جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-20@06:10:26 GMT

لله درك يا أبا ذي يزن

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

لله درك يا أبا ذي يزن

 

د. أحمد بن علي العمري

 

تذكرت مشهداً للسلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وكأني أراه الآن، على الرغم من أنَّه حدث في السنة الأولى من بداية النهضة العُمانية عام 1970م، عندما وقف أمام مجسم لخارطة العالم وهو يقول "أريد أن أرى سفارة لسلطنة عُمان في كل بلد من العالم"، ومع أنَّ العمل الداخلي والبنى الأساسية كان شغله الشاغل، إلّا أنه- طيب الله ثراه- لم يغفل الجانب الخارجي فقد انتهج نهج الاعتدال والثوابت والمبادئ والقيم الراسخة.

سياسة عُمان الثابتة تقوم على عدم التدخل في شؤون الغير وعدم السماح للغير بالتدخل في الشأن العُماني، وعلى هذا يمكن قياس كل الأحداث الخارجية، فعندما وقّعت مصر اتفاقية السلام، قطع الجميع العلاقات معها؛ بل ونقلوا مقر جامعة الدول العربية إلى تونس، إلّا أن عُمان أبقت وبكل رسوخ على علاقتها مع الشقيقة مصر، فلا يمكن أن تفرض عُمان على مصر أو أي بلد آخر في العالم مع من تتعامل وكيف تتخذ قراراتها، المهم أن حبل الود يبقى ممدودًا ودون أي انقطاع.

هكذا مضت السنون، وفي كل حدث تُثبت عُمان موقفها الثابت الراسخ المعتدل، مثل موقفها من الحرب العراقية الإيرانية ثم الغزو العراقي للكويت وأخيرًا حرب اليمن.

الآن وبعد رحيل السلطان قابوس- طيب الله ثراه- ها هو حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- قائد النهضة المتجددة، يؤكد نفس التوجه ونفس الثوابت منذ الخطاب الأول بمناسبة تولي مقاليد الحكم، وهو الذي توسم فيه السلطان الراحل الخير والحكمة وأوصى به لتولي مقاليد الحكم من بعده.

الموقف الشهم النبيل من سلطنة عُمان تجاه أحداث غزة، وغيرها من المواقف الشامخة، تدفعنا أن نقول للسلطان الراحل- طيب الله ثراه- نمْ قرير العين في جنان الخلد إن شاء الله؛ فسلطنة عُمان وشعبها الأبي في أيدٍ أمينة حكيمة صادقة، كما إن علاقات عُمان ممتدة مع كل دول العالم، ولا يوجد للعُماني أعداء على وجه الكرة الأرضية. وما الزيارات التي يقوم بها جلالة السلطان بين الحين والآخر إلّا تأكيد ومواصلة لهذا التوجه، كما إن إعادة هيكلة الجهاز الإداري وتطبيق قواعد الحوكمة والمتابعة والتدقيق وتثبيت نهج العمل المؤسسي الناظر للآفاق البعيدة وتقليص الدين العام وإنشاء المجلس الأعلى للقضاء برئاسة جلالته لضمان استقلالية السلطة القضائية، وإعادة صياغة النظام الأساسي لمجلس عُمان، ثم منظومة الحماية الاجتماعية بمنافعها المتعددة، وتوحيد صناديق التقاعد والإعفاءات بين الحين والآخر عن بعض المعسرين والمضي بخطوات واثقة على مسار رؤية عُمان 2040.. كل هذه الإنجازات العظيمة حدثت في خلال 4 سنوات فقط، وهي مدة زمنية قصيرة جدًا؛ الأمر الذي يؤشر ويدل ويؤكد أن سلطنة عُمان ينتظرها مستقبل باهر وزاهر بإذن رب العالمين.

نعم إنه خير الخلف لخير السلف.. حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ذياب بن محمد بن زايد: نستلهم من "يوم زايد للعمل الإنساني" القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي

أكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، أن "يوم زايد للعمل الإنساني" مناسبة نستلهم منها القيم الإنسانية الأصيلة التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسست لاستدامة العطاء الإماراتي وأثره الإيجابي محلياً وعالمياً.

وقال الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، إن تعزيز نهج زايد في العطاء الإنساني مسؤولية وطنية ومبدأ راسخ لدولة الإمارات وشعبها تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، في سبيل استمرار نهج الإمارات في مد يد العون وترسيخ قيم التعاون والتضامن مع مختلف المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن قيم التعاون والبذل والعطاء التي رسخها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ألهمتنا من خلال تنفيذ الكثير من المبادرات والبرامج الإنسانية التي تقوم على التراحم والتعاون والتكافل وترسخ مبادئ العمل الخيري والتضامن الإنساني.
وأوضح أن دولة الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تواصل مسيرتها الإنسانية في مد يد العون إلى الفئات والمجتمعات المحتاجة في جميع مناطق العالم من خلال تضافر جهود الجهات الوطنية كمجلس الشؤون الإنسانية الدولية ومؤسسة إرث زايد الإنساني ووكالة الإمارات للمساعدات الدولية، لضمان إحداث تغييرات إيجابية مستدامة في حياة الفئات المستهدفة.
وأكد أن شعب الإمارات سيظل ينهل من قيم الشيخ زايد ونهجه الخيّر حيث سيبقى إرثه الإنساني منارة توجه مسيرة المساعدات الإماراتية، وتلهمنا لمواصلة أعمال الخير والعطاء وتعزيز قيم التعاضد والإخاء من أجل مستقبل أكثر تضامناً وإشراقاً للإنسانية جمعاء. الإمارات تحتفي غداً الأربعاء بيوم زايد للعمل الإنساني - موقع 24تحيي دولة الإمارات، غداً الأربعاء، "يوم زايد للعمل الإنساني" الذي يصادف 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • سعيد بن طحنون: يجسّد مسيرة قائد ملهم لبناء عاصمة الإنسانية
  • إفطار للأطفال من أصحاب الهمم ومؤسسات الأيتام في «ساعد»
  • حمد الشرقي: الاحتفال بيوم زايد للعمل الإنساني إحياء لجميع القيم الأخلاقية النبيلة
  • بتوجيهات حمدان بن محمد.. وزارة الدفاع تطلق مبادرة «زايد الخير فينا»
  • اعتماد أسماء حجاج «برنامج زايد للحج»هذا العام
  • مسؤولو العمل الإنساني: الشيخ زايد.. قائد زرع الخير والعطاء فحصد الوفاء والمحبة
  • ذياب بن محمد بن زايد: نستلهم من "يوم زايد للعمل الإنساني" القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي
  • «إسلامية دبي»: الشيخ زايد جعل من الإمارات نموذجاً عالمياً في البذل والعطاء
  • الأزهر ينعى العالم والمحدث المصري أبو إسحاق الحويني
  • موعد صلاة الجنازة ومكان دفن الشيخ أبو إسحاق الحويني