عربي21:
2024-10-05@14:01:36 GMT

الهجوم على القوات الأمريكية.. خلفيات واحتمالات

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

للمرة الأولى تتعرض القوات الأمريكي في المنطقة لمثل هذا الهجوم النوعي الذي تسبب في عدد كبير من القتلى والجرحى نسبيا، حيث سقط ثلاثة قتلى و34 جريحا، بينما لم تُسفر الهجمات السابقة إلاّ عن عدد محدود من الضحايا، وهو ما يؤشر إلى أن مرحلة جديدة قد تكون بدأت. ولم يشفع على ما يبدو النفي الإيراني المتكرر من أنها لم تكن وراء هذا القصف، في الوقت الذي تبنت ما تسمى بالمقاومة الإسلامية في العراق هذه العملية.



والمقاومة مكونة من المليشيات الشيعية الموالية لإيران، وقد برز اسمها بعد العدوان على غزة، وسعت إلى تلميع نفسها والمليشيات الموالية لإيران عبر إعلانها عن عدة هجمات على الكيان الصهيوني، لم يعلم حقيقتها وتفاصيلها.

الهجوم الأخير أصاب "البرج 22" داخل الأراضي الأردنية القريب من قاعدة التنف الأمريكية في سوريا، وإن كان الأردن قد نفى في البداية أن يكون الهجوم وقع داخل أراضيه، في إشارة إلى أن الهجوم قد وقع على قاعدة التنف.

إيران ومحورها معني الآن بتصعيد عسكري يخفف من الاحتقان والغضب ضدهما، ولذا ربما جاء التصعيد في هذا السياق ضد الأمريكيين دون أن تتبناه إيران
وهذه المنطقة منطقة استراتيجية للطرفين الأمريكي والإيراني، فالأول يراها نقطة مثلثية تستطيع من خلالها التحكم في حدود ثلاث دول وهي سوريا والعراق والأردن، كما أنها قادرة على قطع طرق الإمداد الإيرانية، والتي تنقل من خلاله الأسلحة والذخائر الواردة من العراق إلى لبنان عبر الأراضي السورية، وهو مكمن الحاجة الإيرانية الأساسية من المنطقة.

هذه التطورات أتت على خلفية العدوان الصهيوني المدعوم غربيا وأمريكيا على غزة، وفي ظل تقاعس ما يسمى بمحور المقاومة والممانعة عن دعم حماس في مواجهتها للصهاينة للشهر الرابع على التوالي، إذ توقعت حماس فتح جبهات من قبل حلفائها حزب الله وغيره لتخفيف الضغوطات العسكرية والاقتصادية عليها، إلّا أن حزب الله اكتفى بالقصف المحدود، ووفقا لقواعد اللعبة. وعلى الرغم من الهجمات الصهيونية الأخيرة على بيروت والضاحية، مستهدفة عددا من قادة الحزب العسكريين، وبالطبع ناهيك عن استهداف القادة العسكريين الإيرانيين الموجودين في دمشق، إلاّ أن الحزب لم يُصعد من هجماته.

إيران ومحورها معني الآن بتصعيد عسكري يخفف من الاحتقان والغضب ضدهما، ولذا ربما جاء التصعيد في هذا السياق ضد الأمريكيين دون أن تتبناه إيران، وهي التي تدرك تماما حاجة الأمريكي لها ولمليشياتها منذ أن تعاونهما وتنسيقهما في احتلال العراق، ويبقى الطرف الأمريكي يتحاشى التصعيد والعمليات القوية المستهدفة للإيراني، بخلاف الإسرائيلي الذي استهدف عددا من مستشاري الحرس الثوري الإيراني، أملا في توسعة الحرب للتخفيف عنه أيضا، وهذا يخالف الرغبة الأمريكية والغربية عموما، بحصر الحرب والعدوان على غزة بعيدا عن أراض جديدة، سيستفيد منها الروسي والصيني، لكون  ذلك سيُشتت الأمريكي على جبهات كثيرة امتدادا من أوكرانيا إلى بحر الصين الجنوبي، وكذلك غزة، إلى المناطق التي سيُجرّ إليها في الشرق الأوسط إن نجح الإسرائيلي في ذلك، وفشل الإيراني في تفاديها.

