معرض الكتاب يستضيف الكاتب القطري أحمد عبد الملك والكاتبة العمانية جوخة الحارثي
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
استضافت القاعة الدولية "ضيف الشرف" في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، ضمن محور "مبدعون وجوائز" الكاتب والروائي القطري الدكتور أحمد عبد الملك، والكاتبة والروائية العمانية جوخة الحارثي، في لقاء حواري أداره الإعلامي خالد منصور.
في البداية، تحدث الدكتور أحمد عبد الملك عن المشهد السردي في قطر، الذي قام برصده في كتابه "الرواية القطرية: قراءة في الاتجاهات".
أشار "عبد الملك" إلى أنه أثناء رصده للسرد في قطر، وجد الكثيرون يكتبون الرواية دون الاهتمام بخصائص السرد. وأوضح أن السرد يُعتبر بناءً هندسيًا يعتمد على الحبكة الروائية وتطوير الشخصيات والأحداث. ولهذا السبب كتب كتابًا بعنوان "كيف تكتب الرواية"، حاول من خلاله تقديم تلخيص شامل لعملية كتابة الرواية، خاصة بالنسبة لفئة الشباب.
وأضاف: "من خلال قراءتي للمشهد السردي في قطر، وجدت أن العديد من الأعمال الروائية تركزت على قضية التحول الاجتماعي ورصد حالات الزواج والطلاق. لذا، أدعو إلى تهذيب الحكاية لتصبح رواية. وأشير إلى أن المشهد الحالي في جائزة كتارا، بدون شك، شجع العديد من الكتَّاب على تطوير أنفسهم، وأتذكر حالة روائية كتبت الرواية وتم اعتمادها من قبل جائزة كتارا، حتى أنتجت عملاً روائيًا رائعًا".
وتابع الدكتور أحمد عبد الملك: "فيما يتعلق بالمشهد الأدبي في قطر، يظل غائمًا حتى الآن بسبب عدم وجود حركة أدبية قوية في البلاد. أعتقد أن هاتف المحمول هو الأفة التي تؤثر على المجتمع العربي اليوم، خاصة مع امتلاك الأطفال للهواتف النقالة، وأن المشهد لا يزال في حاجة إلى جهود جادة".
وأكمل حديثه حول أعماله الروائية قائلاً: "أحيانًا أجد نفسي أطفو بين السطور كثيرًا، وهذا يعود إلى خبرتي الشاملة بصفتي رقيبًا وأكاديميًا وناقدًا. أعمل على مراقبة ما أكتب، وفي البداية وضعت قوانين لنفسي، منها توصيف كل شخصية في رواياتي في صفحة أو صفحتين. وبعد فترة من الكتابة، أجد الشخصيات هي التي تتحرك".
وأضاف: "نظرًا لتأثري بالمدرسة الرومانسية نتيجة لنشأتي، يظهر الطابع الرومانسي كسمة أساسية في رواياتي. أدرك تمامًا أن دوري كرقيب قد يحول دون تدخلي في النص، ولكني أميل إلى التركيز على الرواية الرومانسية في إبداعي".
من جانبها، تناولت "جوخة الحارثي" موضوع صورة المرأة في الأدب والشعر العذري في التراث الشعري، مشيرة إلى بعض أعمالها البحثية والروائية. وأوضحت "الحارثي" أن المرأة تحتل مكانة بارزة في المشهد الثقافي، حيث رأت أن تاريخ عمان يشهد على تحقيق النساء لإنجازات عديدة، سواء كن قائدات في الحروب أو كن مساهمات في تهدئة الصراعات بين القبائل. وشددت على أن التاريخ العماني يضم العديد من النساء اللاتي ساهمن في صنع التاريخ.
وتحدثت عن موضوع الجسد في التراث العذري، الذي استعرضته في دراستها، حيث أشارت إلى أهمية تلك الرموز في المشهد الشعري. ورغم أنها لم تكن مهتمة في دراستها بحضور الحبيبة كرمز جسدي، إلا أنها أكدت على أن مفهوم الحب العذري يظهر بشكل قوي في المشهد الشعري، مثل قصة ليلى والمجنون حيث يظل المجنون مخلصًا لحبه حتى بعد أن ذهبت ليلي مع والدها لأداء فريضة الحج.
