لقطات مصورة تروي قصصا عن عروس البحر والدلتا بـ "أسبوع الإسكندرية للصورة"
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
بعد 3 سنوات تم خلالها تقديم قصص مصورة من مختلف أنحاء جمهورية مصر العربية من خلال معرض "سرد" والذي أقيم في النسخ الثلاث من "أسبوع القاهرة للصورة"، عادت فوتوبيا لتقديم نسخة جديدة منه ولكن تلك المرة الأولى عن الإسكندرية والدلتا فقط، ضمن فعاليات الدورة الأولي من “أسبوع الإسكندرية للصورة”.
ويقام الأسبوع تحت رعاية وزارة السياحة والآثار، وهيئة تنشيط السياحة، والجهة المانحة الرئيسية لدروته الاولي السفارة الأمريكية بالقاهرة، حيث يعرض من خلاله سردًا مرئيًا ونصي وسمعي لقصص مصورة متنوعة عن الإسكندرية والدلتا كما تم تصويرها وروايتها من قبل مصورين من مختلف المحافظات.
وقالت مروة أبو ليلة المؤسسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة فوتوبيا، إن سرد هو مشروع قائم تنفذه فوتوبيا على مدار الأعوام الماضية لتقديم رؤي مختلفة من عدد من المصورين عن الحياة من حولهم كما يرونها، فمثلا في النسخة الاخيرة من "سرد" والتي ستقام بـ "أسبوع الصورة بالإسكندرية" قصص عن الكُتاب في الريف، العائلة، الرحالة، الاماكن المنسية، العزلة والاكتئاب، الحصاد، والمرأة في الحصاد، المكفوفين، قصص من الريف المصري، وحياة المزارع المصري من زوايا جديدة، الماكس، الصيادين، المزادات، واسواق رأس البر، وقصص السيدات، والمهمشين، والعمال، وليلة العيد، والموالد الشهيرة والمخفية، الاحتفالات الشعبية في الدلتا، الأنوثة في الريف، التغيير المناخي، التاكسي، الترام، التغيير في النسيج العمراني في الاسكندرية والدلتا، المصانع المغلقة، الدورات الرمضانية، الفخار والطوب، وأخيرًا مصور سوداني عن الهجرة".
واستكلمت حديثها " تلك نماذج من القصص التي تقدم بها المصورين للمشاركة في معرض سرد الجديد، واخترنا أن يكون بشكل خاص عن الإسكندرية والدلتا، من خلال 47 مشروعا من محافظات كفر الزيات، المنوفية، الاسكندرية، بنها، الدلتا (كفر الشيخ ودمياط ورشيد والقرى بينهما)، القليوبية، الشرقية، الغربية، الدقهلية، المنصورة، دمنهور، المحلة الكبرى، شبرا بلولة، كفر الدوار، حيث وصل إلينا أكثر من 250 مشروع لقصص مصورة عن الإسكندرية والدلتا، القصص أفكارها حلوة ومميزة ولكنها تحتاح لبعض العمل عليها، وقصص آخري عظيمة من حيث الافكار والتنفيذ".
وأضافت أبو ليلة" ولذلك فإن معرض سرد: نسخة الإسكندرية والدلتا هو معرض استثنائي بكل المقاييس: السرد البصري من حيث جودة الصورة واختلافها، والسرد الكتابي وأيضا السمعي - التسجيلات الصوتية من أماكن تصوير القصص- فالمصورين قاموا بتقديم قصص متنوعة، وهناك موضوعات سيراها الجمهور لاول مرة، وفمعرض "سرد" تجربة وثائقية غنية عن شمال مصر من الريف إلى الإسكندرية إلى الساحل الشمالي حيث يعرض سردًا مرئيًا ونصيا وسمعيا للقصص المصورة المتنوعة عن الإسكندرية والدلتا، كما تم تصويرها وروايتها من قبل مصورين من جميع أنحاء مصر".
وأشارت " كما فتحنا الباب لمعرض جديد بإسم "سرد Singles" ويشارك فيه 32 مصور من بين الذين تقديموا للمشاركة في مشروع "سرد" وكانوا في قائمة الإنتظار، حيث وجدنا في تلك القائمة نواة لمشروع من خلال صورة واحدة تعبر عن فكرة لقصة مصورة، ولذلك تم اختيارها لتكون في هذا المعرض الأول من نوعه بالنسبة لفوتوبيا".
