القاهرة الدولى للكتاب.. قلعة الثقافة ومنارة المعرفة بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
قرينة ولى عهد النرويج فى زيارة تاريخية لمعرض الكتابمعرض كتاب الطفل.. أنشطة وألعاب وورش تفاعليةغزة فى القلب.. علم فلسطين يزين أيادى أطفال مصرمشروع فوتوبوك الراعى الرسمى لصورة معرض الكتابأسر مصرية وأطفال.. الكل يجتمع فى حب القراءةبريشة وألوان.. الدكتور رضا فضل يتحدى إعاقته الجسدية
قلعة الثقافة، ومنارة المعرفة فى مصر والشرق الأوسط بأكمله، معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى افتتح رئيس مجلس الوزراء الدورة الـ55 منه يوم الأربعاء الموافق 24 يناير ليستمر حتى 6 فبراير القادم، فاتحًا أحضانه لعشاق القراءة فى العالم أجمع، إذ يقصده محبوه من كل الدول.
شهدت الدورة الـ55 من المعرض إقبالًا ضخمًا للجمهور منذ الساعات الأولى لافتتاحه أمام الجمهور يوم الخميس 25 يناير، من كل الفئات العمرية، ولكن للشباب نصيب الأسد من السيطرة على المشهد الثقافى الأهم، فضلًا عن الصغار الذين يقصدون معرض كتاب الطفل للعب وممارسة الأنشطة الترفيهية والفنية الممتعة.
تحول مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية مقر إقامة معرض الكتابة، إلى منصة ومسرح كبير، لعرض الفنون والثقافة بشتى ألوانهم، فمع كل خطوة داخل أرجاء أرض المعارض بالتجمع الخامس تقابل تجمعات ضخمة حول فرق الغناء والفنون الشعبية وألعاب السيرك، مما يخلق جوًا مميزًا وممتعًا يتفرد به معرض القاهرة الدولى للكتاب عن غيره من المعارض التى تقام حول العالم.
زيارة قرينة ولى عهد النرويج لمعرض الكتاب
الأميرة ميته ماريتومع الساعات الأولى من يوم الخميس 25 يناير، استقبلت وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين القباج، قرينة ولى عهد مملكة النرويج الأميرة ميته ماريت، للقيام بجولة داخل أرجاء المعرض الذى تحل النرويج كضيف شرف للدورة الـ55 منه هذا العام.
وأعربت قرينة ولى عهد مملكة النرويج، عن سعادتها البالغة بتواجدها فى مصر وحضور فعاليات معرض الكتاب 2024، وأيضًا باختيار مملكتها كضيف شرف، قائلة: اختيارنا شرف كبير لنا وفرصة عظيمة لتلاقى الثقافات، مؤكدة على ثقتها بنجاح المعرض فى جذب الجمهور.
وعقدت حلقة نقاشية مع الكاتب النرويجى الشهير جوستاين غاردر فى أول أيام المعرض أمام الجمهور، للتعرف على كتاباته وأهم أعماله، أدارها الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب، الذى أكد أنهم يعملون منذ شهر مارس الماضى مع مملكة النرويج من أجل وضع برنامج ثقافى حقيقى يعبر عن الثقافة المصرية النرويجية.
وأضاف بهى الدين خلال كلمته، أن الهدف من استضافة مملكة النرويج هو تلاقى الثقافات وتعريف القارئ والجمهور المصرى على الثقافة النرويجية، وأشهر الكُتاب فى النرويج.
وزير الثقافة: معرض الكتاب عاصمة الثقافة والفنون
وقالت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، إن معرض الكتاب تحول بما يحويه من زخم إلى عاصمة متكاملة للثقافة والفنون، وملتقى لجنسيات العالم، التى اجتمعت على أرض مصر.
وأضافت: نراهن على وعى الجمهور المصرى، وحرصهم على تحقيق أقصى استفادة من هذا الحدث السنوى الاستثنائى.
مشاركة فعالة للوزارات وأنشطة تفاعلية مع الزوار.
