نيفين عثمان: العالم الرقمي يمثل تحديًا كبيرًا أمام أطفالنا
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
عقد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي الكتاب، اليوم الأحد، ندوة بعنوان "مخاطر المحتوى غير الأخلاقي على الطفل ودور المؤسسات في المواجهة"، حاضر فيها المهندسة نيفين عثمان، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، الأستاذ خالد البرماوي، الكاتب الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي، وأدار الندوة الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب.
قالت الدكتورة نيفين عثمان إننا لدينا استراتيجية تعمل على توفير الأسس التي تساعد الأسر والمؤسسات على حماية أطفالنا وتعريفهم بمخاطر العالم الرقمي، وتعريفهم بواجباتهم في المجتمع، لإكسابهم مهارة انتقاء المعلومات عبر الإنترنت، لكي يصبح قادرا في النهاية على حماية نفسه والوصول للاستخدام الهادف والمفيد للعالم الرقمي، مؤكدة أن العالم الرقمي يمثل تحديا كبيرا، فهو بمثابة الباب المفتوح على العالم كله أمام أطفالنا، وهو ما يضاعف من مسؤوليتنا تجاه ترسيخ القيم والتقاليد التي تسهم في حمايتهم من الأفكار والسلوكيات الدخيلة.
وأوضحت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة أن للأسرة دور شديد الأهمية في حماية أبنائهم، ولا بد أن يعملوا بجد على تثقيف أنفسهم بالشكل الكافي للرد على جميع تساؤلات أبنائهم، على اعتبار أنهم المصدر الأول للمعلومة، فيجب أن يكون لهذا المصدر موثوقية تفوق غيره من المصادر، وهو ما يسهم في تحقيق مصلحة أبنائهم وتوفير الحماية الكاملة لهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل الأمثل مع هذا العالم، مضيفة أننا بحاجة لتشريعات وقوانين قادرة على تنظيم الرقمنة والذكاء الاصطناعي وفرض الرقابة اللازمة عليها، مع تفعيل ورفع كفاءة مصادر المعلومات الموثوقة والآمنة مثل بيوت الثقافة والمكتبات التي تنتشر في جميع أنحاء الجمهورية.
وبين الدكتور محمد المهدي أن أطفال اليوم يقضون وقتا طويلا أمام وسائل الإعلام الرقمي الحديثة على اختلافها، والتي أصبحت تمثل تحديا كبيرا أمامنا جميعا، كبارا وصغارا، إلا أن الكبار بإمكانهم حماية أنفسهم، أما الأطفال فهم بحاجة لمن يوفر لهم الحماية من مخاطر المحتوى الرقمي، ومن كل ما يحويه في الكثير من الأحيان من أفكار وسلوكيات وتوجهات تتنافى مع ديننا وثقافتنا، مؤكدا أن أطفالنا أمام خطر حقيقي يحتاج لتدخل جاد منا جميعا، لحماية أبنائنا من الأفكار الغربية التي تحاول شركات كبرى وعالمية نشرها بين أبنائنا، مشيرا إلى السبل التى يُمرر من خلالها المحتوى الدخيل للأطفال مثل فيلم شركة "ديزني" الذي احتوى على بعض المشاهد التي تروج لسلوكيات أخلاقية مرفوضة، ما دفع العديد من الدول، ومنها مصر، لمخاطبة الشركة لحذفها حتى تتناسب مع أطفالنا، محذرا الأسر من إدمان أبنائهم لمواقع الإنترنت وما لذلك من مخاطر سلوكية ونفسية هائلة.
وأضاف أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن الواجب على الأسرة متابعة أبنائهم بشكل دوري، للتأكد من نوعية المحتوى المعروض على أبنائهم، إلا أن المعضلة الكبيرة تتمثل في انشغال الكثير من الأسر، بل أن الكثير من الأمهات تستخدم تلك الوسائل الرقمية لإلهاء أبنائهم دون أدنى متابعة تذكر، وهو ما يجعل أطفالهم عرضة للمحتوى الضار دون حماية، وبما يؤكد أن الأسر أيضا في حاجة للتثقيف والتوعية بأهمية حماية أبنائهم، وهذا هو دور الدولة ومؤسساتنا التربوية والتعليمية وعلى رأسها الأزهر الشريف.
