المعارك تتواصل بالسودان وعشرات القتلى في أبيي
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
شنت قوات الدعم السريع هجوماً بالأسلحة الثقيلة على معسكر سلاح المدرعات، التابع للجيش السوداني، الذي رد بقصف مواقع الدعم جنوبي الخرطوم، فيما شهدت منطقة أبيي مقتل أكثر من 50 شخصا في نزاع قبلي.
وقالت مصادر بالجيش السوداني إن قوات الدعم السريع استخدمت في هجومها على معسكر المدرعات، الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمدافع، مضيفة أن الجيش تمكن من صد الهجوم، واستولى على دبابة ومدفع ثنائي، كما دمر سيارة قتالية.
وظلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تدور من وقت لاخر حول سلاح المدرعات، وذلك منذ اندلاع الحرب بين الطرفين في منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
في المقابل، قالت مصادر محلية للجزيرة إن الجيش السوداني قصف بالمدفعية الثقيلة، اليوم الاثنين، مواقع للدعم السريع في عدد من الأحياء جنوبي مدينة الخرطوم ومنطقة شرق النيل.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تتواصل الحرب في مناطق متفرقة من السودان بين قوات الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الذي كان نائبا لرئيس مجلس السيادة قبل أن ينشب الصراع بين الجانبين، والذي خلّف آلاف القتلى، فضلا عن ملايين النازحين والمتضررين.
هجمات أبييعلى صعيد آخر، نقلت وكالات الأنباء عن مصادر محلية أن أكثر من 50 شخصا بينهم نساء وأطفال قتلوا وأصيب أكثر من 60 آخرين في سلسلة هجمات بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.
وقال وزير الإعلام في منطقة ابيي بولس كوك إن شبانا مسلحين من ولاية واراب بجنوب السودان نفذوا غارات على منطقة ابيي المجاورة يوم السبت، مشيرا إلى قيام السلطات المحلية بفرض حظر للتجول على خلفية الوضع الأمني المتردي.
وبدورها، قالت قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي (يونيسفا) أمس الأحد إن جنديا غانيا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة في أبيي قتل عندما تعرضت قاعدتها في بلدة أجوك
لهجوم في ظل استمرار أعمال العنف، حيث لجأ مئات المدنيين النازحين إلى قاعدة القوة الأمنية المؤقتة.
وحسب وكالة رويترز للأنباء، فقد تكررت الاشتباكات في أبيي بين الفصائل المتناحرة من قبيلة الدينكا العرقية فيما يتعلق بموقع الحدود الإدارية التي تعد مصدرا كبيرا لعائدات الضرائب.
وقال كوك إن شبابا من الدينكا في واراب وقوات أحد زعماء المتمردين من قبيلة النوير نفذوا الهجمات ضد الدينكا والنوير في أبيي.
وسبق أن تسببت الحرب الأهلية في جنوب السودان، التي اندلعت إلى حد كبير على أسس عرقية بين الدينكا والنوير، في مقتل مئات الآلاف بين عامي 2013 و2018.
ويدعي كل من السودان وجنوب السودان تبعية منطقة أبيي لهما، وهي تدار منذ عام 2011 من قبل سلطات مكونة من مسؤولين من كلا البلدين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی أبیی
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع السودانية تتفق مع حلفائها على تشكيل حكومة عبر ميثاق جديد
قال السياسيان السودانيان، الهادي إدريس، وإبراهيم الميرغني، إنّ: "قوات الدعم السريع ستوقع ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلّحة متحالفة معها، مساء اليوم السبت"، مبرزين أنهم من بين الموقعين على الميثاق.
وأوضح السياسيان، لوكالة "رويترز" أنّ الميثاق يأتي من أجل: "تأسيس حكومة سلام ووحدة في الأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية".
وقال إدريس إنّ: "من بين الموقعين على الميثاق والدستور التأسيسي، عبد العزيز الحلو الذي يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي ولديه قوات في ولاية جنوب كردفان. ويطالب الحلو منذ فترة طويلة بأن يعتنق السودان العلمانية".
