مشاركون: «الشاروني» واجه الخرافات ومقاومة المخاوف بالعلم
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
استضافت القاعة الرئيسية في خامس أيام الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة لمناقشة «رواية الفتيان عند يعقوب الشاروني»، ضمن محور شخصية المعرض لأدب الطفل، تحدث خلالها الكاتب والناقد أحمد طوسون، وكاتب أدب الطفل أحمد قرني، والكاتبة السورية لينا الكيلاني، وأدارها الكاتب الصحفي والفنان أحمد عبد المنعم، بحضور أبنة الراحل الكاتبة هالة الشاروني.
بدأت الندوة بكلمة للكاتبة لينا الكيلاني والتي قالت: «نحن نحيي ذكرى واحد من رواد أدب الأطفال في عالمنا العربي لذا لابد أن نتحدث عما يسمونه «رواية الفتيان» التي كتب عددًا منها، وأنا شخصيًا أحبذ أن أدعوها برواية الشباب، وكنت أصر على هذه التسمية لرواياتي الموجهة لهذه الفئة العمرية في كل إصدارتها سواء لدى وزارة الثقافة السورية، أو دور النشر الرسمية والخاصة في مصر، وسواها».
وأضافت لينا الكيلاني أن رحيل الشاروني كان مفاجئًا ومحزنا لنا جميعًا، وكنا نأمل أن يتواجد بيننا ونحن نحتفي به في معرض الكتاب هذا العام، ولكنه غادرنا في الموعد المحدد، وقبل أن أتحدث عن يعقوب الشاروني سألقي بعض الضوء على رواية اليافعين، مضيفة أنها تندرج تحت جنس أدبي تحظى بأهمية خاصة ذلك لأنها تتوجه إلى من هم في مرحلة المراهقة، أو على عتبة الشباب من خلال القضايا الخاصة بهم ، والموضوعات التي تهمهم طالما أن الأدب قادر على اكتشاف النفس البشرية، والتعبير عن تحولاتها والصراعات التي تتعرض لها، وبالتالي فهو لا يعدم تأثيره على القراءة والمجتمع عمومًا.
ومن جانبه قال الكاتب أحمد قرني : نحن نستمد الندرة العميقة في كتابات اليافعين من هؤلاء الرواد مثل الكبير الراحل يعقوب الشاروني.
واستعرض دراسة تناولت خمس روايات يوجد بينهم خصائص متماثلة، منها أن البطل معروف عنه انه خارق ويستطيع فعل كل شيء بينما في كتابات يعقوب الشاروني وجدنا نقلة نوعية كسرت مفهوم البطل الخارق واصبحوا بسطاء يمكن أن نراهم في الشارع والمدرسة، واستطاع الشاروني بحبكة درامية رائعة أن يقدم الأبطال عن طريق السؤال والدهشة، بالإضافة إلى استعراضه الابطال في البيئة الفقيرة وقدراتهم وطاقتهم الكبيرة ونظرته البعيدة التي تغلبت على الواقع بمشكلاته وصعوباته.
مضيفا: دائما ما طرح الشاروني الأزمات في رواياته ووجد لها حل، فهو ينحاز إلى الحلول المنطقية والواقعية، واستطاع أن يتنقل من تجربة لأخرى دون أن يفقد توازنه وطرح الواقعية الشديدة في رواية ليلة النار، انتقل للمغامرة المحفوفة بالمخاطر في كتابته عن الخيال العلمي في رواية سفن الأشياء الممنوعة، والتي تتحدث عن زمن بعيد وكيف سيتغير العالم ويتحول إلى شاشات وسفن فضاء فيجعلك أمام المعرفة في مواجهة الخيال، كما وضع العلم في مواجهة الخرافة في رواية عفاريت منتصف الليل التي استعرضت مخاوف أهل الريف من الجن وأن جيل الاطفال هم الأمل في التصدي لتلك الخرافات ويقاوم مخاوفه.
ومن جانبه قال الكاتب أحمد طوسون: لا يمكننا عند الحديث عن جنس أدبي من الأجناس الأدبية السردية المقدمة للطفل تجاهل الآثر الأدبي العميق الذي قدمه الرائد الراحل يعقوب الشاروني من إبداعات في الأجناس الأدبية المختلفة ومنها إبداعاته المقدمة في مجال روايات اليافعين التي تجاوزت نحو خمسين عملًا.
وأضاف «طوسون»: لعل الرقمنة تعد أحدث الموضوعات التي تناولتها روايات اليافعين، على مستوى الشكل والمضمون، وبحكم أن طفل اليوم اختلفت اهتماماته وتطلعاته وألعابه عن طفل ما قبل التطور التكنولوجي الرقمي مضمونا هاما في أحدث رواياته وتطويعها بما يتناسب مع المرحلة العمرية التي يخاطبها وهنا أحاول استقرائه في عملين مختلفين أحدهما ينتمي للرواية الاجتماعية لليافعين وهو رواية " الابناء لهم أجنحة، حيث تمثل الرقمنة أساسا لحل عقدة النص الأساسية ونقطة الانطلاق للتقارب بين أسرتي الشقيقين وإذابة جمود المشاعر بينهما والعمل الأخر ينتمي لرواية الخيال العلمي للأطفال واليافعين وهو رواية "سفن الأشياء الممنوعة"، وإن بدأ العمل رقميا بالأساس نظرًا لأن موضوعه المستقبل وسفن الفضاء إلا أن الحكايات الخرافية الممنوعة التي تم الاحتفاظ بها على شرائح الكترونية وتم مسحها من ذاكرة البشر على الأرض تستعد دورها وتكون ملهمة لشروق وضياء في تغلبهما على المشكلة التي واجهت سفينتهما الفضائية وهددت حياتهما.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القاعة الرئيسية معرض القاهرة الدولي للكتاب یعقوب الشارونی
إقرأ أيضاً:
الكاتب محمد جلال عبد القوى: هل لابد من تدخل الرئيس حتى ننهض بالدراما ونطورها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب الكاتب الكبير محمد جلال عبد القوي عن سعادته بمشاركته خلال مؤتمر مستقبل الدراما فى مصر الذى يشارك فيه كبار الفنانين والكتاب والمخرجين، مشيرا إلى أنه لولا الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ألقى حجرًا في المياه الراكدة ما تمت هذه الجلسة وهذا اللقاء، متعجبًا هل لابد من تدخل الرئيس وإصدار توجيهاته من أجل النهوض وتطور الدراما حتى نتحرك هكذا؟
جاء ذلك خلال مؤتمر مستقبل الدراما فى مصر الذى عقد، أمس الثلاثاء، بماسبيرو تحت رعاية الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام.
وقدم الكاتب محمد جلال عبد القوى الشكر لكل رواد الدراما الكبار الراحلين منهم والأحياء على الإرث الفني الضخم الذي تركوه لكنه في الوقت نفسه قدم لهما الاعتذار على عدم القدرة على مواصلة المسيرة، كما قدم الاعتذار للأسر المصرية عما تقدمه في الآونة الأخيرة في الدراما حيث قال دخلنا على أهلنا والبيوت المصرية بشكل غير لائق لدرجة استفزت رئيس الجمهورية.
تجدر الإشارة إلى أن منصة الجلسة الأولى من مؤتمر مستقبل الدراما فى مصر ضمت عددًا من رموز الفن والإبداع وهم: المخرج محمد فاضل، والفنان محمد صبحي والفنان محمود حميدة والسيناريست مدحت العدل والكاتب الكبير محمد جلال عبد القوي والكاتبة الصحفية ورئيس لجنة الدراما بالشركة المتحدة علا الشافعي والفنانين أشرف عبد الباقي وهاني رمزي والروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد.