ام درمان لم تخلف الميعاد، الى (كمال الجزولي) في رحلته الأبدية
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
شعر د. أحمد جمعة صديق
كنت في انتظارها هناك يا (كمال)
ترجوها أن تاتيك مع طلوع الفجر
بعد الظهر أو في العصر
تريدها مجلوة بالطهر
ترجوها أن تاتيك في قطار الثامنة
وقد أتتك يا (كمال) في قطار الثامنة
لم تخلف الميعاد
كانت هناك كالمعتاد
الم تقل في الثامنة؟
لكن!! انت من اخلف الميعاد
وآثرت الرحيل يا (كمال)
قبل ان ترى ام درمان
تاتيك في احسن الاحوال
ارتدت اجمل الثياب ذاك اليوم
تكحلت بماء النيل
وتعطرت بالمستحيل
وانتعلت الحذاء ذا الكعب الطويل
وضعت الاقراط والخلخال
وتلفحت بالشال
ودعّت اهلها لتلتقيك في ذلك المساء
في مكانك المعهود والمنشود
وفي زمانك المحدود
لم تقيدها قيود
فام درمان دائما وفية الوعود والعهود
ام درمان – قط - لم تخلف الميعاد
بل انت يا (كمال) كنت على عجل
لتلحق المغادرين للأبد، لتلحق الأجل
وعندما حانت ساعة اللقاء
كانت ام درمان في ذلك المكان
تمني النفس باللقاء
تماماً عند الثامنة
كانت - ايضا - على عجل
وكانت في خجل
تفرك يديها في قلق
وتحسب الثواني
اتت بكل العنفوان
كانت في غاية الاناقة
وقفت على الرصيف
وكانت في غاية الرشاقة
تطالع عيون المسافرين
تلتفت يمنة ويسرة لعلها تراك
وتساءلت ما الذي اخفاك
ما وراك؟
وهي تستطيع ان تراك.
ولو كنت في القمر
الم تكن ذلك الوجيه والأغر؟
(كمال عوض الجزولي)
وهل يخفي ذلك القمر؟
من يا ترى من لا يعرفك؟
فمن يجهلك يجهل القانون
والتاريخ
والحساب
والانساب
من لا يعرفك يا (كمال)...
لا يعرف الالقاب
والاحباب
والاصحاب
من يجهلك يجهل السودان
وحبك الكبير للانسان
من يجهلك، يجهل السجون
تدافع عن الرأي والضمير والمصير
وتنادي بالحرية
من يعرفك يعرف ام درمان الصامدة الابية
كان العشم ان تلتقيها في قطار الثامنة
ام درمان لم تخلف الميعاد يا (كمال)
جاءت - تماماً - في قطار الثامنة
وقفت على الرصيف في تمام الثامنة
لكنها لم تراك في عداد الحاضرين
وايقنت بأن امر طارئا قد اتي عليك
ثم ادركت...
انك قد تسربت من يديها الى الابد
ورحت في عداد الغابرين
وعادت ام درمان حزينة، خاوية اليدين
لان حبيبها (كمال عوض)
اخلف الميعاد
ولكن على مضض
ترك الديار وراح في رحلة الابد
لكن ام درمان ما زالت يا (كمال)
تقف على الرصيف
هي كما هي...
(عطر الروح**
روح العطر، بذل القادرين،
تميمة الدنيا ومفتاح القصيد)
لكنها قد فقدت ابنها الحبيب
(فيا جبال أوّبي،*
ويا طيور قرن في وكونكن،
ويا حديد لِن،
ويا عيون القطر، (سيلي)
إن القطر ظامئٌ إلى المسيل)
رحمة الله عليك يا (كمال)
رغم حبنا اليك فقد آثرت فكرة الرحيل
كالقاري - كندا
*من قصيدة (شهقة النضار): للشاعر كمال الجزولي
** من قصيدة (ام درمان تاتي في قطار الثامن). للشاعر كمال الجزولي
المعاني:
أوبي: تتجاوب وتسبح
الوكن:العش
القطر: المطر
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ام درمان
إقرأ أيضاً:
الإصحاح البيئي.. حملات مكثفة لرفع المخلفات بشطا والسيالة في دمياط
أعلنت محافظة دمياط، انه يجرى استكمال أعمال رفع المخلفات التى شملت مناطق عديدة بمختلف أنحاء المحافظة، حيث تم تنفيذ تلك الجهود بنطاق منطقتى السيالة وشطا بدمياط، جاءت بالتنسيق بين إدارة شئون البيئة بديوان عام المحافظة والوحدة المحلية لمركز ومدينة دمياط.
وتم الدفع بالمعدات اللازمة للتنفيذ لرفع تجمعات المخلفات والقمامة بتلك المناطق ، وتسوية الأراضى باستخدام الرمال الناتجة من أعمال التكريك بهيئة ميناء دمياط، علاوة على ردم البرك والمستنقعات بالسيالة .
وتهيب محافظة دمياط السادة المواطنين مجددًا الالتزام بمواعيد مرور سيارة الوحده المحليه لتجميع المخلفات من الساعة الثامنة مساءًا وحتى الثامنة صباحًا ، و الحفاظ علي نظافة الشارع للحفاظ على البيئة وصحتهم وتجنبا للتلوث والاثار السلبيه الناتجة عن القاء المخلفات بالطرق بالاضافه الى الارتقاء بالمظهر العام اللائق للمدينة.
يأتي ذلك في اطار تنفيذً توجيهات الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط، و تحت إشراف المهندسة شيماء الصديق نائب محافظ دمياط و فى إطار توصيات لجنة الاصحاح البيئي.