كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ربما تكون مستغرقة في دراسة نهج مختلف تماما للتعامل مع حزب الله اللبناني.

وقالت إن المعضلة الرئيسية في التعامل مع حزب الله وحسمه تتوقف على ما إذا كانت إسرائيل قادرة على إقناع التنظيم اللبناني المسلح بسحب أغلب قواته إلى نهر الليطاني عبر القنوات الدبلوماسية، أو ما إذا كان الأمر يتطلب خوض حرب شاملة لتحقيق هذه الغاية.

كم من الوقت ستمنح إسرائيل للدبلوماسية؟

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد ذلك هو: كم من الوقت ستمنحه إسرائيل للدبلوماسية قبل أن تشن حربا على حزب الله؟ وتجيب الصحيفة الإسرائيلية بأن الدلائل تشير إلى أن عملية كبرى قد تستغرق شهورا على الأقل.

لكن الصحيفة تستدرك، في تقرير مراسلها العسكري يوناه جيريمي بوب، بأن الحرب من شأنها أن تطيل أمد بقاء عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل، لفترة غير محددة، بعيدا عن منازلهم التي أجلتهم منها السلطات العسكرية بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبرتشرين الأول 2023.

لكن كيف يتسنى لسكان شمال إسرائيل العودة إلى منازلهم؟

تقول جيروزاليم بوست إنها علمت أن تدبير أمر عودة سكان الشمال يتضمن عناصر حاسمة من بينها الإبقاء على فرقتين عسكريتين كاملتين على الحدود الشمالية إلى أجل غير مسمى، ومواصلة الجيش الإسرائيلي هجماته على قوات حزب الله جنوب الليطاني، والتوصل إلى اتفاق مع حزب الله يضع، على الأقل، حدا لإطلاق الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات.

ويضاف إلى ذلك المضي قدما في المحادثات الدبلوماسية بغية إقرار وقف دائم لإطلاق النار، علاوة على تقديم حوافز اقتصادية ضخمة للسكان لتعويض خسائرهم وتشجيعهم على العودة إلى ديارهم.

وتوضح الصحيفة أن ما يدعوها للاعتقاد بأن كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية ربما لا يكونون راغبين في خوض حرب كاملة مع حزب الله حتى خلال نصف عام، هو أن الحرب في غزة لن تكون قد وضعت أوزارها حينها.

وعلى الرغم من أن حرب غزة تتطلب اهتماما كبيرا من إسرائيل، فإن هناك أيضا حاجة إلى دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة في المستقبل، وفق تقرير مراسل الصحيفة.

ولعل بدء حرب مع حزب الله قبل الفراغ من عملية غزة يمكن أن يدفع التنظيم اللبناني إلى توجيه ضربة "مضادة مدمرة" تقوِّض دعم الحلفاء لمرحلة ما بعد حرب غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مع حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل تتنهي حروب إسرائيل في 2025؟  

منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، انخرطت إسرائيل في سلسلة من النزاعات ضد إيران ووكلائها، قائلة إنها تريد استئصال التهديدات الأمنية التي يشكلونها، بحيث لا يتكرر مثل هذا الهجوم.   

نتانياهو يحتاج إلى إطالة أمد الحرب المروعة في غزة لتجنب المحاكمة



وكتب المحرر الرئيسي في مجلة "نيوزويك" الأمريكية شاين كروتشر، أن إسرائيل سعت إلى تدمير حماس في غزة وحزب الله في لبنان، ووجدت نفسها في نزاع مباشر مع إيران، الممول الرئيسي لهذه المجموعات، حيث تبادل الجانبان إطلاق الصواريخ، دون أن تندلع حرب شاملة بينهما، حتى الآن.    
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، قصفت إسرائيل عدداً من الأهداف هناك، على غرار مخازن للأسلحة الكيميائية.  
وبحلول العام المقبل الذي سيجلب بعداً جديداً لسياسة الشرق الأوسط -مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض- سألت نيوزويك عدداً من الخبراء: هل ستنتهي حروب إسرائيل في الشرق الأوسط في عام 2025؟.

 

Will Israel's wars in the Middle East end in 2025? https://t.co/lSi1nN13HP via @Newsweek

— Nino Brodin (@Orgetorix) December 26, 2024


أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن للاقتصاد فواز جرجس، قال إن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي الذي مر عليه 100 عام، لن ينتهي إلا عندما تنهي إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية، وتمنح جيرانها حق تقرير المصير.
وأضاف أن الجولة الحالية من الأعمال العدائية المكثفة ستنتهي عام 2025، ولكن ستكون هناك جولات أخرى عاجلاً أم آجلاً. وكما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مراراً وتكراراً، فإن وقف النار بين إسرائيل وحزب الله ووقف النار (المحتمل) بين إسرائيل وحماس، لا يعني نهاية حروب إسرائيل. ويعارض كل من الائتلاف الذي يقوده نتانياهو والمعارضة بشدة إقامة دولة فلسطينية مستقلة. إذا كان الأمر كذلك، فإن إسرائيل تواجه خطر حرب إلى الأبد.

