حذر الملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين 29 يناير 2024، من "استمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة "، و"خطورة استمرار التصعيد العسكري بما يعرض الأمن الإقليمي لتهديدات متنامية".

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الجانبين، أجراه الرئيس المصري بالملك عبد الله، وفق بيانين منفصلين للديوان الملكي الأردني، والرئاسة المصرية، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.



وذكر الديوان الملكي أن الملك عبد الله والرئيس السيسي أكدا "أهمية إدامة التنسيق الوثيق بين البلدين والاستمرار بالضغط لوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع".

وجددا "التأكيد على رفضهما الكامل لأية محاولات من شأنها تهجير الأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة"، مشددين على ضرورة تمكين الغزيين من العودة إلى بيوتهم، وفق البيان ذاته.

وحذر الزعيمان من "استمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة"، داعين المجتمع الدولي للتحرك "الفوري" بهذا الخصوص.

وفي سياق متصل، أفادت الرئاسة المصرية بأن السيسي "أجرى اتصالا هاتفيا بعاهل الأردن، تناول الأوضاع المتوترة في المنطقة وخاصة في قطاع غزة".

وجدد الرئيس المصري، إدانة بلاده لـ"الهجوم الإرهابي الذي تعرض له أحد المواقع على حدود الأردن مع سوريا".

كما تباحث الزعيمان حول "الجهود الجارية لتهدئة الأوضاع بقطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة لأهالي القطاع".

وحذر الجانبان من "خطورة استمرار التصعيد العسكري بما يعرض الأمن الإقليمي لتهديدات متنامية".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: الكثير من الناس والقليل من الإنسانية

يقول إكزوبيري صاحب رواية «الأمير الصغير»: «إن الأرض مليئة بالكثير من الناس والقليل من الإنسانية»، وقد قالها ناعياً حال البشر، حيث تعمُّ الشرور ويبدون عاجزين عن القضاء عليها، رغم كل ما لديهم من تعاليمَ دينيةٍ وقوانينَ وضعوها لضبط معاشهم البشري وعلاقاتهم، ومع هذا تضيع كل جهودهم في الشعر والفلسفة وفي نظريات الأخلاق، والسؤال الذي يلزمنا طرحه هنا هو: هل كان ممكناً أن تنقلب المعادلة أو تتساوى، بحيث تتوافق النسبة بين الشر والخير، أو تزيد الكفة لمصلحة الإنسانية مقابل كثرة البشر الذين يقعون ضحايا للشرور، أو الذين يتذمرون من الشرور؟ والواقع العملي في هذه الحياة هو أن شراً واحداً يكفي لقلب كل المعادلات، وحينما جرى إسقاط قنبلة هيروشيما، كانت بقرار من شخص واحد، لو اختار تجنبها لفعل حسب ما لديه من سلطة دستورية، لا سيما أنه قد قال من قبل إن استخدام أسلحة الدمار الشامل أمرٌ محال وغير قابل للتصور (ترومان). فهل الشر أسهل على النفس البشرية وأقرب لها من الخير والحكمة.
هذه موازنة حادة بين معنى ومعنى، فشرارة واحدة كافية لتحرق غابة، لكن كل غابات الأرض لن تتمكن من نزع الغيظ من نفوس البشر، ولذا يحقق الأشرار مرادهم، بل يتمكن الشر من تحويل الإنسان الخيّر المعروف بخيريته إلى شرير، ومثال الحارث بن عباد يكشف كيف أن رجلاً صالحاً ومسالماً كان يحرص على تجنب الحرب الكونية حينها بين القبائل العربية، التي درج اسمها بحرب البسوس، وبمجرد أن قتل المهلهلُ بجير بن الحارث، وقال له «بؤ بشسع نعل كليب»، تحوّل الحارث إلى مقاتل ثأراً لذهاب ابنه مقابل حذاء، وقد كان الأب يريد تقديم ابنه فديةً لحقن دماء العرب، وتلك نية صالحة قابلها المهلهل بإهانة الابن وقتله، وبدل حقن الدم جعل دمه بقيمة حذاء، مما فجر الغضب فتحول الحارث لمقاتلٍ ومشارك في حرب طاحنة عزل نفسه عنها لسنوات، وعرض حلها بتقديم ابنه فديةً عن رأس كليب، الذي كان مقتله سبباً لنشوب تلك الحرب، ولكن المهلهل، وهو أخو كليب وطالب ثأره، استصغر ابن الحارث فقطع رأسه، ليقول إنه لا يساوي أكثر من حذاء كليب، وهذه كلمة غيّرت مجرى الحدث من مشروع سلام إلى مشروع حرب. 
والإنسان قادر على فعل الخير، ويملك الوسائل لذلك، وقادر على فعل الشر، ويملك الطرق لذلك أيضاً، بل إنه يخترع الطرق، فيقسم مثلاً بالله العظيم لكي يمرر كذبةً على أخيه الإنسان، وإغراءات المال والجاه وتوسيع الهيمنة كلها دعوات شبه غريزية لجعل الشر وسيلةً للكسب، بل إن كثيراً من العلماء الباحثين راحوا قتلى لأن زميلاً لهم قرر سرقة أبحاثهم لكي يحصل على لقب مخترع الفكرة، وهنا لن تسلم الأرض ممن يفسد فيها ويسفك الدماء، وستظل الإنسانية قليلةً، بينما الناس كثيرون، وكما في المثل العربي فإن الحرب أولها كلام، حيث تتحول اللغة نفسها إلى مادة حربية تقتل وتسفك الدماء.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: شيخات القصايد د. عبدالله الغذامي يكتب: هل العقل رجلٌ والعاطفة امرأة؟!

مقالات مشابهة

  • التغير المناخي في العراق.. قنبلة موقوتة ستفجر الأوضاع قريبا إذا لم يتم تداركها
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: الكثير من الناس والقليل من الإنسانية
  • طفل فلسطيني يشكر السيسي: جميلك على عيني وفوق راسي ياريس (فيديو)
  • بعد علاجه| الطفل الفلسطيني عبد الله كحيل: أشكر الرئيس السيسي على استجابته
  • السيسي وجوتيريش يبحثان تطورات الأوضاع في 6 دول عربية
  • مماطلة الاحتلال بتنفيذ البروتوكول الإنساني تفاقم تدهور الأوضاع بغزة
  • ماكرون والسيسي يحذران من تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة
  • الأمطار تُغرق خيام النازحين في غزة مجدداً .. وشحة مساعدات الإيواء تفاقم معاناتهم
  • تدهور الأوضاع الإنسانية بجنوب الحزام وسط نقص الغذاء والدواء وانقطاع الخدمات
  • ولي العهد وملك الأردن يناقشان الأوضاع الخطيرة في غزة