العراق مستعد لرسم قواعد أساسية لتجنب اتساع الصراع في المنطقة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
أعلنت الحكومة العراقية، الإثنين، استعدادها لرسم "قواعد تعامل أساسية" تجنب المنطقة المزيد من التداعيات، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع.
جاء ذلك في بيان لمتحدث الحكومة باسم العوادي، نشر عبر منصاتها الرسمية، استنكر خلاله التصعيد المستمر، لاسيما الهجوم الذي استهدف مساء الأحد، قاعدة أمريكية على الحدود السورية الأردنية.
وذكر البيان أن الحكومة العراقية "تستنكر التصعيد المستمرّ وخصوصا الهجوم الأخير الذي وقع على الحدود السورية الأردنية، كما تتابع بقلق بالغ التطورات الأمنية الخطيرة في المنطقة".
وأضاف أنه في الوقت الذي يدعو فيه العراق إلى وقف دوامة العنف "يؤكد استعداده للعمل على رسم قواعد تعامل أساسية تجنب المنطقة المزيد من التداعيات، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع".
واعتبرت الحكومة العراقية أن هذه التطورات "تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي، وتقوض جهود مكافحة الإرهاب والمخدرات، وكذلك يعرض التجارة والاقتصاد وإمدادات الطاقة للخطر".
اقرأ أيضاً
ستراتفور: الرد الأمريكي على استهداف البرج 22 لن يرفع التصعيد مع إيران
وادّعت جماعة تسمى "المقاومة الإسلامية العراقية"، في بيان على منصة "تليجرام"، أن مقاتليها "هاجموا بواسطة طائرات مسيّرة، أربع قواعد للأعداء، ثلاث منها في سوريا وهي الشدادي والركبان والتنف، والرابعة داخل أراضينا الفلسطينية المحتلة وهي منشأة زفولون البحرية".
وتعلن الجماعة التي تضم مليشيات شيعية موالية لإيران، أنها تهاجم بشكل متكرر القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية، وقوات التحالف "ردا على الهجمات في غزة".
يأتي ذلك بالتزامن مع توترات مستمرة في البحر الأحمر على خلفية هجمات بصواريخ ومسيّرات تشنها جماعة الحوثي اليمنية ضد سفن شحن مرتبطة بإسرائيل، مما أثر سلبا على حركة الشحن والتجارة وسلاسل الإمداد العالمية، وذلك "تضامنا مع غزة" التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لحرب إسرائيلية مدمرة بدعم أمريكي.
وفي المقابل، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة بوتيرة متقطعة منذ 12 يناير/كانون الثاني الجاري، غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجمات الجماعة اليمنية في البحر الأحمر.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المدمرة ضد قطاع غزة، حتى الأحد 26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
مصدر أمني أردني: عمان نبهت واشنطن إلى ضرورة تعزيز دفاعاته
المصدر | الأناضولالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العراق اتساع الصراع العنف حكومة العراق التحالف
إقرأ أيضاً:
صمت الفصائل العراقية.. تكتيك سياسي أم موقف دائم؟
3 مارس، 2025
بغداد/المسلة: التزمت الفصائل العراقية الصمت حيال العملية التي نفذتها طائرات أميركية في مطار النجف، ما أثار تساؤلات حول موقفها من التطورات الإقليمية الأخيرة، وخاصة مع تصاعد التوتر بين واشنطن ومحور المقاومة.
تحركات الفصائل المسلحة في العراق تعكس استراتيجية تعتمد على التهدئة وعدم الانجرار إلى مواجهة مباشرة، رغم تصاعد الضغوط الأميركية في المنطقة. هذا الحذر السياسي والعسكري قد يكون نابعًا من إدراك الفصائل لحساسية المرحلة، خصوصًا مع محاولات إعادة هيكلة الحشد الشعبي وإعادة رسم العلاقة بينه وبين الدولة العراقية.
واعتبر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أن المطالبات بنزع سلاح الفصائل غير مبررة، مشيرًا إلى أن التهديد الحقيقي للسيادة العراقية يتمثل في عمليات أميركية مثل الإنزال الجوي في مطار النجف، وليس في امتلاك الفصائل للسلاح. هذا التصريح يعكس موقفًا رسميًا داخل بعض الأوساط السياسية العراقية، التي ترى في سلاح الفصائل جزءًا من منظومة الدفاع الوطني وليس مصدر تهديد للدولة.
وأكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، أن الدعوات لتسليم سلاح الفصائل المسلحة تهدف إلى تجريد العراق من قدراته الدفاعية، مشيرًا إلى أن هذا السلاح كان حاسمًا في التصدي لتنظيم داعش عام 2014 عندما كان الجيش يعاني من انهيارات ميدانية.
وهذا الخطاب يتقاطع مع رؤية الفصائل التي ترفض أي خطوة قد تؤدي إلى تقليص دورها، لا سيما في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة في العراق.
وتتصاعد الدعوات في الأوساط السياسية العراقية لمراجعة وضع الحشد الشعبي وتحديد طبيعة ارتباطه بالقائد العام للقوات المسلحة. هذه النقاشات تأتي في ظل ضغوط داخلية وخارجية لإعادة تنظيم المشهد الأمني في العراق، وسط تباين في الرؤى حول مستقبل الفصائل المسلحة ودورها في مرحلة ما بعد الحرب على داعش.
الصمت الذي التزمت به الفصائل المسلحة حيال الإنزال الأميركي قد يكون تكتيكيًا أكثر منه موقفًا دائمًا، إذ أن الفصائل سبق وأثبتت قدرتها على الرد في توقيتات مدروسة. كما أن المعادلات الإقليمية المتغيرة تجعل أي مواجهة غير محسوبة العواقب أمرًا قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه من الطرفين.
الولايات المتحدة، من جهتها، تواصل تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، وسط حديث عن إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية في العراق وسوريا. هذا التحرك لا يلقى ترحيبًا من بعض القوى العراقية التي ترى فيه انتهاكًا للسيادة الوطنية، لكنه في الوقت نفسه يعيد خلط الأوراق في الساحة العراقية، ويدفع الفصائل المسلحة إلى إعادة تقييم خياراتها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts