كيف يتأثر اليمن الهش بتوترات البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
تتصاعد الأصوات القلقة التي تطلقها منظمات إغاثة دولية، بشأن الآثار السلبية التي تخلفها هجمات جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران (المدرجة على قوائم الإرهاب) على السفن في البحر الأحمر، والرد العسكري الأميركي والبريطاني عليها، معتبرة أن مثل هذا التصعيد، يعمق الأزمة الإنسانية في بلد مزقه العنف ويفتقر السكان فيه للاحتياجات الأساسية.
وتسبب عقد من الحرب الأهلية في نزوح ملايين الأشخاص من منازلهم، وانتشار الجوع والفقر. وبحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن الصراع الجديد الذي يستهدف فيه الحوثيون سفنا في البحر الأحمر، ورد الولايات المتحدة وبريطانيا بتوجيه ضربات ضد مواقع تابعة للجماعة، سيعطل جهود السلام.
وكانت 26 منظمة إغاثية قد أصدرت بيانا في وقت سابق من يناير الجاري، وذكرت أن سنوات الحرب تركت نحو 21 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدات المنقذة للحياة، معربة عن قلقها إزاء التأثير السلبي على الأوضاع الإنسانية في أعقاب التصعيد العسكري الأخير.
ودعت المنظمات التي تضم "كير" و"أنقذوا الأطفال"، جميع الأطراف الفاعلة إلى "منح أولوية للقنوات الدبلوماسية" على الخيارات العسكرية، لتهدئة الأزمة وحماية التقدم المحرز في جهود السلام باليمن.
واشنطن تعيد تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية" أكد مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن سيعيد الأربعاء تصنيف أنصار الله المعروفون بالحوثيين على لائحة المنظمات الإرهابية العالمية بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224.وفي سياق تصدي الولايات المتحدة للهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر، دعما لحركة حماس في غزة، اتخذت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قرارا هذا الشهر، بإعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية، في محاولة لعزل الجماعة المدعومة من إيران.
وأعرب عمال إغاثة عن قلقهم من أن يؤدي ذلك إلى تعقيد الجهود المبذولة لتقديم المساعدات والإغاثة في اليمن.
وأشار تقرير "واشنطن بوست"، إلى أن هناك مشكلة أخرى تتضمن تساؤلا حول ما إذا سيسمح الحوثيون للمنظمات الإغاثية بالعمل في مناطق سيطرتهم أم لا، وذلك "بالنظر إلى تاريخهم في فرض قيود مشددة على عمل مثل هذه المجموعات".
وحصلت الصحيفة على بيان لوزارة الإعلام التابعة للحوثيين، صدر يوم 20 يناير، جاء فيه أن "المواطنين الأميركيين والبريطانيين العاملين في الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية الأخرى، عليهم الاستعداد لمغادرة اليمن في غضون 30 يوما".
وأعلن برنامج الغذاء العالمي في ديسمبر الماضي، أنه سيوقف عمليات توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، مما سيؤثر على 9.5 مليون شخص يعانون من تحديات تخص الأمن الغذائي شمالي اليمن.
ونقلت "واشنطن بوست" عن منسقة الشؤون الإنسانية في منظمة "كير"، بشرى الدخينة، قولها: "الوضع بالفعل صعب للغاية".
وأضافت أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من جانب الولايات المتحدة "يزيد من التحديات أمام منظمة كير وجميع الجهات الإنسانية الأخرى العاملة في اليمن".
وفي السابع عشر من يناير الجاري، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، بعدما كانت قد رفعت اسمها من قائمة الإرهاب قبل 3 سنوات.
واشنطن تضغط على بكين لاستخدام نفوذها في كبح دعم إيران للحوثيين قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض ضغط على وزير الخارجية الصيني وانغ يي لاستخدام نفوذ بكين للمساعدة في كبح دعم إيران لجماعة الحوثي اليمنية التي تهاجم سفنا تجارية بالبحر الأحمر.وأشار بيان صادر عن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى أن "هذا التصنيف يسعى إلى تعزيز المحاسبة على الأنشطة الإرهابية للجماعة. وإذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن، فستعيد الولايات المتحدة تقييم هذا التصنيف".
