سودانايل:
2025-03-19@17:02:39 GMT

لا للحرب العبثية نعم للسلام والمحاسبة

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

الحرب العبثية تقترب من اكمال عام كامل، فقد فيه اهل بلادنا كل شيء، فقد الآلاف حياتهم، تشتت شمل الأسر وضاع مستقبل أطفالهم، ضاعت سبل الرزق، وضاعت مدخرات العمر ، تفرق الناس يبحثون عن الأمان في الولايات البعيدة أو في دول الجوار، في ظل ظروف قاسية، وغلاء في كل شيء وجهات تستغل حاجة الناس لترفع من أسعار كل شيء، إضافة لصعوبة الحصول على اذن دخول لدول الجوار، رغم ان هذه الدول كانت تستفيد كثيرا من منتجات هذه البلاد، ويدخل مواطنوها بدون إجراءات معقدة الى بلادنا، كما ظلت بلادنا طوال العقود الماضية تستقبل النازحين من شتى الحروب والكوارث الطبيعية، وتسمح للنازحين بالإقامة والعمل دون قيود أو رسوم مجحفة.


مؤكد أنّ هذه التجارب الرهيبة ستترك آثارها على انسان هذه البلاد لعقود طويلة قادمة. من أجل ذلك حاول بعض المخلصين ومن قبل اندلاع الحرب منع وقوعها، لعلمهم بنتائجها الكارثية التي سيدفع فاتورتها الأبرياء. لكن الجهات التي دفعت باتجاه الحرب وظلت تدق طبولها، سعت حثيثا من أجل اندلاعها كحل أخير لتفادي استعادة المدنيين لزمام المبادرة، وتراجع العسكر عن انقلابهم بعد أن نجح شباب الثورة في افشال الانقلاب.
الكيزان كانوا يعلمون أن ثمن الانجرار الى الحرب سيكون باهظا وسيكون الأبرياء وممتلكاتهم ومستقبل أطفالهم هم ضحايا تلك الحرب، لكن من قال أنّ المؤتمر الوطني يأبه لحياة الناس واستقرارهم ومستقبل أطفالهم؟ الحزب الذي تتهم المحكمة الجنائية الدولية عددا مقدرا من قياداته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا يعنيه بشيء ان يموت الالاف او يطالهم التشريد، بقدر ما يعنيه أن يبق المؤتمر الوطني النازي في السلطة، وان لا تطاله يد محاسبة الثورة. فالعهد الانقاذي يمكن اختصار تاريخه كله في ثلاث كلمات: الموت والنزوح والفساد.
لقد ارتكبت قوى الحرية والتغيير خطأ عظيما حين فاوضت العسكر بعد جريمة مجزرة فض الاعتصام التي خطط لها وشارك في تنفيذها المؤتمر الوطني الكيزاني، في وقت كان الشارع كله يقف من خلف القوى الحية التي تقدمت الصفوف، لقد أتاح التفاوض مع مجرمي اللجنة الأمنية، مشاركتهم في الحكومة الانتقالية، مما سمح للمؤتمر الوطني بالاحتفاظ بمواقعه وإفشال كل محاولات الحكومة المدنية، في اصلاح الاقتصاد والتعليم، وغير ذلك من مناحي الحياة التي طالتها يد الفساد والتخريب طوال العهد الانقاذي.
سعت الحكومة المدنية بصدق لإحداث تغيير، وكانت لجنة تفكيك التمكين احدى الاذرع المهمة لتلك الحكومة، رغم سيل المضايقات والعراقيل التي وضعتها الدولة الكيزانية العميقة التي عملت من خلف ظهر العسكر. وحين وضح تصميم الحكومة المدنية على المضي قدما رغم العراقيل، في تفكيك الإنقاذ وضخ الحياة في شرايين الاقتصاد المنهار، كان الانقلاب، ثم لجأ الكيزان لإشعال نار الحرب حين فشل الانقلاب، وسنلاحظ أن الحرب اُستخدمت لتخوين قوى الثورة، مما يوضح الهدف الحقيقي من تلك الحرب، في ضوء استمرار الحملة الإعلامية على رموز الثورة، ومحاولات اختراق لجان المقاومة وقرارات ولاة الكيزان بحل لجان التغيير والخدمات.
يجب أن تتضافر كل الجهود المخلصة مع جهد تنسيقية تقدم لوقف الحرب، فذلك هو الطريق الوحيد لوقف معاناة شعبنا، واستعادة الطريق المدني ومحاسبة من سعى لإشعال الحرب وافشال كل مبادرات وقفها، وكل من ارتكب جرائم بحق المدنيين الأبرياء. كما لابد من محاسبة المؤتمر الوطني على كل تجاوزات وجرائم فترة الإنقاذ التي مهدت لكل ما يجري الآن في بلادنا.