أما الغرب وأمريكا فيدركان تماما أن الإيراني يتفق معهما تماما في قناعة عدم جر المنطقة إلى حرب شاملة، الأمر الذي ستُفقد الإيراني تماما المكاسب التي جمعها في العراق وسوريا ولبنان.

الظاهر في المنطقة أن الإيراني يسعى إلى إخراج الأمريكي من سوريا، أملا في ملء فراغه في المنطقة التي تسيطر عليها قسد، لا سيما وأن قادة الأخيرة من حزب العمال الكردستاني، ولديهم علاقات قوية، إن كان مع النظام السوري أو مع النظام الإيراني، ولذا فتأمل إيران من خلال الانسحاب الأمريكي أن تملأ هذا الفراغ، فتُعوّض عن كثير من نزيفها المالي بحقول النفط والغاز في المنطقة.

القصف الأخير، على الرغم من أنه نوعي مقارنة بالهجمات السابقة، إلّا أن البعض لا يزال يقرأه في سياق المناكفات اليومية لتوسعة كل طرف لنفوذه على حساب الأطراف الأخرى، وهو ما قد يفلح به طرف ويفشل به آخر
كثير من الخبراء والمحللين يعتقدون أن إيران ليس لديها القدرة على ملء هذا الفراغ المهدد بأن تملأه جهات أخرى، فالطرف التركي سيُمانع الإيراني بأن يملأ هذا الفراغ، وهو يهاجم قسد الآن في ظل الكفيل الأمريكي، ووسع أخيرا من هجماته التي استهدفت حقول النفط والغاز، وبالتالي فهو معني أيضا بدفع حلفائه السوريين للسيطرة على مثل هذه الحقول، لحرمان قسد من التزود بها. وهناك الفصائل الثورية من أبناء المنطقة الشرقية المحرومين والمشردين، وقد يكونون جزءا من القوى المتربصة والمنتظرة لهذه اللحظة.

أما تنظيم الدولة فهو أكثر القوى التي تنتظر هذه اللحظة، لا سيما وأنه من أكثر القوى التي تتمتع بحضور ووجود عسكري في المنطقة، لا سيما مع عملياته شبه اليومية التي تقع ضد النظام أو مليشياته، ولعل هذا ما يجعل الإيراني مترددا في الانسحاب الأمريكي، فلربما سيناكفه تنظيم الدولة في المنطقة.

القصف الأخير، على الرغم من أنه نوعي مقارنة بالهجمات السابقة، إلّا أن البعض لا يزال يقرأه في سياق المناكفات اليومية لتوسعة كل طرف لنفوذه على حساب الأطراف الأخرى، وهو ما قد يفلح به طرف ويفشل به آخر، وبالعكس، ولكن يبقى ذلك كله على حساب مصالح الشعب السوري.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهجمات الإيراني سوريا إيران سوريا الاردن امريكا هجمات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

ما هي المخاطر التي تنطوي عليها الخيارات الإسرائيلية بشأن الضربات الانتقامية على إيران؟

نشرت في صحيفة الغارديان

ترجمة وتحرير “يمن مونيتور“

لدى إسرائيل عدة خيارات إذا أراد قادتها شن ضربات انتقامية ضد إيران، وبينما حث القادة الغربيون على ضبط النفس، فمن المتوقع شن هجوم كبير. وقد تشمل الاحتمالات توجيه ضربات ضد أهداف عسكرية أو اقتصادية أو حتى نووية، على الرغم من أن جو بايدن قال إنه أبلغ حكومة بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تدعم الخيار الأخير.

إن دفاعات إيران الجوية ضعيفة نسبيا، ومن المتوقع أن تجد صعوبة في منع الصواريخ الإسرائيلية أو الغارات الجوية، كما حدث في 19 أبريل/نيسان. ثم ردت إسرائيل على هجوم الصواريخ الإيراني السابق، فألحقت أضرارا بجزء من أفضل نظام دفاع جوي إيراني، وهو نظام إس-300 الروسي، في مدينة أصفهان الصناعية العسكرية. وكانت الضربة تهدف إلى إظهار قدرات إسرائيل لإيران.