تجدر الإشارة إلى أن كينيا، قد استضافت المحادثات، خلال الأسبوع الماضي، مما أثار جُملة تنديدات من السودان وانتقادات داخلية في كينيا للرئيس وليام روتو، بسبب ما وصفه بـ"إدخال البلاد في صراع دبلوماسي".
وفي حرب مستمرة منذ ما يقرب من عامين، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم منطقة دارفور بغرب البلاد، وعلى مساحات شاسعة من منطقة كردفان؛ فيما يتصدى لها الجيش السوداني في وسط البلاد، مندّدا في الوقت ذاته بتشكيل حكومة موازية.
وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، فإنه: "من غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة، والتي أثارت قلق الأمم المتحدة، باعتراف واسع النطاق. إذ يقول مقربون من الحكومة إن تشكيلها سوف يُعلن من داخل البلاد".
وفي السياق نفسه، كانت الولايات المتحدة، قد فرضت في وقت سابق من هذا العام، عقوبات على محمد حمدان دقلو المعروف بلقب "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الإبادة الجماعية.
إلى ذلك، اندلعت الحرب في السودان، عقب خلافات بين قوات الدعم السريع والجيش بخصوص ما يرتبط باندماجهما خلال مرحلة انتقالية، كانت تهدف للتحول إلى الحكم الديمقراطي، وهو ما تسبّب في تدمير مساحات شاسعة من البلاد ودفعت نصف السكان إلى أزمة معيشية صعبة، جرّاء المجاعة.
كذلك، تعيش السودان أزمة صحية طارئة، إذ أعلنت شبكة أطباء السودان، السبت، عن تسجيل 1197 إصابة بوباء الكوليرا، بينها 83 حالة وفاة في ولاية النيل الأبيض، المتواجدة في جنوبي السودان، وذلك خلال اليومين الماضيين.
وأوضحت الشبكة الطبية (غير حكومية)، عبر بيان لها: "تسبب الانتشار الواسع لمرض الكوليرا بولاية النيل الأبيض في وفاة 83 شخصا، فيما أصيب 1197 شخصا، تعافى منهم 259 شخصا حتى مساء أمس الجمعة، وغادروا مستشفى كوستي (حكومي) بولاية النيل الأبيض".
وأشار البيان نفسه إلى أن "الوضع الصحي بولاية النيل الأبيض كارثي بسبب تفشي الوباء"؛ فيما دعت شبكة أطباء السودان، السلطات الصحية في البلاد، لفتح عدد من المراكز بسبب ضيق المستشفيات.
وفي سياق متصل، كانت السلطات السودانية، قد أعلنت الأربعاء الماضي، عن مقتل 6 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 3 آخرين، وذلك بقصف مدفعي نفّذته قوات الدعم السريع على مدينة أم درمان، المتواجدة غربي العاصمة الخرطوم.
وأوضحت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، في بيان، أن: "قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة في حق المدنيين باستهدافها الممنهج والمستمر للمواطنين المدنيين بمنطقة كرري بمدينة أم درمان غربي الخرطوم".
وبحسب البيان نفسه فإن: "القصف المدفعي الذي شنته اليوم أدى إلى وقوع مجزرة باستشهاد 6 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 3 آخرين جراء وقوع القذائف داخل منزل الأسرة في حي الثورة بمنطقة كرري".
وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" منذ أيام، لصالح الجيش، بكل من ولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غربا لإقليم دارفور (5 ولايات).
إلى ذلك، تسيطر "الدعم السريع" على 4 ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها. وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش السوداني يسيطر على 90 في المئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 في المئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي وكذا المطار الدولي.
وقبل أيام قليلة، أفاد سكان وعاملون في القطاع الطبي بأن قوات الدعم السريع السودانية قد شنّت هجمات على مخيم زمزم للنازحين، الذي يعاني من أزمة مجاعة حادة، وذلك في إطار محاولات القوات العسكرية تعزيز سيطرتها على معقلها في دارفور، بينما تتكبد خسائر أمام الجيش في العاصمة الخرطوم.
ومنذ نيسان/ أبريل من عام 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وذلك بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.