د. عمرو محمد عباس محجوب

اشرت بشكل سريع في احد مقالاتي إلى التشابه بين الجنجويد والكيان الصهيوني، وربما مع تتابع احداث غزة فقد ظهر بجلاء ان الدول التي تساند الجنجويد هي نفسها التي تساند الكيان الصهيوني. تناولت تاريخ وسيرة الجنجويد في سلسلة كتاب التنوع في السودان، وفي عديد من المقالات في المواقع السودانية.

كما تناولت التوطين الذي كرسته سلطة الإنقاذ محترفي اللصوصية والنهب في مناطق مختلفة من دارفور، منذ العشرية الاولى من الالفية، أولاً بقتل قرابة أربعمائة الف، ثم اكثر من مليوني نازح ونصفهم من اللاجئين تم اغتصابهم ونهبهم وتهجيرهم. جاء هؤلاء المستوطنون الجدد من تشاد، مالي، النيجر، نيجريا وغيرها من عرب الشتات. كما تم استعمالهم كمرتزقة في حرب اليمن وارتكبوا نفس الجرائم البشعة.

استعمل نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، “فقرات من العهد القديم في سفر التثنية وسفر إشعياء، يشير فيها إلى تسمية الفلسطينيين بالعماليق والجيش الإسرائيلي بأداة الرب في الأرض ليخلصها من حماس” وهو إشارة لأمر الرب جيش العبرانيين عندما دخل أريحا في زمن يهوشع بن نون بأن يقتلوا الناس جميعا بمن فيهم النساء والأطفال، وأمر بقتل الحيوانات والبهائم وحرق الزرع وهدم البيوت. رغم اختلاف الديانة بين الاسرائيلين و الجنجويد فقد تشابهوا تماماً في الممارسات التي تعرض لها السودانيون في تجربتهم الفظيعة معهم.

بعد استيطانهم في دارفور واستيلائهم على الاراضي في القرى ومصادرة الممتلكات وطرد السكان، جاءت غزوة العاصمة المثلثة. اختلطت كل الممارسات التي تمت في دارفور من قتل السكان واقتلاع السكان من منازلهم وطردهم واغتصاب نساء العاصمة واستباحتهم، إلى سلب ونهب ممتلكاتهم ثم الاستيلاء على منازلهم. حدث ماهو مماثل في انحاء دارفور، خاصة في الجنينة حيث حدثت إبادة جماعية وجرائم حرب وضد الانسانية. وحاولت في شمال كردفان وجنوبها وفي وادمدني وكثير من قرى الجزيرة، مع التهديد المستمر لبقية الولايات ونشر الخلايا النائمة في كافة انحاء الوطن. كثير من اجزاء السودان محتل الان بواسطة قوى اجنبية من كثير من دول الجوار يعملون كمرتزقة مقابل المال ونهب ممتلكات المواطنين.

ويعترف القانون الدولي والأمم المتحدة "بشرعية كفاح الشعوب الرازحة تحت السيطرة الاستعمارية والأجنبية…وبشرعية الكفاح بما فيها المقاومة والكفاح المسلح….. وكنس الاستعمار بشكليه التقليدي والاستيطاني". وقد استيقظ المواطنين وتوحدوا بشكل كبير ضد المحتل المجرم بكافة أنواع المقاومة.

تناولت في مقالات سابقة توقعات بتغير شامل في برادايم الجيوبوليتيكا العالمية ومن ثم استقراء موقع السودان. كان هذا بربطها بمحددات الكاتب الاستشرافي جيرمي ريفكين في رصده لعناصر تطور المجتمع الإنساني عبر العصور، والتي لخصها في ارتباطها بحدوث نقلات في ثلاث مجالات: مصدر طاقة جديد (تناولت فيها تطورات الاندماج النووي) ومصدر وسيلة اتصالات جديدة (تناولت فيها الوصول للكمبيوتر الكمي العملي، ووسيلة مواصلات جديدة (السيارات التي تستعمل وقوداً صديقاً للبيئة متنوعة). وبرغم ان كل هذه المجالات يحدث فيها تطوير ومعرفة جديدة، لكن لم تحسم بشكل نهائي. لكن برغم هذا، فقد بدأت ارهاصات كثيرة في الاشارة لتغييرات كبرى تحدث في الجيوبوليتيكا العالمية وبشكل تدريجي في مجالات مختلفة. سوف احاول قراءتها في المقالات اللاحقة.

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أطراف معارضة للحكومة السودانية توقع على دستور جديد بحضور دقلو والحلو

كشف الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس، أنه تم اليوم التوقيع على دستور السودان الجديد وذلك "بعد مشاورات ونقاشات جادة" وبحضور قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو ورئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو.

وأضاف طبيق أن التوقيع على دستور السودان الجديد يعتبر "ميلادا جديدا لتأسيس الدولة السودانية الجديدة وتشكيل حكومة السلام التي انتظرها الشعب السوداني كثيرا"، وفق تعبيره، وقال إنه يمثل الخطوة الإجرائية التأسيسية الأولى بعد التوقيع على الميثاق السياسي لتحالف السودان التأسيسي (تأسيس).

وحملت مسودة الدستور التي وقعتها الأطراف المكونة لتحالف السودان التأسيسي (تأسيس)، اسم "الدستور الانتقالي لجمهورية السودان لسنة 2025".

وألغى الدستور الانتقالي، حسب ما أورد التحالف بصفحته على منصة فيسبوك، الوثيقة الدستورية الانتقالية لسنة 2019 وجميع القوانين والقرارات والمراسيم السابقة.

ونص دستور تأسيس على أن السودان دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، ذات هوية سودانية، تقوم على فصل الدين عن الدولة، وكذلك فصل الهويات الثقافية والعرقية والجهوية عن الدولة والتأكيد على أن المواطنة المتساوية هي الأساس للحقوق والواجبات، وفق التحالف.

إعلان

ونص على تشكيل حكومة انتقالية من أولوياتها إنهاء الحرب وتحقيق السلام، وفق التحالف.

كما نص الدستور على أن تكون قوات الدعم السريع والجيش الشعبي لتحرير السودان وحركات الكفاح المسلّح الموقعة على ميثاق السودان التأسيسي نواة للجيش الوطني الجديد.

وأقر الدستور بحل المليشيات التابعة للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وجميع المليشيات الأخرى اعتبارا من تاريخ إجازة وسريان هذا الدستور، وفق البيان.

وبحسب ما أورد التحالف فإن الدستور يقوم على اللامركزية السياسية والإدارية والقانونية والمالية، كما أقر بأن الدولة السودانية تؤسس على الوحدة الطوعية.

ونص الدستور على أن تتكون الفترة الانتقالية من مرحلتين وهما الفترة ما قبل الانتقالية التأسيسية، وتبدأ من تاريخ سريان هذا الدستور وتستمر حتى الإعلان الرسمي عن إنهاء الحروب، والفترة الانتقالية التأسيسية، وتبدأ فور الإعلان الرسمي عن إنهاء الحروب وتمتد لمدة 10 سنوات.

مقالات مشابهة

  • أطراف معارضة للحكومة السودانية توقع على دستور جديد بحضور دقلو والحلو
  • معارك ومسيرات انتحارية بالسودان وتقارير عن جرائم اغتصاب
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» آلاف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» ألف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • الوليد مادبو وطيران الجنجويد
  • إعادة هندسة السياسة السودانية- نحو ليبرالية رشيدة وتجاوز إرث الفوضى
  • أستاذ قانون دولي عن الحكومة الموازية السودانية: تعكس تحديات قانونية وسياسية
  • محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
  • ???? الجنجويد ينفقون 30 مليون دولار على مروحيتين قتالية… لماذا؟
  • ناظر الرزيقات: اصبح للمجرم قبيلة..!