للعبرة.. ذخرك عند المماة.. هو ما غذّيته في الحياة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
يذكر أن ملك كان متزوج من أربع نساء وكان يحب الرابعة حبا جنونيا ويعمل كل ما في وسعه لإرضائها
أما الثالثة: فكان يحبها أيضا ولكنه يشعر أنها قد تتركه من أجل شخص آخر. و الثانية : كانت هي من يلجأ إليها عند الشدائد وكانت دائما تستمع إليه وتتواجد عند الضيق. أما الزوجة الأولى: فكان يهملها ولا يرعاها ولا يؤتيها حقها مع أنها كانت تحبه كثيرا وكان لها دور كبير في الحفاظ على مملكته.
مرض الملك وشعر باقتراب أجله ففكر وقال: أنا الآن لدي 4 زوجات ولا أريد أن أذهب إلى القبر وحيدا. فسأل زوجته الرابعة: أحببتك أكثر من باقي زوجاتي ولبيت كل رغباتك وطلباتك فهل ترضين أن تأتي معي لتؤنسيني في قبري. فقالت مستحيل، وانصرفت فورا بدون إبداء أي تعاطف مع الملك.
فأحضر زوجته الثالثة وقال لها: أحببتك طيلة حياتي فهل ترافقيني في قبري ؟ فقالت بالطبع لا الحياة جميلة وعند موتك سأذهب وأتزوج من غيرك. فأحضر الزوجة الثانية وقال لها: كنت دائما ألجأ إليك عند الضيق وطالما ضحيت من أجلي و ساعدتيني فهلا ترافقيني في قبري ؟ فقالت: سامحني لا أستطيع تلبية طلبك ولكن أكثر ما أستطيع فعله هو أن أوصلك إلى قبرك.
حزن الملك حزنا شديدا على جحود هؤلاء الزوجات وإذا بصوت يأتي من بعيد ويقول : أنا أرافقك في قبرك، أنا سأكون معك أينما تذهب. فنظر الملك فإذا بزوجته الأولى وهي في حالة هزيلة ضعيفة مريضة بسبب إهمال زوجها لها فندم الملك على سوء رعايته لها في حياته. وقال: كان ينبغي لي أن أعتني بك أكثر من الباقين ولو عاد بي الزمان لكنت أنت أكثر من أهتم به من زوجاتي الأربعة.
في الحقيقة أحبائي الكرام كلنا لدينا 4 زوجات: الرابعة الجسد فمهما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شهواتنا فستتركنا الأجساد فورا عند الموت. الثالثة هي الأموال والممتلكات عند موتنا. ستتركنا وتذهب لأشخاص آخرين. الثانية الأهل والأصدقاء:مهما بلغت تضحياتهم لنا في حياتنا فلا نتوقع منهم أكثر من إيصالنا للقبور عند موتنا.
وأما الأولـــــى: فهي العمل الصالح، ننشغل عن تغذيته والاعتناء به على حساب شهواتنا وأموالنا وأصدقائنا مع أن أعمالنا هي الوحيدة التي ستكون معنا في قبورنا.
فيا ترى إذا تمثل عملك لك اليوم على هيئة إنسان… كيف سيكون شكله وهيئته ؟؟؟ هزيل ضعيف مهمل ؟ أم قوي البنية يعوّل عليه؟
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
البابا شنودة الثالث: مشغولية الحياة قد تُبعدنا عن الحياة الروحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في إطار حديثه عن أهمية الحفاظ على الحياة الروحية وسط مشاغل الحياة اليومية، قال الراحل قداسة البابا شنودة الثالث إن بعض الناس قد يجدون أنفسهم في صراع داخلي بين الالتزام الروحي ومتطلبات الحياة العملية.
وأكد قداسة البابا أن العديد من الأفراد قد يُشغلون بشكل كامل بدراستهم، أعمالهم، أو حياتهم العائلية، مما يحرمهم من الوقت المخصص للتأمل في أمورهم الروحية أو للاستماع إلى دعوة الله.
وأضاف قداسة البابا في كتابه “اليقظة الروحية” أن الشيطان قد يستغل هذا الانشغال، حيث يرى أن الشخص الذي يعيش في هموم الحياة قد يُبعد عن التفكير في الأمور الروحية أو العودة إلى ضميره، مما يفتح المجال للتأثيرات السلبية.
وأعطى مثالاً واضحًا على ذلك، بتلميذ مجتهد يُكرس وقته للدراسة والمذاكرة، ثم بعد التخرج ينشغل بالوظيفة والعمل الإضافي، وبعد ذلك بتكوين أسرة والاعتناء بالأبناء، مما يتركه بلا وقت للنمو الروحي. وعندما يُعاتب هذا الشخص عن غياب وقته للعبادة، يبرر نفسه بأنه يسعى للنجاح في دراسته وعمله وحياته الشخصية، معتبرًا أن التفاني في هذه المجالات ليس خطيًا من الناحية الروحية.
ودعا قداسة البابا إلى ضرورة إيجاد توازن بين الالتزام بالدنيا والاهتمام بالروحانيات، حيث لا يجب أن تكون الحياة العملية عائقًا أمام النمو الروحي.