الدويري: المقاومة تدير المعركة بنجاعة في خان يونس
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
شدد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري في تحليله العسكري اليومي على أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لن تكسب المعركة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، لأن المقاومة الفلسطينية تدير المعركة بنجاعة.
ويعتبر لواء خان يونس تاريخيا من أشد ألوية المقاومة الفلسطينية ضراوة في القتال، وهو من استعمل الحشوات اللاصقة، وفقا للدويري، الذي أضاف أن هذا اللواء لديه معرفة في إدارة المعركة.
واستدل الخبير العسكري في حديث عن أداء المقاومة بالمشاهد الجديدة التي بثتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- والخاصة بمعارك بين مقاتليها وبين الجيش الإسرائيلي في غرب مدينة خان يونس .
وبحسب الدويري، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي تصّر على دخول خان يونس، لأنها تبحث عن "الأهداف الدسمة" من خلال فتحة الأنفاق التي تعتقد أنها ستساعدها في الوصول إلى شبكة الأنفاق، منوها إلى أن الاحتلال يظن أن الأسرى الإسرائيليين وقيادات المقاومة الفلسطينية موجودة في شبكة الأنفاق في خان يونس.
يذكر أن جيش الاحتلال سحب مساء أمس الأحد لواءين من المنطقة، لأنه لم يستطع توظيف القوة التي دفع بها (8 ألوية) إلى هناك بالطريقة الصحيحة، وفقا لتقدير الخبير العسكري
وعن مسار المعارك في خان يونس، رجح المصدر ذاته أن يعيد جيش الاحتلال تفكيره، ويتراجع من أجل إعادة التنظيم ورفع الجاهزية القتالية، وذلك إذا كثرت الإصابات في صفوف قواته.
وأعرب عن اعتقاده أن الاحتلال لن يكسب معركة خان يونس، وحتى لو دخلها فلن يستطيع التثبت فيها، كما حصل معه في منطقة الشيخ رضوان في مدينة غزة، و"لكنه سيلحق أضرارا كبيرة وخسائر بالمدنيين والمقاتلين وبالبنية التحتية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی خان یونس
إقرأ أيضاً:
هل أصبح المقاومون مرتزقة ودواعش؟!
هناك سؤالٌ كبير يطرح نفسه بقوّة منذ أن شرعت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في حملتها الشرسة ضدّ المقاومة في جنين إلى حدّ الساعة، وهو: ما الذي تجنيه السلطة من هذه الحملة المشبوهة التي لا تخدم إلا أجندة الاحتلال؟!
في العقود الثّلاثة الماضية، كانت السلطة الفلسطينية تمنع أيّ عمل مقاوِم في الضفة الغربية، بذريعة أنّها تُفاوض الاحتلال على دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 جوان 1967، أمّا الآن وقد توقّفت المفاوضات نهائيًّا، وانهار مسلسل “السّلام” الكاذب، وأكّد الاحتلال مرارا رفض قيام أيّ دولة فلسطينية ولو كانت منزوعة السلاح، فلماذا تصرّ السلطة الفلسطينية على محاربة المقاومة في الضّفة نيابة عن الاحتلال؟!
الاحتمالُ الأرجح هو أنّ السلطة تريد أن تُثبت للاحتلال وأمريكا أنّها لا تزال موجودة وتسيطر على الأوضاع في الضفة الغربية أملا في أن يمنحاها دورا في غزة بعد نهاية الحرب، لذلك قامت بهذا الهجوم الكاسح على مخيّم جنين وحاصرت عشرات المقاومين هناك، لتصفيتهم أو نزع سلاحهم واعتقالهم، وقد قتلت إلى حدّ الساعة ثلاثة منهم وفي مقدّمتهم قائد كتيبة جنين، يزيد جعايصة، الذي يطارده جيش الاحتلال منذ 4 سنوات كاملة ولم يستطع الوصول إليه، فوصلت إليه هذه الأجهزة واغتالته!
منذ 7 أكتوبر 2023 إلى اليوم، قتلت أجهزة السلطة 13 مقاوما بالضفة الغربية واعتقلت 150 آخر، أغلبهم مطارَدون ومطلوبون للكيان، كما قام الاحتلال باغتيال العديد من المقاومين الذين طاردتهم أجهزة السلطة وفشلت في اغتيالهم أو اعتقالهم ومنهم “أبو شجاع” في طولكرم، أليس هذا تكاملا بين الطرفين، يؤكّد أنّ أجهزة هذه السلطة أصبحت ذراعا أمنيّا للاحتلال وتؤدّي دورا لا يختلف عن “جيش لحد” المنهار في جنوب لبنان؟! ألا تدرك السلطة أنّها بهذا الدور المخزي تريد تأبيد احتلال فلسطين وتصفية قضيّتها؟!
