خبير آثار: أبيدوس قيمة عالمية استثنائية بأهمية الأهرامات وطيبة والنوبة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن أبيدوس الأرض المقدسة فى مصر القديمة هى قيمة عالمية استثنائية وتفرّد لمصر شأنها شأن الأهرامات وسقارة وطيبة وآثار النوبة المسجلة تراث عالمى وكل ما ينقصها هو البدء فى إعداد ملف متميز لتقديمه إلى اليونسكو لتسجيلها تراث عالمى
وأشار الدكتور ريحان إلى عناصر التميز لمنطقة أبيدوس من خلال دراسة علمية لإبن أبيدوس الباحث الآثارى باسم سليمان أبو خرشوف من قرية عرابة أبيدوس بمحافظة سوهاج ودرس الآثار المصرية القديمة بآداب سوهاج ورصد خباياها ووثقها فيما يزيد عن ألف صورة لكافة تفاصيل آثارها وهو نقطة الانطلاق لإعداد الملف الذى يبدأ بتحقيق الاستدامة التى تركز عليها اليونسكو وهو إشراك المجتمع المحلى فى المواقع التراثية وتوظيف كافة إمكانات المنطقة الملاصقة والمحيطة بالأثر
ويوضح الباحث الآثارى باسم سليمان أبو خرشوف أن الاسم المصرى القديم لأبيدوس "ايب جو" وتعنى الأرض المقدسة أرض الحج عند المصريين القدماء، ولد ونشأ ودفن بها المؤسس والموحد للقطرين الملك مينا أو نعرمر، كما تضم مقابر أم الجعاب أو القعاب، حيث مقابر الأسرتين الأولي والثانية، ومبني شونة الزبيب من أقدم مباني العالم بناه الملك خع سخم وي آخر ملوك الأسرة الثانية ووالد الملك زوسر، بها أقدم مراكب للشمس عدد ١٤ مركب مدفونة حول شونة الزبيب من عصر الأسرة الأولي والثانية، بها آثار من عصور ما قبل التاريخ كما تضم معبد الملك سيتي الأول ومقبرة الأوزريون الرمزية المبنية من الجرانيت الوردي وهى مقبرة فريدة جدًا في الحضارة المصرية القديمة
ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة الضوء على تفاصيل آثار أبيدوس وأهميتها وقيمتها العالمية الاستثنائية من خلال دراسة الباحث الآثارى باسم سليمان أبو خرشوف
مقابر أم الجعاب
اسمها المصرى القديم "بيقر" تقع شرق مقابر ملوك أبيدوس، وقد عثر بها على 650 مقبرة من عصور مختلفة، ومن أشهرها مقبرة الملكة "ميريت نيت" وتعنى محبوبة نيت، أول ملكة في تاريخ مصرالقديمة، من الأسرة الأولى ٢٩٥٠ قبل الميلاد، وأطلق على المنطقة "أم القعاب" نسبة إلى كعب أو قعب الأواني الفخارية التي كانت تقدم نذورًا أو قرابين والمنتشرة بكثرة في المنطقة، ويقدّرعدد الجرار أو القوارير الفخارية بنحو 8 مليون إناء فخارى
وقد مرت مقبرة أم الجعاب بعدة مراحل بدأت بعصر نقادة الذي أتى قبل 3500-3000 سنة قبل الميلاد، وكانت أم الجعاب جبانة بسيطة يدفن فيها المصريون
وفى الفترة الثانية زادت أهميتها وأصبحت تحتوي على قبور أمراء وأعيان من عهد نقادة الثانية، ثم ازدادت أهميتها في عصر نقادة الثالثة، وكان أهم المدفونين فيها هو الملك العقرب
وكانت منطقة المقابر خلال عصور مصر القديمة تحت حماية الإله المحلي لأبيدوس"خنتي امنتيو" أمير الغربيين، ولكن تغير ذلك خلال الأسرة الخامسة بشيوع أسطورة إيزيس وأوزوريس وكذلك عبادة رع كما اتحد أوزير مع خنتي امنتيو وأصبح اوزير خنتي امنتيو الأوزوريون