أما فيما يخص المشاركين فى الدورة الـ55 من معرض الكتاب، تميزت أجنحة وزارات الداخلية والدفاع والأزهر الشريف، الذين يقومون بدور فعال نشر الوعى واستقبال الزائرين والإجابة عن أسئلتهم، فضلًا عن الندوات والحلقات النقاشية التى تقام داخل تلك الأجنحة.
كما بذلت وزارة التضامن الاجتماعى، مجهودًا عظيمًا فى المشاركة بالمعرض هذا العام، من خلال التفاعل الكبير مع الجمهور من خلال المبادرات الخاصة بها مثل وعى وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، حيث ينتشر المتطوعون فى أرجاء مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية للتفاعل مع الشباب والأطفال، من خلال المسابقات واللعب التى تهدف إلى التوعية بالمخاطر والتحديات التى تواجه المجتمع والشباب.
معرض كتاب الطفل.. أنشطة وألعاب وورش تفاعلية
ويستحوذ معرض كتاب الطفل، على جانب كبير من التميز والإبداع، من خلال العدد الهائل من دور النشر الخاصة بالأطفال المشاركين والمتنافسين على جذب الصغار وتنمية وتوسيع مداركهم، فضلًا عن الركن الخاص بالألعاب والأنشطة التفاعلية.
ومن ناحيته، قال أحمد عبدالعليم مدير عام ثقافة الطفل بوزارة الثقافة، والمشرف على ركن الطفل بمعرض الكتاب: إن معرض كتاب الطفل هذا العام يطبق الاستراتيجية العامة لوزارة الثقافة لتنمية الموهوبين والحفاظ على التراث وتعزيز روح الانتماء لدى الأطفال وتنمية الهوية الثقافية المصرية، من خلال الأنشطة المختلفة سواء القولية أو التفاعلية أو الفنية.
وأضاف عبدالعليم فى تصريحه لـ»الوفد»، إنهم يقدمون فى ركن الطفل بمعرض الكتاب «حكايات الانتصار» عن حرب أكتوبر ودورها فى الإعلاء من قيمة الوطن واسترداد الكرامة، وكيف استطاع الجيش المصرى من تحقيق الانتصار العظيم؟، وأيضًا «حكايات سيناوية» لتناول العادات والتقاليد والقبائل فى سيناء.
وكشف عن تكريم الأطفال الفائزين فى مسابقة المبدع الصغير من خلال إنتاج كتبهم ورسومهم وإقامة حفلات توقيع لهم بهدف التشجيع على تنمية المواهب وتحفيز الأطفال على المشاركة بالجائزة، لافتًا إلى استضافة عدد كبير من الجهات المختلفة للمشاركة فى فعاليات معرض كتاب الطفل لرفع وعى الأطفال والترفيه عنهم بشكل إيجابى.
وأوضح أنهم يقدمون مجموعة من العروض على مدار اليوم مثل السيرك القومى والعرائس والكورال وأنشطة المسابقات مثل السلم والثعبان عن حقوق الطفل وترشيد المياه.
أما عن وجود جناح خاص بالأطفال، فهو لخلق روح المنافسة الإيجابية بين دور العرض لتقديم كل ما هو جديد ومفيد، بالإضافة لتواجد كتاب الطفل على مدار أيام المعرض وخلق روح تفاعلية بينهم وبين الأطفال.
واختتم: اختيار يعقوب الشارونى وهو أحد كبار كتاب الطفل فى مصر والوطن العربى كشخصية معرض كتاب الطفل، هو تكريم له عن دوره الكبير لإنتاجه الغزير فى أدب الطفل.
وتشارك مجلة علاء الدين بركن الطفل، بمجموعة من الورش التفاعلية المميزة، إذ قال الكاتب الصحفى حسين الزناتى، رئيس تحرير مجلة علاء الدين، إنهم يشاركون فى معرض الكتاب هذا العام بأنشطة مختلفة ومتنوعة من بينها ورش لفن الدوبلاج، والتمثيل، والحكى، وأيضًا الألعاب المصرية القديمة، مؤكدًا على حرصهم الشديد لتقديم موضوعات متنوعة ومختلفة عن الورش الفنية المعتادة.
وأضاف الزناتى، أن مجلة علاء الدين تتفاعل مع الأطفال على وسائل «السوشيال ميديا» المختلفة من خلال بث مباشر من داخل ركن الطفل فى معرض الكتاب، لمشاركتهم فى الأجواء الفنية الممتعة وتشجيعهم على زيارة المعرض والاستمتاع بذلك الطقس الثقافى المبدع.
وأوضح رئيس تحرير مجلة علاء الدين، أنهم يقدمون ورشة «المذيع الصغير» باستضافة المذيعة داليا أشرف، وأيضًا تشارك الكاتبة سماح أبو بكر عزت وهى من أشهر كُتاب قصص الأطفال فى الفعاليات والأنشطة، وكذلك الفنان كريم الحسينى أحد أشهر الفنانين المهتمين بالدوبلاج.
وشدد على أهمية معرض الكتاب الذى يُحدث حالة فريدة لجميع الفئات العمرية وعلى رأسها الأطفال، الذين يتشكل لديهم الوعى والمعرفة بالثقافة منذ الصغر.
فلسطين فى قلب معرض القاهرة الدولى للكتاب
وحرص الأطفال فى ورش الرسم والتلوين، على رسم علم فلسطين على أيديهم وأوجههم، فى مشهد بديع يؤكد عشق المصريين للشعب الشقيق، ومساندتهم للقضية الفلسطينية والحق فى الأرض.
مشروع فوتوبوك الراعى الرسمى لصورة معرض الكتاب
وقال الدكتور علاء فريد، مؤسس مشروع «فوتوبوك»، إنهم يشاركون بمعرض القاهرة الدولى للكتاب للعام الرابع على التوالى بدعم ورعاية كاملة من الهيئة العامة المصرية للكتاب، والتى وفرت لهم كل وسائل الدعم لتوفير الخدمة مجانية لزوار معرض الكتاب، إذ أتاحت الهيئة جناحا خاصا ومميزا لـ«فوتوبوك» بالالتقاط الصور التذكارية لزوار المعرض.
وأضاف فريد، أن شعار المعرض هذا العام هو «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة»، لذا حرص القائمون على المبادرة على طباعة الصور بعد التقاطها، فضلًا عن توفير «خطاط» ليقوم بكتابة اسم صاحب الصورة على كارت مميز لتوثيق الذكرى والمشاركة فى معرض الكتاب، قائلًا: حبينا نخلد الكلمة.
وأوضح مؤسس مشروع «فوتوبوك»، أنهم يستهدفون تصوير كل صناع الثقافة فى مصر من ناشرين وصحفيين وإعلاميين وكُتاب وسيناريست ومخرجين وكل من يهتم بالشأن الثقافى، إذ أصبحت المبادرة هى الصورة الرسمية لمعرض الكتاب.
وأكد على التفاعل الكبير من زوار المعرض الذى شهد إقبالًا ضخمًا منذ اليوم الأول له، على غير المعتاد.
بريشة وألوان.. الدكتور رضا فضل يتحدى إعاقته الجسدية
فى أحد أركان جناح الأزهر الشريف، مشهد بديع يجسد التحدى والعزيمة والإرادة، إذ يجلس شاب فاقدًا ذراعيه، ممسكًا ريشة وألوان بفمه للرسم على لوحة، مما أثار دهشة وإعجاب زوار الجناح الذين تجمعوا حوله لمشاهدة فنه وإبداعه.
إنه الدكتور رضا فضل، مدرس التربية الفنية بجامعة الأزهر، وبالحديث معه أوضح أنه عشق الرسم والخط العربى منذ طفولته، وعلى الرغم من إعاقته الجسدية التى ولد بها إلا أنه تحدى الظروف ونجح فى تحقيق موهبته بطريقة مختلفة، وذلك عندما قرر استخدام فمه للتحكم فى الريشة والألوان.
وأضاف: ركن الأزهر الشريف المحبب لقلبى فهو بيتى وسر قوتى ونجاحى.
