في أول زيارة خارجية له.. أمير الكويت في السعودية غدا
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
أفادت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن أمير الكويت الشيخ مشعل الجابر الصباح سيقوم بزيارة دولة إلى السعودية غدا الثلاثاء.
وهذه هي الزيارة الخارجية الأولى لأمير الكويت بعد توليه مقاليد الحكم في 18 كانون الأول/ ديسمبر الماضي بعد وفاة الأمير نواف الأحمد الصباح.
ووفق "كونا" إن الزيارة "تهدف إلى تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين".
وزار الشيخ مشعل السعودية تسع مرات خلال فترة ولايته للعهد التي امتدت نحو ثلاث سنوات، وهي أكثر دولة زارها على الإطلاق خلال تلك الفترة.
ومن المتوقع أن يُبقي على السياسات الخارجية الكويتية الرئيسية ومنها دعم وحدة دول الخليج العربية والتحالفات الغربية والعلاقات الجيدة مع الرياض، وهي علاقة ينظر إليها على أنها ذات أولوية قصوى بالنسبة له.
ونقلت وكالة "رويترز" عن عايد المناع الأكاديمي الكويتي والباحث السياسي إن السعودية تأتي دائما في طليعة الدول التي يزورها أمراء الكويت فور توليهم الحكم "لتثبيت العلاقات الأخوية التاريخية وروح التضامن" بين البلدين.
والكويت الحليفة للولايات المتحدة تؤكد دائما دعمها للقضية الفلسطينية وترفض إقامة أي علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن تأتي موضوعات مثل الحرب على غزة ومعالجة الوضع فيها بعد وقف إطلاق النار والتوتر في البحر الأحمر والدول المجاورة على أجندة المباحثات بين القيادتين السعودية والكويتية.
وقال المناع إن الأمن الخليجي بشكل عام سيكون "موضوعا محوريا" في المباحثات معتبرا أن التوتر في البحر الأحمر أصبح "قضية كبيرة، ودولنا معنية بأمن البحر الأحمر مثل غيرها من الدول، لكن لا نريد أن يتعرض اليمن لمزيد من الاضطرابات والأذى".
وتسعى الكويت الواقعة على رأس الخليج بين ثلاث دول كبيرة هي العراق والسعودية وإيران، دائما لتحقيق توازن دقيق في علاقاتها مع هذه الدول الثلاث.
وتقول الكويت والسعودية إن لديهما "حقا حصريا" في حقل غاز الدرة بالخليج، وتدعوان إيران إلى البدء في ترسيم حدودها البحرية بينما تقول إيران إن لديها حصة في الحقل وتصف الاتفاق السعودي الكويتي الموقع في 2022 لتطويره بأنه "غير قانوني".
وقال المناع إن "الأمريكان حلفاء ولا يمكن الاستغناء عنهم في دول الخليج ... وهناك قضايا جوهرية لابد من مناقشتها. ولا ننسى حقل الدرة والأزمات التي دارت حوله".
وأضاف: "بالتأكيد نحرص على علاقات طيبة مع إيران لكن هذا لا يعني أن تتمدد إيران على حساب الأمن القومي العربي والخليجي على وجه الخصوص".
وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن الكويت والسعودية يرتبطان "بعلاقات متجذرة تجاوزت أبعاد العلاقات الرسمية بين الدول إلى مفهوم الأخوة والمصاهرة إذ تربط بينهما أواصر النسب والجوار والتاريخ والمصير المشترك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الكويتية السعودية العلاقات السعودية الكويت علاقات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بين الضغوط القصوى والعزوف عن التفاوض.. مسار العلاقات بين إيران وأميركا إلی أين؟
طهران- كعادتها طوال العقود الأربعة الماضية، لم تفلح المجاملات الدبلوماسية في نزع التوتر بين واشنطن وطهران، فرغم استعداد الأخيرة للانخراط في مفاوضات مع الإدارة الجمهورية ورغبة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بلقاء نظيره الإيراني مسعود بزشكيان جوبهت سياسة "أقصى الضغوط" الأميركية بردة فعل إيرانية عنيفة.
وبعد أشهر من تبادل "الإشارات" التي وصفت بأنها "إيجابية" بشأن التفاوض المباشر بين طهران وواشنطن، نزل نبأ توقيع ترامب على مرسوم رئاسي يقضي بإعادة فرض سياسة "أقصى الضغوط" على طهران "صادما" للإيرانيين.
ورغم تفاعل أكثر من مسؤول إيراني رفيع مع تصريحات ترامب، الثلاثاء الماضي، التي قال فيها "لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي" وتأكيدهم عدم رغبة بلادهم بصناعة قنبلة نووية، لكن الإعلان عن فرض وزارة الخزانة الأميركية، أمس الخميس، عقوبات على أفراد وناقلات تساعد في شحن الخام الإيراني إلى الصين، لم يدع مجالا للشك بأن واشنطن عازمة على تصفير صادرات النفط الإيراني كما تعهد ترامب.
تجربة فاشلة
يأتي ذلك عقب تجديد بزشكيان، أمس الخميس، التأكيد على أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، مشددا على أن "التحقق من هذه المسألة مهمة سهلة"، موضحا أن هناك فتوى قديمة أصدرها المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، تحظر استخدام الأسلحة النووية.
إعلانفي غضون ذلك، ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي -في بيان اليوم الجمعة- بالعقوبات الأميركية الجديدة، وقال إن "قرار الحكومة الأميركية الجديدة بالضغط على الشعب الإيراني من خلال منع التجارة القانونية لإيران مع شركائها الاقتصاديين هو إجراء غير شرعي وغير قانوني" و"يتنافى مع المواثيق الدولية".
