تعليق تمويل "الأونروا" .. تحديات جديدة تواجه المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
شكلت قضية تعليق تمويل العمليات الإنسانية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى /الأونروا/، والتي يعتمد عليها الآلاف من الفلسطينيين، من قبل بعض الدول المانحة عقبة لجميع الأطراف ذات الصلة ممثلة في الشعب الفلسطيني المستفيد الأول من هذه المساعدات، إضافة للوكالة نفسها والعاملين فيها، فضلا عن الأمم المتحدة بالنظر لالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وجاء تعليق التمويل بسبب مزاعم من الكيان الإسرائيلي تقول إن موظفين في /الأونروا/ كانوا ضالعين في هجوم السابع من أكتوبر على الكيان الإسرائيلي.
ومن بين الدول التي قررت تعليقا مؤقتا لتمويل /الأونروا/، الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وإيطاليا والمملكة المتحدة، وفنلندا وهولندا وألمانيا وفرنسا واليابان، ودول أخرى.
وقد وصف فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة /الأونروا/ تعليق تمويل الوكالة من بعض الدول بالأمر "الصادم"، داعيا تلك الدول إلى إعادة النظر في قرارها، وقال إن تعليق تمويل الوكالة يهدد العمل الإنساني في المنطقة بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص.
وأضاف لازاريني أنه لا يمكن تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على ادعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين، لا سيما في ضوء التدابير التي اتخذتها الوكالة الأممية التي "يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة".
وكانت /الأونروا/ قد أعلنت أنها فتحت تحقيقا مع موظفين بعد الاتهامات الإسرائيلية، كما أعلن أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إنهاء خدمة 9 من بين 12 من موظفي الوكالة الذين طالتهم مزاعم بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الدول التي علقت تمويلها لـ /الأونروا/، بإعادة النظر بقرارها والتراجع عنه انحيازا للإنسانية واتساقا مع مواقفها المعلنة، بشأن ضرورة حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، معتبرة أن القرار عقاب جماعي لملايين الفلسطينيين خاصة في ظل الكارثة الإنسانية، التي يعاني منها قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان متواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقالت إن هذه القرارات مسيسة وغير متناسبة، خاصة في ظل إعلان الأمين العام للأمم المتحدة عن إجراء تحقيق في المزاعم الإسرائيلية، واتخاذ ما يلزم من إجراءات يفرضها القانون بشأنها.
ورأى حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن قرار وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "ينطوي على مخاطر كبيرة سياسية وإغاثية"، وطالب الدول التي أعلنت عن وقف دعمها للأونروا بالعودة فورا عن قرارها.
ولقد أثار قرار بعض الدول المناحة لوكالة /الأونروا/ وقف مساعداتها العديد من المواقف للمنظمات الدولية والإقليمية، حيث دعت منظمة الصحية العالمية المانحين إلى عدم تعليق الدعم المالي (للأونروا) وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير عام المنظمة، في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي /إكس/، "إننا نناشد المانحين عدم تعليق تمويلهم للوكالة في هذه اللحظة الحرجة".
وشدد غيبريسوس على أن "قطع التمويل لن يؤدي إلا إلى الإضرار بشعب قطاع غزة الذي يعاني بشدة، وبحاجة ماسة إلى الدعم".
وبدورها، حذرت جامعة الدول العربية من التبعات الخطيرة لحملة التحريض على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط /الأونروا/.
وقال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن حملة التحريض الممنهجة التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي تستهدف القضاء نهائيا على دور الوكالة الدولية بعد استهداف مقراتها في الهجمات في إطار العدوان المتواصل على قطاع غزة وبعد استهداف موظفيها بالقتل.
بدورها أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن أسفها للقرار الذي اتخذته عدد من الدول بالتعليق المؤقت للتمويلات الجديدة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، معتبرة أنه يمثل عقابا جماعيا ومن شأنه أن يفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وحذرت منظمة التعاون الإسلامي من خطر وقف المساهمات في موازنة /الأونروا/ وانقطاع خدماتها على حياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين وعلى الأمن والاستقرار في المنظمة.