ندوات ومؤتمرات داخل أروقة معرض الكتاب
ويتميز معرض الكتاب كل عام، بالبرنامج الثقافى المميز الذى يقدم على هامش الفعاليات، وذلك من خلال الندوات والمؤتمرات وحفلات التوقيع.
ومن أهم وأبرز الفعاليات الثقافية التى أقيمت بالمعرض منذ انطلاقه، ندوة بعنوان «مصر.. فجر الحضارة» عقدت فى القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
وقالت الدكتورة فايزة هيكل، أستاذ علوم المصريات وعميد الأثريين المصريين، خلال كلمتها بالندوة: إن التراث المصرى القديم يمتاز بالعمق والاستمرارية، ويتضح ذلك فى استخدام أسماء المدن التى ترجع لقدماء المصريين حتى الآن مثل دمنهور وتعنى مدينة الإله حورس، والفيوم وتعنى البحيرة، وبعض أسماء الأشخاص مثل سوسن ومعناها اللوتس، وكلمات أخرى كثيرة مأخوذة عن اللغة المصرية القديمة مثل شونة وفرش وتمساح، والمعبد، والنفر وفوطة والسمسم وواحة.
وأضافت هيكل، أن اللغة تتكون من البيئة المحيطة، إذ استخدم قدماء المصريين الحيوانات والنباتات فى لغتهم القديمة حتى ظهرت بهذا الشكل المتعارف عليه، موضحة أننا نتشابه مع المصريين القدماء فى بعض العادات والتقاليد الموروثة والعقائد والأفكار.
وتابعت: المصريون يحرصون على زيارة الأموات وتقديم الرحمة، مثلما كان يفعل قدماء المصريين فى هيئة قرابين، وزيارة الأولياء ومخاطبتهم، مضيفة: «طاسة الخضة» مأخوذة عن القدماء وكانت عبارة عن مياه مخلوطة بطلاسم سحرية يروى منها العليل حتى يشفى، وعقيدة تلبس أرواح الأطفال ليلا فى هيئة القطط، وقصة القرين، وغيرها الكثير من المعتقدات المأخوذة من القدماء المصريين وممارستها بشكل يومى دون الوعى بأنها موروث قومى قديم.
وعقدت جلسة بعنوان «استثمر صح» فى قاعة «ديوان الشعر» بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ ٥٥، ضمن برنامج «المؤسسات الثقافية المصرية».
وقال أحمد الشيخ، رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، خلال كلمته بالجلسة، إن البورصة تشارك للسنة الرابعة على التوالى فى معرض الكتاب، بهدف تعريف بالبورصة وأهميتها، مشيرًا إلى أن الفكر الاستثمارى فى مصر يتجه دائما نحو الذهب والعقار، لكن هذه الأصول الاستثمارية أصبحت مرتفعة للغاية وليست فى متناول الجميع، لكن الاستثمار فى أسهم البورصة استطاعة الجميع، ويمكن من خلاله تنمية المدخرات.
وأضاف أن سعر الذهب مثلا يتغير بحسب المصنعية لكن تسعير الأوراق المالية بالبورصة ثابت، وهو ما يعنى أن الأدوات المالية هنا محفوظة مثلها مثل الحساب البنكى، كما أن آلية الشراء والبيع فيها تحدث بسهولة كبيرة.
