أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية ، اليوم الإثنين، انطلاق المرحلة الجديدة من تنفيذ برنامج الإصلاح الذي تعمل الحكومة على إنجازه، بتوجيه من الرئيس محمود عباس .

وأوضح اشتية في مستهل جلسة الحكومة، أن تنفيذ البرنامج سيكون في المنظومة القضائية والأمنية والإدارية والمالية، والتي سوف تتركز على تعزيز منظومة القضاء وإجراء تغييرات هيكلية فيه، وتنفيذ القانون ومعالجة مدة التقاضي في المحاكم، واستمرار الحوار مع النقابة والجهات ذات العلاقة حول إقرار نظام المساعدة القانونية لمن يحتاج إليها.

وأضاف: كذلك استكمال عمل النظام الإداري الفلسطيني، وسوف يقوم الرئيس بتعيين محافظين جدد، بعد أن مضى عدة أشهر على شغور المناصب في جميع المحافظات، وكذلك الحالة بالنسبة للسفارات الشاغرة فيها المناصب.

وأشار إلى أن البرنامج يشتمل على إجراء تغييرات جوهرية في وزارة الصحة وخاصة القضايا المتعلقة بتوفير تأمين صحي لجميع المواطنين، ومتابعة قضايا التحويلات الطبية سواء كان ذلك بالمستشفيات الخاصة أو المستشفيات عند الطرف الآخر من أجل ضبطها.

كما يشتمل على إجراء تغييرات لمعالجة الديون المترتبة على جهات عديدة ومتعلقة بفواتير المياه والكهرباء المستحقة، والتي تخصمها إسرائيل من المقاصة، وإعادة هيكلية بعض الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطنين.

وكذلك إقرار قانون الخدمة المدنية، وإقرار قانون ضريبة القيمة المضافة، الذي جرى التشاور حوله بين وزارة المالية والقطاع الخاص، وإقرار قانون المنافسة الاقتصادية، والعمل على خفض فاتورة الرواتب عن طريق توظيف شخص واحد بدل شخصين متقاعدين، وعدم التجديد لمن يبلغ سن التقاعد، لإتاحة الفرصة لخلق وظائف أمام الخريجين الجدد، وكذلك الاستمرار في نشر معلومات مالية شهريا لإطلاع المواطنين على الوضع المالي.

كما يشتمل على معالجة رواتب، وامتيازات وسن التقاعد لجميع موظفي دولة فلسطين، استناداً إلى قانون التقاعد وقانون السلك الدبلوماسي أو تعديلاته، واستكمال دمج المؤسسات الحكومية غير الوزارية مع الوزارات ذات العلاقة، وتعيين مجالس أمناء جديدة للمؤسسات التعليمية والعامة وذات العلاقة بالمؤسسة الرسمية وذلك حسب القانون، وإعادة هيكلة قوى الأمن، وتطوير وصفها الوظيفي وحوكمة مرجعيتها ومرجعية هيئات الأمن حسب القانون، وتعديل نظام التعيين في قوى الأمن بما يشمل المنتسبين الجدد.

كما يشمل البرنامج مكافحة الجريمة والخارجين عن القانون وتعزيز السلم الأهلي، والطلب من هيئة مكافحة الفساد إصدار بيانات دورية عن عملها وإعادة تشكيل مجلس الهيئة بما يدفع عملها إلى الأمام وبمزيد من الشفافية.

وكذلك إنشاء الشركة الوطنية للمياه، واستكمال إنشاء مرافق المياه في مختلف المحافظات، ونقل ضريبة الأملاك من مسؤولية وزارة المالية إلى البلديات بالتدريج، وذلك لتمكينها من توفير موارد مالية لها بما يساعد على توفير خدمات بشكل أفضل، ويعزز دور البلديات في خدمة المواطنين.

كما يشمل برنامج الإصلاح توسيع نطاق مشاركة مؤسسات المجتمع المدني من خلال بعض القوانين لضمان تطوير العلاقة مع المجتمع المدني، والتأكيد على وقف العمل بقرار بقانون رقم 7 لعام 2021 الذي كانت احتجت عليه مؤسسات المجتمع المدني.

وكذلك فتح المنافسة أمام وسائل الإعلام، وإقرار حرية الوصول إلى المعلومات، عبر إقرار استكمال مجموعة من القوانين ذات العلاقة بالتنسيق مع نقابة الصحفيين.

وطالب الوزارات بعقد جلسات استشارية منتظمة مع العاملين في القطاعات الاقتصادية والخدماتية من القطاع الأهلي والقطاع الخاص.

وأوضح أن الرئيس أكد أهمية إجراء الانتخابات العامة فور توفر الظروف لذلك، بما يشمل القدس بما يتيح لجميع شرائح المجتمع السياسية والأهلية والمدنية المشاركة فيها.

