مرِّت سنة

مرِّت سنة على فراقِكِ يا ماماتي، سنة وقلبي موجوع، ونفسي مكسورة، وحاسة إني في كابوس عاوزة أصحى منهو ألاقيكي معايا تاني يا أمي.

سنة وأنا فاكرة كل تفاصيل الفاجعة، وكأنِها حصلت من دقايق، الاتصال المشئوم، الخبر المفجع، وقوفنا حواليكي، وكلامنا معاكي، ودموعنا منهمرة لا تتوقف، توافد حبايبِك من كل مكان، تيسُّر كل الإجراءات، استعجالِكِ الموحِي إنِك شايفة مكانِك في الجنة وبتجري ملهوفة عشان توصلي لُه، نزولِك بسلاسة إلى باطن الأرض، وكأنِك سمكة تعود إلى البحر!! وطبعًا وِشِّكِ المنوَّر وملامحِكِ المرتاحة الجميلة وقد زال عنها كل ألم ووجع ومرض بانتهاء هموم ومسئوليات الحياة الدنيا.

فاكرة لما حضنْتِك قبل الغُسل عشان أدفيكي، وصرختْ: ماما مش بتحب البرد، ولما ركبتْ معاكي العربية، وهمَّتْ نفسي وقتها إننا رايحين المستشفى وراجعين زي كل مرة، مع إني عارفة إنِ المرة دي هأوصَّلِك إلى حياة البرزخ، وأرجع لوحدي.

همست لِك: لأول مرة هأسيبِك لوحدِك في مكان ضلمة، لكن ما تخافيش لأن أعمالِك الصالحة هتستقبِلِك، وقلوبنا ودعواتنا معاكي لغاية ما نتقابل تاني يا حبيبتي.

لسه فاكرة لحظة إغلاق باب القبر، وتنبيهي للتُربي: اوعى حاجة تقع عليها، ورفضي الخروج من المقابر فورًا، وإصراري على الجلوس معكِ حتى تطمئني كما أوصيتِني مرارًا، ولما اضطريت أخرج منها حصل ظرف طارئ أجبرنا جميعًا على الانتظار حتى ما بعد أذان المغرب، وكأن الظروف ترفض إلا أن تنفذ لِك وصيتِك.

لسه بافتكر كل لحظات حياتنا، كلامنا وضحكنا، وأعيط، قلبي موجوع لكن راضية بقضاء الله، والحمد لله في الضراء والسراء.

ماما، هتفضل روحِك ساكنة بيتنا، عايشة جوة قلوبنا حتى نلتقي لقاء دون فراق.

المصدر: الأسبوع