“موقع عين دارا بين الماضي والحاضر”… معرض صور على سور المتحف الوطني
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
دمشق-سانا
تكمن أهمية معبد عين دارا الواقع غرب قرية عين دارا في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي كونه الوحيد المكتشف ويمثل الحضارة الآرامية في سورية، حيث بناه الآراميون خلال الألف الأول قبل الميلاد وكان يمتاز بمنحوتاته الزاهية والنادرة المصنوعة من الحجر البازلتي واكتشفته بعثة آثار وطنية عام 1982.
ونظراً لأهمية هذا المعبد افتتح اليوم في المديرية العامة للآثار والمتاحف معرض صور لمعبد عين دارا الأثري على سور حديقة المتحف الوطني، رافقه محاضرة بعنوان “عين دارا وآثارها” تحدث فيها الباحث الأثري الدكتور محمود حمود عن موقع عين دارا والفترات التاريخية فيه، وتوزع البقايا الأثرية في الموقع ومخطط المدينة القديمة التي تتألف من الأكروبول والمدينة المنخفضة، إضافة إلى أهم ما اكتشف في المدينة المرتفعة (الأكروبول) معبد عين دارا الآرامي المهم في الطبقة السادسة وهي أقدم الطبقات الأثرية.
وعرض حمود في محاضرته التي استضافتها القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق سمات المعبد المعمارية وعناصره الأثرية والزخرفية المميزة وأهميته على خارطة المعابد العائدة للفترة نفسها وتاريخ استخدامه، إضافة إلى أهم الآلهة التي قدست فيه خلال الألف الأول قبل الميلاد، متطرقاً إلى اكتشاف الموقع وتاريخ أعمال التنقيب والمسح الأثري فيه، والتي كان أهمها اكتشاف المعبد في عام 1982.
واستعرض حمود الأضرار التي تعرض لها موقع ومعبد عين دارا نتيجة عدوان النظام التركي على المنطقة، حيث عمد إلى قصف الموقع وتجريفه باستخدام الآليات الثقيلة ما ألحق أضراراً بالغة وكارثية في هذا المعلم الاستثنائي، كما أدت أعمال التجريف الهمجية إلى تدمير السويات والبقايا الأثرية في الموقع.
أما المعرض الذي حمل عنوان “موقع عين دارا بين الماضي والحاضر” فتضمن عرض 15 لوحة على سور حديقة المتحف الوطني أظهرت تاريخ اكتشافات الموقع منذ بداية القرن العشرين، وأهمية المنشآت المعمارية التي ظهرت فيه، إضافة إلى العديد من التماثيل والجرار الفخارية الإسلامية وبعض المنحوتات الحجرية النادرة من العصر الحديدي وفخاريات عين دارا التي تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد وبعض النقود الذهبية البيزنطية المقعرة والعديد من مشاريع الترميم لمدخل قلعة حلب وقلعة المرقب.
وفي تصريح لمراسلة سانا قال مدير عام الآثار والمتاحف محمد نظير عوض: “إن الهدف من إقامة هذا المعرض على السور الخارجي للمتحف هو التعريف بما تقوم به المديرية من أنشطة وفعاليات تتعلق بالآثار السورية وأعمال التنقيب التي تجري فيها، وأهم المكتشفات والأبحاث”، لافتاً إلى أن المديرية بدأت نشاطاتها لهذا العام بمحاضرة عن معبد عين دارا الاستثنائي الذي قصف من قبل الاحتلال التركي والتعديات التي حدثت عليه.
بدوره أشار معاون مدير الآثار والمتاحف الدكتور همام سعد إلى أهمية هذا المعرض الموجه للمجتمع المحلي بهدف إظهار أهمية ما حدث للتراث الثقافي الأثري السوري، مؤكداً أن الجميع يدرك أهمية موقع عين دارا الذي تعرض للقصف والتدمير على يد الاحتلال التركي والذي يعتبر من المعابد المهمة جداً والمؤرخة عن العصر الآرامي، مشددا على أن الجميع معني بحماية هذا التراث الذي يمثل الهوية السورية الجامعة لكل السوريين.
ويعتبر المعبد من أهم فنون عمارة سورية الشمالية القديمة، وكان مخصصاً لعبادة الآلهة عشتار ورب الطقس حدد بحسب المكتشفات الأثرية فيه، أما موقع تل عين دارا الأثري الذي يحتضن المعبد فيقع على بعد 1 كم غرب قرية عين دارا ويبعد عن مركز مدينة عفرين جنوباً مسافة 6 كم، ويقع على مساحة تصل إلى هكتار، ويتضمن قصوراً ومعابد محصنة وأبواباً وبوابات والعديد من القطع الأثرية النادرة والثمينة.
ويتألف الموقع من قسمين أحدهما المدينة العليا ويرتفع عن حوض عفرين نحو 40 متراً وطوله 125متراً وعرضه 60 متراً، وقسم منخفض وهو كبير واسع المساحة ويسمى المدينة السفلى، طوله 270 متراً وعرضه 170 متراً وارتفاعه 30 متراً، كما يحيط بالموقع سور مرتفع تتخلله عدة بوابات.
شذى حمود
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
إعلام الاحتلال: أضرار كبيرة خلفها الصاروخ اليمني الذي استهدف قلب “تل أبيب” فجرًا
الجديد برس|
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، حجم الأضرار الكبيرة التي خلفها الصاروخ اليمني الذي استهدف قلب “تل أبيب” فجرًا، مسلطةً الضوء على الفشل الإسرائيلي في التصدي للقدرات اليمنية المتطورة.
ووصفت صحيفة يديعوت أحرونوت مشهد الدمار بقولها: “كل شيء مدمّر، كل شيء محطّم”، مشيرةً إلى أن الانفجار ألحق أضرارًا بالغة بالمباني المجاورة للملعب المستهدف، وأدى إلى إصابة أكثر من ٣٠ شخصًا.
من جانبها، اعترفت صحيفة معاريف بأن “إسرائيل لا تعرف كيف تتعامل مع اليمن”، مؤكدةً فشل محاولات الاعتراض تمامًا. وأضافت أن “إسرائيل أدركت التهديد القادم من اليمن بعد فوات الأوان”، مما جعلها عاجزة عن تحقيق الردع أو التعامل الاستخباري الفعّال.
كما أفادت الصحيفة أن الانفجار وقع قبل تشغيل صفارات الإنذار، ما منع السكان من الوصول إلى الملاجئ، مشيرةً إلى تأثير العمليات اليمنية على الاقتصاد الإسرائيلي على مدى أكثر من عام.
فشل نظام “حيتس”
اعترف “جيش” الاحتلال في بيان رسمي بأن محاولات اعتراض الصاروخ باستخدام نظام “حيتس” للدفاع الجوي باءت بالفشل، رغم إطلاق عدة صواريخ اعتراضية.
وفي هذا السياق، قال محلل الشؤون العسكرية أمير بوحبوط: “المواجهة مع اليمن أظهرت فجوة استخبارية كبيرة في التقديرات وبنك الأهداف”.
الصواريخ اليمنية تتحدى أنظمة الدفاع
وأشارت صحيفة معاريف إلى أن الصواريخ الباليستية اليمنية شهدت تحسينات ملحوظة، مما يجعلها تتفوق على نظام “حيتس”، الذي فشل في اعتراض الصواريخ القادمة من اليمن ثلاث مرات، ومن لبنان مرة واحدة.
كما كشف تقرير لموقع ميفزكلايف أن الصاروخ اليمني ربما استخدم مسارًا فريدًا يصعب اكتشافه، إلى جانب رأس حربي متطور قادر على تغيير مساره أثناء الطيران، ما يزيد من تعقيد جهود الاعتراض.