من جانبه، علق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على التوجيهات التي أصدرها ترامب بحق طهران بالقول، إن "الضغوط القصوى تجربة فاشلة، وتجربتها مرة أخرى لن تؤدي إلا إلى فشل آخر"، مجددا الموقف الرسمي لبلاده بأنها "لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية" ما فسره مراقبون مؤشرا على عدم يأس الحكومة الإصلاحية من جدوى التفاوض مع واشنطن لحلحلة القضايا الشائكة بينهما.
تباين سياسيفي غضون ذلك، اتهم أبو الفضل ظهره وند، السياسي المحافظ وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، السلطات الحكومية بالضغط من أجل انتزاع ترخيص التفاوض مع واشنطن من المرشد الأعلى علي خامنئي، مضيفا أن مصير أي اتفاق محتمل بين الجانبين سيكون أسوأ من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وفي تصريحات نقلتها وكالة أنباء "فرارو" الناطقة بالفارسية، قال النائب الإيراني إنه لا ينبغي الانتظار من "الشيطان" أن لا يفرض حظرا علينا، "بل على كل من يخرج لمقارعة الشيطان الأكبر أن يتوقع مواجهة الضغوط والعقوبات".
من جانبه، قطع المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الطريق بوجه كل من يعول على خيار المفاوضات مع الولايات المتحدة، وقال إن التجربة أثبتت أن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة خطوة "ليست ذكية أو حكيمة أو مشرفة".
وأوضح خامئني -لدى استقباله صباح الجمعة حشدا من قادة القوة الجوية- أن التفاوض مع الولايات المتحدة لن يؤثر على حل المشكلات في إيران، محذرا أنه "إذا اعتدت الولايات المتحدة على أمن الشعب الإيراني فسنهاجم أمن بلادهم من دون تردد".
إعلانمن ناحيته، يفسر الباحث السياسي علي رضا تقوي، موقف خامنئي الأخير على أنه رفض لجميع أشكال التفاوض مع الولايات المتحدة ويدحض في الوقت ذاته القراءة الصهيوأميركية حول "تقويض قدرات طهران".
وفي تحليل بعث به إلى مراسل الجزيرة نت في طهران، يلمس تقوي في كلمة المرشد الإيراني رسائل موجهة للداخل مفادها أن طريق حل مشكلات البلاد لا يمر عبر التفاوض مع أميركا، وإنما مضيعة للوقت، وأن الجمهورية الإسلامية قد أعدت خيارات للرد على أي مقامرة أجنبية تستهدف أمنها القومي.
ويضيف الباحث الإيراني، أنه على سبيل المثال قد تخرج طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) في حال تفعيل آلية الزناد، كما أنها قد تغيّر عقيدتها النووية إذا ما تعرضت منشآتها النووية إلى هجوم.
العصا والجزرةفي المقابل، تقرأ شريحة من المراقبين الإيرانيين المواقف الصادرة من طهران وواشنطن في سياق جس نبض الطرف المقابل و"تخويفه بالموت ليرضى بالحمى" ولا يمكن تفسير تعبير ترامب عن أمله بلقاء بزشكيان عقب توقيعه المرسوم الرئاسي ضد طهران إلا في سياق تبنيه "سياسة العصا والجزرة" حيال إيران.
في السياق، يشير السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا وهنغاريا، عبد الرضا فرجي راد، إلى أن ترامب لم يغلق باب التفاوض مع طهران لدى رفعه عصا العقوبات فوق رأسها، مضيفا أنه لا يستبعد أن يكون الجانب الأميركي قد لجأ إلى هذه السياسة ظنّا منه أن التفاوض مع الإيرانيين سيكون معقدا.
وفي مقال نشره يوم أمس في صحيفة "سازندكي"، يعتقد فرجي راد أن واشنطن تأخذ المفاوضات المتواصلة بين إيران والترويكا الأوروبية بعين الاعتبار في سياستها حيال إيران، ولذلك لا يتوقع البيت الأبيض تجاوبا سريعا من طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وبرأي الكاتب، فإن الجانب الأميركي يرسم تصورا يقضي بتشديد الضغوط تدريجيا على طهران ووضع الكرة في ملعبها ليقول للعالم إن الولايات المتحدة كانت مستعدة للتفاوض مع الجمهورية الإسلامية، وإن واشنطن اضطرت لتبني سياسة الضغوط القصوى ضد إيران بسبب عدم تجاوبها، ولذلك لا بد من تعاون جميع الدول في تطبيق العقوبات ضدها.
إعلانويخلص الدبلوماسي الإيراني السابق إلى أن قرار ترامب بتوقيع المرسوم الرئاسي ضد إيران استبق لقاءه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليُقدم جائزة للضيف الإسرائيلي مقابل رفض طلب تل أبيب الرامي إلى مواكبة واشنطن في شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وبين من يعتقد بأن المرشد الإيراني الأعلى قد أغلق باب التفاوض بين طهران وواشنطن وآخرين يفسرون عودة سياسة الضغوط القصوى الأميركية في سياق لعبة "عض الأصابع"، فإن شريحة ثالثة ترى في منطق الصفقات الاقتصادية جدوى لمعالجة التوتر بين الجانبين، وتنصح بدعوة إيلون ماسك الملياردير الأميركي المقرب من البيت الأبيض إلى طهران والاتفاق معه لتكون البلاد بوابة لنشاطه الاقتصادي في الشرق الأوسط.