هل سأجرح مشاعر أختي الكبرى إن أنا تزوجت قبلها؟
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
أفنت كيانها لأجلنا وكانت الشمعة التي تنير حياتنا
هل سأجرح مشاعر أختي الكبرى إن أنا تزوجت قبلها؟
سيدتي الفاضلة،إسمحيلي بعد التحية والسلام أن أهنئك على هذا المنبر الطيب الذي تمكنت بحول الله وعونه. من أن ترسي دعائم الإستقرار في نفوس أصحابه فركن قلوب حائرة سيدتي كان ولازال نقطة إستقطاب لكل من ظل الطريق. وتاهت نفسه في غياهب الحيرة.
ما أكابده من حيرة سيدتي بات هاجسا يحرمني لذة الحياة، ولست أخفيك أن مصيري متوقف على قرار. الله وحده يعلم كم سيكلفني. وحتى لا أضيع من الوقت الكثير أبوح لك بوجعي.
تغيرت حياتنا بعد وفاة والدتي، فاجعة قلبت أيامنا رأسا على عقب. ولكن الله جبر بقلوبنا حين أخذت أختي الكبرى. على عاتقها مهمة العناية بنا و تربيتن بما أننا كنّا قصّرا قصرا. و بفضل الله و عونه و الحب والحنان الذي غمرتنا به التي لم تجعلنا أختي نحس يوما بالحرمان العاطفي،نجحنا في دراستنا و أصبحنا نتبوّأ مناصب مرموقة.
و لأن الحياة مس و قد هلل قلبي فرحا لأنني سأرتاح واغرف من السعادة ما يليق بسنوات اليتم التي كادت تعصف بي لولا لطف الله ورعاية أختي لي. .
فبحكم أنها ضحت بشبابها من أجلنا و سخرت كل جهودها لإيصالنا إلى بر الأمان. لدرجة أنها أثرت على نفسها الزواج في سبيلنا لم استطع مواجهة أختي بمسألة الخطوبة احتراما لمشاعرها، لكن ثمة صراع داخلي جعل قلبي يتآكل فكيف لي أن اشقّ طريق سعادتي على ركام وحطام. أختي التي كان لها هي أيضا شباب وعنفوان وحب للإستقرار وسكينة الروح.
لست أعرف أي طريق أنتهجه،فهل أؤجل أحلامي إلى إشعار أخر؟أم أصارح أختي علما أنني قد أتسبب في زعزعة مشاعرها. و الله يعلم كيف سيكون وقع الخبر عليها،فماذا أفعل و ما السبيل للخروج من حيرتي بالله عليك سيدتي.
أختكم ه.نهى من الشرق الجزائري. الــرد:
بنيتي، من الجميل أن تقابل التضحية بالإحسان و العرفان، كما أنه لا يوجد في الدنيا ما هو أروع من أن يقطف كل من زرع بذرة الخير الخير و الوفاء.
و من هذا الباب أختاه أحييك على حسك الرفيع الذي و ان دل فإنما هو يدل على رجاحة عقلك و موضوعية تفكيرك. حيث أنه لم يهن عليك أن تجرحي مشاعر أختك الكبرى. و التي لا أشك بأنها سترفض أن تزفك إلى عش الزوجية،مادام الأمر يتعلق بإكمال المشوار الذي بدأته معكم بإرادتها.
ما عليك إلا مصارحتها بالأمر و تيقني من أنها ستفرح لك فرحة لا توصف، كما أن من غير المعقول أن تهدمي حياتك بسبب هواجس. قد لا يكون لها أساس من الصحة.أما إذا وجدت أن الخوف و الوجل تمكنا منك أيما تملك،ما عليك إلا توكيل المهمة إلى أحد من معارف العائلة. و الذي له كبير التأثير على أختك حتى يحدثها في الموضوع بكل دبلوماسية من دون أن يجرح مشاعرها.
الحياة أختاه استمرارية و من غير اللائق أن نوقف عجلاتها لأسباب بعيدة عن الموضوعية و العقل. و تيقني من أنك ان أنت لم تأخذي بزمام الأمور في مسألة الزواج ممن تحبين. فانك ستخسرين فرصة العمر،كما أن البقية من إخوتك لن يفوتوا الفرصة لتحقيق أحلامهم و تجسيدها على أرض الواقع. فتندمين أشد الندم على تماطلك في اغتنام الفرصة لنيل السعادة التي لطالما تقت إليها.
لا تقلقي حول مصير أختك بنيتي، فالله الحنّان المنان سيعوضها خيرا على ما قامت به في سبيلكم أنت و أخوتك. و قد يلاقيها القدر هي أيضا بمن تستقر معه و تبني معه عش الزوجية. فتعم السعادة على الجميع.توكلي على الله و حاولي أن تجدي لنفسك حلا فبعض الأمور لا يجب التماطل فيها،و كان الله في عونك.
ردت: “ب.س”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً: