شعر د. أحمد جمعة صديق

كنت في انتظارها هناك يا (كمال)
ترجوها أن تاتيك مع طلوع الفجر
بعد الظهر أو في العصر
تريدها مجلوة بالطهر
ترجوها أن تاتيك في قطار الثامنة

وقد أتتك يا (كمال) في قطار الثامنة
لم تخلف الميعاد
كانت هناك كالمعتاد
الم تقل في الثامنة؟
لكن!! انت من اخلف الميعاد
وآثرت الرحيل يا (كمال)
قبل ان ترى ام درمان
تاتيك في احسن الاحوال
ارتدت اجمل الثياب ذاك اليوم
تكحلت بماء النيل
وتعطرت بالمستحيل
وانتعلت الحذاء ذا الكعب الطويل
وضعت الاقراط والخلخال
وتلفحت بالشال
ودعّت اهلها لتلتقيك في ذلك المساء
في مكانك المعهود والمنشود
وفي زمانك المحدود
لم تقيدها قيود
فام درمان دائما وفية الوعود والعهود

ام درمان – قط - لم تخلف الميعاد
بل انت يا (كمال) كنت على عجل
لتلحق المغادرين للأبد، لتلحق الأجل
وعندما حانت ساعة اللقاء
كانت ام درمان في ذلك المكان
تمني النفس باللقاء
تماماً عند الثامنة
كانت - ايضا - على عجل
وكانت في خجل
تفرك يديها في قلق
وتحسب الثواني
اتت بكل العنفوان
كانت في غاية الاناقة
وقفت على الرصيف
وكانت في غاية الرشاقة
تطالع عيون المسافرين
تلتفت يمنة ويسرة لعلها تراك
وتساءلت ما الذي اخفاك
ما وراك؟
وهي تستطيع ان تراك.

..
ولو كنت في القمر
الم تكن ذلك الوجيه والأغر؟
(كمال عوض الجزولي)
وهل يخفي ذلك القمر؟
من يا ترى من لا يعرفك؟
فمن يجهلك يجهل القانون
والتاريخ
والحساب
والانساب
من لا يعرفك يا (كمال)...
لا يعرف الالقاب
والاحباب
والاصحاب
من يجهلك يجهل السودان
وحبك الكبير للانسان
من يجهلك، يجهل السجون
تدافع عن الرأي والضمير والمصير
وتنادي بالحرية
من يعرفك يعرف ام درمان الصامدة الابية

كان العشم ان تلتقيها في قطار الثامنة
ام درمان لم تخلف الميعاد يا (كمال)
جاءت - تماماً - في قطار الثامنة
وقفت على الرصيف في تمام الثامنة
لكنها لم تراك في عداد الحاضرين
وايقنت بأن امر طارئا قد اتي عليك
ثم ادركت...
انك قد تسربت من يديها الى الابد
ورحت في عداد الغابرين
وعادت ام درمان حزينة، خاوية اليدين
لان حبيبها (كمال عوض)
اخلف الميعاد
ولكن على مضض
ترك الديار وراح في رحلة الابد
لكن ام درمان ما زالت يا (كمال)
تقف على الرصيف
هي كما هي...
(عطر الروح**
روح العطر، بذل القادرين،
تميمة الدنيا ومفتاح القصيد)
لكنها قد فقدت ابنها الحبيب
(فيا جبال أوّبي،*
ويا طيور قرن في وكونكن،
ويا حديد لِن،
ويا عيون القطر، (سيلي)
إن القطر ظامئٌ إلى المسيل)
رحمة الله عليك يا (كمال)
رغم حبنا اليك فقد آثرت فكرة الرحيل

كالقاري - كندا
*من قصيدة (شهقة النضار): للشاعر كمال الجزولي
** من قصيدة (ام درمان تاتي في قطار الثامن). للشاعر كمال الجزولي
المعاني:
أوبي: تتجاوب وتسبح
الوكن:العش
القطر: المطر



aahmedgumaa@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ام درمان

إقرأ أيضاً:

جريمة غرب أم درمان كشفت الوجه الحقيقي لعصابات مليشيا آل دقلو الإجرامية

■ كشفت جريمة غرب أم درمان المروعة الوجه الحقيقي لعصابات مليشيا آل دقلو الإجرامية .. هذا هو الوجه الحقيقي للتمرد ..

مجزرة غرب أم درمان تتويج لما كانت المليشيا تخفيه .. هؤلاء هم المجرمون بلا مساحيق ..
■ من عجائب التاريخ أن يوثِّق القاتل لجريمته بالصوت والصورة .. ليس هذا وحسب .. بل يتباهي بها ..

■ عندما تكون الجريمة جزءاً من سلوكك .. فإن دماء الضحايا والأبرياء تلتصق بك إلي قيام الساعة ..

■ من يصدق هؤلاء القتلة أن المجرمين الذين إرتكبوا مجزرة غرب أم درمان لايتبعون لهم ؟!
عبدالماجد عبدالحميد
عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وفاة شيخ دهسه قطار في الشلف
  • جلسة حوارية تحتفي بأول وصف أوروبي لعمان عبر رحلة الروسي أفاناسي نيكيتين
  • الفريق مهندس محمد كمال ابوشوك وعبير الأمكنة
  • ليلة دامية تخلف 40 شهيدا في غزة
  • إطلاق النسخة الثامنة من برنامج "التوجيه" لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • جريمة غرب أم درمان كشفت الوجه الحقيقي لعصابات مليشيا آل دقلو الإجرامية
  • الدكتور إسماعيل كمال يتفقد أعمال الصيانه بمحور وكوبرى بديل خزان أسوان
  • قصص من واقع حرب السودان.. فواجع وصمود وسط الدمار
  • «بحضور نخبة من النجوم».. عمر كمال يُشعل حفل زفاف ابنة عصام إمام
  • يحيي حسن كمال يحصد فضية بطولة كأس رئيس الاتحاد الدولي للتايكوندو