الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يفتش في فكر عبدالرحمن منيف
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
استضاف الصالون الثقافي في خامس أيام الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة عن الأديب السعودي «عبدالرحمن منيف»، بحضور الدكتور صالح سالم، باحث في فلسفة اللغة، والناقد شوقي بدر يوسف، وأدارت الندوة الكاتبة سلوى بكر، التي رحبت في البداية بالحضور ووجهت الشكر للهيئة العامة للكتاب، لأنها استعادت الحديث عن الأديب السعودي الراحل عبدالرحمن منيف مرة أخرى، خاصة أنه لم يكن مجرد كاتب وأديب فقط، بل إنسان صاحب رؤية وتأثير ومن أوائل الذين فتحوا ملف الحريات والهويات في الوطن العربي وذهب أيضا إلى ملف القمع السياسي.
وأشارت إلى أن الشباب الجدد قلما يتذكرون الأجيال الأقدم التي تركت بصمات مهمة في الوطن العربي؛ منهم الراحل عبدالرحمن منيف.
بينما أوضح الدكتور صالح سالم، أن عبد الرحمن منيف كان شخصية إشكالية في أفكاره، وحدث لديه تغير في الأفكار بين الثقافة والسياسة حيث اتجه أكثر إلى الليبرالية.
إعادة المثقف لأفكارهوأشار «صالح» إلى أن ورقته البحثية تتحدث عن كيف ينظر منيف للثقافة والمثقف، لافتًا إلى أنه كان يريد ألا ينشغل المثقف بالسياسة قبل أن ينشغل بأفكاره، مثلما ترك العمل الحزبي وتفرغ لكتابة الروايات في مجال الفكر والسياسة العربية، وكان يركز دائما على قضية إعادة المثقف لأفكاره.
وأضاف أن «منيف» كان يرى أن السياسة تخرب الثقافة أحيانا، وسلطة الثقافة الغربية لها تأثير سلبي على الهوية العربية، كما أنه طرح مشكلة المثقف الأخلاقي، ولم يفكر في المثقف فقط من الناحية الفكرية، إنما كان يفكر فيه أيضا من ناحية أخلاقية.
وأوضح، أن عبد الرحمن منيف تشتت هويته، فهو ولد لأب سعودي، ولم يعش في السعودية بينما عاش بين العراق وبلاد الشام وأوروبا، وأصبحت هويته عربية متنقلة، بالإضافة إلى اهتمامه بمصطلح المثقف وشخصيته في رواياته منها رواية الأشجار واغتيال مرزوق وغيرها.
وأكد أن كل رواياته لا بد أن تجد فيها شخصية المثقف حاضرة، ولكن هناك سؤال يجب أن نطرحه وهو لماذا لم يتحدث منيف عن المثقفات النساء في رواياته؟ هل كان بسبب الواقع الذي يعيش فيه الذي لم يهتم بتمثيل المرأة أم بسبب الذكورية؟ مشيرا إلى أننا لم نجد المثقفة في كتاباته، وغابت المرأة تماما عن الأدوار المحورية والبطولة.
المرأة العربية لديها تاريخ من النضالوعلقت الكاتبة سلوى بكر، على هذا الأمر قائلة: المرأة العربية لديها تاريخ من النضال والعلاقة بالسلطة الحاكمة، ففي أربعينيات القرن الماضي، كانت موجودة لطيفة الزيات وجميلة بوريك وغيرهما من النماذج النسائية، في فلسطين والجزائر ومصر، مؤكدة أن للمرأة العربية إسهامات حقيقة، وتتجلى أدورها على مر الزمان، موضحة أن مجتمع منيف ذكوري بما فيه هو أيضا.
وتحدث الناقد شوفي بدر، عن الرواية السياسية في حياة عبدالرحمن منيف، مشيرًا إلى أنه أضاء في الرواية السياسية العربية فضاء فسيح تناول فيه ما لم يتناوله أحد من قبله.
وأضاف أنه كان صاحب خصوصية روائية اهتمت بحرية الذات وبفضاء الصحراء العربية والتحول الذي حدث فيها من الثروة والنفط، وانعكاس ذلك على الثقافة والمجتمع.
وتابع أن عبد الرحمن منيف كان علامة خاصة ومميزة في تجربته الإبداعية الأولى في رواية الأشجار واغتيال مرزوق، التي ضمنت له الاستمرارية، بالإضافة إلى أنه كان يحاول دائما البحث عن أدوات الإدانة من خلال شخصية المثقف السياسي منصور عبد السلام، ووصف تضاريس السجون العربية بلون التراب وغيرها من القضايا والممارسات اللاإنسانية التي تحدث عنها في كتاباته.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس إلى أن
إقرأ أيضاً:
رائد عبدالرحمن حجازي يكتب : وا … وطناه
وا … وطناه
رائد عبدالرحمن حجازي
وا … معتصماه هو نداء استغاثة من إحدى سيدات عمورية ( شرق الأناضول) وكانت تحت حكم الروم ، وقد وجهته للمعتصم الموجود في بلاد الرافدين .
أختلف المؤرخون حول سبب هذا النداء ، فمنهم من قال أنه أطلق من إمرأة في سجن النساء ومنهم من قال أنه من إمرأة في أحد الأسواق تعرضت للتحرش من جندي رومي ومنهم من قال أنه من إمرأة كانت تُسحل على يد عساكر الروم ومنهم من قال أنه من إمرأة كان الروم قد أغاروا على بلدتها .
بغض النظر عن السبب لكن الجميع أجمعوا على أنه نداء قطع مئات الأميال ليصل في نهاية المطاف للمعتصم والذي بدوره جهز جيشاً لأجل هذا النداء والتفاصيل تعرفونها .
احمد حسن الزعبي كاتب أردني ووطني أحب وطنه كتب عن الوطن وكتب للوطن وتغنى بسنابل قمحه الحورانية وذرات ترابه ودافع عن الضعفاء وأصحاب الحقوق ، لم يسرق ولم يختلس ولم يرتكب أي جناية مخلة بالشرف ها هو اليوم يقبع خلف شبك حديدي يمنع حروفه من التحليق في هواء الوطن كما يمنع عنه رؤية الزوّار ، شبك حديدي لا يفتح إلا بأمر السجان ، ومع ذلك استطاع أحمد أن يطلق صيحته من خلف هذه القضبان الحديدية ويقول : وا … وطناه .
لا أدري يا أحمد إن كان الوطن سيسمعك أو سيستجيب لندائك وهل من المعقول أن تكون المسافة التي قطعتها (وا … وطناه) أكبر بكثير من تلك المسافة التي قطعتها (وا … معتصماه)؟!