أكد أبوبكر باذيب، الباحث الاستراتيجي، أن استهداف الحدود السورية الأردنية هو تهديد للمنطقة العربية من قبل إيران، مشددًا على أن هذا على عكس الإدعاء بأن ذلك وراءه دعم الأشقاء في غزة.

 

وأشار "باذيب"، خلال مداخلة لبرنامج "مطروح للنقاش"، والمُذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن الولايات المتحدة لن تتنازل عن دعم وحماية إسرائيل في كافة المجالات مهما تصاعدت الخلافات بينهم، مشددًا على أن الولايات المتحدة قد تسهم في الضغط على إسرائيل.

 

وشدد على أن ضربات إيران من خلال الحوثيين يؤكد النظرية التي روجت لها إسرائيل بأن حماس جماعة إرهابية، موضحة أن الأحداث التي يقوم بها الحوثيون تسهم بشكل كبير في الضغط السياسي على إسرائيل، مؤكدًا أن هناك سياقًا أكبر لتهديد أمن المنطقة العربية.

وفي وقت سابق، قال أبو بكر باذيب باحث في الشئون الاستراتيجية، إن التهديدات التي تقوم بها جماعة الحوثيين للممرات المائية بالبحر الأحمر، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، مشيرًا إلى أن الحوثيين استهدفوا سفن نفط في خليج عمان وخليج عدن، وأوقفوا تصدير النفط من الموانئ اليمنية قبل أحداث غزة.

وأضاف خلال مداخلة لبرنامج "مطروح للنقاش" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن ما يحدث في البحر الأحمر له مستويين، مستوى دولي وأخرى إقليمي عربي، والتحفظات الأوروبية على العملية العسكرية ضد الحوثيين ترجع لنوع من الانقسام، على مستوى وقف الحرب في غزة، فبروكسل ومدريد كان لديهم مواقف متقدمة ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، ومارستا ضغوط كبيرة، وكان لهم أدوار مختلفة على مستوى حرب غزة وأوكرانيا، لذا لهم تحفظ على عمليات البحر الأحمر.
وأردف: "هناك اتفاق عام، لكن هناك خلافات بين دول أوروبا فيما يتصل بالحرب في غزة، فمثلًا إسبانيا وبلجيكا يعتقدون أن الحرب في غزة إذا توقفت يمكن أن تنطفأ الكثير من الأزمات أو تهدأ، وهذا سبب تحفظهم أيضًا على العملية العسكرية في البحر الأحمر".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إيران الحدود السورية الأردنية غزة الباحث الاستراتيجي مطروح للنقاش إسرائيل فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟

تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر، خاصة مضيق باب المندب، مع استئناف جماعة الحوثيين استهداف السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي. 

وقد بدأت القوات الأمريكية بشن عملية عسكرية جوية واسعة النطاق ضد الجماعة٬ قد تستمر لأيام أو أسابيع، في أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تصعد فيه واشنطن ضغوط العقوبات على طهران. ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، شن الحوثيون عشرات الهجمات على السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي أو السفن التابعة للدول التي تدعم الاحتلال، وتأتي هذه الحملة "دعماً للفلسطينيين في حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال على قطاع غزة".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأن الحوثيين هاجموا السفن الحربية الأمريكية 174 مرة، بينما هاجموا السفن التجارية 145 مرة منذ عام 2023.


باب المندب
ويستهدف الحوثيون مناطق بحرية استراتيجية تربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وأبرزها مضيق باب المندب، الذي يعتبر نقطة عبور حيوية تربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس. 

ويقع المضيق بين اليمن في الشمال الغربي وجيبوتي وإريتريا في الجنوب الشرقي، ويفصل بين البحر الأحمر وخليج عدن. ويمر من خلاله نحو 15% من حجم التجارة العالمية، مما يجعله ذا أهمية قصوى لحركة الملاحة الدولية.

كما يستهدف الحوثيون السفن التي تمر في البحر الأحمر، الذي يربط مضيق باب المندب جنوباً وقناة السويس شمالاً. ويعتبر البحر الأحمر شرياناً حيوياً لنقل البضائع، حيث يمر عبره آلاف السفن التجارية سنوياً، ويوفر مساراً مختصراً للسفن المتجهة من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط، بدلاً من الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

قناة السويس
كما تأثرت قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، بهجمات الحوثيين. وكان يمر عبر القناة قبل الهجمات حوالي 12% من التجارة العالمية، خاصة ناقلات النفط والغاز الطبيعي. 


