أعلنت “قمة دبي للتكنولوجيا المالية” التي ينظمها مركز دبي المالي العالمي تحت رعاية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية رئيس مركز دبي المالي العالمي، استضافتها لـ”حلقات نقاش قمة دبي للتكنولوجيا المالية” والتي جمعت أبرز الشركاء من القطاعين العام والخاص لمناقشة ووضع أهم محاور أجندة القمة وذلك تحضيراً لإطلاق النسخة الثانية من قمة دبي للتكنولوجيا المالية المقرر عقدها يومي 6 و7 مايو، 2024 في مدينة جميرا في دبي.

واقتصرت جلسة حوارات قمة دبي للتكنولوجيا المالية للمدعوين فقط، حيث شهدت الجلسة مشاركة أكثر من 30 من قادة القطاع واللذين ساهموا في إثراء النقاشات الموسّعة لتحديد أهم المحاور والمواضيع التي يستدعي مناقشتها والوقوف عليها في النسخة الثانية من القمة. كما تم تشكيل منصة يقيّم الخبراء من خلالها أهمية المواضيع المختلفة ويقومون بتحديد مدى أهميتها ومساهمتها للارتقاء بأجندة القمة، وتصدرت مواضيع مثل الإطار التنظيمي والاقتصاد البيئي والجيل الجديد من التكنولوجيا المالية النقاشات نظراً للأهمية المتزايدة التي تتمتع بها هذه القضايا. كما أفضت هذه الجلسة إلى اقتراح مواضيع مختلفة جديدة لتضاف إلى جدول أعمال قمة دبي للتكنولوجيا المالية 2024.

وفي هذا الإطار علّق محمد البلوشي، الرئيس التنفيذي لمركز “إنوفيشن هب” في مركز دبي المالي العالمي، وذلك خلال افتتاحه لجلسة حوار الرؤساء التنفيذيين، قائلاً: “تشكل دبي مركزاً محورياً لكل ما يتعلق بالتكنولوجيا المالية ويتضح تأثيرها العالمي أكثر فأكثر عبر جهودها المتواصلة للارتقاء بمستوى الخدمات المالية التقليدية وتطويرها. تتوافق النسخة الثانية من قمة دبي للتكنولوجيا المالية مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية لجعل دبي ضمن أهم 4مراكز مالية عالمية بحلول عام 2033، وتتوافق القمة أيضاً مع استراتيجية مركز دبي للتكنولوجيا المالية لرسم مستقبل الابتكار في القطاع المالي، حيث نسعى من خلال هذه القمة إلى تشجيع التعاون والابتكار المشتركين، إيماناً منا بدورهما الحاسم في تطوير قطاع التكنولوجيا المالية عالمياً. كما تقدّم القمة فرصة فريدة للاطلاع على الابتكارات الجديدة في مجال التكنولوجيا المالية وإمكانياتها لتسريع وتيرة التقدم في القطاع المالي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.”

كما تخللت أعمال جلسة حوارات قمة دبي للتكنولوجيا المالية، توقيع بنك الإمارات دبي الوطني على اتفاقية للانضمام إلى القمة بصفته “الشريك الرسمي الأول للخدمات المصرفية”ما يوضّح التزامه بالابتكار في القطاع المالي. كما وقعت شركة “اتصالات من &e” على اتفاقية للانضمام كشريك أساسي ما يوضّح الجهد المستمر لدعم الشركات المبتكرة والتي تتمتع بنظرة مستقبلية على المستوى العالمي.

من جهته صرّح خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة “اتصالات من &e”: “تمثّل قمة دبي للتكنولوجيا المالية منصة إبداعية يجتمع فيها قادة الصناعة المالية من شتى أنحاء العالم في سبيل إرتقاء وتطوير مستقبل القطاع المالي. وتُعدّ مثالاً لسعي قيادة دبي الحكيمة المستمرة لجعل دبي مركزاً عالمياً للتكنولوجيا المالية جامعا” ما بين التمكين المالي والتكنولوجيا الحديثة. نؤمن في شركة ‘اتصالات من &’e بقدرة التكنولوجيا على دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز الشمول المالي. نسعى دائماً إلى الاستفادة من حلولنا التكنولوجية الحديثة وشبكاتنا الواسعة في تسهيل ودعم التقدّم من خلال التعاون والابتكار. سعيدون برعاية قمة دبي للتكنولوجيا المالية 2024 كجزء من التزامنا المستمر في دعم بيئة التكنولوجيا المالية في الإمارات وغيرها”.

