إعداد: أود ديجايف إعلان اقرأ المزيد

عملية التحقق في سطور

قتل رجل أعمال الكردي بيرشاو ديزاي في منزله بصاروخ إيراني واتهمته وسائل إعلام في الجمهورية الإسلامية بأنه على علاقة بالموساد، جهاز المخابرات الإسرائيلي. ولإثبات هذه الاتهامات، تداولت وسائل إعلام إيرانية مقطع فيديو يظهر رجالا تحت سقف بيت. ويتعلق الأمر بالنسبة إليهم ببيت بيرشاو ديزاي حيث تعقد اجتماعات مع مقاتلين مرتبطين بإسرائيل.

ولكن هذا المقطع المصور لا يتعلق ببيت رجل الأعمال الكردي. كما تداولت وسائل إعلام صورة تظهر بيرشاو ديزاي مع مقاتلين من البشمركة بجانب رجل متهم بالتعاون مع الموساد. لكن هذه الصورة تعرضت إلى تعديلات غرافيكية. ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية أيضا صورة ثانية تظهر رجل الأعمال الكردي إلى جانب ما قيل إنه حاخام روسي. ولكن الصورة تعرضت لفبركة رقمية. ولم يعثر فريق تحرير مراقبون فرانس24 إلى حد الساعة على دليل مرئي يثبت علاقات بيرشاو ديزاي بإسرائيل.علمية التحقق بالتفصيل

أعلنت إيران الثلاثاء 16 كانون الثاني/ يناير أنها أطلقت عددا من الصواريخ الباليستية على أهداف تقول إنها تعود لـ"جواسيس" و"إرهابيين" في العراق وسوريا ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 4 مدنيين في إقليم كردستان العراق وسقوط ستة جرحى آخرين وفق السلطات المحلية. وردا على هذا الهجوم، اتهم مجلس الأمن في كردستان طهران باللجوء "إلى تبريرات لا أساس لها" لتنفيذ غارات ضد مناطقها.

وبعد هذه الغارات الجوية، تداول عدد كبير من وسائل الإعلام والقنوات الإيرانية عبر تطبيق تلغرام صورا تهدف إلى الإشارة بأن بيرشاوي ديزاي رجل الأعمال الكردي الذي قتل في بيته في الهجوم الإيراني، له علاقات مع إسرائيل.

وبيرشاو ديزاي مليونير يبلغ من العمر 61 عاما ويدير شركة "فالكون" إحدى أكبر الشركات في إقليم كردستان العراق، ويعمل في مجال التكنولوجيا والزراعة والنفط ويملك شركات أمنية أيضا. وتتهمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنه على علاقات مع جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" وبتزويد إسرائيل بالنفط من منطقة كردستان العراق.

هذا المقطع المصور لا يظهر بيت بيرشاو ديزاي

في مقطع فيديو أول نشر في 17 كانون الثاني/يناير الجاري عبر تطبيق تلغرام، يمكن لنا أن نرى ثلاثة رجال في شرفة فوق سطح منزل وقدة التقطوا صورا لأنفسهم. وتؤكد القناة المساندة لإيران التي نشرت التسجيل على تلغرام بأن هذا المقطع المصور يظهر عملاء إسرائيليين في بيت بيرشاو ديزاي الذي دمر بصاروخ إيراني. 

صورة ملتقطة من مشور عبر تطبيق تلغرام من سحاب "آف ساران" في 17 كانون الثاني/يناير 2024. © صورة مراقبون

وحسب قنوات إيرانية نشرت هذا الخبر الكاذب، فإن الرجل الذي يرتدي نظارات سوداء فوق سطح البيت هو "عميل إسرائيلي" يدعى إيلان نيسيم.

وإيلان نيسيم هو مؤسس "تاسا إيليت" وهي شركة أمنية خاصة يقول إنها تهدف إلى "مكافحة الإرهاب" والبحث عن الأشخاص المفقودين خصوصا من الإسرائيليين في الشرق الأوسط. وعلى حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، ينشر إيلان نيسيم بشكل مستمر نصوصا باللغة العبرية دعما للحكومة الإسرائيلية ويوجه انتقادات لحزب الله اللبناني والنظام الإيراني.

ويظهر التسجيل المصور جبالا وراء هذا البيت على بعد مئات الأمتار على أقصى تقدير من جهاز التصوير. ولكن وسائل إعلام محلية تشير إلى أن بيت بيرشاو ديزاي الذي تم تدمير في الليلة الفاصلة بين 15 و16 كانون الثاني/يناير يقع على طريق إربيل إحدى أكبر مدن كردستان العراق.

ومن خلال بحث عبر تطبيق غوغل إيرث عن بناية تشبه تلك الظاهرة لصور البيت المدمر التي نشرتها عدة وسائل إعلام دولية يمكن لنا العثور على البيت الفخم الذي يعود لرجل الأعمال الكردي.

على اليسار، صورة منزل رجل الأعمال، على اليمين، صورة نفس المنزل عبر تطبيق غوغل مابس. © صورة مراقبون

ويمكن لنا أن نرى عبر تطبيق غوغل مابس، أن المدينة تقع على بعد ما لا يقل عن 7 كيلومترات عن أقرب جبل منها.

يقع المنزل الفخم لبيرشاو ديزاي على بعد أكثر من 7 كيلومترات عن أقرب جبل منه. © صورة مراقبون

كما توجد أيضا هضاب أقرب إلى البيت لكن ارتفاعها ليس كبير (نحو 700 متر أي على ارتفاع أعلى بمئة متر فقط عن المنزل الفخم) وفق ما يظهره تطبيق غوغل مابس.

وبالتالي فإن مقطع الفيديو لا يظهر المنزل الفخم لرجل الأعمال الكردي العراق، ولكن منزلا فخما أقرب إلى الجبال.

يبقى ارتفاع الهضاب المحيطة بالبيت أقل بكثير من ارتفاع الجبال (نحو 700) وهو ما لا يتطابق مع الجبال الظاهرة في مقطع الفيديو المتداول. ©صورة مراقبون صورتان تم تعديلهما رقميا

من جهتها، تداولت عدة وسائل إعلام إيراني من بينهم وكالة تسنيم نيوز للأنباء صورة لبريشاو ديزاي إلى جانب أكبر حاخام روسي يدعى بيلي لازا مشيرين إلى أن رجل الإعمال علاقة بإسرائيل.

صورة نشرتها وكالة تسنيم نيوز الإيرانية للأنباء تهدف إلى نشر انطباع بأن رجل الأعمال الكردي التقط صورة إلى جانب حاخام روسي. © صورة مراقبون

إلا أن بحثا قام به الباحث فلاديمير فان فيلغنبورغ يكشف بأن الصورة الأصلية نشرت على حساب إيلان نيسيم على فيس بوك، وهو مؤسس شركة "تاسا إيليت Tasa Elite". وتظهر هذه الأخير إلى جانب الحاخام في شهر كانون الثاني/يناير 2019.

وعلى الصورة المتداولة مؤخرا، فقد تمت إضافة وجه بيرشاو ديازي إلى الصورة باستخدام تقنيات رقمية بهدف تضليل المتابعين.

The orignal pictures were posted by TASA ELITE on Facebook on Jan. 30, 2020 and Jan. 20, 2019. pic.twitter.com/y4k1I5lsED

— Wladimir van Wilgenburg (@vvanwilgenburg) January 22, 2024

 

كما تداولت وسائل إعلام إيرانية أخرى بدورها صورة تظهر بيرشاوي ديزاي وسط فليق من قوات البشمرغة الكردية إلى جانب إيلان نيسيم.

نشرت القناة التلفزيونية الإيرانية برس تي في هذه الصورة مؤكدة بأنها تظهر بيرشاو ديزاي مع فليق من مقاتلي قوات البشمرغة الكردية. صورة مراقبون. © Observateurs

بالرغم من ذلك، مرة أخرى، فإن نفس الصورة نشرت على حساب إيلان نيسيم في فيس بوك في كانون الثاني/يناير 2020، وتظهره وسط مقاتلي قوات البشمرغة الكردية. وهذه المرة أيضا كان من الواضح أنه وجه بيرشاو ديزاي أضيف إلى الصورة ليكون بجانب إيلان نيسيم.

وبالتالي، فإن وسائل الإعلام الإيراني استخدمت صورتين تعودان لمدير شركة أمنية إسرائيلية خاصة لتضيف عليها وجه بيرشاو ديزاي. وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، أوضح إيلان نيسيم أنه كان على اتصال وجيز مرتين مع بيرشاو ديزاي في سنتي 2012 و2016 حتى يمكنه من قنوات اتصال في بحثه عن مفقود إسرائيلي. وينفي إيلان أي علاقة له بجهاز المخابرات الإسرائيلي.

