جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-16@18:59:02 GMT

الجامعات والعلاقات العاطفية

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

الجامعات والعلاقات العاطفية

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

أنهى الثانوية العامة بمعدل مُشرف، ورفع بمعدله رأسه ورأس والديه وأهله ومجتمعه ووطنه عاليًا، وضرب به المثل لشدة اهتمامه وحرصه لنيل المراتب العلمية العالية، وعلى إثر ذلك كرمته مدرسته ومجتمعه لجهوده الجبارة التي نال بها أفضل الجوائز والهدايا، ولكن وبمجرد دخوله إلى الجامعة، وفي الأشهر الأولى لوحظ تدني مستواه التحصيلي، وقلة اهتمامه بشغف العلم والتعلم؛ حيث لم يكن كما كان.

بحثت العائلة عن الأسباب التي جعلت من ابنها يخسر مستواه العلمي شيئًا فشيئًا، وبعد التحري والبحث الدقيق اكتشفت العائلة وجود إحدى الفتيات في حياته؛ حيث تعرّف عليها في بداية أيامه الجامعية، ابتدأت العلاقة العاطفية بينه وبين من اختارها قلبه وليس عقله بابتسامة، وكبرت تلك العلاقة وانتهت بتدني مستواه الدراسي، فأصبح غير قادر على مواصلة الدراسة الجامعية، بسبب تلك العلاقة التي كلفته الكثير من الأمراض النفسية والإحباط، فضلًا عن خسارته العلمية التي كان من المفترض أن يكون مُحافظًا عليها لنيل أعلى المراتب في الحياة العلمية والاجتماعية.

اليوم نحن أمام مشكلة يعاني منها بعض شبابنا في الوطن العربي والإسلامي، خصوصًا في المرحلة الجامعية؛ حيث الاختلاط غير المنضبط وعدم احترام القواعد والأعراف الدينية أحيانًا، والاعتماد على الكلام المعسول لتكوين العلاقات العاطفية، مما جعل من البعض يقعون في فخ العلاقات التي تتعارض مع أعراف المجتمع والتي عادة ما تكون نهايتها سلبية على الجميع، بحيث تؤثر سلبًا على الوضع الدراسي والأكاديمي.

إنَّ من يرتبط بالعلاقات العاطفية الممنوعة عادة ما يتأثر تحصيله العلمي نتيجة للآثار المدمرة الناتجة من تلك العلاقات، كالانطوائية والعزلة والإهمال واللامبالاة والاستهتار، وعدم الانتباه للمستقبل، وبالتالي تكون النتيجة هي الضعف التحصيلي الجامعي وضياع المستقبل.

وكم هو مؤسف جدًا عندما تكون تلك العلاقات مجرد تمثيليات لكسب المال، فهناك على سبيل المثال عدد قليل من الفتيات يبحثن عن جهاز آيفون مجاني، أو مبالغ نقدية دون أي تعب أو جهد أو عناء، وذلك بتكوين علاقات عاطفية قائمة أغلبها على الكذب والافتراء، وعندما لا تُكرم الطالبة من قبل الطالب المخدوع تقوم باستبداله بآخر للحصول على مآربها المادية، وبالتالي يكون ذلك الشاب هو الضحية، فيخسرها ويخسر مستقبله وحياته العلمية، فضلاً عن إصابته بالأمراض النفسية.

ينبغي على من يوفق للدخول إلى الدراسة الجامعية، أن يعلم أن مؤسسات التعليم العالي لم تشيد من أجل هذه التعارفات العاطفية؛ بل أعدت لأهداف رسالية سامية تصب في خدمة الإنسان والمجتمع والوطن، لذا يجب مراعاتها والحفاظ عليها، وهنا نذكر بعض من تلك الأهداف السامية التي ينبغي أن يتحلى بها الطالب الجامعي عند دخوله إلى الجامعة، والتي منها: مراعاة الانتظام التحصيلي في الدراسة الجامعية، والالتزام الكامل بأداء الواجبات والمهام التي تطلب من الطالب وتأديتها بكل إخلاص واجتهاد وتفان، والالتزام بالمعايير السلوكية والأخلاقية في الحرم الجامعي، وعدم التعامل مع السلوكيات التي لا علاقة لها بالدين والأخلاق والعادات والتقاليد الاجتماعية، والمحافظة على القاعات الدراسية، والورش والمكتبات، والاستفادة من تلك الأماكن واستغلالها لتطوير شخصية الطالب والتفوق والتميز الدراسي في داخل الحرم الجامعي، واحترام اللوائح القانونية للحرم الجامعي، وعدم هتكها بالمنكرات والممنوعات التي قد تعرض الطالب للمساءلة القانونية، وتكوين علاقات جيدة مع الطلاب والطالبات والمُعلمين والمعلمات في حدود الدراسة، وعدم تحويل تلك العلاقات إلى علاقات عاطفية مشبوهة لا داعي لها.

وهنا نستطيع القول إن أغلب العلاقات العاطفية التي قد تصيب الشباب في المرحلة الجامعية سببها في كثير من الأحيان الفراغ، فلابد من استغلال الوقت، فهو كالسيف إن لم تقطعه قطعك، ونذكر هنا بعض من الأفكار التي من شأنها أن تجعل من الطالب الجامعي محترما لوقته، وهي في حد ذاتها أمانا له من الوقوع في فخ العلاقات المشبوهة أو الإهمال التحصيلي، فما أجمل الطالب عندما يسعى لفعل جملة من الأمور والتي منها: تحديد الهدف والتخطيط للوصول إليه، فتلك من أفضل الوسائل الذكية لاختصار الوقت والوصول إلى نتائج أفضل وأجمل وأكمل، وتنظيم الوقت واستغلاله وتقديم الأولويات والعمل على قاعدة الأولى فالأولى، فليس من السليم تقديم غير المهم على الأهم، واستغلال الفرص لتنمية المهارات فهي تمر مر السحاب ولا ينبغي إهمالها وتسويفها، ومن الجيد للطالب الجامعي حضور ورش العمل والدورات التي تعقد في الجامعة أو خارجها، بهدف تنمية مهاراته التي يحتاجها أثناء الدراسة الجامعية وبعدها، والاهتمام بالصحة البدنية والعقلية وذلك بممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية التي تساعد البدن والعقل على القوة البدنية والتفكير العقلي، والاستفادة من التكنلوجيا وذلك باستغلال التطبيقات العلمية في الإجابة على الأسئلة التي تدور في ذهن الطالب أثناء مراجعة الدروس الجامعية.

وأخيرًا.. لا بُد من تذكُّر أنه كما إن الإسلام أعطى قيمة كبرى للعلاقة العاطفية والروحية للنساء من جهة الرجال حتى جاء في الحديث الشريف عن حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام جعفر الصادق: (اَلْعَبْدُ كُلَّمَا اِزْدَادَ لِلنِّسَاءِ حُبًّا اِزْدَادَ فِي اَلْإِيمَانِ فَضْلًا) وكذلك جاء النصح عن أمير البيان علي بن أبي طالب بقوله: (لاَ تَبْذُلَنَّ وُدَّكَ إِذَا لَمْ تَجِدْ لَهُ مَوْضِعًا) و(لاَ تَمْنَحَنَّ وُدَّكَ مَنْ لاَ وَفَاءَ لَهُ).

لذا عليك عزيزي الطالب أن تبدأ الآن التخطيط الفاعل والمستمر لمستقبلك بلا تسويف أو إهمال والعمل على تحقيق أهدافك، فأنت في عصر إن لم تستغل وقتك فيه لتحقيق مستقبلك المشرق، تأكد حتمًا ستأخذك الأهواء إلى حيث الشيطان وشباكه الضالة، وتذكر جيدًا أن الجامعة لم تحتويك إلّا لتجعلك إنسانا ناجحًا وموفقًا بعيدًا عن الملهيات فهل أنت على قدر تلك المسؤولية؟

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محامو الطالب محمود خليل: اعتقاله انتهاك للدستور الأميركي

قال محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل إن سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب بترحيل بعض الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين غير دستورية، في حين قالت محاميته إنه لا أساس لاتهامه بدعم حركة حماس والإرهاب لمجرد احتجاجه على قصف مدنيين فلسطينيين.

ونقلت رويترز عن تود بلانش نائب المدعي العام قوله اليوم الجمعة إن وزارة العدل الأميركية تحقق في ما إذا كانت الاحتجاجات الطلابية في جامعة كولومبيا بسبب حرب غزة تنتهك قوانين الإرهاب الاتحادية.

وفي أول دعوى قضائية يقدمونها منذ أن أوضحت السلطات الأميركية "الأساس القانوني" لاعتقال محمود خليل، حثّ محامو الطالب المعتقل قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن جيسي فورمان على إطلاقه فورا من مركز احتجاز المهاجرين نظرا لانتهاك حقوقه في حرية التعبير.

وكتب محامو خليل، بقيادة آمي بيلشر من مؤسسة نيويورك للحريات المدنية، في دعوى قضائية مساء أمس الخميس، "سياسة الحكومة غير القانونية المتمثلة في استهداف غير المواطنين بالاعتقال والترحيل بناء على حرية التعبير المحمية هي تمييز في وجهات النظر بما ينتهك التعديل الأول" في الدستور الأميركي.

 

تفاعل طلابي واسع في #أمريكا لدعم للناشط الفلسطيني محمود خليل المعتقل منذ السبت الماضي من مقر سكن طلابي تابع لجامعة كولومبيا في #نيويورك pic.twitter.com/xliXUomv6t

— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 13, 2025

إعلان

واليوم الجمعة، قالت محامية الطالب محمود خليل إنه "تعرض لهجوم انتقامي ومتطرف على حقه في حرية التعبير"، مشيرة إلى أن ما فعله خليل حق محمي دستوريا.

وأضافت أن "هذه الإدارة لا تقول الحقيقة كاملة للجمهور الأميركي"، لافتة إلى أن تهمة خليل هي أنه عبّر عن أفكار لا توافق عليها الحكومة الأميركية.