قال عبدالله قاسم، الرئيس التنفيذي للعمليات للمجموعة في بنك الإمارات دبي الوطني: “يفخر بنك الإمارات دبي الوطني بأن يكون في طليعة هذه المحادثات الاستراتيجية الحصرية التي تجمع بين رواد قطاع التكنولوجيا المالية. إن هذه المحادثات تلعب دوراً حاسماً ومحورياً في تشكيل مستقبل قطاع التكنولوجيا المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة وتشغل حيزاً رئيسياً ضمن جدول أعمال قمة دبي للتكنولوجيا المالية 2024. ولا شك أن هذه القمة تعتبر منصة رئيسية تسلّط الضوء على أحدث الابتكارات العالمية في مجال التكنولوجيا المالية، ومشاركة بنك الإمارات دبي الوطني تعكس التزامنا المستمر بتبني الابتكار في القطاع المصرفي، وهي فرصة مثالية للتفاعل مع أحدث التوجهات والرؤى التي ستشكل مستقبل القطاع المالي.

اختُتمت الجلسة بمشاركة شركات التكنولوجيا المالية الناشئة من مختلف أنحاء الإمارات في جولة التصفيات المحلية المؤهلة لكأس العالم للتكنولوجيا المالية، حيث فازت شركة “يابكس تيكنولوجيز” وتأهلت إلى النهائي المرتقب الذي سيُقام في قمة دبي للتكنولوجيا المالية 2024 حيث سينال الفائز فرصة الحصول على استثمار بقيمة مليون دولار. وستتيح القمة فرصةً للفائزين بالنهائيات المحلية ليعرضوا أفكارهم الإبداعية أمام جمهور عالمي من المستثمرين والشركاء المحتملين. كما سيحصل الفائزون على فرصة للتدريب على يد حكام مرموقين وفرصة لزيادة شهرة علامتهم التجارية عالمياً والاعتراف بها على مستوى هذا القطاع الحيوي بالإضافة إلى تمهيد طريقهم للنجاح من خلال التعاون والشراكات الاستراتيجية.

يتضمن كأس العالم للتكنولوجيا المالية عدة جولات تصفية إقليمية تُقام في عشر مراكز تكنولوجيا مالية منتقاة بعناية حول العالم حيث يمكن لشركات التكنولوجيا المالية المحلية التقدّم لنيل فرصة المشاركة في النهائي. وقد حددت بعض المسابقات المحلية بالتعاون مع الشركاء الفائزين الذين يمثلون جوهر التكنولوجيا المالية في مناطقهم المعنية. يتضمن هؤلاء الفائزون “مناك” للخدمات الإلكترونية من المملكة العربية السعودية، وشركة Audax”” من سنغافورة وXaults” Technologies” من الهند.

ومن المتوقع أن تشهد قمة دبي للتكنولوجيا المالية 2024 عدد مشاركين غير مسبوق حيث ستضم أكثر من 8000 من صنّاع القرار، و200 من قادة الفكر موزعين على 5 منصات رئيسية وأكثر من 300 جهة عارضة تعرض أهم ماتوصلت إليه التكنولوجيا الحديثة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بنک الإمارات دبی الوطنی التکنولوجیا المالیة القطاع المالی فی القطاع مرکز دبی من خلال

إقرأ أيضاً:

طوفان الهمة يصعد القمة

 

 