واختتمت بالحديث عن ترجمتها للأشعار القديمة إلى اللغة الإنجليزية، مشيرة إلى صعوبة هذه المهمة، خاصة عند التعامل مع الأشعار القديمة التي تحمل معاني عميقة. وأشارت إلى أن بعض الأبيات الشعرية الرائعة قد تفتقر إلى الترجمة الدقيقة والتي تعكس معاني وأهداف الشاعر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب ضيف الشرف مبدعون وجوائز الدكتور أحمد عبد الملك أحمد عبد الملک فی قطر
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب 2025.. روبير الفارس يستوحي حريق الأوبرا في رواية «توت فاروق»
في يوم 28 أكتوبر 1971، استيقظ الشعب المصري على نبأ مفجع، وهو اندلاع النيران في دار الأوبرا المصرية، والتهمتها بالكامل، محولة المبنى الخشبي ذي التصميم الفريد إلى رماد، واستلهم الكاتب روبير الفارس حادثة حريق دار الأوبرا المصرية في روايته «توت فاروق»، المقرر طرحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025.
حفظ التحقيقات دون الكشف عن ملابسات الحادثوعند البحث في الأرشيف الصحفي لتلك الفترة، يجد الباحث نفسه أمام لغز محير؛ إذ تم حفظ التحقيقات في الحادث دون الكشف عن ملابساته بشكل شاف يرضي فضول المصريين، وكان لهذه الحادثة تأثير مدمر على مستقبل صحفي يدعى فاروق الروضي، الذي واجه رفضًا من الصحف والمجلات لنشر تحقيقه الذي أصر فيه على وجود جماعة إرهابية مسؤولة عن حريق الأوبرا، ونتيجة لهذا الرفض، قرر فاروق ترك مهنة الصحافة والعودة إلى مسقط رأسه في محافظة المنيا، حيث افتتح مكتبة صغيرة يعتاش منها ويكتب مذكراته الشخصية.
وبعد وقوع حادثة مذبحة الأقصر عام 1997، يلتقي فاروق الروضي بالكاتب روبير الفارس، فيفتح له قلبه ويفضي إليه بأسراره، ويقدم له مذكراته التي يدعي فيها أنه ابن غير شرعي للملك فاروق، وتنشر هذه المذكرات في رواية «توت فاروق» التي تتميز بأسلوب سردي مختلف ومحتوى فريد وتتناول قضايا متشابكة وشائكة للغاية.
رواية «توت فاروق»وقد أشاد الناقد أسامة ريان برواية «توت فاروق» قائلًا: «يواصل الأديب المبدع والمدقق روبير الفارس إثارة التساؤلات في أعماله الأدبية الجذابة بحبكتها القوية وجماليتها الفنية، وذلك في روايته الرائعة توت فاروق، التي صدرت عن دار روافد بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب».
ويضيف «ريان»: «نحن - كمجتمع ومسؤولين - لم نهتم بالتحقيق الدقيق في حادث جلل، وهو حريق دار الأوبرا العريقة ذات الشهرة العالمية النادرة، ويأتي هذا التجاهل في فترة عصيبة أعقبها تدهور كبير في عناصر هويتنا، تجلى في تخبط ردود أفعال شخصيات شهيرة كنا نتصور أنها من النخبة المثقفة حتى أصبح ذلك التجاهل علامة على بداية مرحلة مظلمة، ربما ما زلنا نعاني من آثارها حتى الآن».
حادثة اغتيال شخصية تاريخية مهمةويشبه الناقد هذه الحادثة إلى حد كبير باغتيال شخصية تاريخية مهمة بسهم أطلقه جندي مجهول؛ إذ اتفق المعاصرون على الصمت دون تقصي الحقائق، مشيرًا إلى وجود وثائق حول شرعية ولاية العهد في الأنظمة الملكية لأمة شهدت ثورة، واتفق قادتها على «التحايل» على الشعب المعتاد على النظام الملكي، من أجل الموافقة على وجود - شبحي - لولي عهد، لكن شركاء هذه الأمة أغفلوا وجود ولي عهد آخر بينهم، في حادثة لطيفة متكررة عبر تاريخ العالم، لكن وجدان هذه الأمة أجمع على استبعاد حدوثها بسبب موروث غامض لا يتأثر بالزمان والمكان، ولا بالظروف المحيطة، واختتم الناقد حديثه قائلًا: «هكذا الحال في توت فاروق».
أعمال سابقة صدرت للكاتب روبير الفارسجدير بالذكر أن الكاتب روبير الفارس قد أصدر أيضًا روايات أخرى مثل «مترو مارجرجس»، و«صلاة القتلة»، و«لعبة الضلال»، و«الرعاع»، بالإضافة إلى مجموعات قصصية مثل «عيب إحنا في كنيسة» و«جلابية ستان» و «الراعي والنساء»، وقد تُرجمت بعض قصصه إلى اللغة الإنجليزية.