ويشن الحوثيون هجمات على السفن في الأحمر باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ منذ 19 نوفمبر، ويقولون إن ذلك ردا على العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وإثر ذلك، شنت طائرات حربية وسفن وغواصات أميركية وبريطانية، عشرات الغارات على أهداف للحوثيين في اليمن.
ونقلت "واشنطن بوست" عن عامل إغاثة مقيم في اليمن قوله، إن هناك "مخاوف كثيرة" بشأن كيفية تأثر القطاع الإنساني بإعادة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية، وتساءل: "هل سيكون هناك ضمانات كافية للبنوك الدولية وشركات الشحن والموردين؟"، في إشارة إلى المخاوف من تعرضهم للعقوبات.
جراء هجمات الحوثيين.. انخفاض التجارة عبر السويس بنسبة 42 بالمئة خلال شهرين انخفض حجم التجارة عبر قناة السويس التي تُعاني من جراء هجمات جماعة الحوثي "التي تصنفها واشنطن جماعة إرهابية" في البحر الأحمر، بنسبة 42 بالمئة خلال الشهرين الماضيين، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة القلقة من التداعيات على التجارة العالمية بكاملها.ويعتمد اليمن في الغالبية العظمى من احتياجاته من الغذاء والدواء والوقود على الواردات، بحسب الصحيفة.
وأوضح عامل الإغاثة الذي تحدث للصحيفة، أنه في حال تحققت المخاوف من تعريض الهدوء الحالي في العمليات القتالية باليمن، للخطر، فإن اليمن سيواجه "ارتفاعا في الأسعار وربما مؤشرات على أزمة وقود، وبالتأكيد سيزداد الوضع الاقتصادي سوءًا".
يذكر أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 738 مليون دولار خلال السنة المالية 2023، كمساعدات إلى اليمن، لتوفير الغذاء ومياه الشرب والضروريات الأخرى.
ووعدت إدارة بايدن بالحفاظ على التزامها نحو اليمنيين. وقال المسؤولون إنهم سيبذلون جهودا مكثفة لضمان ألا يتسبب مثل هذا التصنيف في تفاقم الأوضاع في البلاد، وفق "واشنطن بوست".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر منظمة إرهابیة جماعة الحوثی واشنطن بوست فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مسئول بـ”البنتاغون”: اليمن يُنتج الصواريخ الباليستية بتقنية لا يمكن القيام بها إلا في الدول المتقدمة فقط
الثورة نت/
اعترف مسؤول عسكري كبير في وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) بفشل الولايات المتحدة أمام القوات المسلحة اليمنية في معركة البحر الأحمر.. مؤكدا أن اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط حول العالم.
ونقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن، بيل لابلانت، وكيل وزارة الحرب الأمريكية لشؤون الاستحواذ والاستدامة وكبير مسؤولي مشتريات الأسلحة قوله: إن الجيش اليمني أصبح مُخيفاً، حد وصفه.
وأضاف خلال قمة مستقبل الدفاع في واشنطن العاصمة: “أنا مهندس وفيزيائي، وعملت في مجال الصواريخ طوال حياتي المهنية.. وما رأيته من أعمال قام بها الحوثيون خلال الأشهر الستة الماضية أمر أذهلني”.
وتابع كبير مسؤولي المشتريات في البنتاغون: القوات المسلحة اليمنية تلوح بأسلحة متطورة بشكل متزايد بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها القيام بأشياء مذهلة.
وأردف: “إذا أصاب صاروخ باليستي سفينة قتالية فهذا يوم سيئ للغاية لذا علينا أن نبتعد عن البحر الأحمر”.
واستطرد بالقول: إن ما حدث في البحر الأحمر يؤكد أن اليمنيون أصبحوا مخيفين بعد امتلاكهم قدرات صاروخية مذهلة”.. مؤكدا أن اليمن ينتج الصواريخ الباليستية بتقنية لا يمكن القيام بها إلا من الدول المتقدمة فقط، حد وصفه.
وأشار إلى أن الجيش اليمني يلوح بأسلحة متطورة بشكل متزايد، بما في ذلك صواريخ “يمكنها أن تفعل أشياء مذهلة”.
الجدير ذكره أن الإعلام الأمريكي، في الآونة الأخيرة، سلط الضوء على القدرات العسكرية اليمنية وذلك عقب إعلان القوات المسلحة اليمنية عن ضرب حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام) ومدمرتين أمريكيتين بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة.