الأسبوع:
2025-04-02@19:04:24 GMT

الأسباب الاقتصادية للفساد

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

الأسباب الاقتصادية للفساد

الفساد هو السلوك الذي يسلكه الموظف العام أو الخاص، ويؤدي إلى إحداث ضرر عام أو خاص يضر باقتصاديات الدولة ولا يتماشى مع مقتضيات وأخلاق الوظيفة، بقصد تحقيق منفعة شخصية، سواء كانت مادية أو معنوية أو نقدية أو عينية. والفساد ليس ظاهرة جديدة طرأت على المجتمعات الحديثة في الآونة الأخيرة، بل إن المجتمعات القديمة قد عانت منه أيضًا معاناةً شديدةً: فمنذ ما يقرب من 2500 عام أشارت إحدى المخطوطات الهندية إلى أثر الفساد على الإدارة الاقتصادية، وناشد كاتبها الحاكمَ العملَ على محاربة هذه الآفة.

. وفي العصور الوسطى أدرك المفكر الإيطالي دانتي Dante الآثارَ السلبية، ورأى أن المكان الطبيعي للفاسدين والراشين هو الدرك الأسفل من النار.. وفي العصر الحديث جاء النص في الدستور الأمريكي صراحةً على أن الرشوة هي إحدى الجريمتين اللتين تبرران عزل الرئيس الأمريكي من منصبه. كما أن الفساد ليس ظاهرة محلية أيضًا، إنما هو ظاهرة عالمية تختلف حِدَّتُها من بلد لآخر ومن مجتمع لآخر. وأشد أنواع الفساد ضررًا ذلك الذي يقع في الدول النامية، وخاصة الدول التي تفتقر إلى وجود المنظمات غير الحكومية وتلك التي لم تنضج فيها بعدُ مؤسسات المجتمع المدني، فهذه المنظمات والمؤسسات تساعد كثيرًا على كشف الآثار السلبية للفساد كما هو الحال في الدول المتقدمة. ومع ذلك فإن معظم الدراسات التي تناولت ظاهرة الفساد حتى بداية الثمانينيات من القرن الماضي كانت تبحث في الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية وغاب عنها تناول الجانب الاقتصادي لتلك الظاهرة، لذلك يرى تانزي Tanzi أن دراسة اقتصاديات الفساد لم تلقَ الاهتمامَ الكافي من قِبل الاقتصاديين الذين تجاهلوا الآثارَ الاقتصادية المترتبة على الفساد.وتتمثل الأسباب الاقتصادية للفساد في: تدني مستوى المعيشة، ووجود الفقر والبطالة. وقد أثبتتِ الدراسات وجود علاقة قوية بين الفقر وجرائم الفساد، فعدم توفير الأمن الاقتصادي، وسوء الغذاء والرعاية الاجتماعية، وارتفاع تكلفة المعيشة، والسياسة النقدية والمالية غير العادلة والمتمثلة في سياسة التوسع في الإصدار النقدي إلى درجة الإفراط المؤدي إلى التضخم ومن ثم زيادة الأسعار وارتفاعها، وانخفاض الدخول الحقيقية، وتدهور القوة الشرائية للنقود وانعدام دورها في تسوية المدفوعات الآجلة، وتأثير ذلك على المعاملات والديون وعلى أصحاب الدخول الثابتة، كل ذلك وغيره مما يدفع بعضَ العاملين إلى تقوية الدافع لارتكاب صور الفساد كالرشوة والاختلاس والسرقة، نظرًا لصعوبة سدِّ تلك الفجوة بأساليب مشروعة. وصاحب ذلك التوسع المصرفي مع عدم الرقابة الجيدة لتزايد حالات السرقة والاختلاس في قطاع المصارف والمماطلة في سداد القروض: عدم تحقيق العدالة في توزيع الموارد الاقتصادية على السكان، مما يؤدي إلى اختلال توزيع الدخل بين فئات وشرائح المجتمع.. عدم تأهيل كوادر وقيادة أجهرة الدولة ضد احتمالات الانحراف والاستغلال أو إخضاعها للمتابعة والرقابة والمساءلة فتتصرف في المال العام دون رقابة مالية أو محاسبة، وهذا يُعَد ملائمًا لانتشار الفساد والرشوة.. التحول السريع نحو الخصصة، مما يسمح للوسطاء والسماسرة والوكلاء بعقد الصفقات ودفع العمولات لشراء الشركات الحكومية بأقل من قيمتها. كما تؤدي الأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها المجتمعات بسبب الحروب والكوارث إلى قلة المعروض من السلع والخدمات، ومن ثمَّ يزداد الطلب عليها، مما يؤدي إلى ظهور السوق السوداء.. إضافة إلى التحايل والرشوة لتجاوز القوانين والإجراءات التعسفية التي يتم فرضها في الظروف الاستثنائية. ومن آليات مكافحة الفساد: غرس مراقبة الله والخوف منه، وتنمية القيم الإسلامية في أفراد المجتمع.. نشر الوعي العام بين أفراد المجتمع بمخاطر الفساد وضرورة مكافحته.. الحرص على اختيار الكفاءات لشغل الوظائف العامة والخاصة.. العدل في توزيع الرواتب والمستحقات (المساواة بين الأجر والإنتاجية).. تفعيل دور الأجهزة الرقابية والتنظيمية.. الملاحقة التشريعية والقضائية للفساد.. تفعيل دور المؤسسات التعليمية التي ترى أن الفساد جريمة.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

الدويري: غزة تمر بأصعب أوقاتها منذ بدء الحرب وهذه هي الأسباب

قال الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء المتقاعد فايز الدويري، إن قطاع غزة يواجه واحدة من أصعب المراحل في تاريخه، مشيرا إلى أن التصعيد الإسرائيلي المستمر والحصار المشدد يدفعان الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة من التدهور.

وأوضح الدويري في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة، أن استمرار إطلاق المقاومة الفلسطينية الصواريخ، رغم محدوديته، يحمل دلالة واضحة على بقاء قدراتها الهجومية.

وأضاف، أن العمليات الصاروخية الأخيرة التي نفذتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، على سديروت ومستوطنات غلاف غزة تأتي في إطار توجيه رسائل، أن المقاومة لا تزال تمتلك قدرات هجومية، رغم الظروف الصعبة.

وأكد، أن هذه الهجمات لا تشكل تحولا إستراتيجيا في المعركة، لكنها تعكس بقاء القدرة على الرد، وفقًا للمعطيات الميدانية، مشيرا إلى أن القطاع يعاني حصارا مطبقا منذ قرابة شهر، ما أدى إلى ظهور مظاهر المجاعة بوضوح.

واعتبر، أن هذا الوضع يزداد تعقيدا مع تصعيد الخطاب السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتحدث عن استسلام غير مسبوق للمقاومة، بتسليم سلاحها وخروج قادتها، إلى جانب السيطرة الأمنية الإسرائيلية المطلقة وتنفيذ مخططات تهدف إلى التهجير.

إعلان

كما لفت الدويري إلى أن الغارات الإسرائيلية المكثفة تستهدف جميع أنحاء القطاع، مع توسيع المناطق العازلة على مختلف الجبهات، سواء في الشمال أو الشرق، وحتى الجنوب المحاذي للحدود المصرية.

معضلة صعبة

وعن تأثير هذه الظروف على المقاومة، أوضح الدويري، أن قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تواجه معضلة صعبة بين ضرورة معالجة الوضع الإنساني المتفاقم من جهة، ومحاولة الحفاظ على القدرة العسكرية من جهة أخرى.

وذكر، أن هذا الأمر يدفع حماس إلى تقديم تنازلات معينة في سبيل التوصل إلى تهدئة جديدة، مشيرا إلى أن المفاوضات الحالية لا تدور حول الاتفاقيات السابقة، بل حول مبادرات جديدة تطرح كل فترة.

وبيّن الدويري، أن طول أمد العدوان الإسرائيلي، الذي تجاوز 40 إلى 50 يومًا، ألقى بظلاله على الخطاب السياسي والعسكري لحماس، حيث لم يعد هناك نفس التصريحات المتحدية التي كانت تصدر في المراحل الأولى من المواجهة.

وأرجع ذلك إلى تردي الوضع الإنساني، فضلا عن الموقف المتخاذل من الدول الإقليمية والدولية، التي تركت غزة تواجه العدوان دون تدخل حاسم.

ولفت إلى أن غياب المعارك الأرضية المباشرة بين المقاومة وجيش الاحتلال، أدى إلى تراجع حجم الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي مقارنة بالمواجهات السابقة.

وأضاف، أن القوات الإسرائيلية تعتمد على التمركز في المناطق العازلة، مما يحرم المقاومة من استدراجها إلى الكمائن والاشتباكات القريبة التي كانت توقع خسائر كبيرة في صفوفها.

مقالات مشابهة

  • غاز العدو احتلال: السُّلطة إذ تُحوّل المُعارضة إلى ظاهرةٍ صوتيّة بلا قيمة سياسيّة
  • الفرنسيون غاضبون.. حملة تنمر واسعة ضدهم بأميركا وأوروبا
  • ظاهرة لن تتكرر قبل عام 2100.. النجم المتألق على وشك الانفجار
  • اضطرابات النوم بعد رمضان؟ اكتشف الأسباب والحل السريع!
  • ظاهرة غامضة في عدن.. مياه البحر تتقدم 300 متر وتثير الذعر!
  • تأثير عمليات غسل الأموال علي المجتمع و الاقتصاد.. التفاصيل
  • بعد حادثة طعن.. علماء الدين في كوردستان يحذرون من ظاهرة الأسلحة البيضاء
  • الدويري: غزة تمر بأصعب أوقاتها منذ بدء الحرب وهذه هي الأسباب
  • الحديدي: مليار دينار تذهب للفساد في سوق الأسمنت سنويًا
  • كهرباء السودان تحذر من ظاهرة خطيرة وترسل إنذار أخير