 د. قاسم بن محمد الصالحي

من رحم معاناة أهل غزة فار تنور الغضب، انقلبت الحسابات والإستراتيجيات الدولية رأسًا على عقب، هناك من تمسَّك عند فورانه بمضمون وجوهر القضية، وهناك الذي اتخذ من المواقف ما يمكن أن يتعايش به مع مصالحه، ومصالح المعارف والأصدقاء، وهناك من سعى إلى حل ما يمكن حلحلته في العلاقات البينية، البعض ينتظر ما يمكن أن تجود به صراعات خلايا جسم الكيان المحتل من إفرازات تساعد على زواله، هل نحن ندرك أنَّ أشكال التغيير تُحاك في السياسة الدولية؟ وأن أبرز معالمها نظام متعدد الاقطاب، هل نحن واعون إلى أنَّ النظام الدولي الجديد يحتاج سياسة جماعية عربية أكثر مضمونًا وأقوى فاعلية؟ لإثبات قوتنا الإقليمية الجماعية، وحجز المقعد الإقليمي الوازن، ونستفيد من أشكال المعاناة التي مرَّرنا بها مع المستعمر القديم، ونروض صورته المستنسخة المزروعة منذ 76 عاما في فلسطين، ونغادر حياة البلاء والمعاناة، ونترك الانتظام مع مواقف وقرارات وفق اللزوم، والاستسلام لمسافات التناقضات البينية، وبحيث لا تظل المواقف والقرارات ورقة بيضاء؛ حياتنا قلقة في مجتمعاتنا مع وجود كيان سرطاني محتل.

فكلما حلمت شعوب المجتمعات العربية بأن تعيش بعض معاني الوحدة، فتح الكيان الخبيث باب الفتن على مصراعيه، وأصبحنا في كل يوم يشرق علينا يُخيَّل لنا أنَّ الهمة العربية لن تصعد، وأن الأصوات التي تنادي بالصعود يعود صداها إليها. ألم يئن الأوان أن تسري دماء أطفال غزة في شرايين جسم الأمة كما يجري الماء في النهر؟!! إذن المشكلة هي ازدياد طول وقت بقاء هذا الكيان الخبيث، الذى تمادى في إبادة أهل غزة؛ وبالتالي زادت الشعوب العربية من جرعة صراخها وصخب حراكها وهي مستمرة، لعل العالم يُدرك هول الخطب، ويوجِّه بوصلة الفعل إلى المكان الذي ظلَّ مسرحًا للاضطهاد والقتل والتهجير الذي تنفذه العصبة الصهيونية، بمساندة رعاة الكيان الغاصب، كلُّ هذا الصخب الشعبي العربي والإسلامي وحتى العالم الحُر، لم يأت حياله العالم بفعل ملموس، يمكن أن يوقف ما على المسرح من جرائم.

لقد حدَّثت الشعوب الحرة نفسها: قد يكون لمطبخ السياسة العالمي أسرار ونتائج عظيمة لكنه لم يكشف عن أي صعود في القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين.. خاب رجاء شعوب المجتمعات الحرة المساندة للحق الفلسطيني من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، فجسدت مواقفها تساقط صخور الفعل ورد الفعل فيها، وصعد إلى أعلى "فيتو" مجلس الأمن، منذ "كامب ديفيد" وما تلاها من أحداث، اختلط الحابل بالنابل في أرشيف الأمم المتحدة، ولا تزال أمتعة ردود الأفعال محفوظة في بنود قراراتها وبياناتها.

ومع كثرة هذه القرارات والبيانات والفيتو، فإنَّ الأمم المتحدة عندما تمتطي صهوة السياسة في القضية الفلسطينية، فإنَّ الشعوب العربية والإسلامية، لا ترى منها إلا صيغة واحدة ملَّت من سماعها، في الوقت الذي كانت تنتظر فيه الإمساك بورقة "المرحلة" لإبراز صوت الحق والرؤية الأوضح في حل قضية يمتد ألم أصحابها على مساحات الإنسانية الأممية.

