جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-17@14:55:33 GMT

محمية بر الحكمان.. في طي النسيان!

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

محمية بر الحكمان.. في طي النسيان!

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

ذهبتُ مؤخرًا في رحلة استجمامية، رفقة ثلة من الأصدقاء في هذه الأجواء الشتوية الباردة، إلى كثبان ولاية بدية، ذات الضفائر الذهبية الجميلة، برمالها وكثبانها الخلابة.. اخترقنا الصحراء قاصدين محمية بر الحكمان، أو كما يطلق عليها البعض "مالديف عُمان"؛ مرورًا بالصحراء الشاسعة مترامية الأطراف، حتى وصلنا إلى ولاية محوت بمحافظة الوسطى، وبعد تزودنا بالزاد من محطة الوقود القريبة، ذهبنا نستبق الرياح والأفكار الجميلة تسبقنا لرؤية محمية بر الحكمان.

ولمن لا يعلم، صُنِّفَت "بر الحكمان" كمحمية طبيعية حسب الاتفاقيات الدولية، والتي تُعنى بالحفاظ على الأراضي الرطبة؛ لكونها ذات أهمية للمجتمعات البشرية والبيئة. ومحمية بر الحكمان تتميز بالتنوع البيئي، وهو ما يعد موردًا مُهمًا لكافة الأنماط المتعلقة بالحياة المائية؛ ومنها غابات المانغروف، ومزارع المحار والروبيان، كما تحتضن هذه المواقع محميات الطيور المائية والبرمائية.

أرخبيل البحر ذو المياه الزمردية النقيّة المُتمَوِّج في الرمال البيضاء الساحرة وكأنه عقد لؤلؤ منثور تُزيِّنه الطيور المهاجرة الجميلة والسلطعونات التي تختبئ جارية في حفرها خوفًا من فضول الزوار يزيد المكان روعة وكأنه من وحي الخيال.

مكان طبيعي خلاب لكل من يرغب يصفو ذهنه وانشرح صدره ولكل من يعاني من ضيق واكتئاب، خصوصًا أنه سوف يكون بعيدًا عن مُلهي العصر (الهاتف النقال) لانعدام شبكة الهاتف في المنطقة، ولكن كما يقال "الحلو ما يكمل"، فرغم روعة المكان وسحره، إلّا أن يفتقد الطريق المرصوف واللوحات الإرشادية الدالة على المكان، لا سيما أن القاصد إليه لا يُمكنه الاستعانة بخدمة الملاحة في تطبيق جوجل، في ظل عدم وجود شبكة لأي شركة اتصالات وهذه لحالها معضلة في ظل حدوث الحالات الطارئة لا سمح الله.

وما لاحظته عند زيارتي للمكان وجود قمامة متناثرة بشكل ملفت للنظر، منتشرة على امتداد الشاطئ، وأغلبها من النفايات البلاستيكية، وهو ما يمثل نقطة سوداء تُشوِّه جمال المكان وسمعته، خصوصًا وأن عددًا من السياح الأجانب يرتاد المكان ويُخيِّم فيه ويمكن أن ينقل الصورة مباشرة في عالم أصبح قرية صغيرة. وعند سؤالي عن سبب وجود القمامة والتي كان أغلبها قديم غلب عليه التحلل ما يمثل خطرًا على الحياة الفطرية، علمتُ أنه بسبب إفراغ بعض السفن واليخوت التي تمر على المكان أو ترسو فيه للقمامة، وهذا ليس في اعتقادي السبب الوحيد، فلقد رأيت أيضًا الكثير من القمامة بعيدًا عن الشاطئ، وهو ما يمكن أن يكون من مخلفات المُخيِّمين أنفسهم، بعضهم وليس كلهم طبعًا؛ فقد حرصنا على نظافة المكان وأخذنا معنا المخلفات إلى أقرب سلة قمامة، في ظل خلو المكان من صناديق القمامة، والتي كان يبعد أقربها عن المنطقة أكثر من 40 كيلومترًا، أي في محطة الوقود على الشارع المُعبد.

والسؤال هنا: أين بلدية محوت من نظافة المكان؟! إذ من الواضح أنه لم يلحق بالمكان أي نظافة منذ أمد طويل، والأهم: أين اللوحات الإرشادية التي تحث الزائرين على ترك المكان أفضل مما كان؟! بل أين فرق هيئة البيئة الرقابية والتفتيشية والمعنيين بسلامة الحياة الفطرية؟ وأين اللوحات التحذيرية والتي تحذر زوار المكان للمرة الأولى من الأراضي الطينية الرطبة التي تسبب مشاكل في القيادة لمن ليس لديه المعرفة المسبقة بالمكان.

الحال نفسه ينطبق على مكتب محافظ الوسطى ووزارة التراث والسياحة، فلا يجب أن يكون هكذا حال المناطق السياحية الطبيعية مُهملة وبلا رقابة، ولا حتى توفير الخدمات، هذا إذا أردنا أن نجذب المستثمرين ونُسوِّق للسياحة في المنطقة، ترجمة للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بإعطاء الصلاحيات للمحافظين لاستثمار موارد كل محافظة واستغلالها بما يعود بالنفع عليها بشكل خاص وعلى السلطنة بشكل عام، خصوصًا وأنَّ قطاع السياحة يُعد أحد مرتكزات الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" لتنويع مصادر الدخل، وما شاهدته بأم عيني عن حال المكان يدل أيّما دلالة أن المكان لم تطأه أقدام أي مسؤول، وإلّا لما كان وضعه هكذا!!

رسالة أخيرة: "عُمان أمانة في أعناق كل مسؤول.. فحافظوا عليها".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محمية الملك سلمان تسجل حالة ولادة الوعل النوبي خلال شهر مارس

رصد الفريق الميداني بمحمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية حالة ولادة الوعل النوبي خلال شهر مارس الحالي. وأوضحت هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية أنه خلال الفترة الماضية، جرى إعادة توطين أكثر من 81 كائنًا من الوعل الجبلي في مختلف مناطق المحمية، وذلك امتدادًا لحرصها على حماية الحياة الفطرية وتوفير بيئة خصبة لنموها وتكاثرها.تكاثر الحيوانات في المحميةوأشارت الهيئة إلى أن تكاثر الحيوانات في المحمية يأتي انعكاسًا لجودة الموائل الطبيعية وملاءمتها للحياة الفطرية، وحرصها الدائم على الحفاظ والاهتمام الكبير بالحيوانات الأكثر تهديدًا بالانقراض.
إذ سجلت المحمية أكثر من 120 حالة ولادة من الثديات (المها، غزال الريم، الوعل، الغزال العربي) الموجودة في المناطق التابعة لها.
أخبار متعلقة وزير الإعلام: معدل تحقيق رؤية سمو ولي العهد يعكس عبقرية القيادةالسلطان: العمارة السعودية تسهم في إبراز هوية المملكة عالميًا .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية تسجل حالة ولادة الوعل النوبي - واس
ويؤكد ذلك مدى اهتمام الهيئة في الحياة الفطرية الذي يتمثل في إطلاق الأنواع المختلفة من الكائنات المهددة بالانقراض وتوفير بيئة ملائمة لكل نوع.
إضافة إلى متابعتها بشكل دوري ودقيق من الفريق الميدانية لحمايتها وضمان سلامته.أكبر المحميات البرية الطبيعيةوتعد محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية أكبر المحميات البرية الطبيعية في الشرق الأوسط بمساحة تبلغ 130,700 كيلومتر مربع، وتتقاطع مع 4 مناطق إدارية وهي الجوف وحائل والحدود الشمالية وتبوك.
وتتنوع فيها الموائل الطبيعة والتضاريس والتشكيلات الجغرافية الفريدة من نوعها.

مقالات مشابهة

  • الأقصر تواصل حملاتها ضد نباشين القمامة وتصادر 4 عربات كارو.. صور
  • محمية الملك سلمان تسجل حالة ولادة الوعل النوبي خلال شهر مارس
  • فرض 5 دراهم لدخول محمية سيدي بوغابة يثير غضب ساكنة القنيطرة
  • شاهيناز تحسم الجدل: أجريت عملية تجميل في هذا المكان
  • رصد أول ولادة لظباء الريم المتكاثرة ذاتيًا في محمية الإمام سعود
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • محافظ الغربية يستجيب لاستغاثة تطالب برفع القمامة من محيط مسجد بالمحلة
  • خطوات لإتمام صفقة بيع مطار سقطرى لشركة إماراتية
  • زنزانة 65: الدراما كسلاح لمواجهة النسيان السياسي
  • حل جذري لمعالجة أزمات القمامة.. منظومة لإدارة المخلفات .. انفوجراف