ortoot@gmail.com
//////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی

إقرأ أيضاً:

روية احادية مرفوضة

كلام الناس

نورالدين مدني

لم أكن أود التعليق على رؤية الأستاذ محجوب عروة لإنهاء الحرب في السودان لولا أنها طرحت كمخرج سلمي من دوامة الحرب التي يصر الذين اشعلونها على استمرارها لحين القضاء علي الطرف الآخر الذي صنعوه بأيديهم!!!!.
الغريب أن الأستاذ محجوب عروة اعتمد حكمة الشيخ فرح ودتكتوك(المابي الجودية ..لابد من يتغلب) رغم علمه بان من اشعلوها هم أنفسهم من يرفضون الجودية وأنهم يحسبون ان وجه السودان سيخلوا لهم وهو امر في حكم المستحيل.
لن ادخل في جدل عقيم حول المغالطات الواضحة مثل قولهم أن الإتفاق الإطاري هو القشة التي قصمت ظهر البعير ولا الادعاء بفشل الأحزاب في حماية الديمقراطية ولا رفضهم للتدخل الأجنبي في السودان.
اتفق مع عروة في وجود أخطاء قاتلة ضيعت الفرص التأريخية لاستقرار السودان وديمومة الديمقراطية لكنه كان لابد أن يعترف بأن الانقلابات العسكرية هي من افسدت الحياة السياسية.
اتفق معه في ضرورة إعتماد حل سوداني __سوداني لكن ذلك لا يعني رفض المساعي الإقليمية والدولية الهادفة لإيقاف الحرب واسترداد الديمقراطية دون تدخل في الحراك السياسي.
بقيت كلمة اخيرة لابد من تأكيدها أنه لابد من تسليم السلطة الانتقالية لحكومة مدنية ولايمكن عزل الأحزاب السياسية الديمقراطية عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته السياسية والعسكرية والإسراع في تنفيذ عمليات الإصلاح المؤسسي في أجهزة الدولة ألمدنية والعسكري وخاصة الإصلاح المؤسسي العسكري والأمني.
بعدها يمكن عقد المؤتمر الدستوري لوضع الدستور الدائم والتحضير لانتخابات حرة نزيهة واسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية.  

مقالات مشابهة

  • مدير المركز الألماني السوداني للسلام: ما يجري تبادل أدوار بين”البرهان وحميدتي” وليس حربا
  • سيمحق الله الباطل وينتصر الشعب !!
  • الدكتور عبد الرحمن الخضر يكتب للمحقق: الوطني والتفكير في اليوم التالي (1- 3)
  • القاهرة الإخبارية: نتنياهو.. والعودة للحرب في غزة
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: ندعو لوقف فوري للحرب والعودة للتفاوض
  • عون: مع أشخاصٍ يؤمنون بالعدالة والمحاسبة لدينا أملٌ بالاصلاح
  • ‎ترامب: نريد نهاية للحرب وسأتحدث مع بوتين وقد نعلن عن شيء بشأن أوكرانيا
  • روية احادية مرفوضة
  • حسني بيّ: هدف مؤتمر المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية الليبية منع تقسيم ليبيا
  • الحكومة السورية تشارك لأول مرة في مؤتمر أوروبي لتعزيز المساعدات