أهداف الحرب


ورأى نائب رئيس كرسي "يونا ودينا إيتنغر" للتاريخ المعاصر للشرق الأوسط، بجامعة تل أبيب إيال زيسر، أن إسرائيل حققت خلال العام الماضي معظم أهدافها في الحرب، التي شنتها حماس وحزب الله ضدها مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأضاف أن حماس هُزمت كقوة عسكرية وحكومية في غزة، وتلقى حزب الله ضربة موجعة حرمته من القدرة على ردع إسرائيل وتهديدها. وفي سوريا، سقط نظام بشار الأسد، وتم صد إيران وإضعافها وردعها. وهذه ظروف مواتية لإنهاء حروب إسرائيل خلال عام 2025، وترجمة الإنجازات العسكرية إلى تحرك سياسي مع الدول العربية المعتدلة، وربما أيضاً مع الفلسطينيين. وليس من الواضح ما إذا كان هذا يخدم المصالح السياسية لنتانياهو، أو ما إذا كان قادراً على القيام بمثل هذه الخطوة، بسبب ضغوط من شركائه السياسيين.
وقال أستاذ العلوم الحكومية بجامعة جورج تاون في قطر مهران كامرافا، إنه في عام 2022، شبه رئيس الوزراء وقتها، نفتالي بينيت، إيران بالأخطبوط الذي تحاول مخالبه – حزب الله وحماس والحوثيون وما إلى ذلك – خنق الشرق الأوسط، ودعا بينيت إلى قطع رأس الأخطبوط، وهذا لم يحدث بعد.

 

Netanyahu: The war is expected to continue until 2025. pic.twitter.com/jz59TBGLQy

— Warfare Analysis (@warfareanalysis) January 16, 2024


وأضاف أنه باستخدام استعارة بينيت، فإن معظم مخالب الأخطبوط قد تم إضعافها بشدة، إن لم يتم القضاء عليها تماماً. ومتشجعة بنجاحاتها العسكرية منذ أواخر عام 2023، وبقيادة رئيس وزراء محاصر سياسياً مع الكثير من القضايا القضائية المعلقة فوق رأسه، من غير المرجح أن توقف الحكومة الإسرائيلية حملتها القائمة على استعداء الأخطبوط الإيراني. لكن ترامب الحليف الأكبر لنتانياهو، لا يحب الحروب - فهي ليست جيدة للأعمال – وتالياً، فإن سعي إسرائيل إلى شن حرب واسعة النطاق أمر غير مرجح.

خسارة لإيران ومحور المقاومة


وقال مدير برنامج إيران معهد الشرق الأوسط أليكس فاتانكا، إنه من الصعب جداً تصوير سقوط نظام الأسد بأي شكل من الأشكال، سوى بأنه خسارة لإيران و"محور المقاومة".
وأضاف أن جميع المحللين الإيرانيين يتفقون على ذلك، ويتفق  معظمهم أيضاً على أن الأشهر الأربعة عشر الماضية - منذ هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حماس على إسرائيل - كانت أسوأ عام بالنسبة لمحور المقاومة. وكما نعلم، كان الموقف الدفاعي الإيراني في العقود الماضية مبنياً على 3 ركائز: البرنامج النووي، والصواريخ، واستخدام الوكلاء الموالين لإيران في أنحاء المنطقة. وفي قلب هذه الاستراتيجية تكمن فكرة أن على إيران أن تقاتل الأمريكيين للخروج من الشرق الأوسط. وبمجرد خروج أمريكا من المنطقة، ستسقط إسرائيل، وهكذا كان تفكير المرشد الإيراني علي خامنئي.
وبحسب الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية في كلية سانت أنطوني بجامعة أكسفورد آفي شلايم، فإنه من غير المرجح أن تنتهي حروب إسرائيل في الشرق الأوسط عام 2025 أو في أي وقت، في المستقبل المنظور.
 ورأى أن السبب المباشر لذلك هو أن نتانياهو يحتاج إلى إطالة أمد الحرب المروعة في غزة لتجنب المحاكمة في الداخل، بتهم الفساد التي تنطوي على عقوبة السجن. والسبب الأعمق هو أن إسرائيل دولة استعمارية استيطانية مدمنة على الاحتلال والتطهير العرقي والتوسع الإقليمي. وتطالب الحكومة الحالية بالسيادة اليهودية على كامل أرض إسرائيل التي تشمل الضفة الغربية، وتالياً تمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة. وهذه وصفة للصراع الدائم.

مقالات مشابهة

  • "جيروزاليم بوست": نتنياهو يعاني من التهاب المسالك البولية وسيخضع لعملية إزالة البروستاتا
  • مستشفى كمال عدوان شمال غزة خالية تماما
  • إسرائيل تدمر نفقاً لحزب الله في جنوب لبنان
  • احذر من ChatGPT.. دراسة تؤكد: يخدعك بنتائج مضللة ولا يمكن الاعتماد عليه
  • وكيل نجم برشلونة يكشف حقيقة رحيله إلى الدوري السعودي
  • مفاجأة عن حزب الله.. هذه خطة اقتحام إسرائيل!
  • هذا لا يعني أن الاعيسر كامل ومكمل، ولا حتى البرهان
  • هل تتنهي حروب إسرائيل في 2025؟  
  • واشنطن بوست”: “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة بالهجمات على اليمن قبل تنفيذها 
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!