وإلى حد كتابة هذه الأسطر، لم يعثر فريق تحرير مراقبون فرانس24 على أي دليل بصري يثبت وجود علاقة بين رجل الأعمال الكردي والمسؤول عن شركة الأمن الإسرائيلية الخاصة.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب إيران العراق خبر كاذب بيئة کانون الثانی ینایر کردستان العراق وسائل الإعلام وسائل إعلام تطبیق غوغل عبر تطبیق إلى جانب

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي: خطاب الكراهية والتحريض باسم الدين في ليبيا يغذي العنف والانقسامات ويهدد الأمن الوطني

????️ ليبيا | البعثة الأممية تطلق حملة ضد خطاب الكراهية وتحذر من تداعياته الخطيرة

ليبيا – أطلقت البعثة الأممية حملة توعوية واسعة ضد خطاب الكراهية في ليبيا، وسط تحذيرات من خطورته على بلد يعاني من انقسامات سياسية ومجتمعية عميقة.

???? ورش عمل لتعزيز ثقافة السلام ????
التقرير الذي تابعته صحيفة المرصد أوضح أن البعثة الأممية رعت خلال الأيام الماضية ورش عمل في عشرات المدن الليبية، بما فيها طرابلس وبنغازي، تحت شعار “لا لخطاب الكراهية” لمناقشة الظاهرة وتقييم سبل مكافحتها.

???? مخاوف من تصاعد الكراهية عبر وسائل الإعلام والتواصل ????
حذرت البعثة من الخطاب العدائي المبني على الدين أو العرق أو اللون أو الأصل، فيما أكد الصحفي أكرم النجار أن وتيرة خطاب الكراهية في ليبيا ترتفع عادة مع تقارير تغيير الحكومات أو خلال الحروب.

???? شباب ليبيا يحذرون من التحيز الإعلامي ????
شارك في الورش شباب وشابات من مختلف المدن الليبية، دون توضيح معايير اختيارهم، معبرين عن قلقهم من انتشار خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين ضرورة إطلاق حملة توعوية واسعة، والتفريق بين حرية التعبير وخطاب التحريض.

???? الدين والخطاب التحريضي.. أكبر المخاطر
لفت المشاركون إلى أن التحريض باسم الدين يمثل أحد أخطر أشكال خطاب الكراهية، وقد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تمس الأمن والسلم الأهلي، داعين إلى إدماج التوعية ضد خطاب الكراهية في المناهج الدراسية منذ سن مبكرة.

???? توصيات لتعزيز السلم المجتمعي ????
دعت التوصيات إلى:

دعم برامج التحقق من المعلومات.

استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد الخطاب العدائي.

إطلاق برامج تبادل ثقافي مع دول الجوار.

تعزيز الشفافية والعدالة الاجتماعية.

الابتعاد عن الاستقطاب السياسي في الإعلام الليبي.

ترجمة المرصد – خاص

 

مقالات مشابهة

  • حظر النشر بقضايا تصنيع الصواريخ والمسيرات والتجنيد والتدريب / وثيقة
  • تقرير أممي: خطاب الكراهية والتحريض باسم الدين في ليبيا يغذي العنف والانقسامات ويهدد الأمن الوطني
  • الإعلامية روان أبوالعينين تشارك في المؤتمر الدولي لدور المرأة في التعليم والقيادة
  • ناطق حكومة التغيير: محاولات الأمريكي تضليل الرأي العام وحجب الحقيقة أو تزييفها ستبوء بالفشل
  • توصيات طموحة لتعزيز القيم والارتقاء بأدوار وسائل الإعلام لترسيخ الهوية الوطنية
  • وسائل الإعلام العالمية تتناول إعلان روسيا وقف إطلاق النار في عيد النصر
  • توجهات إقليم كردستان في ظل متغيرات المنطقة الجيوسياسية
  • غارات أمريكية مكثفة تهز معاقل الحوثيين في 5 محافظات يمنية
  • جامعة الملك عبدالعزيز تشارك في حملة “امشِ 30” لتعزيز نمط الحياة الصحي
  • نائب فرنسي: مقتل مصلًّ في فرنسا يتحمل مسؤوليته وسائل الإعلام والسياسيون المعادون للمسلمين