شددت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على أن الولايات المتحدة اطلعت على ملف الاتهامات الذي قدمته إسرائيل ضد موظفي "الأونروا" في غزة وقبلت بما فيه رغم أنها لم تتأكد من صحته.

وقالت الصحيفة في تقرير أعده باتريك كينغزلي ورونين بيرغمان، وترجمته "عربي21"، إن الولايات المتحدة رأت أن المعلومات حول الموظفين الذين تزعم "إسرائيل" إنهم لعبوا دورا في هجمات حماس في 7 تشرين الأول /أكتوبر موثوقة لكي تعلق تمويل وكالة تشغيل وإغاثة الفلسطينيين "الأونروا".



وأضافت أن "إسرائيل" قدمت الملف إلى أمريكا في نفس اليوم الذي أصدرت فيه محكمة العدل الدولية قرارات تدعو فيها "إسرائيل" للحد من إبادة الفلسطينيين والإلتزام بميثاق الإبادة الجماعية. وبحسب الملف الإسرائيلي فإن "واحدا من الموظفين متهم باختطاف امرأة وآخر قدم ذخيرة ووصف ثالث بأنه شارك في عمليات قتل في كيبوتس  قتل فيه 97 شخصا".

ووصف المتهمون بأنهم عمال في الأونروا التي توفر المدارس والسكن وتطعم مئات الآلاف من أهل غزة. ويوجه الملف الذي اتهامات لأعداد من العاملين في المنظمة التابعة للأمم المتحدة بزعم أنهم لعبوا دورا في هجمات حماس.



وقالت الأمم المتحدة إنها عزلت عددا منهم بعدما أحيطت بالاتهامات. ولم يعرف إلا القليل عن المزاعم الإسرائيلية إلا بعدما راجعت "نيويورك تايمز" الملف يوم الأحد. وقادت الاتهامات ثماني دول بمن فيها الولايات المتحدة لتعليق دعمها للأونروا.

وذكرت الصحيفة أن الموظفين يتهمون بالمشاركة في الهجمات أو المساعدة في الأيام التي تلتها. وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، يوم الأحد مواصلة دعم الوكالة ، وقال إنه تم تسريح 9 من 12 شخصا وردت أسماؤهم في الملف. لكن غويتريش حث الدول التي علقت دعمها التفكير، خاصة أن قطاع غزة يواجه اليوم كارثة إنسانية، شرد معظم سكانه ودمرت كامل البنية التحتية فيه.

وتعتبر الأونروا من أكبر الهيئات التي تقدم الدعم الإنساني وهي أكبر مصدر تشغيل للسكان حيث يعمل فيها أكثر من 13,000 موظفا. وعندما سئلت عن الاتهامات يوم الأحد، قالت الأونروا  إن اثنين من الـ12 شخصا في عداد الأموات ولكنها لم تقدم معلومات عن البقية حيث تجري خدمات المراقبة الداخلية تحقيقا، وفقا للصحيفة.

وقالت الصحيفة إن مسؤولين غربيين أكدوا أنهم أحيطوا بمحتويات التقرير في الأيام الماضية، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على التأكد من صحتها. وهو ما ينطبق على الولايات المتحدة التي لم تكن قادرة على التحقق من المعلومات لكنها مضت في قرار تعليق الدعم.

وتحققت "نيويورك تايمز" من هوية أحد الذين اتهمتهم "إسرائيل"، وهو مدير مخزن ويظهر حسابه على منصات التواصل الإجتماعي أنه عامل في الوكالة ويرتدي زيها.

وحدد الملف الذي قدمته "إسرائيل" للولايات المتحدة يوم الجمعة أسماء ووظائف العاملين في الأونروا وكذا التهم الموجهة إليهم. ويقول الملف الإسرائيلي إن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت حركة ستة رجال في إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، أما البقية فقد رصدت حركتهم داخل غزة أثناء مكالمات هاتفية، تقول إسرائيل إنهم ناقشوا دورهم في هجمات حماس. وتلقى ثلاثة رسائل نصية للحضور إلى أماكن التجمع في 7 تشرين الأول/أكتوبر وطلب من واحد إحضار قنابل صاروخية مخزنة في منزله، حسبما ما جاء في الملف، وفقا للتقرير.

وذكرت الصحيفة أن "إسرائيل وصفت 10 من المتهمين بأنهم عناصر في حماس وواحد ينتمي إلى جماعة مسلحة أخرى وهي الجهاد الإسلامي. ومع أن 7 من الذين ذكرهم الملف هم مدرسون في عدد من مدارس الأونروا ويعملون في تدريس الرياضيات واللغة العربية إلا أن اثنين عملوا في مدارس بوظائف أخرى. ووصف الثلاثة المتبقين بأنهم مسجل، وعامل اجتماعي ومدير مخزن. ويقدم الملف معلومات تفصيلية عن مستشار في مدرسة في خانيونس، جنوب غزة الذي اتهم مع ابنه باختطاف امرأة في إسرائيل. واتهم عامل اجتماعي من النصيرات، وسط غزة بالمساعدة بجلب جثة جندي إسرائيلي ميت إلى القطاع، وكذا توزيع الذخيرة وتنسيق العربات في يوم الهجوم".

ووفقا للصحيفة، فإن الاتهامات تأتي على خلفية التوتر المستمر بين "إسرائيل" والوكالة الدولية التي تعمل على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين منذ 1949. وتوفر الوكالة مساعدات لخمسة ملايين لاجئ حول الشرق الأوسط، والذين لم يتم حل وضعهم رغم سنوات من المفاوضات.

