جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@23:42:18 GMT

رحيل الأحباب يدمي القلوب

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

رحيل الأحباب يدمي القلوب

 

حمد الحضرمي **

الموت حق على كل إنسان في الحياة، يقول تعالى "كل نفسٍ ذائقة الموت" (الأنبياء: 35) إلّا أن موت الأحباب ورحيلهم عن الدنيا يدمي القلوب، ويؤلم الأرواح، ويدمع العيون، ويضعف النفوس، فما لذة الحياة إلا مع من نحب ومن نرتاح لهم، أولئك الذين نسعد إذا حضروا، ونشتاق إذا غابوا أو رحلوا، ونتألم عند ذكراهم، ونتمنى أن نلقاهم، ونجلس معهم ونسمع كلامهم وننظر إليهم ولو للحظات، فما أصعب الحياة بعد فراق الأحباب، ولكن تبقى الذكريات التي جمعتنا بهم، وإن كان ذكراهم تؤلم القلب وتحزنه، لأنهم لن يعودوا إلينا، ولن نراهم بأعيننا مرة أخرى.

من منا في هذه الحياة لم يفقد عزيزًا عليه، أب أو أم، ابن أو بنت، أخ أو أخت، زوج أو زوجة، قريب أو صديق، الكل منا بلا شك فقد عزيزًا عليه، وإلى اليوم وهو يتألم لهذا الفراق، وعندما يتذكره يعتصر قلبه حزنًا عليه، ويرجو أن يعود إليه لأن فراقه صعب عليه، ولكنها سنن الله في الكون، فالميت لا يعود إلى الحياة، إلا يوم القيامة، وصدق القائل :

الموت بابًا وكل الناس يدخله // ياليت شعري بعد الباب ما الدار

فجائه الرد:

الدار جنة عدنٍ إن عملت بما // يرضى الإله وإن خالفت فالنار

هما محلان ما للناس غيرهما // فانظر لنفسك أي الدار تختارُ

فكيف لا يتذكر الإنسان أحبابه الذين فارقوا الحياة ورحلوا عنه وتركوه، وهو عاش معهم سنوات لا تنسى من الذاكرة والوجدان، فالجد والجدة كانوا عليه حنونين أكثر من والديه، والأب والأم كانوا بالنسبة له كعينيه، والزوج أو الزوجة جمع فيما بينهما المودة والرحمة، والأخ والأخت السند والمحبة، والابن والبنت الروح وروح الحياة، والقريب والصديق كانوا وقت الشدة أقرب الناس، هؤلاء وغيرهم من الأهل والأحباب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننسى ذكراهم ولحظات وأوقات جميلة جمعتنا بهم، وكلما اشتقنا لهم وتذكرناهم وهم تحت التراب، رفعنا أيدينا إلى رب السماء ودعونا لهم بالرحمة والغفران، وأن يجمعنا الله بهم في جنات النعيم.

ويتخيل الإنسان أحيانًا في خلولاته بأن أباه أو أمه أو عزيزًا عليه يجلسون بقربه وهم أحياء، يسلم عليهم ويقبل أيديهم، ويتحدث إليهم ويتحاور معهم، ويمازحهم ويضحك معهم، ويسمع نصائحهم وتوجيهاتهم إليه، ويوفر لهم طلباتهم، وهو في قمة السعادة والسرور، وفجاءة يلتفت على يمينه ثم على يساره، فلا يجد أباه أو أمه أو الشخص العزيز الذي كان يجلس بقربه ويتحدث إليه، فيتذكر بأنهم قد رحلوا  عن الدنيا وفارقوا الحياة، وكل ما حدث كان ذكريات جميلة تمر على روحه وقلبه ونفسه فيعتقد بأنهم ما زالوا أحياء.