من جانبه قال خالد البرماوي إن وضع مصر والكثير من الدول الإفريقية مع العالم الرقمي مختلف عن دول أوروبا وأمريكا والدول المتقدمة، فالشعب المصري من أكثر الشعوب نشاطا على الإنترنت، وهو أمر إيجابي إلا أن به الكثير من التحديات، فالإنترنت قد فتح الباب أمام الجميع بما يوفره من مصادر لا نهائية للمعلومات والمحتوى، القليل منها موثوق والأغلب غير موثوق ومجهول المصدر، مع حملها لكثير من السلوكيات الدخيلة، لافتا أن ذلك كله قد حدث في وقت نحن فيه غير مؤهلين للتعامل معه، على عكس الماضي، حيث كان للعالم العربي والإسلامي السبق في تقديم المحتوى العلمي والأخلاقي للعالم، وهو ما يؤكد حاجتنا الملحة لتنقيح مصادر المعلومات، بما يتناسب مع ثقافتنا وديننا، ومضاعفة جهود خلق المحتوى الهادف المناسب لها.
وبين الكاتب الصحفي المتخصص في الإعلام الرقمي أنه من الممكن التحكم في توقيتات جلوس أبنائنا أمام الإنترنت لحمايتهم من إدمانه، عبر توفير بعض النشاطات الهادفة البديلة، مع محاولة إشراكه عمليا في الكثير من النشاطات الرياضية والفنية وغيرها، بما يسهم في ملء وقته بالشكل الإيجابي والفعال والجاذب لاهتمامهم، مطالبا الأسر بضرورة إعطاء الأولوية الأولى لتربية أبنائهم بالشكل السليم وحمايتهم في ظل التحديات الهائلة للعالم الرقمي وما يفرضه من مخاطر حقيقية على أبنائنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العالم الرقمي جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي الكتاب معرض القاهرة الدولي الكتاب مرصد الأزهر العالم الرقمی الکثیر من وهو ما
إقرأ أيضاً:
أستاذ جراحة عظام بالأزهر يترأس مجموعة التعامل مع الكوارث بالرابطة الدولية
فاز الدكتور ياسر البطراوي، أستاذ جراحة العظام بكلية الطب للبنات بالقاهرة، في انتخابات الرابطة الدولية لجراحة العظام SICOT وهي أكبر جمعية دولية متخصصة في جراحة العظام، ليكون الرئيس القادم للمجموعة التخصصية المعنية بالتعامل مع الكوارث، مثل: الحروب، والزلازل؛ وتضم الجمعية فريقًا دوليًّا من الخبراء من جميع أنحاء العالم؛ وذلك لتطوير آلية التعامل مع الكوارث، وتدريب الأطباء في مختلف أنحاء العالم على هذا التخصص المهم.
جدير بالذكر أن الدكتور ياسر البطراوي يعد أول طبيب مصري يصل لهذا المنصب المهم، مما يبرز ويعزز من مكانة جامعة الأزهر على مستوى العالم، ويؤكد على عالمية رسالة الأزهر الشريف.
ويعد البطراوي من العلماء البارزين في مجال جراحة العظام على مستوى العالم، وحصل على عديد من الجوائز محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا؛ فقد حصل على جائزة الدولة التقديرية وهو مدرس مساعد وكان وقتها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رئيسًا للجامعة فقام بتكريمه، كما تم اختياره ليكون طبيب أوروبا الأول؛ لجهوده في إجراء (1000) عملية جراحة تطويل القامة بنسبة نجاح بلغت 100℅، وتأكيدًا على البعد الإنساني في رسالة الأزهر الشريف سافر الدكتور ياسر البطراوي إلى البوسنة والهرسك.
كما أجرى العديد من العمليات الجراحية بنسب نجاح كبيرة، وكان ذلك بتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتم تكريمه في البوسنة والهرسك على هذه الجهود، وتم توجيه الشكر لمؤسسة الأزهر الشريف، إضافة إلى ذلك تم تكريم البطراوي في: كوريا الجنوبية، والصين، وكل هذا يجسد عالمية رسالة الأزهر الشريف، ويعزز مكانة أبناء جامعة الأزهر في مختلف المحافل العلمية الدولية.
جدير بالذكر أن SICOT تأسست في 10 من أكتوبر 1929م واحتفلت بالذكرى السنوية (90) لتأسيسها في عام 2019م، وهي مؤسسة دولية تعمل على تعزيز تقدم علم وفن جراحة العظام على المستوى الدولي، وخاصة تحسين رعاية المرضى، وتعزيز وتطوير التدريس والبحث العلمي والتعليم.