القدس المحتلة-سانا

“عشت النكبة عام 1948 عندما هجرتنا العصابات الصهيونية من منزلنا.. كان عمري حينها سنتين واليوم يهجرنا الاحتلال الإسرائيلي من جديد من بلدتنا عبسان الصغيرة في خان يونس جنوب قطاع غزة.. النكبة الآن أصعب.. نموت ألف مرة في اليوم.. أين الإنسانية مما نقاسيه”، كلمات قليلة وصفت بها المسنة الفلسطينية صبحة أبو طعيمة مرارة التهجير القسري والدموع تخنق صوتها.

للمرة الثانية تجبر أبو طعيمة 78 عاماً على ترك منزلها بعد نكبة عام 1948 لتجد نفسها اليوم على قارعة الطريق دون خيمة تؤويها ولا ماء ولا غذاء وسط برد الشتاء، ما يفاقم قسوة النكبة الثانية التي يؤكد المسنون اللاجئون في القطاع أنها أكثر ألماً من النكبة الأولى التي هجرتهم خلالها العصابات الصهيونية أطفالا من منازلهم، لتتكرر فصول المأساة أكثر من مرة، حيث يضطر الأهالي للنزوح من منطقة إلى أخرى هرباً من نيران الاحتلال التي تنهال على القطاع براً وبحراً جواً.

تحت وابل من الرصاص والقصف الصاروخي والمدفعي تستمر قوات الاحتلال بإجبار أهالي القطاع على النزوح من أماكن سكنهم في شماله ووسطه، وتلاحق بدباباتها النازحين في خان يونس جنوباً، وتقصف خيامهم لإرغامهم على النزوح مرة أخرى إلى رفح في أقصى الجنوب، في ظروف جوية باردة ماطرة فاقمت معاناتهم.

في أحد مخيمات النزوح في خان يونس، يجلس أحمد عودة الذي تجاوز الـ 100 عام على كرسيه المتحرك بين الخيم يتجرع طعم الألم في لقمة عيش مما تيسر له لسد رمقه، ينظر إلى الأرض من تحته قائلاً: إن كانت الحياة هي أن تهجر مرتين أو أكثر، فأنا المهجر من أرضي المحتلة عام 1948، واليوم أعيش تجربتي الثانية بالتهجير القسري من بيتي إلى جنوب القطاع.

ويضيف عودة: هل في العمر بقية لهجرة ثالثة، حالي كما الكثير من أبناء شعبنا خلال العدوان المستمر على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حيث أجبرنا على النزوح أكثر من مرة بحثاً عن الأمان، أو لربما وهم الأمان في أرض الخطر وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال.

عودة ليس الوحيد فبين خيمة وأخرى في مخيمات النزوح يتأمل كبار السن حالهم الذي يعيد إلى أذهانهم نكبتهم الأولى، ينظرون حولهم ليروا أنهم لم يكونوا نهاية تلك المأساة، فها هم أبناؤهم وأحفادهم يتذوقون حسرتهم الأولى بعد أن عاد مر طعمها إليهم.

مسنة أخرى تجلس بين خيام النزوح في رفح تصف معاناتها خلال نزوحها من منزلها في شمال القطاع، مؤكدة أن ما تعيشه اليوم نكبة أكبر وأصعب مما عايشته في النكبة الأولى رغم صعوبتها، وتقول للاحتلال والمجتمع الدولي: قتلتونا غير مرة.. كفى.

2.4 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة بينهم 1.7 مليون لاجئ وفقاً لإحصائيات وكالة الأونروا يتركز معظمهم في مخيمات البريج والشاطئ والمغازي والنصيرات وجباليا وخان يونس ودير البلح ورفح التي دمر الاحتلال معظمها خلال عدوانه المتواصل لليوم الـ 115، مجبراً مليوني فلسطيني على التكدس في مدينة رفح في نكبة أشد وطأة جراء منع الاحتلال إيصال المساعدات إليهم، وتحريضه ضد الأونروا ووقف الدول الداعمة له تمويلها، بهدف تصفية قضية اللاجئين وحق العودة الذي أقرته الشرعية الدولية في قرارها رقم 194 لعام 1948.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: قطاع غزة عام 1948

إقرأ أيضاً:

تحذيرات فلسطينية من مخطط استيطاني للاحتلال في غزة

حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من مخططات إسرائيلية للاستيطان في قطاع غزة.
ويأتي هذا التحذير بعد شروع قوات الاحتلال في تقسيم وعزل شمال القطاع عن مدينة غزة، حيث بات القطاع عبارة عن تقسيمات معزولة عن بعضها بهدف السيطرة عليه بالكامل.مخططات الاستيطان في قطاع غزةوأكدت الخارجية الفلسطينية، أن الاحتلال يرتكب جرائم حرب مركبة في قطاع غزة، من حرمان للسكان من أبسط حقوقهم الإنسانية، من ماء، وغذاء، وعلاج، وكهرباء، وغيرها، بمن فيهم الأطفال، والنساء، وكبار السن، والمرضى علاوة على المجازر المستمرة في القطاع.
أخبار متعلقة استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف وإطلاق نار بالضفة الغربية وقطاع غزةمنذ فجر الثلاثاء.. استشهاد 125 فلسطينيًا في غارات متفرقة على قطاع غزةغزة والضفة.. استشهاد 70 فلسطينيًا في جرائم جديدة للاحتلال

استشهاد ثمانية فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع #غزة#اليوم #فلسطينhttps://t.co/a6559HEr9A— صحيفة اليوم (@alyaum) November 7, 2024
وحذرت الخارجية في الوقت ذاته من قيام قوات الاحتلال بتوسيع دائرة الإبادة الشاملة من شمال القطاع إلى مدينة غزة، ومن ثم إلى وسطه، وجنوبه.
يأتي هذا وصولاً لهدف خطير وهو تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، مطالبةً بسرعة تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي اعتمد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، بشأن إنهاء الاحتلال في غضون 12 شهرًا، الذي يواصل ارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء.

مقالات مشابهة

  • 23شهيدا في غزة والاحتلال يواصل حصار وتدمير شمال القطاع
  • بيان صادر عن القطاع النسائي في العمل الإسلامي حول الانتهاكات التي تتعرض لها الأسيرات في سجون الاحـتلال
  • 17 شهيدا في غزة والاحتلال يواصل حصار وتدمير شمال القطاع
  • حماس للعرب: كفاكم صمتا
  • 80 ألف شخص محاصرون شمال القطاع
  • "اليرموك".. من مدرجات لعشاق الكرة إلى مأوىً للنازحين
  • تحذيرات فلسطينية من مخطط استيطاني للاحتلال في غزة
  • تقرير: المتفجرات التي أسقطت على قطاع غزة أكثر مما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية
  • شهداء ومصابون بقصف الاحتلال منزلا في النصيرات وسط القطاع
  • شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة