أول تقرير للاستدامة في طيران ناس.. انخفاض الانبعاثات الكربونية 161 ألف طن بما يعادل زراعة 6.5 مليون شجرة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
كشف تقرير إحصائي عن الاستدامة في طيران ناس، الناقل الجوي السعودي والطيران الاقتصادي الرائد في الشرق الأوسط والعالم، عن انخفاض الانبعاثات الكربونية في عملياته خلال 18 شهراً بأكثر من 161 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون، بما يعادل زراعة 6.44 مليون شجرة، بفضل تبني الشركة للعديد من المبادرات والممارسات مستديمة الأثر للمحافظة على البيئة، بالانسجام مع مستهدفات المملكة في الوصول إلى الحياد الصفري للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بحلول العام 2050.
وتقدم أداء الشركة في الاستدامة عبر ثلاث مسارات وهي: "رفع كفاءة استهلاك الوقود"، و"التحول الرقمي "، و"تبني مبادرات مستديمة الأثر على البيئة والمجتمع والاقتصاد".
وفي المسار الأول الخاص برفع كفاءة استهلاك الوقود تم تحديث أكثر من 73% أسطول طيران ناس الذي يضم 64 طائرة من الجيل الجديد لطائرات A320neo، وهي أكثر طائرات الممر الواحد تطوراً وأكثرها كفاءة في محركات التشغيل واستهلاك الوقود على مستوى العالم، مما حقق خفضاً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدل 7200 طن شهرياً، بما يعادل زراعة 288 ألف شجرة شهرياً، إذ تتميز الطائرات الجديدة بكفاءتها في تقليل استهلاك الوقود بنسبة 18٪ ما يخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 8٪ لكل 100 دورة في الدقيقة مقارنة بطائرات الجيل السابق.
واعتمد طيران ناس تطبيق حلول تقنية بالشراكة مع أبرز الأسماء العالمية في المجال لمراقبة وتحليل وتقليل استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون بما يساهم في تعزيز كفاءة عمليات الطيران.
ومن خلال الاستمرار في التخلي تدريجياً عن الجيل القديم من طائراتA320 ذات المحرك الكلاسيكي (CEO) حتى نهاية عام 2024، فإن إدارة طيران ناس تستهدف مضاعفة أدائها في الاستدامة وحماية الموارد البيئية مع تقليل كمية إضافية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
وفي المسار الثاني ركزت الشركة على اعتماد التحول الرقمي كركيزة استراتيجية في العمليات التشغيلية والتجارية لطيران ناس منذ نشأته، فهو أول شركة طيران تصدر التذاكر الرقمية في العام 2007 فضلاً عن بطاقات الصعود للطائرة رقمياً، بجانب كونها أول شركة تتيح السداد عبر الإنترنت في المملكة، وأول شركة تتيح دفع قيمة التذاكر بالأقساط عبر قنوات رقمية.
ولم يقتصر تبني الحلول الرقمية على المنتجات المقدمة للعميل، بل شمل العمليات التشغيلية فكانت طيران ناس أول من اعتمد على الأجهزة الذكية في أدلة الإجراءات داخل قمرة القيادة لتخفيض استهلاك الورق وتوفير الوقود، كما تبنت حلول برمجية وتقنية لتعزيز الوظائف الخاصة بالصيانة والهندسة واللوجستيات بالشراكة مع كبرى الشركات العالمية المختصة بتقديم الخدمات التكنولوجية في مجال الطيران، وتعمل الشركة أيضاً على تطوير منصة إلكترونية لتسويق منتجات العمرة وإصدار التأشيرات الإلكترونية.
وفي المسار الثالث يعمل طيران ناس على تعزيز الاستدامة بإطلاق مبادرات مستديمة الأثر على البيئة والمجتمع والاقتصاد، بالشراكة مع أهم المؤسسات في السعودية والعالم في مجال إعادة التدوير إضافة إلى تعزيز الاعتماد على المنتجات الاستهلاكية الأكثر صداقة للبيئة.
حيث انضم طيران ناس إلى الميثاق العالمي للأمم المتحدة "جلوبال كومباكت" بهدف جعل أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs) جزءًا من استراتيجيته وثقافته وعملياته، مما يجعل الناقل الجوي الوطني أول طيران اقتصادي في الشرق الأوسط ينضم إلى أكبر مبادرة استدامة للشركات في العالم، كما انضم إلى منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) ، مما يعزز قدرات الشركة على المساهمة في السياحة العالمية المستدامة، بما يتماشى مع استراتيجية طيران ناس للاستدامة ورؤية المملكة والتزامها بتشكيل مستقبل قطاع السفر العالمي.
