكيده أن جميع المصالح الأميركية في المنطقة أهداف مشروعة لهجماتها، طالما استمرت أميركا في دعم إسرائيل.
ووجّه الرئيس الأميركي جو بايدن أصابع الاتهام مباشرة إلى إيران، مؤكدا على نية الرد، فيما نفت طهران صلتها بالهجوم واعتبرت الاتهامات الأميركية باطلة، وأن "قوات المقاومة في المنطقة لا تتلقى الأوامر من إيران".
يذكر أن قاعدة البرج 22 الأميركية، لم تكن الوحيدة التي أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق استهدافها أمس الأحد، فقد أعلنت استهداف 4 قواعد عسكرية أميركية أخرى، 3 منها بسوريا وواحدة شمال غربي إسرائيل على البحر الأبيض المتوسط، وهي منشأة "زفولون" البحرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: منذ بدء
إقرأ أيضاً:
قوات أوروبية بأوكرانيا.. تعكير للمفاوضات الأميركية الروسية أم للضغط على موسكو؟
موسكو- حصل المقترح الأوروبي بنشر 30 ألف جندي في أوكرانيا على زخم جديد بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تأييده الكامل للفكرة، مع التشديد على أن قوات بلاده لن تشارك فيها.
ويأتي الموقف الأميريكي بعد يوم واحد من انعقاد اجتماع غير رسمي للقادة الأوربيين في باريس، دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال إنه لبحث ملف الأمن الأوروبي المشترك وتحفيز التخطيط للدعم الأوروبي لكييف والتوصل إلى إجماع بشأن نشر محتمل للقوات هناك، وسط خلافات بين دول القارة حول هذا المقترح.
وكانت الولايات المتحدة طالبت في وقت سابق الزعماء الأوروبيين بتقديم ضمانات أمنية، بما في ذلك قوة عسكرية لأوكرانيا، في حال تمكنت واشنطن من التوصل لاتفاق مع موسكو حول وقف الحرب أو الهدنة مع أوكرانيا.
انزعاج أوروبيلكن رد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن نشر قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا يُعتبر أمرا غير مقبول لبلاده ويشكل تهديدا لسيادتها، يطرح تساؤلات حول سيناريوهات المرحلة المقبلة من المفاوضات الروسية الأميركية بخصوص الحرب، وكيف سيكون موقف الكرملين في حال تم بالفعل إرسال قوات أوروبية إلى هناك.
ويميل عدد من المراقبين الروس للاعتقاد بوجود انزعاج أوروبي متزايد من مقاربة واشنطن لوقف الحرب في أوكرانيا، تقوم على أن أولويات الأمن الأميركية باتت تكمن في مكان آخر، ولذلك ينبغي التصرف دون التعويل على المشاركة الأميركية المباشرة.
إعلانوما يعزز من هذا الاعتقاد -وفق هؤلاء- هو استبعاد واشنطن لأوروبا وكييف من مفاوضات الرياض التي تجريها مع موسكو، وتقييم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإيجابي لها وإعلانه بأنه مستعد للقاء نظيره ترامب.
تباينيرى الباحث في السياسات الدولية، ديمتري كيم، أن سبب القلق الأوروبي، والتعبير عنه بمقترح إرسال قوات إلى أوكرانيا، جاء ردا على عزم الولايات المتحدة التحرك بـ"سرعة كبيرة" لوقف الحرب، في وقت تشعر فيه أوروبا بالتهميش في مفاوضات قد تهدد نهاية المطاف -حسب مفهومها- التوازن الأمني في القارة لسنوات قادمة.
ويوضح للجزيرة نت أن الحديث يدور عن إرسال قوات أوروبية لكنها لن تكون مشمولة بضمانة أمنية من الناتو بسبب الموقف الأميركي، مما يعني أن هذه البلدان ستضطر إلى الدفاع عن نفسها لوحدها في حال اندلع صراع جديد مع روسيا.
ومن هنا -يتابع الباحث- ستعتمد القرارات اللاحقة بهذا الخصوص على نوع الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة، إن وجد، وكذلك في حال تم التوصل إلى اتفاق بخصوص الحرب في أوكرانيا، وهو ما يزال سؤالا مفتوحا.
وباعتقاده، فإن فرض تسوية سلمية مستقبلية بين واشنطن وموسكو بات يشكل كابوسا لدى عواصم أوروبية خاصة لندن وباريس، وسط تباين في "حماسة" مجموعة أخرى منها تجاه نشر وحدات عسكرية بأوكرانيا، مثل السويد المترددة، وألمانيا التي تواجه انتخابات هذا الأسبوع، وبولندا "الخصم التاريخي" لكييف، وهو ما يمكن اعتباره ضربة للجهود المتعددة الجنسيات الناشئة.
خطة بديلةمن جهته، يعتبر خبير الشؤون العسكرية قسطنطين سوسلوف أنه رغم أن نهاية الحرب، التي باتت على مقربة من دخول عامها الثالت، كانت تُعتبر بعيدة المنال، إلا أن إعلان ترامب عن استعداده للتحدث مع روسيا والاجتماع مع بوتين أدى إلى "تدافع" القادة الأوروبيين للرد والمسارعة في وضع خطة بديلة للإبقاء على التوازن في القارة العجوز.
إعلانووفق تصريحه للجزيرة نت، فإنه من الناحية النظرية توجد عدة مستويات من القوات التي يمكن نشرها بعد وقف إطلاق النار في أوكرانيا هي:
الأول: قوة ردع برية كبيرة قادرة من الناحية النظرية على القتال إذا تجددت الحرب بين روسيا وأوكرانيا مرة أخرى، وتتكون من 100 إلى 150 ألف جندي. لكنه يتساءل ما إذا كانت أوروبا قادرة على توفير مثل هذا العدد، مع استبعاد مشاركة الولايات المتحدة. الثاني: قوة تتألف من عشرات آلاف الجنود الأوروبيين تنتشر على أجزاء من خط المواجهة، من شأنها أن تشكل مساعدة أكثر محدودية. ولكن قد يعني ذلك أنه إذا تجددت المواجهة بين روسيا أوكرانيا مرة أخرى فإن الدول الأوروبية سوف تنجر إلى الصراع. الثالث: النموذج الأكثر محدودية، وفق الخبير سوسلوف، ويتمثل في قوة تدريب كبيرة تشكل رادعا لأن القوات الأوروبية سوف تكون متمركزة بأوكرانيا وقادرة على القتال وتقديم الدعم في أزمة عسكرية. ويلفت أن ذلك لن يكون سوى مساعدة محدودة لأوكرانيا التي تواجه نحو 600 ألف جندي روسي على طول جبهة نشطة يبلغ طولها 950 كيلومترا على الأقل.وحسب ما يقول، فإن العملية العسكرية الروسية -التي انطلقت في فبراير/شباط 2022- كان من أبرز أهدافها منع أوكرانيا من أن تصبح جزءا من الغرب، بما في ذلك الانضمام إلى حلف الناتو، فضلا عن نزع سلاحها. لذلك ستعارض موسكو بالتأكيد وجود أي قوات أوروبية داخل أوكرانيا.
ويستعبد الخبير سوسلوف خطر اندلاع صراع أوسع بين أوروبا وروسيا، معتبرا أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن الدول الأوروبية سوف تضطر لتقديم ضمانات أمنية كاملة لأوكرانيا.