وشدد على أن المهم في موضوع إنعاش السلطة وما يتحدث عنه المجتمع الدولي هو وقف الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا في غزة وفي الضفة، وإزالة الحواجز ووقف جرائم المستعمرين، ووقف اجتياحات المخيمات والقرى والمدن، ووقف الاقتطاعات المالية من مستحقاتنا الضريبية، وتحويل أموالنا إلينا.

وشدد على "أن برنامج الإصلاح هو استمرار لعملنا، وهو من أجل أولادنا، وهيبة فلسطين وصورتها أمام العالم، مع إدراكنا أن أساس المشكلة يكمن في الاحتلال، والحاجة إلى حل سياسي، ولكي لا يكون الحديث عن الإصلاح شماعة لفشل المجتمع الدولي في الوصول إلى إنهاء الاحتلال، ولكن من جانب آخر سوف نقوم بكل ما فيه مصلحة لشعبنا العظيم".

وفي ذات السياق، أكد اشتية ضرورة التزام اسرائيل بكل ما جاء في قرار محكمة العدل الدولية.

ووصف رئيس الوزراء، قرار المحكمة بـ"المهم"، قانونيا، وسياسيا، وإنسانيا، فإدخال المساعدات يحتاج إلى وقف لإطلاق النار، ووقف العدوان، وتمكين الناس من العودة إلى بيوتهم.

كما رحب بقرار أمين عام الأمم المتحدة إحالة قرار المحكمة إلى مجلس الأمن، وأن يرتقي إلى حجم الحدث الجلل، ويطالب بوقف العدوان على شعبنا.

وأكد أن المهم في قرار المحكمة أن إسرائيل تقف اليوم متهمة بارتكاب إبادة جماعية، بعد أن وصفتها قبل عام العديد من المؤسسات الدولية بأنها دولة عنصرية تمارس "الأبرتهايد"، ضد الشعب الفلسطيني، وأن على رعاة إسرائيل وقفها عن ضم أراض9 في قطاع غزة تحت حجة إنشاء منطقة عازلة، ومنع عودة الاستعمار والمستعمرين إلى قطاع غزة.

وأشار إلى أن العدوان على أهلنا في قطاع غزة دخل يومه الـ115، في ظل ظروف جوية سيئة، وخيام غمرتها مياه الأمطار، وأناس نيام على الوحل، ومنهم من ينزف دما وجوعا، ما فاقم معاناة الأطفال والنساء والشيوخ.

وشدد على أن الهجوم على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا " هو هجوم سياسي مبيت من إسرائيل، فمنذ زمن وهي تحارب وكالة الغوث، والمخيمات في كل مكان، ولقد رأينا ذلك في غزة، وجنين، وطولكرم، وبلاطة، وعقبة جبر، والفوار، والدهيشة.

وأعرب عن أمله في تراجع الدول التي أوقفت مساعداتها مؤقتاً عن هذا الإجراء، كونه يشكل خطرا على "الأونروا"، ويعيق تنفيذ قرار المحكمة، لا سيما أنها تقدم مساعدات لحوالي 1.7 مليون إنسان، ويعرض للخطر أرواح المحتاجين للمساعدة في غزة.

وعن انتهاكات الاحتلال المتواصلة في الضفة الغربية، قال: تحضر إسرائيل لإنشاء عدد من المستعمرات الجديدة، وتعزيز الاستعمار، لتقويض أي جهد دولي لإنهاء الاحتلال، ويقومون بسرقة الأغنام، والمواشي، وتدفيع أصحابها آلاف الدولارات للإفراج عنها، تحت حجة أنها ترعى في مناطق "ج"، وهذا الأمر يتكرر في الأغوار، ومسافر يطا، وغيرها.

وعن المقاصة، أشار رئيس الوزراء إلى أن الخيار النرويجي ما زال مفتوحا، وهناك مداولات إسرائيلية-نرويجية ومتابعة من طرف وزير المالية، ولكن شروط إسرائيل تراوح مكانها، وهي رفض تحويل هذه الأموال إلينا، وفي جميع الأحوال سوف نناقش الموضوع هذا اليوم وما يمكن دفعه من الرواتب للموظفين.

وأوضح أن المجلس سيناقش في جلسته تخصيص مبلغ مالي لرفد صندوق الطالب، لتمكين الطلبة من التسجيل في الجامعات لهذا الفصل.

وفي شأن دولي، أكد اشتية رفض قبرص محاولات إسرائيل تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وإن مساعدتها هي للإغاثة وتعزيز صمود أهلنا هناك".

وبهذا الشأن، قال "لقد تسلمنا رسالة من الرئيس القبرصي بوساطة وزير الخارجية، يؤكد فيها رفض قبرص الصديقة محاولات التهجير من قطاع غزة، وأن جهودها سوف تنصب على الإغاثة، وإيصال المساعدات، ونحن نرحب ونشكره على ذلك".

ومن المقرر أن يناقش مجلس الوزراء في جلسته قضايا قطاع غزة، والأوضاع المالية والسياسية والأمنية.

المصدر : وكالة وفا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: برنامج الإصلاح قرار المحکمة ذات العلاقة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الإصلاح والنهضة يشيد بتوجيهات الرئيس السيسي بشأن إعادة صياغة رؤية مستقبلية للإعلام والدراما

أشاد الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي أعلن عنها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بشأن إعادة صياغة رؤية مستقبلية للإعلام والدراما المصرية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي استجابة طبيعية لردود أفعال المجتمع المصري، الذي لمس فجوة واضحة بين القيم الحقيقية التي تمثل الهوية المصرية وبين ما يعرض على الشاشات.

برلماني: إطلاق تطبيق دعم المستثمرين نقلة نوعية لتعزيز بيئة الأعمال الصناعيةبرلماني: الاحتلال ينفذ عملية إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينيالمعركة الحقيقية| برلماني سابق: دعم الدولة واجب وطني قبل أي منصببرلماني: توطين صناعة زجاج الألواح الشمسية يساهم في زيادة الاستثمار الأجنبي

وأضاف أن تشكيل مجموعة عمل متخصصة لهذه المهمة يعكس اهتمام القيادة السياسية بتعزيز المحتوى الإعلامي والدرامي ليكون أكثر تعبيرًا عن واقع المجتمع المصري، وأكثر دعمًا للقيم الإيجابية التي يحتاجها الأفراد، وخاصة الأجيال الجديدة.

وأكد عبد العزيز أن الدراما والإعلام لهما دور أساسي في تشكيل الوعي المجتمعي، ونقل صورة واقعية عن الحياة المصرية، مع الحفاظ على الهوية الثقافية والأخلاقية. وأوضح أن هناك حاجة ملحة إلى إنتاج أعمال فنية تبرز القيم الإيجابية، وتعكس التنوع الحقيقي للمجتمع المصري، دون التركيز المفرط على الصور النمطية أو المشاهد التي لا تعبر عن النسيج الوطني المصري الأصيل. وقال: "الإعلام والدراما يجب أن يكونا أدوات بناء، لا مجرد منصات للترفيه، ويجب أن يعكسا الروح الحقيقية للمجتمع المصري بتاريخه وقيمه الأصيلة."

تشكيل رؤية جديدة للإعلام

وأشار رئيس حزب الإصلاح والنهضة إلى أن تشكيل رؤية جديدة للإعلام والدراما يتطلب مشاركة جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك صناع المحتوى، والمفكرين، والمجتمع المدني، لضمان إنتاج أعمال ذات رسالة هادفة تواكب تطلعات المجتمع المصري وتراعي التحديات التي يواجهها. كما شدد على ضرورة وجود معايير واضحة تضمن التوازن بين حرية الإبداع والمسؤولية المجتمعية، بحيث لا يتم التضحية بالقيم الأخلاقية والثقافية لصالح الإثارة أو جذب المشاهدات.

واختتم عبد العزيز تصريحه بالتأكيد على أن حزب الإصلاح والنهضة يدعم أي جهود تهدف إلى تطوير الإعلام والدراما بما يخدم المجتمع المصري، ويعزز الوعي الوطني، ويقدم صورة حقيقية تعكس تاريخ وثقافة وحضارة مصر العريقة. وأضاف أن هذه الخطوة يجب أن تكون بداية لمرحلة جديدة من الإعلام الهادف، الذي يساهم في بناء الإنسان المصري، وتعزيز انتمائه لوطنه، ويعمل على إبراز النماذج الإيجابية التي تلهم الأجيال القادمة بدلاً من تسليط الضوء فقط على الظواهر السلبية.

مقالات مشابهة

  • الإصلاح والنهضة يشيد بتوجيهات الرئيس السيسي بشأن إعادة صياغة رؤية مستقبلية للإعلام والدراما
  • خبير عسكري: هذه أهداف إسرائيل من عمليتها البرية الجديدة بغزة
  • “الخارجية الفلسطينية” تطالب المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بوقف العدوان على قطاع غزة
  • قضاء أبوظبي تنظم إفطاراً جماعياً لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل وأسرهم
  • الإصلاح والنهضة يدين خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة
  • "الخدمات المالية" توجه إنذارًا لـ"شركة مسندم للطاقة"
  • مصر أكتوبر: كسر الاحتلال للهدنة يؤكد للعالم أن إسرائيل ليست دولة سلام
  • الأورومتوسطي .. صمت المجتمع الدولي يمنح إسرائيل تفويضًا مطلقًا لتصعيد الإبادة الجماعية في غزة
  • الخدمات المالية توجه إنذارًا لشركة مسندم للطاقة
  • وزير المالية الإسرائيلي يعلن عن خطط عسكرية جديدة لاحتلال قطاع غزة