نصيحة جنرال إسرائيلي عجوز!
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
«إذا لم ننتصر في هذه الحرب فلن يكون لنا بقاء في الشرق الأوسط».
يو آف غالانت – وزير الدفاع الإسرائيلي
هذه الجملة المهمة تلخص السر العميق وراء حرب غزة. حرب وجود لا حرب حدود. تحتها خطوط سوداء، دماء حمراء.. ومستقبل غامض.
وفوقها غارات لم تتوقف للشهر الرابع، تحصد أرواح أبرياء ومعها تحصد سمعة إسرائيل في العالم وتؤثر سلباً على مكانة أمريكا، كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن.
في الداخل الإسرائيلي الوضع ليس أفضل. المجتمع يتفكك، القادة السياسيون يتراشقون الاتهامات بالتقصير، العسكريون متورطون في حرب فرضها السياسيون المتطرفون.
بل أشد المتطرفين في تاريخ إسرائيل، يتزعمهم الوزيران المستوطنان بن غفير وسموتريتش صاحبا خارطة «إسرائيل الكبرى». يقودهم من يرى نفسه «ملك إسرائيل» الجديد.
ما الحل؟
الحل في ما يقوله هذا الجنرال العجوز ممن أسهموا في إنشاء «دولة إسرائيل» قبل خمس وسبعين سنة، في هذا السيناريو المتخيل، وأقول «المتخيل» لكنه من واقع التشقق الحاصل في إسرائيل:
«سيدي الجنرال نحن الآن في حرب غزة، ماذا تنصح أبناءك وأحفادك أن يفعلوا، وأنت الذي شاركت في حرب الاستقلال عام 1948 وحرب الأيام الستة في 1967 وحرب الغفران 1973 قبل أن تتقاعد؟».
يجيب الجنرال الإسرائيلي الذي ترهل جسده وابيضَّ ما بقي من شعره: اسمع يا بني، في كل الحروب الكبيرة التي خضناها، ما عدا، إلى حد ما، حرب 1973 مع الجيش المصري، كان انتصارنا يعتمد على عاملين، الأول عنصر المباغتة الذي مكننا من هزيمة العدو، والثاني اعتمادنا بشكل أساسي على سلاح الجو لا على سلاح المدفعية والمواجهة المباشرة.
لذلك انتصرنا على جيوش عربية عدة، وسيطرنا على أراض من أربع دول عربية فرضنا عليها وعلى سكانها الأمر الواقع، بل وألحقنا تلك الأرض بـ«الدولة» رسمياً كالجولان، وضمنياً كالضفة الغربية والقدس التي اعترف بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب «عاصمة أبدية لاسرائيل» كما أردنا وأعلنا.
يقاطعه المذيع: لكن سيدي، نحن الآن لا نحارب جيوشاً بل فصائل من «المخربين» وعلى جبهة واحدة وليس أربع جبهات.
الجنرال المتقاعد: وهنا المشكلة. المأزق في النفق، أو قل الأنفاق. المواجهة تجري وجهاً لوجه. حرب شوارع وأزقة وحارات لا يعرف تفاصيلها جنودنا، وعلى العكس يعرفها ويتحصن فيها «المخربون». أنفاق تمتد إلى 600 كلم على شكل شبكة عنكبوتية. لا يعرف جنودنا من أين يخرج لهم العدو.
المذيع: الناطق باسم الجيش دانيال هاغاري أعلن أن الجيش اكتشف أربعة كيلومترات من الأنفاق.
يطلق الجنرال ضحكة مُرة. ههههههه أربعة كيلومترات بعد أكثر من ثلاثة شهور من الحرب، وماذا عن الـ 556 كيلومتراً الباقية؟؟ كم يحتاج الجيش لتدميرها؟
المذيع: نتنياهو يقول إننا سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافنا وأولها القضاء على «حماس» وتحرير الرهائن.
الجنرال غاضباً: ماذا يقول هذا المجنون؟ ألا يتوقف عن الكذب؟ ألا يفكر في مصلحة الشعب والدولة بدل التفكير في مصلحته الشخصية؟ ألا يدرك أنه يقود إسرائيل إلى نهاية وجودها؟
فشل في الميدان. مظاهرات في تل أبيب ضد استمرار الحرب، خلافات في الحكومة، خلافات في مجلس الحرب، خلافات مع وزير الدفاع ومع رئيس أركان الجيش، خلافات مع من يدعمنا بالسلاح وأولهم أمريكا، ومع من يؤيدنا.
نحن من يتفكك يا بني. ألم تسمع بالوثيقة التي وقعها 189 من القادة العسكريين السابقين التي تطالب بإزاحة نتنياهو. وبانتقاده رئيس الأركان الذي أمر بتشكيل لجنة تحقيق في زلزال 7 أكتوبر الذي هز جيش واستخبارات وأمن الدولة؟
هنا جوهر المسألة. لقد جر نتنياهو الدولة إلى مستنقع لن تخرج منه. الطائرات المقاتلة تقصف كل ما في غزة، بشراً وحجراً، أطفالاً ونساء ومدنيين، ولم تعرض لنا جثة «مخرب» واحد، ومعها تقصف القانون الدولي وسمعتها التي بنتها طيلة 75 سنة بأننا «الدولة الحضارية الديمقراطية الوحيدة في المنطقة».
