الإمام الأكبر يؤكد عمق العلاقة التاريخية التي تجمع الأزهر بإندونيسيا
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
أكَّد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على عمق العلاقة التاريخية التي تجمع الأزهر بإندونيسيا، التي ترسخت عبر التاريخ وكان الطلاب الإندونيسيين الوافدين للدراسة بالأزهر عاملًا مهمًّا في تعزيز هذه العلاقة، مشيرًا إلى أن الأزهر يسعد باستضافة آلاف الطلاب الإندونيسيين للدراسة في مختلف المراحل التعليمية في معاهده وجامعته، كما يوفر الأزهر ١٧٥ منحة دراسية سنوية لأبناء إندونيسيا .
سفراء للأزهر
اكد فضيل الإما الأكبر أن طلاب إندونيسيا يضربون المثل في الأدب والأخلاق والجد والاجتهاد في تحصيل العلوم والمعرفة، ويعودون إلى بلادهم سفراء للأزهر ينشرون فكره ومنهجه الوسطي المستمر.
جاء ذلك خلال استقبال الإمام الأكبر اليوم بمشيخة الأزهر السيدة أليسة قطر الندى واحد، ابنة الرئيس الإندونيسي الأسبق، والدكتور نور أحمد، رئيس الهيئة الوطنية للزكاة الإندونيسية.
وأكَّد الإمام الأكبر استعداد الأزهر لتعزيز التعاون مع المؤسسات التعليمية والثقافية في إندونيسيا فيما يتعلق بالتعاون في مجالات الترجمة والتأليف من خلال تكثيف الأنشطة العلميَّة والأكاديميَّة وتبادل العلماء والأساتذة والباحثين والطلاب، وتدريب الأئمة والوعاظ الإندونيسيين في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، ورفع مهاراتهم في تفنيد الفكر المتطرف ومختلف القضايا اللازمة لمواجهة التحديات الداخلية في إندونيسيا، وإعداد برامج تدريبية للطلاب الإندونيسيين الوافدين للدراسة في الأزهر في الفتوى والخطابة جنبًا إلى جنب مع دراستهم الأكاديمية.
من جانبها، أعربت قطر الندى عن سعادتها بلقاء شيخ الأزهر، وتقدير بلادها لما يقوم به فضيلته من جهود كبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين، ونشر رسالة السلام والأخوة حول العالم، مؤكِّدة أن الأزهر هو المقصد الأول لأبناء إندونيسيا لدراسة العلوم الشرعية والعربية، وأن خريجي الأزهر في إندونيسيا يحظون بمكانة رفيعة في البلاد ويتقلدون أرفع المناصب في مختلف المؤسسات، وكانوا ولا يزالون فخرًا لبلادهم وأداة لترسيخ أسس السلام والتعايش في المجتمع الإندونيسي.
أكدت قطر الندى سعي بلادها للاستفادة من خبرات الأزهر الكبيرة وبخاصة في مجالات تعليم العلوم الشرعية والعربية.
كما رحَّبت السيدة أليسة قطر الندى، بمقترح شيخ الأزهر لتعزيز التعاون العلمي والأكاديمي في مجالات التأليف والترجمة، وتبادل العلماء والباحثين، مؤكدةً سعي بلادها للاستفادة من خبرات الأزهر الكبيرة وبخاصة في مجالات تعليم العلوم الشرعية والعربية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإمام الأكبر الأزهر شيخ الأزهر إندونيسيا منحة دراسية الإمام الأکبر فی مجالات قطر الندى
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يستقبل قرينة رئيس جمهورية كولومبيا ويطالبان بموقف جاد تجاه الحد من صناعة الأسلحة
استقبل الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأحد، بمشيخة الأزهر، السيدة فيرونيكا ألكوسير جارسيا، قرينة رئيس جمهورية كولومبيا.
