عبد المجيد التركي
على سطح منزلنا في القرية
أقف بعينين خائفتين وأصابع صغيرة ممسكة بنصف بسكويتة،
كانت سكين الجزار تلمع،
وكانت عين الكبش تلمع
وثوبي الصغير المبلول كان يلمع أيضاً..
***
علَّق الجزار رأس الكبش على الجدار ليشاهد لحمه وهو يتقطع
ويتقسم بين الأسر الثلاث..
تدفعني يد معروقة لأدوس على دائرة كبيرة من الدم،
تقول الأساطير إن دماء الأضحية تشفي تشققات القدم،
ويقول القرويون: الدوس على الدماء يقوي القلب.
سيكبر الأطفال قتلة،
ستكون أقدامهم ناعمة
وقلوبهم مليئة بالتشققات.
***
اليد المعروقة صفعتني حين بكيت من الخوف،
قالت لي: أنت ابن أمك..
كيف ستكون رجلاً وأنت تخاف من الدم؟
لا أريد أن أكون رجلاً.. لا أريد أن أكبر.
***
“قطر الحديد” كان عقابي،
أتجرعه كل يوم ليصبح قلبي أقسى..
جاء عيد الأضحى بعد عام،
جاء الجزار بسكينه اللامعة
وجاءت بي تلك اليد المعروقة لأشاهد الذبح..
كان رأس الكبش المعلق ينظر إليَّ
وأنا أتمنى أن أفقد قدميَّ كي لا أتحنى بالدم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتابي “كبرتُ كثيراً يا أبي”.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
اليوم بحقٍّ عرفتُ معنى: “الله أكبر”!
تآمر علينا الداخل والخارج، وحُرمنا الدواء والغذاء، ومُنعت عنّا الذخيرة والسلاح، وأُضطهد أبناءنا في القرى البعيدة، دُمّرت مُدننا ومقدّرات دولتنا، أُحرقت الزروع والأسواق، وبيعت نساءنا الحرائر سبايا في أسواق الرقّ والعبيد، وصمد كبارنا وأطفالنا تحت القصف والحصار، وقايض سفلة القوم شرف بلدنا نظير الدولار والدراهم. حاربنا العالم كله بلا أدنى رحمةٍ وسخّر كافة الإمكانيات لتركيع شعبنا.. وأخذ اللهُ من دماء أبنائنا الأطهار مهرًا للكرامة.
واليوم بحقٍّ عرفتُ معنى: “الله أكبر”!
أضيئ يا شعلة المصفاة العالية.. أضيئ يا كُل قلبي وفؤادي
محمد أحمد عبد السلام
إنضم لقناة النيلين على واتساب