لا للحرب العبثية نعم للسلام والمحاسبة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
الحرب العبثية تقترب من اكمال عام كامل، فقد فيه اهل بلادنا كل شيء، فقد الآلاف حياتهم، تشتت شمل الأسر وضاع مستقبل أطفالهم، ضاعت سبل الرزق، وضاعت مدخرات العمر ، تفرق الناس يبحثون عن الأمان في الولايات البعيدة أو في دول الجوار، في ظل ظروف قاسية، وغلاء في كل شيء وجهات تستغل حاجة الناس لترفع من أسعار كل شيء، إضافة لصعوبة الحصول على اذن دخول لدول الجوار، رغم ان هذه الدول كانت تستفيد كثيرا من منتجات هذه البلاد، ويدخل مواطنوها بدون إجراءات معقدة الى بلادنا، كما ظلت بلادنا طوال العقود الماضية تستقبل النازحين من شتى الحروب والكوارث الطبيعية، وتسمح للنازحين بالإقامة والعمل دون قيود أو رسوم مجحفة.
مؤكد أنّ هذه التجارب الرهيبة ستترك آثارها على انسان هذه البلاد لعقود طويلة قادمة. من أجل ذلك حاول بعض المخلصين ومن قبل اندلاع الحرب منع وقوعها، لعلمهم بنتائجها الكارثية التي سيدفع فاتورتها الأبرياء. لكن الجهات التي دفعت باتجاه الحرب وظلت تدق طبولها، سعت حثيثا من أجل اندلاعها كحل أخير لتفادي استعادة المدنيين لزمام المبادرة، وتراجع العسكر عن انقلابهم بعد أن نجح شباب الثورة في افشال الانقلاب.
الكيزان كانوا يعلمون أن ثمن الانجرار الى الحرب سيكون باهظا وسيكون الأبرياء وممتلكاتهم ومستقبل أطفالهم هم ضحايا تلك الحرب، لكن من قال أنّ المؤتمر الوطني يأبه لحياة الناس واستقرارهم ومستقبل أطفالهم؟ الحزب الذي تتهم المحكمة الجنائية الدولية عددا مقدرا من قياداته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا يعنيه بشيء ان يموت الالاف او يطالهم التشريد، بقدر ما يعنيه أن يبق المؤتمر الوطني النازي في السلطة، وان لا تطاله يد محاسبة الثورة. فالعهد الانقاذي يمكن اختصار تاريخه كله في ثلاث كلمات: الموت والنزوح والفساد.
لقد ارتكبت قوى الحرية والتغيير خطأ عظيما حين فاوضت العسكر بعد جريمة مجزرة فض الاعتصام التي خطط لها وشارك في تنفيذها المؤتمر الوطني الكيزاني، في وقت كان الشارع كله يقف من خلف القوى الحية التي تقدمت الصفوف، لقد أتاح التفاوض مع مجرمي اللجنة الأمنية، مشاركتهم في الحكومة الانتقالية، مما سمح للمؤتمر الوطني بالاحتفاظ بمواقعه وإفشال كل محاولات الحكومة المدنية، في اصلاح الاقتصاد والتعليم، وغير ذلك من مناحي الحياة التي طالتها يد الفساد والتخريب طوال العهد الانقاذي.
سعت الحكومة المدنية بصدق لإحداث تغيير، وكانت لجنة تفكيك التمكين احدى الاذرع المهمة لتلك الحكومة، رغم سيل المضايقات والعراقيل التي وضعتها الدولة الكيزانية العميقة التي عملت من خلف ظهر العسكر. وحين وضح تصميم الحكومة المدنية على المضي قدما رغم العراقيل، في تفكيك الإنقاذ وضخ الحياة في شرايين الاقتصاد المنهار، كان الانقلاب، ثم لجأ الكيزان لإشعال نار الحرب حين فشل الانقلاب، وسنلاحظ أن الحرب اُستخدمت لتخوين قوى الثورة، مما يوضح الهدف الحقيقي من تلك الحرب، في ضوء استمرار الحملة الإعلامية على رموز الثورة، ومحاولات اختراق لجان المقاومة وقرارات ولاة الكيزان بحل لجان التغيير والخدمات.
يجب أن تتضافر كل الجهود المخلصة مع جهد تنسيقية تقدم لوقف الحرب، فذلك هو الطريق الوحيد لوقف معاناة شعبنا، واستعادة الطريق المدني ومحاسبة من سعى لإشعال الحرب وافشال كل مبادرات وقفها، وكل من ارتكب جرائم بحق المدنيين الأبرياء. كما لابد من محاسبة المؤتمر الوطني على كل تجاوزات وجرائم فترة الإنقاذ التي مهدت لكل ما يجري الآن في بلادنا.
ortoot@gmail.com
//////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی
إقرأ أيضاً:
غدًا.. انطلاق المؤتمر السنوي «الرياضة والاقتصاد الوطني» ببورسعيد
يقام صباح غدٍ الإثنين، بالمركز الأوليمبي بالمعادي المؤتمر السنوي (الرياضة والاقتصاد الوطني ) تحت رعاية وزير الشباب والرياضة وينظمه الاتحاد العام للشركات بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة وبحضور عدد من الوزراء.
وأكد المحاسب محمد عثمان هارون رئيس الاتحاد العام للشركات، أن المؤتمر نتائج القوة الثقافية التي أقامها الاتحاد العربي للثقافة الرياضية برئاسة الاعلامي أشرف محمود علي هامش بطولة الشركات في دورتها السابقة ببورسعيد والتي خلصت بعدة توصيات منها إقامة مؤتمر كبير يحضره كافة الوزراء المعنيين تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة لتفعيل دور الثقافة الرياضية وأثرها علي الاقتصاد الوطني بخلق جيل من العمالة الرياضية التي تساهم في زيادة الإنتاج والقدرة علي العطاء وتنفيذا لقرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة ممارسة الرياضة في كافة الشركات والمصانع بالدولة.
وأشار هارون أنه من المنتظر أن يحضر عدد من الوزراء في يوم الافتتاح لاطلاعهم علي أهداف المؤتمر وإعطاء تعليمات للقيادات بكل وزارة علي تنفيذ قرارات الرئيس بممارسة الرياضة بشكل جاد مع منح مزايا للمتميزين رياضياً وتحفيزهم علي ممارسة الرياضة بشكل منتظم مع تنظيم دورات ىياضية في مختلف الألعاب الرياضية وحثهم علي المشاركة في بطولة الشركات التي ينظمها الاتحاد العام للشركات كل عام في بورسعيد.
كما أشار هارون إلي ضرورة زيادة الدعم المادي والمعنوي الإدارات الرياضية في كل شركة لضمان استمرار النشاط والتزامهم بالمشاركة في أولمبياد بطولة الشركات والتي تضم سنويا مشاركة أكثر من ٢٠ الف رياضي يمثلون أكثر من ٣٦٠ شركة يتبارون في مختلف المسابقات الرياضية الجماعية والفردية.