لذا؛ وفي ظل تعطل الفرص الأخرى، لم يعد الإنسان العربي يفكر في السياسة ومطابخها، قدر ما يفكر في الآلام الناتجة عن الجُرح الدامي، الذي أصاب جسد المنطقة. لم يعد يتمنى شيئًا سوى الحرية والانعتاق من أجل مستقبل وحاضر قضيته الكبرى. فقد الأمل في قيام المجتمع الأممي بموجبات انتزاع الحق، وإبراز الهمة في جوهر الفعل السياسي، ويرى أنَّ المقاومة الفلسطينية تعتلي القمة بعملها البطولي، بأغلى ثمن، مهما كانت النتائج التي ليس من بينها بالطبع بقاء المحتل الجاثم على الأرض، كان قد قيل لكتائب القسام إنَّ اعتلاء القمة خسارة فادحة، وقيل لها إنَّ هناك جيشًا عملاقًا لا يهزم، وقيل إنَّ هناك أعوانًا عمالقة له كثر، تحرسه وتدافع عنه، وقيل، وقيل... لكن أيًّا من تلك الأقاويل، لم تثن حقائق كتائب القسام، وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى. ومع كل ما قيل، صمَّمت المقاومة بكل عزيمة ويقين راسخ على صعود القمة، بما تملك من إيمان وقوة، وحاضنة شعبية وطنية، وإقليمية، بل وأحرار العالم. الشي الذي لا تملكه هو مضمون وجوهر العمل السياسي الأممي.. فقررت أن تدفع الظلم عن غزة العزة، حتى كان صباح 7 اكتوبر 2023م.

ازداد الطوفان ارتفاعًا من تحت أقدام المقاومين الأشاوس، وبهذه العملية البطولية تمكنوا مع الذين ساعدوهم وساندوهم من الوصول للقمة، وعندما وصلت تكشَّف كل شيء، ووشم الفلسطينيون في غزة أسماء أبنائهم على أيديهم، كان الغزاويون متعبين، جائعين، عطاشى جراء حصار جائر، لكنهم صاحوا بأعلى صوتهم قائلين: "بقوة الله ما وَهِنَّا ولا ضعفنا، الحق معنا والأرض لنا، معنا مئات المقاتلين، وما النصر إلا من عند الله"، لقد تمادى الكيان الغاصب في سفك الدم الزكي الطاهر، فحرق جلود أطفالنا، ومنع عن أهلنا كل سبل الحياة، فزادتنا مقاومتنا قوة، وبسالتها صمودًا وعلوًّا، وتنسَّمنا من عملها البطولي أكسجين الحرية في أجساد الشهداء، ومسحنا الغبار عن عينيْ الثكالى والجرحى، فأبرزنا مظلوميتنا، وأزلنا الغمة عن عيني العدالة الدولية، حاولنا مرة أخرى إيقاظ الضمير الإنساني ونجحنا، لدرجة أنَّنا لم نصدق أنفسنا. إن مقاومتنا اعتلت القمة، نظرنا لنتأكَّد، فرأينا جنودَ الجيش الذي لا يُقهر كأنهم أعجاز نخل خاوية. لم نرَ سوى أمواج الطوفان تعتلي قمة نضالنا نحو الحرية.

مقالات مشابهة

  • طوفان الهمة يصعد القمة
  • وكيل وزارة الشباب بالمنيا يتفقد عددا من المنشآت
  • وزير الكهرباء يعقد اجتماعاً مع نائب وزير الكهرباء للوقوف على مستجدات موقف الأحمال الكهربائية
  • وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يعقد اجتماعاً مع نائب وزير الكهرباء للوقوف على مستجدات موقف الأحمال الكهربائية
  • في مواجهة مستقبل غامض.. حلف الأطلسي يحتفل بمرور 75 عاما على تأسيسه
  • أجندة قصور الثقافة .. احتفالات بالعام الهجري الجديد وانطلاق ملتقى مواهب مصر بالأقاليم
  • جمارك وغرف دبي تبحثان التعاون المشترك ودعم مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية
  • «قصور الثقافة» تكشف عن أجندة فعالياتها احتفالا بالعام الهجري الجديد وذكرى «30 يونيو»
  • موعد التقديم في المدارس التكنولوجية.. الأوراق المطلوبة ورابط التقديم
  • أول قمة تجمع قادة الأنظمة العسكرية في "دول الساحل"