وستقام معارض "سرد: قصص من الإسكندرية والدلتا" في 3 أماكن ثقافية وهي بساريا للفنون وهو مفتوح للجمهور من الثالثة ظهرا وحتى العاشرة مساءا، و6 باب شرق من الساعة الثانية ظهرا وحتي التاسعة مساءا واخيرا المركز الثقافي الفرنسي من التاسعة صباحا وحتي التاسعة مساءا ماعدا الجمعة والسبت من العاشرة صباحا وحتي الثامنة مساءا، أما معرض "سرد Singles" سيقام في مركز الجيزويت الثقافي وسيكون متاحا للجمهور من 11 صباحا وحتي التاسعة مساءا، كما سيكون هناك لقاءات مع المصورين مقسمة إلي 3 لقاءات كالتالي يوم 5 و7 فبراير من الساعة 3 إلي التاسعة مساءا في مؤسسة آنا ليند، أما اللقاء الثالث سيكون يوم 9 فبراير في مركز الجيزويت الثقافي الساعة السادسة مساء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الاسكندرية جمهورية مصر العربية تنشيط السياحة السفارة الامريكية هيئة تنشيط السياحة المزارع المصري التغيير المناخي التاسعة مساءا
إقرأ أيضاً:
عباس 36 في عرضين بالأردن.. قصة بيت فلسطيني تروي النكبة والتهجير
عمّان – وسط تفاعل لافت، عُرض الفيلم الوثائقي "عباس 36" من إنتاج الجزيرة الوثائقية للمخرجة مروة جبارة، والمخرجة المشاركة نضال رافع، في عرضين متتاليين بالأردن خلال الأسبوع الماضي، كان الأول في جمعية وعد الثقافية في محافظة العاصمة عمان والثاني في مساحة زوايا في محافظة إربد.
وجرى بعد العرض الأول حوار ومناقشة حول الفيلم بحضور إحدى الشخصيات الرئيسية فيه دينا أبو غيدا، كما نُظم بعد العرض الثاني حوار بحضور صانع الأفلام سائد العاروري والذي قام بأعمال المونتاج للفيلم، وشاركت أبو غيدا في الحوار عبر تقنية زووم، وأدارت الحوارين الصحفية شروق طومار.
وشهد العرضان تفاعلا كبيرا بين طاقم العمل والجمهور الذي شكل الشباب نسبة كبيرة منه، بصورة أظهرت اهتمام هذه الفئة بالبقاء على مقربة من حكايات النكبة وتهجير الشعب الفلسطيني، كما أظهرت وعيا بأهمية نقل هذه الحكايات بين الأجيال لتكرس لديهم فهم التاريخ وتعزز التمسك بحق العودة.
ثلاثية النكبة والتهجيريتناول "عباس 36" ثلاثية النكبة والتهجير والعودة بمعالجة مبتكرة من خلال رواية قصة منزل فلسطيني في شارع عباس بحيفا، سكنته عائلتان فلسطينيتان في فترتين تاريخيتين مختلفتين، ومرافقة ابنة العائلة التي تسكنه حاليا في رحلة البحث عن أصحاب البيت الأصليين وزيارتهم في مناسبات عائلية وأخرى وطنية لبناء سرد متماسك لقصة هذا البيت، الذي شُيّد في ثلاثينيات القرن الماضي، لكنه في الواقع ليس مجرد جدران وسقف، بل هو شاهد على نكبة شعب وذاكرة أجيال لا تمحى بالبعد أو التقادم.
إعلانويحكي الفيلم قصة عائلة أبو غيدا، العائلة الأرستقراطية التي بنت المنزل وسكنته حتى عام 1948، قبل أن تجبرها العصابات الصهيونية على مغادرة حيفا تحت التهديد والسلاح، ضمن واحدة من أكبر حملات التهجير القسري التي تعرض لها الفلسطينيون خلال النكبة. ومنذ ذلك الحين، تشتت أفراد العائلة في منافي 17 بلدا، لكنهم حملوا معهم العلم والكرامة ووعيا عميقا بالهوية والانتماء، وإصرارا كبيرا على النهوض والنجاح.