ويمثل تعليق تمويل العمليات الإنسانية ضربة جديدة للوكالة الأممية، التي كانت تعاني أصلا منذ سنوات من نقص في التمويل.. ففي ديسمبر 2022، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /أونروا/ إنها تمر بأزمة مالية هي الأشد في الأعوام الأخيرة.. محذرة حينها من أن عام 2023 سيكون صعبا في ظل ازدياد أعداد اللاجئين وحاجتهم للخدمات الحيوية المنقذة للحياة. وقد تفاقمت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 بفعل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وفي أغسطس عام 2018 أعلن مصدر أمريكي، أن إدارة الرئيس حينها دونالد ترامب قررت إلغاء كل الدعم المادي الموجه لوكالة دعم وغوث اللاجئين الفلسطينيين /الأونروا/.
وذكرت صحيفة /واشنطن بوست/، أن إدارة ترامب قررت إنهاء التمويل الأمريكي للوكالة التي تعنى بشؤون دعم اللاجئين الفلسطينيين.. مشيرة إلى أن البيت الأبيض مهتم بتقليل أو تقليص العدد الإجمالي للاجئين الفلسطينيين الذي تعترف به الإدارة الأمريكية، وهو لا يقارن بالعدد المعلن عنه رسميا من قبل /الأونروا/.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن واشنطن لن تعترف بالعدد الإجمالي الرسمي للاجئين الفلسطينيين، والمقدر بـ 5 مليون لاجئ، إنما ستعترف بنصف مليون لاجئ فقط، وهو ما سبق وذكرته المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة حينها، نيكي هايلي.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: غزة لوکالة الأمم تعلیق تمویل قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة توقع اتفاق شراكة مع مؤسسة تابعة لبيت هائل سعيد لدعم التحديات التي تواجه النازحين في اليمن
وقعت الأمم المتحدة في اليمن وبرنامج التنمية الإنسانية احدى المبادرات التابعة للمؤسسة الخيرية لهائل سعيد أنعم وشركاه اليوم إعلان نوايا لبدء شراكة استراتيجية تهدف إلى مواجهة التحديات التي تواجه النازحين داخلياً ودعم مبادرات التعافي المبكر للنازحين والمجتمعات الضعيفة الأخرى في جميع أنحاء اليمن.
وقالت الأمم المتحدة في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إن هذه الشراكة تشكل الأساس لنهج متكامل يركز على المناصرة وحشد الموارد وتبادل البيانات وتقديم تدخلات ملائمة للأغراض تتماشى مع الأطر الوطنية والدولية، بما في ذلك خطة الاستجابة الإنسانية وإطار عمل الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة.
وفي كلمته خلال حفل التوقيع، قال جوليان هارنيس، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن: "في اليمن، يشكل النازحون داخلياً أكثر من 25 بالمئة من السكان المحتاجين – أي حوالي 4.8 مليون شخص – والغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال.
وأضاف "يعاني النازحين داخلياً من ظروف لا يمكن تخيلها ويكافحون يومياً لتلبية احتياجاتهم. هذه الشراكة الاستراتيجية هي خطوة حاسمة نحو إيجاد حلول دائمة للنزوح الداخلي ومعالجة التحديات الأكثر إلحاحاً في اليمن". م
وتابع هارنيس "من خلال تسخير إمكانيات القطاع الخاص اليمني والاستفادة من التدخلات العميقة لبرنامج التنمية الإنسانية على المستوى المحلي والخبرات الفنية للأمم المتحدة، يمكننا خلق حلول مبتكرة يقودها المجتمع لدعم النازحين اليمنيين والمجتمعات المهمشة نحو مستقبل شامل ومستدام."
من جهته، أكد محمد عبد الواسع هائل، العضو المنتدب للمؤسسة الخيرية لهائل سعيد أنعم وشركاه، الالتزام المشترك لتعافي اليمن، قائلاً: "في برنامج التنمية الإنسانية، نؤمن بقوة العمل الجماعي لمعالجة احتياجات شعبنا.
وأكد أن هذه الشراكة مع الأمم المتحدة تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية التنمية المستدامة والكرامة لجميع اليمنيين، وخصوصاً أولئك الذين عانوا من النزوح والهشاشة النظامية. نحن نتطلع إلى استغلال شبكاتنا لتحقيق تأثير إيجابي وملموس."
وحسب البيان، ستركز الشراكة بين الأمم المتحدة وبرنامج التنمية الإنسانية على تعزيز سبل العيش والتمكين الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، مع إيلاء اهتمام خاص للفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء والشباب والمجتمعات المهمشة (المهمشين). ومن خلال هذا التعاون، ستعمل المنظمتان بشكل وثيق مع الجهات الحكومية اليمنية لضمان التوافق مع الأولويات الوطنية والمحلية.