نعم بعض الآباء والأمهات والأحباب عنا قد رحلوا بأجسادهم ، ولكن هم باقون في قلوبنا ووجدننا، وتبقى ذكرياتهم لا تنسى للأبد، فهم عندنا أحياء يعيشون بيننا، لما بذلوله من العطاء والوفاء والكرم والسخاء، فالأب هو الحب والحنان والسعادة والأمان، غرس في أبنائه القيم والأخلاق، والأم أجمل وأرق وأطيب قلب في الدنيا، فراقها صعب لا يطاق وألم وحزن يتجدد كل يوم، فبالله عليكم كيف ننسى من ضحى بحياته لنعيش في أمن وأمان وسلام، وقدمنا لنا الحنان والعطف والمحبة والوئام لنحيا بعزة وكرامة، وسيظل هؤلاء الأحباب ذكراهم في قلوبنا، نتذكركم بالليل والنهار، وندعو لكم بالرحمة والمغفرة والرضوان.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

النائب حازم الجندي: التاريخ لن ينسى تضحيات الشهداء وستظل ذكراهم نبراسًا للأجيال

شارك النائب لمهندس حازم الجندي عضو اللجنة العامة لمجلس الشيوخ، في الندوة التثقيفية الـ 41، والتي أقامتها القوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم تحت عنوان «شعب أصيل»، بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعددًا من كبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة والشرطة، بالإضافة إلى مشاركة أهالي وأسر شهداء القوات المسلحة والشرطة.

وأكد «الجندي»، أن الندوة التثقيفية كانت توثيقًا للبطولات الخالدة لجنود الجيش المصري، وتعريف الأجيال الحالية بالتضحيات التي قدمها الأبطال في حرب أكتوبر، وسط إرادة الأمة المصرية التي حولت الهزيمة إلى نصر، مضيفًا أن الاحتفال بـ«يوم الشهيد» دليل على وفاء القوات المسلحة لأبنائها المخلصين، الذين سطروا تاريخهم بحروف من نور عبر تضحياتهم من أجل رفعة الوطن، وأن الدولة المصرية لم ولن تنسى شهداءها الذين قدَّموا دماءهم الطاهرة للحفاظ على تراب الوطن واستعادة أمجاده.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، على هامش مشاركته في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، أن الاحتفال بـ يوم الشهيد بالتزامن مع ذكرى العاشر من رمضان، ذكرى نصر أكتوبر المجيد، ملحمة العزة والكرامة التي سطّرها أبطال القوات المسلحة، حينما انتفضوا لاستعادة الأرض والكرامة، وأثبتوا للعالم أجمع أن الإيمان والعزيمة قادران على تحقيق المستحيل.

وأشار «الجندي»، إلى أن الدولة المصرية على مدار تاريخها واجهت تحديات ضخمة تمكنت من عبورها جميعًا لمواصلة مسيرتها، وهو ما ظهر خلال السنوات الماضية حيث تمكنت مصر من عبور تحديات ضخمة كادت أن تعصف بها لكنها انتفضت من جديد لتؤكد أن مصر لا تعرف الاستسلام وأن الحفاظ على تماسك هذا الوطن وحماية مؤسساته هو هدف كل مصري لا يمكن التنازل عنه أو المقايضة عليه.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: “لو سيدنا نوح عاش فى زمن السوشيال كانوا هيعملوا فيه إيه”
  • رد الجميل بالإساءة!
  • حسام موافي: من يشمئز من ذكر الله والرسول عليه مراجعة نفسه
  • برلماني: التاريخ لن ينسى تضحيات الشهداء وستظل ذكراهم نبراسًا للأجيال
  • النائب حازم الجندي: التاريخ لن ينسى تضحيات الشهداء وستظل ذكراهم نبراسًا للأجيال
  • في ذكراه.. قصة رحيل محمد متولي بعد تعرضه إلى أزمة قلبية
  • الحياة الطبيعية تعود إلى معظم أحياء مدينة اللاذقية
  • شمس البارودي: أرفض الظهور الإعلامي بعد رحيل حسن يوسف
  • مرغم: جميع من ترشحوا لمنصب رئيس الدولة كانوا مفلسين سياسياً
  • أحد أحياء الرياض نهاية التسعينات الهجرية