قطاع غزة (الاراضي الفلسطينية),"أ ف ب": يتواصل القصف على قطاع غزة مع استمرار القتال العنيف ، موقعا مزيدا من الشهداء والجرحى، فيما يتواصل الجدل حول عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد اتهام إسرائيل موظفين فيها بالضلوع في الهجوم الذي شنته حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر، ما دفع الاتحاد الأوروبي الاثنين إلى المطالبة بإجراء تدقيق في هذا الموضوع.

على الأرض، تدور معارك عنيفة في غرب خان يونس وفي محيط مستشفى الأمل في المدينة وأحياء النمساوي وبطن السمين والمواصي، وفق مصادر في فصائل فلسطينية، وكذلك شهود.

وأفادت مصادر أخرى عن معارك أيضا في الشمال، في مدينة غزة التي أصبحت ركاما في اجزاء كبيرة منها وقد نزح منها مئات الآلاف من السكان.

ودوّت قبل قليل صفارات الإنذار في تل أبيب، ما يعني أن قصفا ما سيستهدفها أو المحيط. وتراجعت وتيرة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، لكنها لم تتوقف.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس اليوم ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر والتي أتبعت بهجوم بري،

وأكدت الوزارة إستشهاد 215 شخصا على الأقل في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينما أصيب نحو 65387 شخصا منذ اندلاع الحرب. وأكدت الوزارة أن عددا كبيرا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرق.

وبينما تواصل المنظمات الدولية وغير الحكومية التحذير من افتقاد سكان قطاع غزة المحاصر الى كل الأساسيات والى مأوى وأمان، تزيد قساوة الطقس من هذه الصعوبات. ونقل مصورون متعاونون مع وكالة فرانس برس صور خيم نازحين غارقة في الوحول والمياه.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إن "الأمطار الغزيرة الليلة الماضية أغرقت مئات خيم النازحين"، مشيرا الى أن النازحين "يواجهون معاناة متفاقمة وأوضاعا صعبة وقاسية في البرد وعدم توفر خيم ومأوى لعشرات الآلاف منهم".

تحقيق

في الوقت ذاته، تواجه وكالة الأونروا التي تقدّم مساعدات حيوية للفلسطينيين في غزة، تعقيدات إضافية غير تعقيدات الحرب، بعد اتهام اثني عشر من موظفيها بالمشاركة في الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل. وزادت هذه الاتهامات من وتيرة تهجّم مسؤولين إسرائيليين على الوكالة، فيما علقت دول عدة على رأسها الولايات المتحدة مساهماتها في تمويل أنشطة الوكالة.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إريك مامر إن الاتحاد طلب من الأونروا اليوم "الموافقة على إجراء تدقيق من جانب خبراء مستقلين تختارهم المفوضية الأوروبية".

وفتحت وكالة الأمم المتحدة تحقيقا الجمعة عقب اتهامات إسرائيلية.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى ضمان استمرارية عمليات الوكالة الحيوية.

وبحسب الأمم المتحدة، يتكدّس أكثر من 1,3 مليون فلسطيني في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، ويعيشون في ظروف شديدة الصعوبة قرب الحدود المغلقة مع مصر.

محادثات "بناءة"

وتجري محادثات حول إمكانية التوصل الى هدنة جديدة في الحرب المدمرة.

في باريس، التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز الأحد مسؤولين من إسرائيل ومصر بالإضافة إلى رئيس الوزراء القطري. وقد وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"البناءة".

وأشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان إلى أنه "لا يزال ثمة خلافات" بين الأطراف، مضيفاً أن المباحثات ستتواصل خلال الأيام القادمة.

وأكد مصدر أمني أمريكي لوكالة فرانس برس أنّ الرئيس الأمريكي كلّف بيرنز التفاوض على إطلاق آخر الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس مقابل وقف لإطلاق النار.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي الاثنين لقناة "سي ان ان" الأميركية الاثنين إن المحادثات "جدية وحتى الآن، بناءة. هناك عمل كثير يجب القيام به".

وأشار الى أن "محادثات جيدة جرت مع القطريين والمصريين، لكن لم نصل بعد الى خط النهاية".

وكانت قطر ومصر والولايات المتحدة توسطت في هدنة طبّقت في نهاية نوفمبر وأفرج خلالها عن أكثر من مئة من حوالى 250 رهينة خطفوا في إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر، وعن معتقلين فلسطينيين من النساء والقصّر من السجون الإسرائيلية. كما عّلق القتال لأسبوع وأدخلت مساعدات إلى غزة.

إستشهاد 5 بالضفة

في الضفة الغربية المحتلة، قتل خمسة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي اليوم وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيانات.

وأشارت الوزارة الى إستشهاد شخصين في سلواد وآخر في دورا ورابع في تقوع وخامس في اليامون قرب جنين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة

قالت صحيفة فاينانشيال تايمز ، اليوم الاثنين الأول من تموز 2024 ، إن إسرائيل تستعد لاختبار نموذج تجريبي لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب المستمرة والتي انطلقت شرارتها في السابع من أكتوبر الماضي.

وبحسب الصحيفة ، فإن خطة إدارة غزة ستكون من خلال إنشاء سلسلة من التجمعات تكون خالية من حركة حماس ، لكن الخطة قوبلت بشك كبير من قبل العديد من الأشخاص الذين تم اطلاعهم عليها.

وذكرت أن إسرائيل ستطلق هذا المخطط التجريبي قريباً، وهو مشابه لما يسمى بـ"الجيوب الإنسانية"، وستتمركز أساساً في أحياء العطاطرة، وبيت حانون، وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وفقاً لستة أشخاص مطلعين على الخطة.

وبموجب هذا المخطط، سيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل مسؤولية توزيع المساعدات من "معبر إيريز" (بيت حانون) الغربي إلى الفلسطينيين الذين تم فحصهم، والذين سيقومون بتوزيعها وتوسيع مسؤولياتهم تدريجياً لتولي الحكم المدني في المنطقة، وستتولى القوات الإسرائيلية، على الأقل في مرحلة أولية، ضمان الأمن، وفق الصحيفة.

إقرأ/ي أيضا: الرئاسة الفلسطينية توضح موقفها من تسليم غـزة لقوات دولية

وفي حالة نجاحها، ستقوم إسرائيل بعد ذلك بتوسيع "هذه التجمعات" جنوباً إلى أجزاء أخرى من غزة، كوسيلة لاستبدال حكم "حماس"، بعد ما يقرب من عقدين من حكم الحركة للقطاع.

وقال أحد الأشخاص المطلعين على تفاصيل المخطط، إن المشروع يُنظر إليه أيضاً على أنه وسيلة لممارسة الضغط على "حماس"، بعد تعثر المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.

وتأتي هذه المبادرة الإسرائيلية الأخيرة، بعد أشهر من الضغوط الدولية على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لصياغة نظام بديل موثوق به لغزة ما بعد الحرب، لكن شخصين آخرين اطلعا على الخطة قالا إنها مجرد نسخة أخرى من المحاولات الإسرائيلية السابقة، والتي أحبطتها "حماس" بحكم الأمر الواقع.

وقالت "حماس" في بيان، الثلاثاء الماضي، إنها لن تسمح لأي طرف بـ"التدخل" في مستقبل قطاع غزة، وأنها "ستقطع أي يد للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول العبث بمصير ومستقبل شعبنا".

وأضاف شخص آخر مطلع على خطط إسرائيل بشأن إدارة غزة في فترة ما بعد الحرب، وفق الصحيفة البريطانية، أن المحاولات الإسرائيلية لتحديد الفلسطينيين المحليين الذين يمكنهم إدارة غزة بدلاً من "حماس"، مستمرة منذ نوفمبر الماضي 2023، "دون أي نجاح كبير".

وتابع: "هذه (الخطة) هي مجرد تكرار لمحاولات سابقة، والفكرة التي تدور في أذهان الإسرائيليين هي أن جهة ما، سواء الدول العربية أو المجتمع الدولي، سوف تدفع ثمنها، وسيقوم السكان المحليون في غزة بإدارتها، وأضاف الشخص: "لكن لا أحد يُبادر".

إقامة دولة فلسطينية

وتتمثل إحدى العقبات الرئيسية في رفض نتنياهو المستمر لأي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، والتي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

كما رفض نتنياهو بشكل قاطع أي مسار مستقبلي إلى الدولة الفلسطينية، وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تولى منصبه لفترة طويلة هذا الموقف في الأسابيع الأخيرة، قائلاً: "لست مستعداً لإقامة دولة فلسطينية هناك (في غزة). لست مستعداً لتسليمها إلى السلطة الفلسطينية".

ومع ذلك، يواصل نتنياهو وكبار مساعديه، الإصرار على أن الحكومات العربية ستلعب دوراً رئيسياً في أي ترتيبات ما بعد الحرب، سواء من خلال توفير الدعم الدبلوماسي أو التمويل أو حتى قوات حفظ السلام.

ودعا تساحي هنجبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إلى "قيادة من أعلى إلى أسفل" تتكون أساساً من "مجموعة من الدول العربية المعتدلة، إلى جانب الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة".

وقال في مؤتمر أمني، الأسبوع الماضي، إنهم بالاشتراك مع "قيادة فلسطينية محلية" سيقودون "التحرك لخلق بديل لحماس"، ومع ذلك، رفض المسؤولون العرب لعب أي دور من هذا القبيل، دون وجود السلطة الفلسطينية، والتقدم المادي نحو إقامة دولة فلسطينية، وفقاً لخمسة أشخاص مطلعين على المناقشات.

وقال أحد الدبلوماسيين العرب لـ"فاينانشيال تايمز": "لن تدعم الدول العربية إعادة الإعمار في غزة، أو خطط ما بعد الحرب، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية".

ولم تكن "الجيوب الإنسانية" سوى جزء تكتيكي واحد من خطة أوسع بكثير من ثلاثة مستويات لمرحلة ما بعد الحرب، والتي دعمتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ووزير الدفاع يوآف جالانت، وفقاً لمسؤول كبير.

وبموجب الخطة الكاملة، حسبما أوردت "فاينانشيال تايمز"، فإن تحالفاً دولياً واسعاً يضم دولاً عربية معتدلة سيوفر "الغلاف" الدبلوماسي والمالي الشامل لغزة ما بعد الحرب، وسيتولى مسؤولو السلطة الفلسطينية وغيرهم من القادة المحليين داخل غزة إدارة النظام الجديد، وهو مستوى متوسط ​​من الحكم يعتقد العديد من الدبلوماسيين الأجانب أنه يجب أن يكون "حكومة تكنوقراط".

وعلى أرض الواقع، تسعى إسرائيلي على ما يبدو إلى إدارة "الجيوب الإنسانية" من قبل ممثلين عن التحالف الدولي والعربي (إذا ما نجحت حكومة نتنياهو في إقناع أطراف عربية بالمشاركة وهو ما رفضته الأطراف العربية حتى الآن)، ومسؤولي السلطة الفلسطينية المحليين، ومقاولين من القطاع الخاص ورجال الأعمال.

تدريب السلطة الفلسطينية

وقال العديد من الأشخاص المطلعين على المناقشات بشأن غزة بعد الحرب، إن هناك خططاً أيضاً لتدريب قوة فلسطينية محلية من داخل غزة لتتولى الأمن في "الجيوب الإنسانية".

وستتألف مثل هذه القوة من أفراد أمن سابقين في السلطة الفلسطينية يسافرون إما إلى الأردن، أو الضفة الغربية للتدريب تحت رعاية الفريق الأميركي مايكل فينزل، المنسق الأمني ​​في القدس بين إسرائيل، والسلطة الفلسطينية.

ومع ذلك، فقد واجهت الخطة مقاومة من المستويات العليا في حكومة نتنياهو، الذين "ليسوا على استعداد حتى للتلفظ بكلمات السلطة الفلسطينية"، وكانوا الآن يناقشون فقط مخطط "التجمعات" الأولي، كما قال مسؤول إسرائيلي كبير سابق.

وتابع: "إذا حاولت التجربة على المستوى الأدنى فقط، فلن ينجح الأمر.. لن يستثمر أحد المال في هذا دون خطة شاملة طويلة المدى"، وأضاف: "لا يوجد مشترين".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 37 ألفا و953 منذ بدء العدوان الصهيوني
  • في يومها الـ 271 - كم وصلت حصيلة شهداء وجرحى الحرب على غزة؟
  • معضلة إسرائيل القادمة.. من يدير قطاع ​​غزة بعد الحرب؟
  • ارتفاع حصيلة شهداء غزة جراء العدوان الصهيوني إلى37 ألفاً و925 شهيداً
  • «أونروا»: لا مكان آمن في قطاع غزة والأوضاع الصحية كارثية
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 37925 والجرحى إلى 87141
  • صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان إلى 37 ألفا و900 منذ طوفان الأقصى
  • ارتفاع حصيلة قتلى الحرب في غزة إلى نحو 38 ألف شهيد
  • تفاصيل خطة إسرائيلية لإدارة قطاع غزة
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 37900 منذ بدء الحرب