والمُثير للاشمئزاز أكثر أن يظهر أحد قادة هذه الأجهزة في قناة عربية، ويقول إنّ هدف الحملة في جنين هو “محاربة المرتزقة والمأجورين والدواعش الذين يعملون لصالح أجندات إقليمية ويريدون تحويل الضّفة إلى غزّة ثانية؟!”.. أليس من العار أن يُهاجَم المقاومون بهذا الحقد والكراهية ويوصَفون بـ”المرتزقة” و”المأجورين” و”الدواعش” وهم الذين يبذلون دماءهم رخيصة في سبيل تحرير فلسطين والأقصى؟!
كأنّها تقول له: أنهِ ما بدأته في غزة، أمّا المقاومة في الضِّفة فسنريحك من عبئها
لو كانت هذه السُّلطة تعقل، لدفعتها المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال في غزة وتدمير بنيتها التحتية منذ أزيد من 14 شهرا، وحملات التجويع والتهجير والتطهير العرقي لسكّانها، فضلا عن انهيار مسلسل “السّلام” معه بعد 31 سنة كاملة من اتّفاق أوسلو، إلى التوبة والعودة إلى أحضان شعبها ودعم مقاومته الشريفة في الضِّفة، لكنّها للأسف فقدت كلّ قيم الوطنية والعروبة والشهامة والإحساس بالعزّة والكرامة، وانبطحت تماما للاحتلال وخنعت.
وبدل أن توجِّه سلاح 60 ألفًا من عناصرها الأمنية للدفاع عن الفلسطينيين بالضّفة ضدّ الانتهاكات اليومية للاحتلال وقطعان مستوطنيه، آثرت أن تتحوّل إلى ظهير له، تكمل ما عجز عنه في شتى معاقل المقاومة هناك، وكأنّها تقول له: أنهِ ما بدأته في غزة، أمّا المقاومة في الضِّفة فسنريحك من عبئها!
يكفي هذه السُّلطة خزيًا ما كشفه موقع “أكسيوس” الأمريكي من أنّ بعض مسؤوليها أطلعوا مسبقا إدارة الرئيس بايدن ومستشاري ترامب، على عملية جنين، وأنّ المنسّق الأمني الأمريكي، مايك فنزل، اجتمع بقادة أمن السُّلطة قبل العملية لـ”مراجعة خططهم”، وبعدها طلبت الولايات المتحدة من الكيان السَّماح لها بتزويدهم بالمُعدّات والذخائر، لإنجاز “مَهمّتهم” هناك.
وقد كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية أنّ الاحتلال سيقدّم لهم مُعدّات عسكرية متطوّرة وفي مقدّمتها أجهزة إبطال العبوّات الناسفة، إضافة إلى زيادة التنسيق الأمني بين الطرفين، ومع ذلك تسمّي السلطة هذه المهمة القذرة “حماية الوطن!”، وتُشيطن المقاومة الشريفة وتجرّمها، أيّ عار هذا؟!
السُّخط الشعبي ضدّ السلطة الفلسطينية يتنامى في الضِّفة، والمظاهرات تملأ الشوارع في جنين ونابلس وطولكرم ومعاقل أخرى، وحتى بعض عناصر الشرطة وقياديين من “فتح” بدأوا يتململون ويعارضون هذه الحملة الأمنية التي تتساوق مع المخططات الصهيونية والأمريكية، وبمرور الأيام قد يتحوّل التململ إلى رفض لمواجهة الأشقاء في مخيّم جنين، وحينها يصبح انهيارُ السلطة تحصيل حاصل؛ فحينما رفض الجيشُ السوري القتال، لم تستطع روسيا، القوة العظمى الثانية في العالم، إنقاذ نظام الأسد وانهار في ظرف 12 يوما فقط، فعلى السلطة أن تعتبر وتعود إلى أحضان شعبها بدل الاستقواء الأجوف بأعداء الأمّة والبشرية: أمريكا والاحتلال.
الشروق الجزائرية