وبعد النكبة، سكنت البيت عائلة يهودية مهاجرة من النمسا، ثم باعته لاحقا لعائلة فلسطينية جديدة هي عائلة رافع. وهنا تبدأ الحكاية الثانية في الفيلم، حيث نتابع سيرة علي رافع، الذي فقد والده في النكبة، وزوجته سارة جودة، المنحدرة من القدس والتي تنتمي لعائلة تتولى حفظ مفتاح كنيسة القيامة منذ قرون. فالزوجان، رغم كونهما مالكي البيت، لم ينسيا أبدا أن لهذا البيت أصحابا شرعيين طُردوا منه قسرا.
ويتتبع الفيلم خطّين سرديين متوازيين ومتقاطعين: الأول عبر رحلة نضال رافع، ابنة سارة وعلي، التي تسعى لاكتشاف العائلة التي بنت البيت وسكنته قبل عائلتها، والثاني عبر رحلة دينا أبو غيدا، حفيدة أصحاب البيت الأصليين، التي تحاول استعادة ذاكرة عائلتها المرتبطة بهذا المكان، وهي لاجئة تنقلت ما بين سوريا ولبنان وأميركا والأردن، تحمل معها حنينا عميقا إلى بيت الجدّ، ورغبة في تحقيق العودة، ولو رمزية، إلى الوطن.
واستذكرت دينا أبو غيدا خلال الحوار الذي أعقب العرضين أجواء تصوير الفيلم والمشاعر المختلطة التي كانت تشعر بها كلما زارت بيت عائلتها التي اقتلعت منه، في حين تسكنه اليوم عائلات أخرى، ووصفت قسوة الشعور بالغربة عن بيت هو في الأصل بيتها لكنها اليوم لا تعرف الطريق المؤدية إلى غرفه ومرافقه.
إعلانوقالت أبو غيدا إن التمسك بحق العودة من المهم أن يقترن بممارسات على أرض الواقع وألا يقتصر فقط على التذكير المستمر بهذا الحق على أهمية حفظ الذاكرة، وأن هذه الممارسات قد تختلف من شخص لآخر وفقا لما يتوفر لديهم من إمكانيات، لكن المهم هو استخدام جميع الأدوات المتاحة التي يمكن أن تشكل خطوات، ولو كانت رمزية، على طريق العودة.
وتحدث المخرج وصانع الأفلام سائد العاروي عن تجربته كأحد أفراد فريق العمل في الفيلم حيث قام بأعمال المونتاج، قائلا إن مونتاج هذا العمل لم يكن مجرد ترتيب للقطات، بل محاولة لإعادة جمع ذاكرة لعائلتين تمثلان شعبا بأكمله، وكان علينا أن نمنح للبيت نبضا إنسانيا، وأن نُظهر كيف يمكن لمكان أن يكون رمزا للتهجير والبقاء والتمسك بالعودة في آن.
وأشار العاروري إلى ضرورة أن يستمر الحراك السينمائي الموجه لتوثيق القضية الفلسطينية وإلى أهمية ذلك في بناء السردية الفلسطينية المضادة لسردية الاحتلال، قائلا إن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية واحدة لكن قصص معاناة هذا الشعب لا تنتهي لذلك ينبغي ألا تنتهي الأعمال التي تحكي تلك القصص.
وعقبت شروق طومار مديرة الحوار في نهايته قائلة إن "عباس 36" يقدم عرضا بصريا وتوثيقيا غنيا بصور قديمة، رسائل مكتوبة، وثائق رسمية تفصّل مراحل بناء البيت، ومشاهد إنسانية مليئة بالعواطف والرسائل، فهو يعرض مشاهد لأفراد عائلة رافع الذين يحرصون في كل مناسبة على رواية قصة النكبة وقصة أصحاب البيت الأصليين للجيل الجديد من أبناء العائلة، كما يعرض مشاهد لأفراد عائلة أبو غيدا في الشتات وهم يشمّون تراب حيفا أو يلمسون أغصان زيتون منها، في محاولات لاستعادة الاتصال مع الأرض والوطن.
والأهم، أن الفيلم يُظهر كيف يتحوّل البيت إلى رمز أكبر من مجرد عقار. فهو مساحة للذاكرة، والتاريخ، والألم المشترك. ويرصد تقاطعات المصير بين من بقي في الوطن ومن شُرّد عنه، ويؤكد أن الاحتلال قد يغيّر الخارطة، لكنه لا يستطيع محو الذاكرة أو كسر ارتباط الفلسطيني بأرضه وبيته.