موقع النيلين:
2024-10-06@23:19:15 GMT

هل للمسلمين دينٌ واحد؟

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT


* قبلَ سنواتٍ، كنتُ في زيارةِ عملٍ لإحدى الدُّول المنسوبةِ لقارَّةِ إفريقيا، تلك الدَّولة التي تقعُ في المحيط الهنديِّ، ويمثِّل المسلمُون فيها (20%) من السكَّان تقريبًا، بينما تأتي الدِّيانة الهندوسيَّة في المرتبةِ الأولى بنسبة (50%)، ثمَّ النصرانيَّة بنسبة (30%) من السكَّان، الذين معظمهم من أصولٍ هنديَّةٍ، في بلدٍ سكَّانه من ثلاثة أعراق، (إفريقيَّة، وهنديَّة، وأوروبيَّة من بقايا الاستعمار).

* أبناءُ المسلمين هناك، مع انتشارِ مدارسهم وجمعيَّاتهم الخيريّة، إلَّا أنَّهم يحاولُون الحصول على العلمِ الشرعيِّ الأكاديميِّ من خلال الالتحاقِ بالجامعاتِ الإسلاميَّةِ حول العالم، وخاصَّة في الهند وباكستان، والمنح الدراسيَّة في الجامعات السعوديَّة، (الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة تحديدًا).

* ومع ما يُعانيه المسلمُون هناك من فقرٍ واضطهادٍ دينيٍّ وسياسيٍّ، إلَّا أنَّ اختلاف بيئاتِ طلابهم الدراسيَّة، وبالتَّالي مذاهبهم الفقهيَّة انعكسَ على واقعهم، إذ أصبحت الاختلافاتُ الفقهيَّة في الفروع، معولَ هدمٍ يشتِّتهم، ويفرِّق شملهم، ويزيد من الظَّلام الذي يحيط بهم، فكم من أصواتٍ ارتفعتْ، وأيادٍ شمَّرتْ، وسواعدَ اشتبكتْ في مساجدَ، والسَّبب (جهرُ الإمامِ بلفظةِ «آمين»، عقب قراءتِهِ لسورةِ الفاتحةِ في الصَّلاة).

* والحقيقةُ أنَّ هذا المشهدَ الخلافيَّ في تلك الدَّولة الإفريقيَّة ما هو إلَّا صورةً مصغَّرةُ من إطارٍ كبيرٍ يمزِّق المسلمين في شتَّى بقاع الأرض؛ فتخيَّلُوا في بعض المراكز الإسلاميَّة في أمريكا، (صلاة عيد الفطر تُصلَّى أكثر من مرَّة)؛ فكلُّ جاليةٍ تُصلِّي في يومها الخاصِّ حسب مرجعيِّتها الدينيَّة، ورؤية البلد الذي تؤمن بمذهبِهِ!.* خلافات وحروب فكرية تصل حد الصِدام والتخوين، بل حتى العراك الجسدي والتكفير، وعن كادر تلك المشاهد تغيب أصوات العلماء، الذين هم قدوة العامة وقادتهم؛ العلماء الذين لغتهم تجمع ولا تفرق، وتيسر ولا تعسر؛ بل إن بعضهم ركب الموجة، واستخدم صهوة المنبر ومواقع التواصل؛ ليصفي حساباته مع مخالفيه في الرأي والفتوى، قادحاً فيهم وفي منهجهم، مسفهاً لهم، يتبعه في ذلك زمرته ومريدوه من طلابه، لتزداد النار اشتعالا!

* صدِّقُوني -ومن خلال الكثيرِ من الجولاتِ والمشاهداتِ- أجدُ أنَّ معضلةَ المسلمِين، التي تُضْعِف قدراتِهم وتكسر شوكتَهم؛ الاختلاف في القشور والفروع، وكلُّ ذلك يهزُّ الأركانَ والأصولَ، والعلاجُ قيامُ العلماءِ، والمجامع الفقهيَّة، والمحاضن الأكاديميَّة بدورها المنتظر، ورسالتها الواجبة، في لمِّ الشَّمل، وتوحيد الصَّف، وأنْ يُعاد النَّظر في المسائل الفقهيَّة الفرعيَّة بلغةٍ معاصرةٍ، تتعاطَى مع كونِ العالم أصبح قريةً واحدةً، فهل يجتمعُ المسلمُون على دينٍ فقهيٍّ واحدٍ؟ (قولُوا: يَا رَب)، وسلامتكم.

عبدالله الجميلي – جريدة المدينة

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

محمد المري: نحتفي بجميع المعلمين الذين يسهمون في تنشئة الأجيال

دبي: «الخليج»
أكدت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، تلبيتها لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأوامر سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بمنح الإقامة الذهبية للتربويين المتميزين الذين قدموا أداءً وإسهامات متميزة في منظومة التعليم الخاص في إمارة دبي، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمُعلِّم، الذي يوافق الخامس من أكتوبر.
وأعرب الفريق محمد أحمد المري، مدير الإدارة، عن اعتزازه بهذه الخطوة التي تؤكد تثمين القيادة الحكيمة لدور المُعلِّمين في تشكيل مستقبل الإمارة الأكاديمي والتربوي ودعمهم لأهداف استراتيجية التعليم 2033.
وقال:«في اليوم العالمي للمُعلِّم، نحتفي بجميع المعلمين الذين يسهمون في تنشئة الأجيال وغرس قيم المعرفة. ونثمّن مبادرة الإقامة الذهبية التي تعكس الامتنان العميق لدور المُعلِّم في تعزيز تنافسية دبي».

مقالات مشابهة

  • منطقُ المنافقين: لا طاقةَ للمسلمين اليوم بنتنياهو وجنوده..!
  • اغتيال السادات.. من هم القادة العرب الذين دفعوا حياتهم ثمنا للتقرب من إسرائيل ومن يخشى ذات المصير؟
  • تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 6-10-2024 في المنيا
  • رسالة من صنعاء إلى كل خصومنا في الوطن العربي
  • الجديع: الذين يصرون على وجود أخطاء تحكيمية لصالح الهلال يراجعوا أنفسهم .. فيديو
  • محمد المري: نحتفي بجميع المعلمين الذين يسهمون في تنشئة الأجيال
  • تكالب الغرب علي المسلمين
  • تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة قنا 
  • تسوية وضعية الأساتذة المتعاقدين الذين لم تُجدد عقودهم
  • بعد المباشرة بتسجيلهم بالمدارس العراقية.. هل بإمكان شمول الطلبة اللبنانيين الذين لايملكون وثائق؟