تعد الأوزوريون من أعظم آثار العالم قيمة وتفردًا بل وأغلى تذكرة دخول لموقع أثرى فى العالم والتى تبلغ 30 ألف جنيه للأجنبى وهو الأثر المسجل على جدرانه أغلب الكتب الدينية فى مصر القديمة، ويحتوي علي نسخة كاملة لكتاب الموتي
(يسمى أوزوريون أو أوزيرون) وهو عبارة عن مجمع معبد صغير تكريمًا للمعبود أوزوريس في أبيدوس، ويقع إلى الجنوب الغربي مباشرة خلف المعبد الجنائزي لسيتي الأول، تم بناؤه في عهد الأسرة المصرية التاسعة عشر عصر الإمبراطورية المصرية
اكتشفه العالم الإنجليزي السير وليام بيتري والعالمتان البريطانيتان (هيلدا بيتري زوجة السير وليام فلندرز بيترى ) ومارغريت موراى وبدأ حفر الموقع فى 1902 ـ 1903 وأعمال رفع الكتل الحجرية والكشف عن الممر الجنائزي تم عام ١٩٢٥م.
معبد رمسيس الثاني
بناه الملك رمسیس الثاني الأسرة التاسعة عشر (1303–1213ق.م)، ويقع على بعد 300 متر من معبد والده الملك سيتي الأول وبدأ في إنشائه الملك رمسيس الثاني في العام الثاني من حكمه، وهو المعبد الوحيد الذي به مقصورة كاملة من المرمر ولوحة كبيرة للملك رمسيس الثاني من المرمر
اللوحات العاجية وأقدم كتابة فى العالم
كان من المعتقد أن الكتابة المسمارية بالعراق أقدم كتابة فى التاريخ تاريخها 3000 قبل الميلاد لكن بعد اكتشاف اللوحات العاجية بمقبرة الملك العقرب الأول فى أم الجعاب بأبيدوس الذى يعود تاريخها إلى 3200 قبل الميلاد أصبحت الكتابة المصرية الأولى والمسمارية الثانية
كشفت عن هذه اللوحات بعثة آثار المعهد الألماني للآثار بالقاهرة برئاسة "جونتر دراير" سنة 1988 تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار ومحفوظة حاليًا فى متحف سوهاج القومى
وتعتبر أول وأقدم حروف هجائية في العالم، ترجع إلى عصور ما قبل الأسرات عصر نقادة ٣ من 3500 إلى ٣٢٠٠ قبل الميلاد، طبقًا لمعتقدات المصريون القدماء فإن الإله "جحوتى – تحوت" والذي مثّل بطائر أبو منجل وأحيانًا قرد البابون هو من اخترع الكتابة باعتباره إلهًا للكتابة والمعرفة، وقد رأوا أن جحوتى قد خلق الأصوات التي تكون الكلمات ومن ثم اللغة وكان أول من كتب على الإطلاق، وبذلك فقد أهدت مصر العالم الكتابة وبفضلها وأسبقيتها جاءت كل أبجديات العالم، واستخدم المصرى القديم فى البداية صورًا لترمز إلى أصوات أولية للكلمات، إستوحاها من بيئته في ذلك الوقت، من نبات وحيوان وأعضائها
سفن أبيدوس وقائمة ملوك مصر القديمة
تضم أبيدوس أيضًا أقدم سفن فى العالم، وهى سفن أبيدوس التى تمثل مجموعة من السفن عثر عليها مدفونة بجوار "شونة الزبيب" و تعود إلى أكثر من 5000 عام، وقد كشف عنها العالم الأمريكي ديفيد اوكنر من جامعة نيويورك عام 1992 ، وهى سفن مصنوعة من خشب الأرز و عددها 14 سفينة، عثر عليها مرصوصة بعناية جنبًا الى جنب شرق شونة الزبيب
وشهد المهندس البلجيكى روبرت بوفال أن مدينة أبيدوس هى أعرق مدينة مصرية تحوى ميناء من أهم وأقدم موانىء مصر، وكان ميناءً مخصصًا للحج والتجارة، وكانت سفن الحج تبحر بين أبيدوس و بين ميناء آخر غاية فى الأهمية كان يقع عند حافة هضبة الجيزة، وهو ما يفسر العثور على سفن فى هضبة الجيزة مثل قارب الملك خوفو وأيضا تم العثور على حفر بهضبة الجيزة على شكل مثمن يعتقد أنها كانت مخصصة لدفن السفن