ووقع طيران ناس مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (سرك)، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة في المملكة، لاستكشاف فرص الشراكة وأفضل الخيارات لاعتماد التكنولوجيا وحلول إعادة التدوير المثالية لمعالجة النفايات لدى طيران ناس مثل الزيوت والبلاستيك والبطاريات وغيرها، بما يحقق أفضل الممارسات في التدوير، للإسهام بتحقيق مبادرة السعودية الخضراء نحو الوصول للحياد الصفري، وتعزيزاً للاستدامة والحفاظ على البيئة.
وفي ذات الإطار وقعت الشركة مع جامعة الملك سعود شراكة لرعاية برنامج الطلبة الموهوبين والمتفوقين في الجامعة، بهدف تعزيز قدرات الطلبة وأعضاء هيئة التدريس ولتمكينهم من حضور المؤتمرات العلمية العالمية والمنافسات العلمية وورش العمل المتخصصة، على شبكة رحلات طيران ناس التي تضم أكثر من 70 وجهة دولية وداخلية. كما تشمل الاتفاقية تدريباً عملياً لطلبة تخصصات الهندسة وتقنية المعلومات في أقسام ووحدات طيران ناس.
إضافة إلى الشراكة مع العملاء الأفراد، إذ أتاحت الشركة للمسافرين أثناء إتمام حجزهم على الموقع الالكتروني وعبر التطبيق والتبرع رقمياً للجمعيات الخيرية مثل جمعية الأطفال ذوي الإعاقة، حيث بلغت قيمة التبرعات نحو 2 مليون ريال، لتوفير خدمات طبية وتعليمية متكاملة استفاد منها 1140 طفلاً وطفلة من ذوي الإعاقة.
كما تبنت الشركة تمكين فرص العمل لمختلف الفئات في المجتمع، فكانت أول ناقل وطني سعودي يساهم في فتح المجال أمام المرأة السعودية لوظيفة المضيف الجوي عبر برنامج " الضيافة الجوية"، مما أسهم في رفع نسبة السعودة في قطاع الضيافة الجوية إلى 51%. ورفع نسبة المرأة ضمن القوى العاملة إلى نحو 30%. ودشنت الشركة أيضا أول برنامج من نوعه في الشرق الأوسط وهو برنامج " طياري المستقبل "، الذي حقق نسبة توطين بلغت 100% لوظيفة مساعد طيار، إضافة إلى تدشين برنامج “المرحلين الجويين” الذي يعد واحداً من أهم برامج التوطين في طيران ناس نظراً للدور المهم الذي يقوم به المرحل الجوي في العمليات التشغيلية. وقد بلغت نسبة السعودة في هذا القطاع 95%.
وضمن احتفاء طيران ناس بمبادرة عام القهوة السعودية، التي أطلقتها وزارة الثقافة عام 2022، صممت الشركة "أحد طائراتها حينها بالألوان البصرية لـ "عام القهوة السعودية" وألوان شجرة البن الخولاني، كما رعت عدداً من الرحلات التنموية إلى مواطن زراعة البن في جازان والباحة للتعريف بالمعالم السياحية والثقافية في المملكة، بدعم من إمارات المناطق.
وقبل ذلك تعاونت الشركة أيضا مع وزارة الثقافة في مبادرة عام الخط العربي 2021 الرامية إلى إبراز الخط العربي بوصفه فناً متميّزاً يجسّد ثراء اللغة العربية وجمالياتها، فضلاً عن تثقيف المسافرين حول جمالية وأهمية الخط العربي وترسيخ الاعتزاز بهويتنا العربية.
وبهدف إثراء المعرفة في قطاع الطيران ومواكبة النمو الذي يشهده القطاع في المملكة، تبنت الشركة على مد ى الأعوام الأربعة الماضية تنظيم ملتقى "جمعة طيران" بمشاركة نخبة من صانعي القرار والمتخصصين في الصناعة شركات الطيران المحلية والأجنبية.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: طيران ناس ثانی أکسید الکربون استهلاک الوقود على البیئة فی المملکة طیران ناس
إقرأ أيضاً:
أكثر من قطاع النقل.. كيف تساهم تربية الماشية بتغير المناخ؟
أدى الحجم الهائل لقطاع تربية المواشي والأنشطة المرتبطة به إلى جعله عاملا رئيسيا في ظاهرة الاحتباس الحراري ومساهما بقدر كبير في التغيرات المناخية التي تطرأ على العالم، وتكمن خطورة تأثيرات القطاع في أنه يندرج ضمن المنظومة الاستهلاكية اليومية للبشر.
