مسنون في قطاع غزة يروون مرارة نكبتهم الثانية
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
“عشت النكبة عام 1948 عندما هجرتنا العصابات الصهيونية من منزلنا.. كان عمري حينها سنتين واليوم يهجرنا الاحتلال الإسرائيلي من جديد من بلدتنا عبسان الصغيرة في خان يونس جنوب قطاع غزة.. النكبة الآن أصعب.. نموت ألف مرة في اليوم.. أين الإنسانية مما نقاسيه”، كلمات قليلة وصفت بها المسنة الفلسطينية صبحة أبو طعيمة مرارة التهجير القسري والدموع تخنق صوتها.
للمرة الثانية تجبر أبو طعيمة 78 عاماً على ترك منزلها بعد نكبة عام 1948 لتجد نفسها اليوم على قارعة الطريق دون خيمة تؤويها ولا ماء ولا غذاء وسط برد الشتاء، ما يفاقم قسوة النكبة الثانية التي يؤكد المسنون اللاجئون في القطاع أنها أكثر ألماً من النكبة الأولى التي هجرتهم خلالها العصابات الصهيونية أطفالا من منازلهم، لتتكرر فصول المأساة أكثر من مرة، حيث يضطر الأهالي للنزوح من منطقة إلى أخرى هرباً من نيران الاحتلال التي تنهال على القطاع براً وبحراً جواً.
تحت وابل من الرصاص والقصف الصاروخي والمدفعي تستمر قوات الاحتلال بإجبار أهالي القطاع على النزوح من أماكن سكنهم في شماله ووسطه، وتلاحق بدباباتها النازحين في خان يونس جنوباً، وتقصف خيامهم لإرغامهم على النزوح مرة أخرى إلى رفح في أقصى الجنوب، في ظروف جوية باردة ماطرة فاقمت معاناتهم.
في أحد مخيمات النزوح في خان يونس، يجلس أحمد عودة الذي تجاوز الـ 100 عام على كرسيه المتحرك بين الخيم يتجرع طعم الألم في لقمة عيش مما تيسر له لسد رمقه، ينظر إلى الأرض من تحته قائلاً: إن كانت الحياة هي أن تهجر مرتين أو أكثر، فأنا المهجر من أرضي المحتلة عام 1948، واليوم أعيش تجربتي الثانية بالتهجير القسري من بيتي إلى جنوب القطاع.
ويضيف عودة: هل في العمر بقية لهجرة ثالثة، حالي كما الكثير من أبناء شعبنا خلال العدوان المستمر على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حيث أجبرنا على النزوح أكثر من مرة بحثاً عن الأمان، أو لربما وهم الأمان في أرض الخطر وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال.
عودة ليس الوحيد فبين خيمة وأخرى في مخيمات النزوح يتأمل كبار السن حالهم الذي يعيد إلى أذهانهم نكبتهم الأولى، ينظرون حولهم ليروا أنهم لم يكونوا نهاية تلك المأساة، فها هم أبناؤهم وأحفادهم يتذوقون حسرتهم الأولى بعد أن عاد مر طعمها إليهم.
مسنة أخرى تجلس بين خيام النزوح في رفح تصف معاناتها خلال نزوحها من منزلها في شمال القطاع، مؤكدة أن ما تعيشه اليوم نكبة أكبر وأصعب مما عايشته في النكبة الأولى رغم صعوبتها، وتقول للاحتلال والمجتمع الدولي: قتلتونا غير مرة.. كفى.
2.4 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة بينهم 1.7 مليون لاجئ وفقاً لإحصائيات وكالة الأونروا يتركز معظمهم في مخيمات البريج والشاطئ والمغازي والنصيرات وجباليا وخان يونس ودير البلح ورفح التي دمر الاحتلال معظمها خلال عدوانه المتواصل لليوم الـ 115، مجبراً مليوني فلسطيني على التكدس في مدينة رفح في نكبة أشد وطأة جراء منع الاحتلال إيصال المساعدات إليهم، وتحريضه ضد الأونروا ووقف الدول الداعمة له تمويلها، بهدف تصفية قضية اللاجئين وحق العودة الذي أقرته الشرعية الدولية في قرارها رقم 194 لعام 1948.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: قطاع غزة عام 1948
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يستهدف عناصر حماية المساعدات .. وغارات على وسط القطاع (شاهد)
استُشهد سبعة فلسطينيين بينهم طفلان وعناصر تأمين مساعدات، وأصيب آخرون، في غارتين إسرائيليتين استهدفتا مركبة مدنية في مدينة دير البلح وسط القطاع، ومنزلا في مدينة غزة.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر طبية إن سيدة وطفلين استُشهدوا وأصيب آخرون في قصف طائرة إسرائيلية استهدف منزلا بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
الحضن الأخير..
شاب يحتضن شقيقه الذي استــشهد بقصف الاحتلال عناصر تأمين المساعدات على شارع صلاح الدين، في دير البلح وسط قطاع غزة . pic.twitter.com/mODaVq1Law — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 23, 2024
كما سقط أربعة شهداء وأصيب آخرون وصلت جثامينهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، جراء قصف مسيرة إسرائيلية استهدف مركبة مدنية تقل عناصر تأمين المساعدات في شارع صلاح الدين شرق المدينة.
والأحد، استُشهد خمسة فلسطينيين من عناصر تأمين المساعدات بعد قصف طائرة مسيرة إسرائيلية مركبة تقلهم في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفق مصدر طبي.
وقتل الاحتلال 723 رجل شرطة وعنصرا لتأمين المساعدات، منذ بداية الإبادة الجماعية بغزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفق آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الخميس.
وقفزت حصيلة الشهداء والجرحى في قطاع غزة إلى أرقام جديدة، في أعقاب مجازر وحشية ارتكبتها قوات الاحتلال، وذلك بالتزامن مع تواصل حصار مشفى كمال عدوان، شمال القطاع، ومخاوف من إخلائه تحت تهديد السلاح.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45 ألفا و259 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 107 آلاف و627 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 32 مواطنا، وإصابة 54 آخرين، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
اظهار ألبوم ليست
من جهته، قال مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية؛ إن قوات الاحتلال الإسرائيلي طالبتهم بإخلاء المستشفى فورا، وسط قصف واستهداف من كل جانب.
وأوضح أبو صفية في تصريح صحفي، أن الاحتلال طالب بالإخلاء باتجاه مستشفى الإندونيسي في جباليا، مشيرا إلى أن الظروف غير مهيأة للإخلاء؛ نظرا لعدم وجود سيارات إسعاف لنقل المرضى والمصابين.