كما تتميز أبيدوس باشتمالها على قائمة ملوك مصر الذى أنشأها الملك سيتي الأول في الأسرة التاسعة عشر 1300 قبل الميلاد في غرفة تعرف باسم غرفة الأجداد تحتوي القائمة على أسماء 76 ملكًا حكموا مصر من أول الأسرة الأولى، وتبدأ بالملك مينا موحد القطرين وتنتهي القائمة بسيتي الأول الذي تكرر اسمه 36 مرة، ولا تذكر القائمة حكام الفترات الانتقالية الأولي والثانية، كما لم تذكر الملك اخناتون و آي وحتشبسوت و توت عنخ آمون العديد من الملوك الآخرين
كوم السلطان أقدس بقاع مصر القديمة
تعد كوم السلطان بأبيدوس أقدس بقاع مصر القديمة وهي منطقة داخل قرية بني منصور، وهى أول مدينة ومعبد وموقع للحج في مصر، وتضم كوم السلطان آثارًا دينية من العصر العتيق والأسرات الأولي، ففي غربها يوجد مبني شونة الزبيب من عصر الملك خع سخم وي التى تعود إلى ٤٧٠٠ عام، وكشف بها عن التمثال الوحيد للملك العظيم خوفو، وفيها تم اكتشاف مقبرة الوزير العظيم "وني" عمدة أبيدوس ووزير الحربية في عصر بيبي الأول والثاني
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خبير آثار أبيدوس الأهرامات المجلس الأعلى للثقافة الحضارة المصرية قبل المیلاد مصر القدیمة آثار ا
إقرأ أيضاً:
الإمارات تستضيف بطولات وأحداثاً رياضية عالمية كبرى في ديسمبر
تشهد دولة الإمارات خلال شهر ديسمبر الجاري، زخمًا رياضيًا كبيرًا من خلال استضافة مجموعة واسعة من البطولات والفعاليات الدولية، بما يؤكد مكانتها على خريطة الرياضة العالمية ويبرز جاهزيتها التنظيمية وبنيتها التحتية المتطورة، كوجهة رئيسية للاستثمار الرياضي والسياحة.
وتوزعت الفعاليات بين إمارات الدولة، حيث بدأت العاصمة أبو ظبي فعاليات الشهر باستضافة النسخة الـ16 من سباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا 1 على حلبة مرسى ياس، الذي شهد حضورًا جماهيريًا عالميًا وتابعه ملايين المشاهدين حول العالم، بما يجسد أهمية الحدث ومكانة أبوظبي كمركز رياضي بارز.
وتواصلت الأجندة الرياضية مع فعاليات بارزة في عدد من إمارات الدولة، حيث شهدت أبوظبي ماراثون أدنوك أبوظبي، وبطولة العالم للدراجات في المناطق الحضرية، إضافة إلى المنتدى العالمي للتنقل ومدن الدراجات الهوائية، والدوري العالمي للتنس، وبطولة آسيا للشطرنج، وكأس رئيس الدولة للخيول العربية، وبطولة الفرسان الدولية لقفز الحواجز.
وفي الشارقة، استضافت الإمارة جائزة الشارقة الكبرى، الجولة الختامية من بطولة العالم للزوارق السريعة “فورمولا 1” في دورتها الـ23، التي أقيمت في بحيرة خالد بمشاركة 19 من نخبة السائقين العالميين، ما أضفى أجواء حماسية وترويجًا سياحيًا للإمارة، فضلا عن مهرجان الشارقة كلباء السادس للجواد العربي، الذي نظمه نادي الشارقة للفروسية والسباق على شاطئ كورنيش كلباء، بمشاركة 242 جوادًا من مختلف مرابط وأندية الدولة.