ويشير تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إلى أن تربية الماشية للحصول على اللحوم والحليب تساهم بنحو 3.8 غيغاطن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويا، أو نحو نسبة 62% من إجمالي الانبعاثات الناشئة عن قطاع الثروة الحيوانية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2انفصال جبل جليدي بالقطب الجنوبي يكشف نُظما بيئية فريدةlist 2 of 2أكبر 5 غابات مطيرة.. ما هي وماذا بقي منها؟end of listوتساهم الأبقار بقدر كبير من تلك الانبعاثات بسبب تجشئها، إذ ينتج الجهاز الهضمي المتخصص للأبقار وغيرها من المجترات غاز الميثان الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي في الأغلب من خلال التجشؤ.
وتشير الدراسات إلى أن غاز الميثان يكون تأثيره على الاحتباس الحراري أعلى بنسبة تتراوح بين 28 و34 مرة من ثاني أكسيد الكربون على مدى 100 عام.
وتقدر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن الهضم مسؤول عن نحو 40% من الانبعاثات من الزراعة الحيوانية، ومع ذلك فإن مجموعة واسعة من الانبعاثات الأخرى مرتبطة بإنتاج الأعلاف ونقل الحيوانات وغيرها من الأنشطة.
إعلانوتؤدي تربية الحيوانات وإنشاء المزارع العلفية أيضا إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون من خلال إزالة الغابات لإنشاء مراعٍ أو زراعة الأعلاف واستخدام الطاقة في عمليات التربية والنقل.
كما ينبعث أكسيد النيتروز من فضلات الماشية والأسمدة المستخدمة في زراعة الأعلاف، ويعد أكسيد النيتروز أقوى بـ270 مرة من ثاني أكسيد الكربون في تأثيره على الاحتباس الحراري.
وإضافة إلى أن الميثان -وهو أكثر مادة مستنفدة للأوزون- مسؤول عن نحو 10% من الاحتباس الحراري العالمي الصافي منذ الثورة الصناعية، وفق بعض الدراسات.
وحسب تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، تنجم عن الثروة الحيوانية والنظم الزراعية والغذائية نحو 6.2 مليارات طن من انبعاثات مكافئات ثاني أكسيد الكربون في السنة، أي ما يعادل نسبة 12% تقريبا من مجمل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية المنشأ.
ويرتبط قطاع تربية الماشية أيضا بإزالة مساحات كبيرة من الغابات -خاصة في الأمازون- لإنشاء مراعٍ أو لزراعة محاصيل علفية مثل فول الصويا، وهو ما يقلل قدرة الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي يفاقم تغير المناخ.
وفي هذا السياق، تشير منظمة الأغذية والزراعة إلى أن ثلث الأراضي الصالحة للزراعة على الكوكب حاليا مخصصة لزراعة محاصيل علف الماشية.
كما تتطلب تربية الماشية كميات هائلة من المياه لري المحاصيل العلفية ولشرب الحيوانات وتُستخدم أيضا مساحات شاسعة من الأراضي، مما يحد من إمكانية استخدامها تلك المساحات لأغراض أخرى مثل الزراعة المستدامة.
ويؤدي الرعي الجائر أيضا إلى تدهور التربة وفقدان خصوبتها، مما يقلل قدرتها على تخزين الكربون.
كما أن إنتاج ومعالجة الأعلاف الحيوانية (المحاصيل العلفية مثل التبن والذرة والحبوب الأخرى) مسؤولان عن انبعاثات أكثر من الهضم، خصوصا من حرق الوقود الأحفوري لتشغيل المعدات الزراعية وتدفئة أو تبريد الحظائر والمرافق الأخرى وإنتاج الأسمدة وغيرها.
إعلانوعندما يزيل مربو الماشية أو منتجو لحوم البقر غابة لإنشاء أرض للرعي يتم إطلاق كميات كبيرة من الكربون في الأشجار المقطوعة، إما بسرعة من خلال الحرق، أو ببطء أكبر من خلال التحلل.
وحسب بيانات منظمة الفاو، يتوقع أن يزيد الطلب على الأغذية ذات المصدر الحيواني البري بنسبة 20% بحلول عام 2050، وهو ما قد يزيد وتيرة إزالة الغابات في بعض أجزاء العالم، ولا سيما في غابات الأمازون المطيرة بأميركا الجنوبية، خصوصا في البرازيل.
وينتج قطاع تربية الماشية وملحقاته غازات دفيئة أكثر من قطاع النقل العالمي بكامله، وبما أنه قطاع حيوي يرتبط بالغذاء والاستهلاك فإن الاتجاه التصاعدي قد يؤدي إلى زيادة مستوى الانبعاثات، وهو ما من شأنه أن يقوض الجهود المبذولة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ويزيد أزمة التغير المناخي، حسب الدراسات.