ما بين استمرار التعليم وإيقاف الحرب في السودان
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
ما بين استمرار التعليم وإيقاف الحرب في السودان
* د. الفاتح يس
لا يخفى عليكم حال وإغلاق الجامعات والمدارس في السودان منذ أبريل الماضي؛ والوقت يمضي ولم تتوقف الحرب، وزاد الارتحال والنزوح والهجرة.
في مقالات سابقة نادينا بضرورة استئناف الدراسة في الجامعات عن طريق التعليم الإلكتروني بالتزامن مع نظام الطالب الزائر ونظام الأستاذ المُعار، والآن ننادي بضرورة استئناف الدراسة المدرسية بنظام التعليم المنزلي (homeschooling)، وهو نظام مُتبَع في دول متقدمة ليس بها حروب؛ ناهيك عن السودان الذي يعاني من ويلات الحروب والنزوح، وهو لا يُغني بتاتاً عن التعليم المدرسي الرسمي؛ وإنما نظام مُكمِل له.
نظام التعليم المنزلي أو الدراسة المنزلية يعتمد على أن يدرس التلميذ في منزله بواسطة أحد والديه أو أحد أفراد الأسرة أو بإستجلاب معلم مختص في المنزل، ودور الأسرة يكمن في توفير الكتب المدرسية.
نظام التعليم المنزلي يكون بنفس منهج المدرسة، وبين الحين والآخر يذهب التلميذ إلى المدرسة؛ ليُتابِع موقفه الأكاديمي من التحصيل الدراسي ويجلس للإختبارات والامتحانات.
نظام التعليم المنزلي فوائده عديدة وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ يعطي دافع للوالدين لمتابعة أطفالهم والوقوف على عملية تعليمهم وتقوية علاقاتهم والألفة والاتصال والصداقة بين الطفل ووالديه؛ بجانب أن الوالدين سيكون لديهم دوافع للقراءة والإطلاع واخذ العلم والمعرفة؛ حتى يستطيعوا مواكبة التطور والتكنولوجيا وتعليم أبنائهم أحسن تعليم؛ بجانب أنه يُعطي للوالدين فرصة لتعليم أبنائهم مهارات ومناهج متطورة غير موجودة في المنهج المدرسي الرسمي.
أما من النواحي المعيشية وتخفيف آثار الحرب؛ ف إستئناف الدراسة المدرسية؛ سيعطي إحصائية للمحليات والمعتمديات؛ ليتعرفوا ويحصروا أعداد النازحين (عدد الأسر والأطفال) الذين دخلوا هذه الولاية منذ بدء الحرب، وهذا سيوفر للمحليات قاعدة بيانات وإحصائيات؛ يُسَهِّل عليها عملية توزيع الإغاثات والمساعدات والمعونات لهؤلاء النازحين.
أما من الناحية الأمنية؛ فاستئناف الدراسة الجامعية سيوفر قاعدة بيانات ومعلومات وإحصائيات لهذه الجامعات عن عدد الطلاب الزوار وعدد الأساتذة المعاريين لهذه الولاية؛ وهذا سيساعد في الناحية الإحصائية؛ لتستفيد المحليات والأجهزة الأمنية وتتعرف على أعداد وهوية وعناوين هؤلاء الطلاب وهؤلاء الأساتذة، وكل منسوبي التعليم وأسرهم.
الجدير بالذكر أن عملية استئناف التعليم بشقية المدرسي والجامعي؛ يتطلب التنسيق بين المعتمديات ممثلة في المحليات مع وزارة التربية والتعليم ممثلة في المدارس؛ لتستفيد المحليات من إحصائيات المدارس؛ لتوزيع الإغاثات والمساعدات، وأيضا يتطلب التنسيق بين الجهات الأمنية مع وزارة التعليم العالي (إدارة الجامعة مع الأجهزة الأمنية في الولاية)؛ وهذا سيساعد في عملية الرقابة الأمنية على الولاية ومعرفة أعداد وهوية هؤلاء الشباب والطلاب والأساتذة النازحين وعناوينهم وجامعاتهم ومساكنهم عن طريق أوراقهم الثبوتية (إن وُجدت)، وكل هذا سيساعد في عملية الحصر والرقابة الأمنية والإستخباراتية (معرفة الداخل والخارج من وإلى الولاية) والحفاظ على أمن واستقرار الولاية.
alfatihyassen@gmail.com
* أستاذ جامعي وباحث في البيئة والاقتصاد الأخضر
الوسومالأجهزة الأمنية الاقتصاد الأخضر الجامعات الحرب الدراسة الجامعية السودان الفاتح يس المدارس وزارة التربية والتعليمالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأجهزة الأمنية الاقتصاد الأخضر الجامعات الحرب الدراسة الجامعية السودان الفاتح يس المدارس وزارة التربية والتعليم
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: تقديم خدمات متميزة للطلاب الوافدين
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، دعم الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمنظومة التعليم العالي والبحث العلمي.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور زامبري عبد القدير وزير التعليم العالي في دولة ماليزيا، والسفير محمد تريد سفيان السفير الماليزي بالقاهرة، والوفد المرافق لهما، بمبنى التعليم الخاص بالقاهرة الجديدة.
ونوه وزير التعليم العالي بالإنجازات التي تحققت مؤخرًا، مثل التوسع في الإتاحة، وتطوير البنية التحتية، وتحديث البرامج الدراسية؛ لتناسب سوق العمل.
تنوع منظومة التعليم العاليولفت إلى تنوع منظومة التعليم العالي بين الجامعات الحكومية، والخاصة، والأهلية، وأفرع الجامعات الدولية، مع التركيز على التعليم الفني والتكنولوجي من خلال الجامعات التكنولوجية لتلبية احتياجات سوق العمل.
وأشار وزير التعليم العالي إلى جهود مصر في دعم الابتكار والبحث العلمي لخدمة الاقتصاد الوطني عبر المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية".
وأضاف أن الوزارة تقدم خدمات متميزة للطلاب الوافدين عبر منصة "ادرس في مصر"، مع حرصها على تذليل كافة الصعوبات أمام الطلاب الماليزيين في الجامعات المصرية.
وأعرب وزير التعليم العالي عن تطلعه لتعزيز التعاون مع ماليزيا، والاستفادة من الخبرات المتوفرة لديها في مجال إتاحة وتصدير المعرفة، وبناء الكوادر، وتوفير خدمات المعرفة.
وأكد وزير التعليم العالي عمق العلاقات التي تجمع بين مصر وماليزيا، خاصة في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، وأشار إلى أن هذه العلاقات تتميز بالطابع الإيجابي والتعاون المثمر؛ مما يجعلها ركيزة أساسية للعلاقات الثنائية بين البلدين.
ولفت وزير التعليم العالي إلى أن هذا اللقاء يُعد فرصة هامة لبحث سُبل التعاون بين مؤسسات التعليم العالي المصرية والماليزية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي والابتكار، بما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين نحو التقدم والتطور في هذه المجالات.
ونبه وزير التعليم العالي إلى المبادرة الرئاسية "بنك المعرفة المصري" ودوره البارز في تعزيز البحث العلمي في مصر، والارتقاء بتصنيف الجامعات والمؤسسات البحثية المصرية على المستويين الإقليمي والدولي، بفضل احتوائه على مصادر ثقافية ومعرفية وبحثية تدعم التعليم والبحث العلمي، مؤكدًا أهمية البنك في دعم الجهود البحثية المشتركة بين مصر وماليزيا.