وأكدت المحامية أن محاولة قمع حرية التعبير لأشخاص لمجرد أن الحكومة لا تتفق مع أفكارهم "أمر مرعب للغاية"، مشيرة إلى أن "ما يجعل أميركا عظيمة هو حق حرية التعبير، ويجب أن نقف جميعنا ضد قمع هذا الحق".

نقاش حاد

وأصبحت قضية خليل محور نقاش حاد فيما يتعلق بتعهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بترحيل بعض المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي اجتاحت الجامعات الأميركية تنديدا بحرب إسرائيل على غزة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرح محامو وزارة العدل الذين يمثلون الحكومة بأن خليل (30 عاما) أصبح معرضا للترحيل لأن وزير الخارجية ماركو روبيو قد قرر أن وجوده أو أنشطته في البلاد قد يكون لها "عواقب سلبية على السياسة الخارجية للولايات المتحدة".

وقال خبراء قانونيون إن البند الذي استشهدت به الحكومة لتبرير قدرة روبيو على إعلان ترحيل خليل، هو جزء من قانون الهجرة والجنسية لعام 1952، ونادرا ما يستعان به، مما يعني قلة السوابق التي بوسع المحاكم الرجوع إليها لتحديد دستوريته.

كما أكد محامو خليل أن هذا القانون لم يكن يراد به إسكات المعارضة، في حين لم توضح الحكومة بالتفصيل في أوراق المحكمة على أي نحو يمكن لخليل أن يُضر بالسياسة الخارجية الأميركية.

والطالب محمود خليل فلسطيني الأصل وحصل على إقامة دائمة قانونية في الولايات المتحدة العام الماضي، واعتقله أفراد من وزارة الأمن الداخلي مساء السبت الماضي في سكنه الجامعي بمانهاتن، في وقت ذكرت فيه الحكومة أنه نُقل بعد ذلك إلى مركز احتجاز للمهاجرين في نيوجيرسي، ثم نُقل جوا إلى لويزيانا، حيث يُحتجز حاليا.

إعلان

وأوقف قاضي المحكمة فورمان ترحيل خليل مؤقتا إلى حين النظر في طعن محاميه في قانونية اعتقاله، في حين خرجت مظاهرات طلابية في نيويورك للمطالبة بالإفراج عن الطالب الفلسطيني.

وكانت جامعة كولومبيا مركزا لاحتجاجات مناهضة لإسرائيل اجتاحت عشرات الجامعات الأميركية خلال الربيع الماضي، وتحولت إلى هدف رئيسي لإدارة ترامب التي تتهمها بعدم التعامل بشكل كاف مع احتجاجات.

وألغت الحكومة الاتحادية الأسبوع الماضي منحا وعقودا لجامعة كولومبيا تقدر قيمتها بنحو 400 مليون دولار بسبب ما وصفتها بمعاداة السامية.

وذكرت رئيسة جامعة كولومبيا أن عملاء من وزارة الأمن الداخلي فتشوا أمس الخميس سكنين طلابيين في الجامعة بموجب أوامر قضائية دون إلقاء القبض على أي شخص أو إزالة أي متعلقات.

وفصلت الجامعة بعض الطلاب الذين احتلوا أحد مباني الجامعة خلال الاحتجاجات التي اندلعت في ربيع العام الماضي.

واليوم الجمعة قال مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) إن تعاون جامعة كولومبيا مع الحملة ضد خليل يعرض مئات الطلاب للانتقام الحكومي.

وأكد المجلس أن جامعة كولومبيا سلمت السلطات سجلات خاصة يمكن استخدامها ضد الطلاب، مؤكدا أنه رفع دعوى قضائية ضد الجامعة على خلفية احتجاز الطالب محمود خليل.

مقالات مشابهة

  • مجلسُ شئون الدراسات العُليا والبحوث والعَلاقات الثَّقافيَّة بجامعة الفيوم يَعقِـدُ جلســتَهُ رقم 213
  • نيويورك تايمز: حملة مدمرة تطال التعليم الجامعي في أميركا
  • محامو الطالب محمود خليل: اعتقاله انتهاك للدستور الأميركي
  • إدراج جامعة المنوفية في نسخة تصنيف QS العالمي للتخصصات الجامعية للعام 2025
  • الشيباني: الهدف من زيارتنا تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وإزالة العوائق التي تحول دون ذلك وفتح الحدود بين بلدينا سيكون خطوة أساسية في تنمية العلاقات
  • علوم طنطا عن فيديو المهرجانات: فتح تحقيق ونحترم العرف الجامعي
  • 48 فريقاً إلى نهائيات «الألعاب الجامعية»
  • إدراج 19 جامعة مصرية في نسخة تصنيف QS العالمي للتخصصات الجامعية 2025
  • بداري يزور الطلبة المصابين في حادث انحراف حافلة للنقل الجامعي بسطيف
  • بداري يزور الطلبة المصابين في انحراف حافلة للنقل الجامعي بسطيف