وقع المكتب الوطني المغربي للسياحة على اتفاقيتين للشراكة، الأولى مع الكونفدرالية الإسبانية لوكالات الأسفار، والثانية مع الجمعية البرتغالية لوكالات الأسفار والسياحة، وذلك على هامش المعرض الدولي للسياحة (فيتور) المنعقد حاليا بمدريد.

وأوضح بلاغ للمكتب أن الهدف من هاتين الاتفاقيتين هو جعل 2024 سنة المغرب لدى المؤسستين مع اعتماد مخطط عمل سنوي يلامس أزيد من 5000 عضو بكل كونفدرالية موزعين على كافة الترابين الإسباني والبرتغالي.

وأضاف المصدر أن هذه العمليات ستتيح، أيضا، تحسين تصور المغرب لدى السياح بكلا البلدين، والتعريف بغنى التراث الثقافي للمملكة، ووجهاتها السياحية المتنوعة، وفنون الطبخ التي تميزها، وكل الابتكارات التي من شأنها إغناء العرض المقترح على المسافرين لخلق الأجواء الملائمة للتبادل والتعاون ما بين مهنيي السياحة المغاربة والموزعين الإسبان والبرتغاليين.

وخلص البلاغ إلى أن المجموعة البرتغالية “GEA” قدمت إلى عادل الفقير، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، جائزة “أفضل وجهة دولية للسوق البرتغالية”.

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

سياحة في مواجع حسين بازرعة !

قررت يا وطني اغتيالك بالسفر
وحجزت تذكرتي وودعت السنابل والجداول والشجر
وأخذت في جيبي تصاوير الحقول
أخذت امضاء القمر
وأخذت وجه حبيبتي وأخذت رائحة المطر
قلبي عليك وأنت يا وطني تنام على حجر

نزار قباني

بقلم: حسن أبو زينب عمر

(1)
لازال حسين با زرعة الأبرز في ذاكرتنا والأقرب الى وجداننا الجمعي غناء وتجربة إنسانية مثيرة فكل ما فيه يدعو الى التوقف والتأمل والاهتمام فهو ظاهرة متفردة واستثنائية تدع الكثيرون رغم مرور السنوات على رحيله للبحث عن إجابة لعلامة استفهام حائرة ما سر هذا الرجل؟ ..كيف استمر بهذا الحضور اللافت حتى لدى أجيال لم تعش زمانه أو ترتبط به ؟ الإجابة ان با زرعة هو ساحر الشعر وصانع الأنغام الخالدة الى الأبد وأحد أفذاذ الشعر الغنائي بل هو بكل جدارة واستحقاق أهم الرموز الفنية.
(2)
أشعاره كانت نتاجا لتجارب شخصية ذاتية معظمها تفجرت شلالات من الأسى ودموعا من الحزن ذرفها في صمت على قصص حب لم تنضج على نيران هادئة ولكنه حرص على عدم الإفصاح عنها فقد كان شخصية محافظة حريصة على اسدال ستارا من السرية على خصوصياته لولا شيطان الشعر وأقرب المقربين اليه وهي شقيقته اللذان أخرجاها على الملأ.
(3)
كان الفنان عثمان حسين الذي شكل معه أحد أجمل الثنائيات في تاريخ الأغنية السودانية أكثرهم إدراكا والماما بها وربما كان مستودعا لأسراره سيما وقد ترنم بأشعاره في عدة أغنيات منها (أنا والنجم والمساء وشجن وقصتنا وصدقيني وعشقك حرام ولا تسلني) . ويقول ان الحزن يسكنه في هذه الأغنية
أنا والنجم والمساء ضمنا الوجد والحنين
جف في كأسي الرجاء وبكت فرحة السنين
تحمل الشوق والصبا والخيالات موكبا
في الهوى هاج مدمعي حبها الخالد الألم
كلما لاح بارق من محياها خافق
مات بالهم عاشق
(4)
عشق حسين با زرعة مرتين في حياته، وحينما سأله الاستاذ عمر الجزلي في برنامجه (اسماء في حياتنا) عن قصة حبه تلك فذرف الدموع كثيرا وقال له وهو الحضرمي المحافظ الذي نفى بشدة في لقاء تلفزيوني أنه كان ينتظر الحبيبة حينما قال (هاهنا كان موعدي وهنا كان مقعدي) مشيرا بأن الزوج في المجتمع الحضرمي لا يرى زوجته الا في ليلة الزفاف ورد على الجزلي قائلا: (لا تسلني) وكانت هذه الاغنية خلفية لهذا المشهد الدرامي
لا تسل عني ليالي يا حبيبي لا تسلني
لا تسلها فهي حلم عابر طاف بذهني
لا تسلها كم تعانقنا على رفقة لحني
وقضينا الليل في الأولى حديثا وتمني
وسل الشاطئ لما كنت القاك دواما
ونذيب الليل همسا وعناقا وملاما
انت في عمري ربيع نابه يملأ نفسي
أفلا عدت وعادت قصة الحب لك أمسي
(5)
تقول الروايات ان التجربة الأولى لبازرعة مع الحب كانت في سنكات وكانت مع أحد الفاتنات اللاتي كن يزرن المدينة مع الاسرة لقضاء المصيف ولكن العلاقة لم تتوج في القفص الذهبي فقد اعترض أهله وبالأخص شقيقه على مبدأ الزواج نهائيا فانتهت العلاقة الى لا شيء وان كان أوارها ظل مشتعلا في قلبه أما الثانية فهي التي هام بها وجدا والتياعا وصاغ وطوع فيها القصيد كانت (س) أحد حسناوات بورتسودان حسب اعترافه هو وشهادة شقيقته فقد تعلق بها و اوشك أن يعقد عليها ولكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن .. تفاصيلها غريبة مثيرة لكن النتائج هي نفسها (تعددت الأسباب والموت واحد) فقد جاء الرفض هذه المرة من أهل الفتاة تحت مبررات فطيرة كانت سائدة في مجتمعات ذلك الزمان وهي ان اهل الفن والشعر والطرب خارج حوش الاستقامة الأخلاقية وفشلت كل الوساطات وانهارت قلعة الحب التي شيدها الشاعر الرقيق فعبر البحر الى جدة في الضفة الأخرى مغاضبا ومتوسدا آلامه ولكن الرابح الأكبر كان المستمع السوداني الذي عانقت أذنيه أغنية ا(لمصير) التحفة التي جعلتها أكثر عذوبة حنجرة الفنان عثمان حسين.
(6)
قـدر ما حاولت اخاصمك وانسي احـزاني وأسايـا
واكتم الغيرة الفي قلبي واطوي جرحي في الحنايا
القـي اثارك في حواسي وظلك يتبعني في خـطايــا
القـي كـل الدنيـا حولي تهاتي بي اسـمـك معايــا
في حـــياتي قبــلك انت عشت قصة حب قـاسيه
لـســه مازالـــت في قــلبي ذكرياته المرة باقــيه
(كان يشير الى فتاة سنكات التي ذهبت قصتها أدراج الريح)
لما هليت في وجودي وقلت بيك سعادتي باقية
لكن انت هدمت أملي بعد عشره نــبيله سامـيه
انـا لو عــارف خــصامــك لي ايامــه بـــتطـول
كــنت مــا ارتددت لحـظه لمي حــار بي الدلـيل
انسي ظلمك وارجي حلمك وانس كل الراح قبيل
اصـلوا حبك فـوق ارادتي حب يجاوز المستحيل
(7)
لم يكتفى الشاعر الملتاع بالمصير بل ألحقها ب(بعد الصبر)
ليه تقول ايامنا راحت وانتهينا
يا حبيبي والله كانت ديك سحابة
لو حصل في العمر مرة وافترقنا
هي غلطة ونحن نتحمل عذابا
اي واحد ليه في تاريخه ماضي