وحضرت دبي، بقوة عبر عدة فعاليات كبرى؛ إذ استضافت النسخة الأولى من قمة تأثير الرياضة 2024، التي شارك فيها 200 شخصية عالمية بارزة من صنّاع القرار في المجال الرياضي، كما نظمت بطولة دبي الدولية للياقة البدنية، التي جمعت نخبة الرياضيين العالميين من الرجال والنساء، إضافة إلى بطولة تحدي دبي العالمية للموانع 2024 التي نظمتها القيادة العامة لشرطة دبي ودائرة الاقتصاد والسياحة، ومجلس دبي الرياضي، بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لسباقات الحواجز، وبمشاركة 1170 رياضيًا ورياضية من دول العالم، وجائزة دبي الكبرى للزوارق السريعة “إكس كات”، وهي الجولة الختامية من بطولة العالم 2024، وبطولة الدوري العالمي للسباحة الفنية التي شاركت فيها 15 دولة، وبطولة تشرشل للبولو في نادي ومنتجع الحبتور للبولو والفروسية، وهي بطولة سنوية تشهد منافسة بين فرق محلية ودولية، وتعتبر استعدادًا لبطولة كأس دبي الفضية.
ويُختتم الشهر في دبي بحدثين مميزين هما مؤتمر دبي الرياضي الدولي وحفل دبي جلوب سوكر، المقرر عقدهما في 27 ديسمبر، بينما يقام في 29 ديسمبر، السباق الأول من بطولة السلم للدراجات الهوائية، التي تعد من أكبر البطولات المجتمعية، وتسهم في إبراز معالم الإمارة الطبيعية وتعزيز الرياضة المجتمعية.
وتستضيف منطقة الظفرة، مهرجان ليوا الدولي “ليوا 2025″، الذي يقام من 13 ديسمبر إلى 4 يناير، ويبرز كوجهة شتوية مهمة لعشاق التخييم والرياضات التراثية وسباقات السيارات والدراجات، ويجذب مشاركين من مختلف أنحاء العالم.
وتسهم هذه الفعاليات الرياضية في تعزيز الاقتصاد الإماراتي من خلال جذب الاستثمارات في قطاعات الضيافة والنقل والبنية التحتية، وزيادة التدفق السياحي، حيث يتوافد آلاف الزوار لحضور هذه البطولات والاستمتاع بالوجهات السياحية المتنوعة في الدولة.
وفي هذا السياق، أكد عبد الباسط علي، رئيس اللجنة التنظيمية العليا لبطولة دبي العالمية للموانع، أن استضافة هذه البطولات تعكس ريادة الإمارات في تنظيم الفعاليات العالمية، وتتيح للرياضيين فرصة لاختبار قدراتهم ومهاراتهم.
و أوضح عبد الله شهداد، مدير مجمع حمدان الرياضي، أن البنية التحتية المتطورة في الإمارات تشجع الرياضيين حول العالم على الاستقرار والاستثمار في الدولة، مضيفا أن المجمع يستضيف سنويًا 58 فعالية تشمل 28 لعبة رياضية متنوعة.
من جانبه، أشار محمد عبد الله حارب الفلاحي، المدير التنفيذي لنادي دبي الدولي للرياضات البحرية، إلى أن قدرة الإمارات على تنظيم البطولات البحرية تعكس كفاءة التنظيم وجودة التسهيلات، بما يعزز مكانة الدولة في أجندة الاتحاد الدولي للسباقات البحرية.
وتُبرز هذه الفعاليات قدرة الإمارات على الجمع بين الرياضة، والسياحة، والاستثمار، بما يرسخ مكانتها كوجهة رياضية عالمية بامتياز.وام