وأجبرت الهجمات شركات الشحن على تحويل مسارات السفن من قناة السويس إلى مسار رأس الرجاء الصالح الأطول، مما أدى إلى تأخير عمليات التسليم وزيادة التكاليف.

وتسببت التوترات في منطقة البحر الأحمر في خسائر كبيرة لمصر، حيث بلغت خسائر إيرادات قناة السويس نحو 7 مليارات دولار خلال عام 2024، أي ما يعادل أكثر من 60% من إيراداتها مقارنة بالعام السابق، وفق تصريحات رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي. 

وأظهرت البيانات تراجع الإيرادات السنوية لقناة السويس بنحو الربع في السنة المالية المنتهية في حزيران/يونيو 2024، حيث سجلت 7.2 مليار دولار مقارنة بـ9.4 مليار دولار في 2022-2023.

خسائر اقتصادية وتجارية
منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، صعد الحوثيون من هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى إغراق سفينتين، والاستيلاء على أخرى، ومقتل ما لا يقل عن أربعة بحارة. وأدت هذه الهجمات إلى انخفاض حاد في حركة الشحن البحري عبر البحر الأحمر، من 25 ألف سفينة سنوياً قبل الأزمة إلى نحو 10 آلاف سفينة فقط، بانخفاض قدره 60%، وفقاً للبيت الأبيض.

وأجبر الاستهداف حوالي 75% من السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة على إعادة توجيه مساراتها حول قارة أفريقيا، مما أضاف نحو 10 أيام لكل رحلة، وتكاليف وقود إضافية تقدر بنحو مليون دولار لكل رحلة. كما تسببت هذه الهجمات في زيادة معدلات التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6 و0.7% عام 2024.


تأثيرات على الموانئ
تضررت التجارة بين أوروبا وآسيا بشكل خاص من هذه الأزمة، حيث كان نحو 95% من السفن المتجهة بين القارتين تمر عبر البحر الأحمر في الظروف الطبيعية. ومن بين أكبر 10 دول مستوردة من حيث القيمة للتجارة عبر البحر الأحمر، 5 دول من الاتحاد الأوروبي. كما تأثرت موانئ في المنطقة بشكل متفاوت جراء إعادة توجيه مسارات السفن؛ فقد شهدت الموانئ السعودية مثل جدة وميناء الملك عبدالله انخفاضاً حاداً في حركة الشحن.

تشكيل تحالفات دولية
ودفع هذا الاستهداف الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالفات دولية لتأمين الممرات البحرية. وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، أطلقت الولايات المتحدة تحالفاً بحرياً دولياً أُطلق عليه اسم "عملية حارس الازدهار"، بهدف تسيير دوريات في البحر الأحمر وخليج عدن لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين. وضم التحالف عدة دول، بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا واليونان وكندا وأستراليا والبحرين، إضافة إلى دول أخرى ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات.

ونفذت سفن هذا التحالف عمليات اعتراض لصواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه السفن التجارية، مما أسهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية. ومع ذلك، استمر الحوثيون في استهداف السفن، مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا في كانون الثاني/يناير 2024 إلى شن ضربات جوية مباشرة على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.


وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة ستشن ضربات "لا هوادة فيها" على الحوثيين في اليمن حتى وقف عملياتهم العسكرية التي تستهدف الأصول الأمريكية وحركة الشحن العالمي. 

مقالات مشابهة

  • بعد تهديد ترامب..غارات أمريكية جديدة على الحوثيين في اليمن
  • WP: استهداف الحوثيين يخلق تعقيدات لترامب وقادته لا يستبعدون ضرب إيران
  • الشعب الجمهوري: استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة تهديد للمنطقة بالكامل
  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • للمرة الثالثة.. الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"
  • بالفيديو.. الجيش الأمريكي: قواتنا تواصل ضرباتها ضد الحوثيين.. وتحمّل إيران المسؤولية
  • ترامب: من الآن فصاعداً إيران ستتحمل مسؤولية أي هجمات أخرى من الحوثيين وستواجه عواقب وستكون هذه العواقب وخيمة
  • لحظة استهداف طاقم “العربية” بصاروخ موجه على الحدود السورية اللبنانية .. فيديو
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستواصل استهداف الحوثيين في اليمن
  • بعد الحوثيين.. هل تتحرك أمريكا ضد ميليشيات إيران في العراق؟