واي ماضي ليه ذكري حب قديمة
وانت عارف لما اخترتك حبيبي
كان في قلبي جرح يندي بالهزيمة
الا انت صرت اغلي حب عندي
وكنت راضي معاي بظروفي الاليمة
وكنت راضي معاي بالشقي
في طفولتي الاليمة
(8)
وتتوالى قصص بكاء بازرعة على اللبن المسكوب والحب الذي عصفت به الرياح فجائت (قصتنا)
ﺑﺎﻟﻤﻌﺰﺓ ﺑﺎﻟﻤﻮﺩﺓ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎ ﺑﺃﻏﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺕ
ﺑﺎﻟﻬﻮﻯ ﺍﻟﻌﺸﻨﺎﻩ ﺑﺃﻋﺼﺎﺑﻨﺎ ﺧﻤﺴﺔ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﻣﺎﺕ
ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺸﻔﺘﻮ ﻭﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻜﺘﻤﺘﻮ
ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻄﻴﺒﺎﺕ ﺍﺳﺘﺤﻠﻔﻚ ﺃﺗﺮﻙ ﺳﺒﻴﻠﻲ
ﻭﺳﻴﺒﻨﻲ ﻭﺣﺪﻱ ﺃﻗﺎﺳﻲ ﻭﺃﺑﻜﻲ ﻣﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ
ﺃﻧﺎ ﺑﺣﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻲ ﺧﺼﻴﺘﻚ ﻭﺣﺒﻴﺘﻚ ﺑﻜﻞ ﺟﻮﺍﺭﺣﻲ
ﻭﻋﻮﺍﻃﻔﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ
ﺃﻧﺎ ﺷﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻚ ﻫﻤﻮﻡ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺣﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﺿﻴﻘﻬﺎ
ﻟﺴﻌﺎﺩﺗﻚ ﺇﻧﺖ ﻛﻢ ﺿﺤﻴﺖ ﻭﺇﺗﻐﺮﺑﺖ
ﻣﺎ ﺧﻠﻴﺖ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﻱ ﺍﻟﻤﻀﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
(9)
رغم تعاقب السنين ودوران ساعات الزمان كان بازرعة ولازال طاقة إبداعية متدفقة تدخل القلوب دون استئذان بذات الألق الساطع الوهاج فكأنه كبسولة خرافية لا تكترث لعاديات الزمان وصروف الأقدار فقد ظلت جراحه نازفة بعد تلقيه طعنة غدر
جاي تترجاني ..أغفر ليك ذنبك
ما كفاية الشفتو من نارك وحبك انت فاكر تأني
أرجعك لك واعاتبك ..لا يا ناكر دربي أصبح ماهو
دربك ..كنت تحلم بالسعادة هي غير ما أنت فاكر هي في كلمة مودة
هي نبضة مشاعر للقلوب الما ترد لأي طارق
اجتمعنا على الحب في ثوان في طريق مفروش بحبي وحناني
وافترقنا كل واحد في طريقو
أنا ضايع وانت مخدوع بالأماني
كل زادي في ضياعي وقلبي مفتوح للأحبة
(10)
في لقاء ضمن برنامج أسماء في حياتنا سأله عمر الجزلي ما سر الحزن في أغانيك؟
وكانت اجابة بازرعة ان الحزن لا زال يسكنه وقد نمى وترعرع منذ وفاة والده ووالدته وكان السؤال الثاني لماذا اغتربت ومتى كان التفكير في الاغتراب ولماذا طال الغياب وجائت الاجابة التي سلطت الأضواء على الأسباب الحقيقية التي حرص على بقائها في منطقة العتمة فقال .. (لم أكن أفكر في الاغتراب ولكنني تعرضت لتجربة شخصية مريرة خاصة دفعتني للتفكير في الخروج للانفكاك من قبضة الحزن بالحج الى الأراضي المقدسة) وهناك وجد تشجيعا من أبناء شقيقته. فابتعد غاضبا يتجرع كؤوس الحسرة والألم واستقربه المقام في جدة ملتحقا بشركة (باخشب) ..بازرعة يعترف ويقول انه بسبب التجارب المريرة فانه لا يحب حتى السماع لأغانيه القديمة خوفا من نكأ الجراح مشيرا بأن الأحزان أكثر عمقا من الأفراح .. ومع ذلك فانه حينما طال الغياب وتمددت سنوات الغربة وطالت الأشواق وتعالت أمواج الحنين كتب من المنفى يقول:
كل طائر مرتحل عبر البحر قاصد الأهل حملته أشواقي الدفيقة
ليك يا حبيبي للوطن لترابه لشطآنه للدار الوريفة
لكن حنانك لي أو حتى مشاعرك نحوي ما كانت حقيقة
كانت وهم ..كانت دموع ..مسفوحة بأحرف أنيقة

oabuzinap@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • تكريم الصديق معنينو في حفل ثقافي في مركز الثقافة المغربي في كيبيك
  • سياحة في مواجع حسين بازرعة !
  • العدالة والتنمية المغربي يبدأ مؤتمره الوطني لاختيار قيادة جديدة  
  • انطلاق المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي.. فلسطين والغنوشي أبرز الحاضرين
  • الوالي مهيدية : الجمهور المغربي مطالب بتسويق صورة حضارية عن بلدنا بالتشجيع الراقي في أفق إستضافة التظاهرات العاملية
  • أحدث إصدارات سلطان تكشف الأطماع البرتغالية في الخليج العربي
  • إطلاق منصة “مهارات للسياحة” للتعلّم الإلكتروني من Google.org وSPARK في دولة الإمارات
  • اعتقال بودريقة الرئيس السابق للرجاء البيضاوي المغربي
  • صحيفة اسبانية: الاقتصاد المغربي في طريقه ليصبح من بين أقوى الاقتصادات في إفريقيا
  • السفير المغربي في نواكشوط: “أسبوع المغرب” بموريتانيا تجسيد لروابط الأخوة وفرصة لشراكات واعدة