ولفتت الصحيفة إلى أن "إسرائيل" ترى أن مجرد وجود الوكالة يمنع اللاجئين من الاندماج في الدول التي لجأوا إليها وتجعلهم متمسكين بحلم العودة إلى قراهم ومدنهم التي فروا منها عام 1948 والتي قامت عليها إسرائيل. وترفض الأخيرة عودتهم.


وليست هذه هي المرة الأولى التي تعلق فيها الولايات المساعدات للوكالة، ففي عهد إدارة دونالد ترامب أوقفت المساعدات للضغط على الفلسطينيين القبول بالمقترحات الأمريكية للتسوية والضغط عليهم لكي يتوقفوا الحديث عن حق العودة. لكن الأزمة الحالية، هي الأخطر في تاريخها وتحدث وسط الحرب في غزة.

ويعتبر عمل الوكالة مهما أكثر من أي وقت مضى، وسط انهيار القطاع الصحي وتشريد جماعي للسكان. وتعمل على تنسيق دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها وتوفر مدارسها كملاجئ للاجئين. ولهذا فتعليق الدعم سيترك أثره بشكل سريع. وعلى خلاف الوكالات الأخرى، فليس لدى الأونروا احتياط استراتيجي.

وقال غويتريش إن الخدمات قد تخفض بدءا من شباط /فبراير. وحذر فيليب لازاريني، مفوض الوكالة من كارثة قادمة "سيكون قرارا غير مسؤول فرض عقوبات على الوكالة وكامل المجتمع الذي تخدمه، وبسبب اتهامات بقيام بعض الأفراد بأعمال اجرامية، وبخاصة في وقت الحرب والتشريد وأزمات سياسية بالمنطقة".

وأضاف أن "حياة الناس في غزة تعتمد على هذا الدعم وكذا استقرار المنطقة".

واعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بالدور الذي تلعبه الأونروا ولكنها علقت المساعدات من أجل تقييم الاتهامات ورد الوكالة عليها. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الأونروا غزة امريكا غزة الاحتلال الأونروا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

روبيو: أمريكا سترد على الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية

أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الأحد، أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد الدول التي فرضت عليها رسومًا جمركية، مشيرًا إلى أن بلاده قد تبدأ محادثات ثنائية جديدة مع دول حول العالم بشأن ترتيبات تجارية مختلفة بمجرد فرض الرسوم على شركائها التجاريين الرئيسيين.

وجاءت هذه التصريحات بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الخميس، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 200% على واردات النبيذ والمشروبات الكحولية الأوروبية، في خطوة قد تؤدي إلى تصعيد النزاع التجاري العالمي الذي تسبب في اضطرابات الأسواق المالية وأثار مخاوف من ركود اقتصادي.

واشنطن تسعى لإعادة التوازن 

خلال مقابلة مع برنامج "واجه الأمة" الذي تبثه شبكة (CBS)، أوضح روبيو أن القرار الأمريكي لا يستهدف دولة بعينها، بل يهدف إلى إعادة ضبط قواعد التجارة الدولية. وقال: "الأمر ليس موجهًا ضد كندا، ولا المكسيك، ولا الاتحاد الأوروبي فقط، بل هو موقف عالمي ضد الجميع"، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

وأضاف أن واشنطن تسعى إلى تحقيق "الإنصاف والمعاملة بالمثل"، وستبدأ على هذا الأساس مفاوضات تجارية جديدة مع الدول الراغبة في التعاون، مؤكدًا أن السياسات الحالية لا يمكن أن تستمر على هذا النحو.

منذ تولي ترامب السلطة، شنت إدارته حروبًا تجارية ضد شركاء ومنافسين تجاريين، مستخدمة الرسوم الجمركية كأداة ضغط رئيسية لتحقيق مكاسب في ملفات التجارة والاقتصاد، وفقًا لتقرير نشرته وكالة "فرانس برس".

البيت الأبيض يدافع عن موقف ترامب في المفاوضات الخاصة بأوكرانياأسامة السعيد: ترامب يتبنى نهجًا استباقيًا ضد الحوثيين بعكس بايدنالمبعوث الأمريكي: ترامب قد يهاتف بوتين هذا الأسبوعقاضٍ فيدرالي يوقف ترحيلات ترامب بموجب قانون العدو الأجنبيأخبار العالم | أمريكا تقصف اليمن .. ترامب يتعهد باستخدام «قوة مميتة» ضد الحوثيين.. والجماعة تتوعد: الهجمات الأمريكية لن تردعنا وسنواصل دعم غزة

وردًا على هذه السياسات، أعلن الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، عن فرض إجراءات انتقامية على المنتجات الأمريكية، تشمل رسومًا على سلع أمريكية بقيمة 28 مليار دولار، تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من أبريل المقبل، وذلك في إطار مواجهة الرسوم الأمريكية على الصلب والألمنيوم.

تصاعدت المخاوف من أن تؤدي الخطوات الأمريكية إلى اضطرابات واسعة في التجارة العالمية، لا سيما مع تصاعد التوترات بين واشنطن وشركائها التقليديين. ومن المتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة جولات من المفاوضات والتهديدات المتبادلة، في وقت يحاول فيه البيت الأبيض فرض شروط جديدة على الاقتصاد العالمي.

مقالات مشابهة

  • روبيو: أمريكا سترد على الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية
  • الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى غزة منذ 2 آذار
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ” 
  • عاجل | مجلة إيبوك الإسرائيلية عن تقديرات أمنية: نظام الشرع قد يغض الطرف عن عمليات ضد إسرائيل من داخل سوريا
  • الأونروا: انهيار الوكالة يهدد بضياع جيل كامل من الأطفال الفلسطينيين
  • فوكس: ما الذي يعنيه فعلا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • الأونروا: انهيار الوكالة سيحرم جيلاً كاملاً من التعليم
  • في بكين.. قمة ثلاثية لبحث الملف النووي الإيراني