وقال فابيان هينز، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “إذا كانت مهاجمة المواقع النووية غير واردة، فإن الخيارين الكبيرين أمام إسرائيل هما ما إذا كانت تريد مهاجمة أهداف عسكرية أو اقتصادية”.

هل تقصف إسرائيل صنعاء؟! ولاء “محور المقاومة”.. دوافع إيران ورسائلها من الهجوم الصاروخي على إسرائيل

الأهداف العسكرية

إن الرد الأكثر مباشرة سيكون محاولة إسرائيل ضرب مجموعة القواعد الصاروخية والطائرات بدون طيار الإيرانية، والتي تقع، وفقًا لهينز، تحت الأرض وفي بعض الحالات “في أعماق الجبال”. وأضاف أنه على الرغم من أنه قد يكون من الممكن قصف القواعد وإغلاق مداخلها، إلا أن القواعد مصممة لمقاومة جميع المتفجرات التقليدية الأكبر حجمًا، وقد لا يمنع ضربها هجمات مستقبلية.

وقد تكون البدائل تكرار استهداف قواعد الدفاع الجوي الإيرانية ــ هذه المرة على نطاق أوسع ــ التي تغطي طهران وأصفهان والموانئ على الخليج العربي. أو يستهدف هجوم أكثر تعقيدا الإنتاج الصناعي العسكري، مثل تكرار أكثر وضوحا للهجوم بطائرات بدون طيار على مصنع للأسلحة في أصفهان في يناير/كانون الثاني 2023. ومع ذلك، فإن كل هذه الهجمات تنطوي على احتمال سوء التقدير والمخاطرة بوقوع خسائر غير متوقعة.

رسائل كرة اللهب الإيرانية إحاطة عسكرية.. خيارات إسرائيل للانتقام من إيران

محطات النفط والمصافي والبنية التحتية الاقتصادية

وتم الترويج لهجوم على البنية التحتية النفطية الإيرانية باعتباره ردًا محتملًا على الهجوم الصاروخي الباليستي على إسرائيل يوم الثلاثاء، حيث أشار بايدن إلى أن القضية كانت قيد المناقشة يوم الخميس. الهدف الأكثر ذكرًا هو محطة نفط خارجية، والتي تتعامل، وفقًا لبعض التقديرات، مع 90٪ من صادرات النفط الخام، ومعظمها متجه إلى الصين. تشمل المرافق الرئيسية الأخرى مصفاة عبادان، بالقرب من الحدود مع العراق، والتي تتعامل مع نسبة كبيرة من احتياجات إيران المحلية من النفط.

وقال هينز “إن صناعة النفط الإيرانية معرضة للخطر بشكل كبير”، مضيفًا أن مهاجمة الأهداف الاقتصادية قد يكون لها تأثير طويل الأمد. وأضاف: “إن الاقتصاد الإيراني يعاني والنظام يريد دائمًا تخفيف العقوبات”، مشيرًا إلى أن قصف إسرائيل للحوثيين في اليمن في نهاية الشهر الماضي ركز على مرافق الوقود والطاقة والموانئ في رأس عيسى والحديدة.

والسؤال الآن هو ما إذا كان الهجوم الاقتصادي رداً مباشراً على الهجوم الإيراني الذي وقع يوم الثلاثاء متناسباً. وقالت إيران إنها اختارت أهدافاً عسكرية، واستهدفت صواريخها القواعد الجوية الإسرائيلية، مما تسبب في أضرار طفيفة لمنشأة نيفاتيم ومقر وكالة التجسس الموساد. ولكن مدرسة شرقي عسقلان تعرضت للقصف، مما تسبب في أضرار جسيمة في أحد الفصول الدراسية.

ومن المرجح أيضًا أن يؤدي ذلك إلى رد إيراني أكثر قوة مقارنة بشن إسرائيل هجومًا عسكريًا أكثر تركيزًا. وقال اللواء محمد باقري، رئيس الأركان العسكرية الإيرانية، إنه إذا تعرضت طهران لهجوم، فسترد بسلسلة أخرى من الصواريخ أكبر وأوسع نطاقًا. وقال إن هجوم الثلاثاء “سيتكرر بكثافة أكبر وسيتم استهداف جميع البنية التحتية للكيان”.

الاغتيالات والأساليب السرية الأخرى

ولكن إسرائيل قد تتخذ مساراً مختلفاً، فتوسع برنامجها للاغتيالات المستهدفة في إيران. وأثبتت بالفعل قدرتها على تنفيذ عمليات اغتيال في طهران، بعد أن اغتالت الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في نهاية شهر يوليو/تموز. فقد فجرت إسرائيل عبوة ناسفة كانت قد زرعت سراً قبل شهرين في دار الضيافة التي كان يقيم فيها، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

ويعتقد أن إسرائيل قتلت عددًا من كبار العلماء النوويين الإيرانيين، بما في ذلك محسن فخري زاده، الذي قيل إنه قُتل في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 بمدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بعد. ومع ذلك، لا يبدو أن إسرائيل تفكر في الرد بشكل متواضع على ما كان هجومًا صاروخيًا صريحًا، حيث أصر رئيس الوزراء على أن إيران “ستدفع ثمن ذلك”.

تقرير خاص.. ما الذي يعنيه نتنياهو ب”تغيير واقع الشرق الأوسط”؟ خبراء: اغتيال حسن نصر الله فرصة لزعيم الحوثيين لماذا الحوثيون سعداء للغاية بالهجمات الإسرائيلية؟! الحوثيون يوسعون العلاقات خارج محور إيران

الأهداف النووية

يعتقد الخبراء العسكريون أنه من المستحيل أن تشن إسرائيل هجوماً معطلاً على شبكة المواقع النووية الإيرانية من دون مساعدة عسكرية مباشرة من الولايات المتحدة. والمواقع الرئيسية التي تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم فيها بنسبة نقاء تصل إلى 60%، نطنز وفوردو، تقع تحت الأرض، أسفل عشرات الأمتار من الصخور والخرسانة.

وتقول ورقة بحثية كتبتها داريا دولزيكوفا وماتيو سافيل، ونشرتها في الأصل نشرة العلماء الذريين في أبريل/نيسان: “السلاح التقليدي الوحيد الذي يمكنه تحقيق استهداف للمنشآت بشكل معقول هو القنبلة الخارقة للدروع الأمريكية GBU-57A/B، والتي – التي يزيد وزنها عن 12 طناً وطولها 6 أمتار – لا يمكن حملها إلا بواسطة قاذفات أمريكية كبيرة مثل B-2 Spirit”.

ورغم أنه قد يكون من الممكن لإسرائيل مهاجمة مواقع أصغر حجماً وتعطيل البرنامج من خلال استهداف منشآت إنتاج أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عملية التخصيب أو مواقع أخرى من هذا القبيل، فإن هناك خطراً يتمثل في أن الهجوم على برنامجها النووي قد يدفع طهران إلى تسريع جهودها للحصول على القنبلة الذرية.

ويخلص المؤلفون إلى أن “طهران قد ترى في تسليح برنامجها النووي الخيار الوحيد المتبقي القادر على ضمان أمن النظام الإيراني”.

مقالات مشابهة

  • إيران تتوعد بإشعال المنطقة ردًا على الهجمات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن!!
  • بعد الهجوم الإيراني، ما هي سبل رد إسرائيل، وما هي الخطوات التي ستتخذها طهران؟
  • ما هي المخاطر التي تنطوي عليها الخيارات الإسرائيلية بشأن الضربات الانتقامية على إيران؟
  • «بنتاجون»: القوات الأمريكية في الشرق الأوسط جاهزة لمساعدة إسرائيل
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • لأول مرة .. صنعاء تلوح باستهداف القواعد الأمريكية والبريطانية في المنطقة
  • الخارجية الأمريكية: الوضع في الشرق الأوسط على حافة الهاوية
  • الخارجية الأمريكية: بلينكين تحدث إلى الحلفاء بشأن الرد على الهجوم الإيراني ضد إسرائيل
  • «الخارجية الأمريكية»: ندرس خيارات الرد على الهجوم الإيراني ضد إسرائيل
  • مفاجأة أكتوبر.. ما آثار الهجوم الإيراني ضد الاحتلال على الانتخابات الأمريكية؟