ورحَّب الإمام الأكبر بالسيدة فيرونيكا في رحاب الأزهر، مؤكدًا تقديره لجمهورية كولومبيا، كما طلب منها إبلاغ تحياته للرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، وتقديره لموقف سيادته في تأكيده ضرورة احترام قرار المحكمة الجنائية الدولية بتنفيذ مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بشأن مجرمي حرب الكيان المحتل، ومطالبته المستمرة لوقف الإبادة الجماعية والمجازر التي ترتكب في غزة.
وأشار الإمام الأكبر إلى أن الأزهر يقوم على نشر رسالة الإسلام الممثلة في نشر السلام بين الجميع؛ حيث جعل الإسلام التعارف والتلاقي والتراحم أساسًا للعلاقات الإنسانية بين البشر على اختلاف عقائدهم وأجناسهم وألوانهم، مبينًا أن الله -جلَّ وعلا- لو أراد الله لجعل الناس جميعًا متشابهين، ولكنه أراد أن يجعل الاختلاف سنة كونية، وجعل روابط الأخوة الإنسانية هي الحاكمة في العلاقات بين المؤمنين وبعضهم البعض، وبين المؤمنين وغير المؤمنين، وجعل لهذه الأخوة واجباتها وفرائضها التي تعلي من قيمة الإنسان حتى في حالة الحرب.
وأوضح أن الحرب في الإسلام لم تشرع إلا لرد العدوان، وأنَّ ما نراه من حروب عرفت تاريخيًّا بالحروب الدينية لم تكن بدوافع دينية بقدر كونها مدفوعة بأيديولوجيات سياسية حاولت اختطاف الدين واستغلاله، كما يحدث الآن في غزة من قتل وإبادة وممارسة أبشع الجرائم تحت غطاء نصوص دينية توراتية يتم تفسيرها بشكل مشوَّه وخاطئ لتبرير أهداف سياسية لاغتصاب الأرض واستيلاء على حقوق الفلسطينيين.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن الأزهر اتخذ خطوات جادة لنشر ثقافة السلام والأخوة داخل مصر وخارجها؛ حيث بادر الأزهر بإنشاء بيت العائلة المصرية مع الكنائس المصرية، لتعزيز روابط الأخوة والتعايش بين المصريين؛ مسلمين ومسيحيين، وانطلق من هذه المبادرة إلى الانفتاح على المؤسسات الدينية والثقافية حول العالم، وبذلنا جهودًا كبيرة في بناء جسور التواصل مع المؤسسات في الغرب، وتُوِّجت هذه الجهود بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية في أبوظبي مع أخي العزيز البابا فرنسيس، التي استغرق العمل عليها عامًا كاملًا قبل توقيعها، كما اعتمدت الأمم المتحدة ذكرى توقيعها في الرابع من فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية.
وأكَّد شيخ الأزهر أنَّ السبب الرئيسي فيما يعانيه إنسان اليوم، هو سياسة الجسد المعزول تمامًا عن الروح والوجدان، وهذا التوجه العالمي الذي يحاول إقصاء الدين وتغييبه وتسييسه لتحقيق رغبات مادية، وفي مقدمتها تبرير صناعة الأسلحة والمتفجرات رغم ما تسببت فيما نراه من حروب وصراعات.
من جهتها، أعربت السيدة فيرونيكا عن امتنانها للقاء شيخ الأزهر، ومتابعتها لجهود فضيلته في إقرار السلام العالمي، مؤكدة ثقتها في قدرة القادة الدينيين على إحلال السلام ونشره من خلال الحوار والتقارب، كما أشارت إلى اتفاقها مع رؤية فضيلته حول خطورة صناعة الأسلحة، وأنها السبب الرئيسي في المأساة التي تحدث في العالم، مشيرة إلى أمنيتها بوقف هذه الصناعة من أجل القضاء على الفقر والصراع والكراهية والحروب، كما أكدت أنه علينا أن ننظر إلى العالم برؤية مختلفة عن السياسيين لاستبدال الكراهية بالمحبة والحروب بالسلام، وعبَّرت عن أهمية الوثيقة التاريخية للأخوة الإنسانية وحاجة العالم إلى هذا الأنموذج في التعاون بين رموز الأديان.