وأكد رئيس البورصة، أن السوق المصرية كبيرة وواعدة، كما أن القطاع الاقتصادى المصرى يتميز بتنوعه، وكل هذه القطاعات ممثلة فى البورصة، حيث تضم كل أوجه الادخار التى يريد الشخص الاستثمار فيها، فإذا أراد الاستثمار فى العقارات فهناك مثلًا شركات العقارات المدرجة فى البورصة، وكذلك الذهب فمن الممكن الاستثمار فى الأوراق المالية لشركات الذهب، أما عن المخاطر فى الاستثمار بالبورصة، فهو مثله مثل أى نوع من أنواع الاستثمارات، وهنا يأتى دور الوكيل الاستثمارى أو مدير الاستثمار الذى يكون على دراية وخبرة بكيفية التعامل مع الأسهم بالنيابة عن صاحبه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب غزة علم فلسطين معرض كتاب الطفل مملكة النرويج رئيس البورصة معرض القاهرة الدولى للکتاب مجلة علاء الدین معرض کتاب الطفل فى معرض الکتاب مملکة النرویج هذا العام رکن الطفل فضل ا عن من خلال الـ55 من وأیض ا فى مصر
إقرأ أيضاً:
العالم الدكتور عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب الدولي بالكويت: القاهرة صاحبة الفضل في تشكيل رؤيتي الفكرية والثقافية
وقع اختيار معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين لهذا العام على شخصية العالم الجليل الدكتور عبد الله الغنيم المتخصص وأحد مؤسسي علم المخطوطات وذلك لإسهاماته وإنجازاته في مجالات البحث العلمي والثقافة.
واستعرض الدكتور الغنيم خلال جلسة حوارية أقيمت في قاعة كبار الزوار ضمن فعاليات النشاط الثقافي المصاحب للمعرض مسيرته العلمية ومحطات من حياته كان لها الأثر الكبير في تشكيل رؤيته الثقافية والفكرية بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين وزملائه و أقربائه.
أدار الجلسة الدكتور البدر الذي استعرض مساهمات الدكتور الغنيم لا سيما إسهاماته في رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية حيث قاد العديد من المبادرات التي تهدف إلى توثيق تاريخ الكويت وتراثها الثقافي والحضاري.
وتحدث الدكتور الغنيم عن مسيرته الحافلة في مجالات البحث العلمي والتأليف إضافة إلى إسهاماته في توثيق التراث الكويتي وتعزيز الهوية الثقافية، مؤكدا أهمية الكتاب والمعرفة في بناء المجتمعات.
وقال الدكتور الغنيم أن بحوثه و دراساته تندرج في ثلاث مسارات رئيسية يربط بينهما جميعا التراث العربي بعناصره الموسوعية المختلفة.
وقال ان المسار الأول هو (جغرافية شبه الجزيرة العربية) والثاني (التراث الجغرافي العربي بوجه عام والجانب الطبيعي بوجه خاص) والثالث (المخطوطات الجغرافية العربية فهرسة وتحليلا وتحقيقا).
وأكد ان الجزيرة العربية بتنوع اشكال سطحها وطبوغرافيتها استهوته منذ أن كان في العاشرة من عمره وفي رحلاته الى الحج مع والده حيث كانت الأولى سنة 1957 والثانية في السنة التي تلتها مبينا انه كان ينظر في الطريق الى رمال الدهناء وجالات نجد وحرات الحجاز.
وقال انه جمع في تلك الفترة كل ما يمكن الحصول عليه من معلومات حول تلك الأرض وزاد ذلك بعد أن أنهى دراسته الثانوية وانتقل للدراسة الجامعية في القاهرة. مؤكدا أن البيوت الثقافية في القاهرة خاصة بيت العلامة والمحقق المصري محمود محمد شاكر، والذي عرف بدفاعه الشرس عن الحضارة العربية الإسلامية.
فكان أول منهل ينهل منه علوم المخطوطات أثناء دراسته بجامعة القاهرة
و أشار الغنيم إلى أول بحث ينشر له وحمل عنوان (الدحلان في شبه الجزيرة العربية) وقد نشر في مجلة رابطة الأدباء بالكويت عام 1969 وهو العام الذي تخرج فيه من الجامعة.
و أضاف أن رسالة الماجستير كان موضوعها (الجغرافي العربي أبو عبيد البكري مع تحقيق الجزء المتعلق بالجزيرة العربية من كتابه المسالك والممالك) مبينا انه قرأ من أجل تلك الدراسة معظم ما كتبه القدماء و المحدثون عن جزيرة العرب أو عن المملكة العربية السعودية.
وقال أن عمله في الماجستير أثمر عدة كتب منها كتاب (مصادر البكري ومنهجه الجغرافي) ويشتمل الكتاب على دراسات تفصيلية تتعلق بالجزيرة العربية كما جاءت في كتابي (المسالك والممالك) و(معجم ما استعجم للبكري).
وعن دراسته للدكتوراه قال انه هدف إلى هدفين رئيسين اولهما (دراسة اشكال سطح الارض في شبه الجزيرة العربية بالاعتماد على التراث العربي القديم ومعالجة ذلك وفق منظور عصري) وثانيهما (جمع المصطلحات الجغرافية العربية في هذا الشأن واقتراح ما يمكن استخدامه في كتاباتنا الحديثة).
وأشار الدكتور الغنيم إلى دراساته الميدانية الإقامة في العديد من الدول من أجل البحث العلمي والاطلاع على أحدث المصادر الجيومرفولوجية ذات العلاقة بالصحاري والمناطق الجافة.
وقال أنه كان يبحث عن العلاقات السببية بين نشأة شبه الجزيرة العربية من الناحية الجيولوجية والأشكال الأرضية الماثلة أمامنا الآن ويحاول الربط أيضا بين تلك الاشكال والنشاط البشري.
وأشار الدكتور الغنيم الى العديد من الأسماء الذين كان لهم الفضل في مسيرته وتتلمذ على يدهم منهم إلى جانب العلامة المصري محمود محمد شاكر أيضا علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله،
وهو الصحفي وعالم الانساب والمحقق البارع والكاتب والشاعر، كان رحمه الله عضوا فاعلا في العديد من مجامع اللغة العربية بالقاهرة وعمان ودمشق والأردن والعراق، وهو مؤسس مجلة اليمامة السعودية المتخصصة في مجال تاريخ وآداب الجزيرة العربية.
بعث للدراسة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1939 وعاد عقب اندلاع الحرب العالمية.
والمرحوم محمد رشاد عبد المطلب أحد أعلام معهد المخطوطات العربية المفهرسة وغير المفهرسة، وهو أحد أبرز العاملين بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، إذ التحق به بعد عام واحد من تأسيس المعهد بموجب قرار جامعة الدول العربية سنة 1947. وقد استمرت خدمة الأستاذ رشاد بالمعهد عبر بعثاته في جلب المخطوطات و فهرستها و إتاحتها للباحثين قرابة ثلاثة عقود.
وحظيت المحاضرة بتفاعل كبير من الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم للدور الكبير الذي لعبه الدكتور الغنيم في إثراء المشهد الثقافي الكويتي والعربي.
كما تطرق الدكتور الغنيم الى مركز البحوث والدراسات الكويتية وعن الوثائق التاريخية واهميتها مشيرا إلى فترة الغزو العراقي على الكويت وجمع عدد كبير من الوثائق في تلك الفترة التي توصلوا من خلالها إلى العديد من الحقائق مبينا أن هناك العديد من الكتب التي صدرت بناء على تلك الوثائق.
ويأتي اختيار الدكتور عبد الله الغنيم شخصية المعرض في دورته الـ47 تقديرا لعطاءاته الثقافية والعلمية الممتدة على مدار عقود ودوره في إثراء المكتبة الكويتية والعربية بمؤلفاته القيمة.
يذكر أن الدكتور عبد الله الغنيم محاضر وباحث مميز في مجال الفكر الجغرافي العربي وجيومرفولوجية شبه الجزيرة العربية وقد درس في هذين الموضوعين سنوات عدة تسنم خلالها مناصب مختلفة.
وشغل الدكتور الغنيم العديد من المناصب سابقا فكان رئيسا لقسم الجغرافيا ثم عميدا لكلية الآداب بجامعة الكويت و ترأس تحرير مجلة دراسات الجزيرة العربية والخليج التي تصدرها من جامعة الكويت وعمل مديرا لمعهد المخطوطات العربية ووزيرا للتربية ووزيرا للتعليم العالي.
وغاص الدكتور الغنيم في أعماق تاريخ الكويت وتراثها الحضاري بعد توليه رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية منذ عام 1992 حتى الآن.