يتابع الجنرال: يريد نتنياهو تهجير سكان غزة فإذا به يهجر الإسرائيليين من الشمال المحاذي للبنان ومن الجنوب المحاذي لغزة ومن إسرائيل إلى قبرص واليونان وبقية أوروبا. هل سمعت عن عدد الذين هاجروا من البلاد منذ السابع من أكتوبر؟
يقال إنهم بمئات الآلاف. إنه يبحث عن مكان لتهجير الفلسطينيين من غزة وتالياً الضفة الغربية، إلى رواندا وأوغندا مثلاً، لكن هؤلاء رغم القتل والتجويع والترويع متمسكون بأرضهم. لا يريدون مغادرتها.
المذيع: سيدي نعود إلى السؤال الأول. بماذا تنصح أبناءك وأحفادك الآن؟
الجنرال: أقول لهم. احزموا حقائبكم وعودوا من حيث أتيتم. فقد ثبت أن هذه الأرض ليست لنا. وكل ما قالوه منذ هرتزل وبداية المشروع الصهيوني ما هو إلا كذبة كبيرة شارفت على نهايتها. وقد بدأت النهاية. أقول: ارحلوا..ارحلوا!!
رشاد أبو داود – جريدة البيان
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: صور وفيديوهات الجنود التي توثق الانتهاكات بغزة تهدد باعتقالهم
تطرقت وسائل إعلام إسرائيلية إلى المخاوف المتزايدة في تل أبيب من إخضاع جنود جيش الاحتلال في الخارج لإجراءات قضائية أو اعتقالهم، وذلك بعد نشر هؤلاء الجنود تسجيلات على منصات التواصل الاجتماعي توثق انتهاكهم لقوانين الحرب.
وذكرت القناة الـ12 أن آلافا من الصور والفيديوهات نشرها جنود الجيش الإسرائيلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال المعارك في قطاع غزة، وقالت إن هذه الفيديوهات لم تصبح فقط تحقيقات صحفية دولية، "بل قد تستخدم أدلة ضد هؤلاء الجنود إذا تم اعتقالهم في الخارج".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: سرّاق الأرض الإسرائيليون العنيفون يستهدفون الضفة الغربية بأكملهاlist 2 of 2هآرتس: عندما يصبح الجيش الإسرائيلي نموذجا للوحشيةend of listوبثت القناة نفسها جانبا من تحقيق صحفي -أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)- وجد عدة فيديوهات مصدرها كلها حسابات جنود إسرائيليين، وقالت القناة إنها تمكنت من التعرف على هوية عدد من الجنود الذين نشروا هذه الفيديوهات والمواقع التي نشروها منها في غزة.
وأضافت القناة أن كثيرا من المنظمات الداعمة للفلسطينيين تقوم برصد مقاطع الفيديو التي ينشرها الجنود الإسرائيليون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد يونس طيراوي، وهو -كما عرفته القناة الإسرائيلية- مناصر للفلسطينيين وناشط في رصد الفيديوهات، أنه شاهد عشرات الآلاف من الفيديوهات التي تثبت انتهاك الجنود الإسرائيليين لقوانين الحرب، وقال إن الجنود يضعون علامات إعجاب على منشورات فتتم ملاحقتهم.
إعلانوعلق بروفيسور يوفال شيني، وهو خبير في القانون الدولي في الجامعة العبرية على الموضوع، بالقول إن "ممارسة نشر مقاطع الفيديو من مناطق القتال سلوك سيئ جدا، وحقيقة أن الجيش الإسرائيلي يقر ويسمح بذلك.. بتقديري، خطأ كبير جدا".
وأوردت القناة الـ12 أن "الجزيرة أنشأت قاعدة بيانات تضم 2500 حساب على مواقع التواصل الاجتماعي تحتوي على صور وفيديوهات نشرها جنود إسرائيليون على الإنترنت".
وأشارت إلى فيلم وثائقي قالت إن شبكة الجزيرة باللغة الإنجليزية أنتجته وتم بثه في العام بلغات مختلفة، وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن هذا الفيلم "ذهب خطوة إلى الأمام، ففي كل مرة تُكشف هوية جندي، يتم بث بياناته الكاملة على الشاشة، بما في ذلك اسم وحدته العسكرية وحتى إن كان يحمل جنسية دولة أخرى".
وقال منتج الفيلم الخاص بالجزيرة ريتشارد ساندرز: "ظننا أن علينا أن نقوم بالكثير، من جمع المعلومات من مصادر معروفة وعمليات تعرف على الوجه، لكننا لم نضطر لذلك، فكل شيء منشور بأسمائهم ورتبهم ووحداتهم العسكرية"، واعتبر أن كمية الفيديوهات مثيرة للدهشة.
وتؤكد القناة الإسرائيلية -في تقريرها- أن كل الصحفيين الدوليين الذين غطوا الحرب منذ بدايتها فوجئوا من اتساع نطاق الظاهرة، ولكن الجيش الإسرائيلي يحاول حاليا محاربة هذه الظاهرة، إذ صدرت توصية للجنود الذين نشروا على حساباتهم صورا وفيديوهات بحذفها.