تغييرات الجيوبوليتيكا من القانون إلى العدالة، الحالة السودانية (١-٥)
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
د. عمرو محمد عباس محجوب
اشرت بشكل سريع في احد مقالاتي إلى التشابه بين الجنجويد والكيان الصهيوني، وربما مع تتابع احداث غزة فقد ظهر بجلاء ان الدول التي تساند الجنجويد هي نفسها التي تساند الكيان الصهيوني. تناولت تاريخ وسيرة الجنجويد في سلسلة كتاب التنوع في السودان، وفي عديد من المقالات في المواقع السودانية.
استعمل نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، “فقرات من العهد القديم في سفر التثنية وسفر إشعياء، يشير فيها إلى تسمية الفلسطينيين بالعماليق والجيش الإسرائيلي بأداة الرب في الأرض ليخلصها من حماس” وهو إشارة لأمر الرب جيش العبرانيين عندما دخل أريحا في زمن يهوشع بن نون بأن يقتلوا الناس جميعا بمن فيهم النساء والأطفال، وأمر بقتل الحيوانات والبهائم وحرق الزرع وهدم البيوت. رغم اختلاف الديانة بين الاسرائيلين و الجنجويد فقد تشابهوا تماماً في الممارسات التي تعرض لها السودانيون في تجربتهم الفظيعة معهم.
بعد استيطانهم في دارفور واستيلائهم على الاراضي في القرى ومصادرة الممتلكات وطرد السكان، جاءت غزوة العاصمة المثلثة. اختلطت كل الممارسات التي تمت في دارفور من قتل السكان واقتلاع السكان من منازلهم وطردهم واغتصاب نساء العاصمة واستباحتهم، إلى سلب ونهب ممتلكاتهم ثم الاستيلاء على منازلهم. حدث ماهو مماثل في انحاء دارفور، خاصة في الجنينة حيث حدثت إبادة جماعية وجرائم حرب وضد الانسانية. وحاولت في شمال كردفان وجنوبها وفي وادمدني وكثير من قرى الجزيرة، مع التهديد المستمر لبقية الولايات ونشر الخلايا النائمة في كافة انحاء الوطن. كثير من اجزاء السودان محتل الان بواسطة قوى اجنبية من كثير من دول الجوار يعملون كمرتزقة مقابل المال ونهب ممتلكات المواطنين.
ويعترف القانون الدولي والأمم المتحدة "بشرعية كفاح الشعوب الرازحة تحت السيطرة الاستعمارية والأجنبية…وبشرعية الكفاح بما فيها المقاومة والكفاح المسلح….. وكنس الاستعمار بشكليه التقليدي والاستيطاني". وقد استيقظ المواطنين وتوحدوا بشكل كبير ضد المحتل المجرم بكافة أنواع المقاومة.
تناولت في مقالات سابقة توقعات بتغير شامل في برادايم الجيوبوليتيكا العالمية ومن ثم استقراء موقع السودان. كان هذا بربطها بمحددات الكاتب الاستشرافي جيرمي ريفكين في رصده لعناصر تطور المجتمع الإنساني عبر العصور، والتي لخصها في ارتباطها بحدوث نقلات في ثلاث مجالات: مصدر طاقة جديد (تناولت فيها تطورات الاندماج النووي) ومصدر وسيلة اتصالات جديدة (تناولت فيها الوصول للكمبيوتر الكمي العملي، ووسيلة مواصلات جديدة (السيارات التي تستعمل وقوداً صديقاً للبيئة متنوعة). وبرغم ان كل هذه المجالات يحدث فيها تطوير ومعرفة جديدة، لكن لم تحسم بشكل نهائي. لكن برغم هذا، فقد بدأت ارهاصات كثيرة في الاشارة لتغييرات كبرى تحدث في الجيوبوليتيكا العالمية وبشكل تدريجي في مجالات مختلفة. سوف احاول قراءتها في المقالات اللاحقة.
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
غرامات ضخمة وعقوبات قاسية لمسئولي حماية البيانات الشخصية في هذه الحالة
أكد قانون حماية البيانات الشخصية على فرض غرامات قاسية تصل إلى 2 مليون جنيه على مسئول حماية البيانات الشخصية الذي يفشل في أداء واجباته المنصوص عليها في القانون، وذلك لتطبيق معايير حماية البيانات وضمان حقوق الأفراد في هذا السياق.
ووفقًا للمادة (40) من القانون، يعاقب مسؤول حماية البيانات الشخصية بغرامة لا تقل عن 200 ألف جنيه ولا تزيد على 2 مليون جنيه في حالة عدم التزامه بالمسؤوليات المحددة في المادة (9) من القانون. وفي حالة وقوع الجريمة نتيجة للإهمال، تصل الغرامة إلى 500 ألف جنيه.
وتتضمن مهام مسئول حماية البيانات مجموعة من المسئوليات الجوهرية تشمل متابعة تنفيذ أحكام القانون، تقديم التقارير المتعلقة بأمن البيانات، والإشراف على التقييم والفحص الدوري لنظم حماية البيانات ومنع اختراقها. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الشخص المعني بالبيانات بالحق في ممارسة حقوقه في إطار هذا القانون، ويجب على المسئول توفير كل الإمكانيات اللازمة لتمكين المركز من إجراء التفتيش والرقابة للتحقق من الالتزام بالتشريعات.
يتوقع من مسئولي حماية البيانات الالتزام بتنفيذ الإجراءات التي تضمن سلامة وأمن البيانات الشخصية، والتأكد من تطابقها مع القوانين المقررة، حيث إن أي إهمال في هذا الصدد يؤدي إلى فرض العقوبات المقررة بموجب القانون.