الجزيرة:
2025-01-31@17:54:33 GMT

مؤثرون يهود يفضحون إسرائيل ويكشفون جرائمها

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

"الحق الوحيد الذي يملكه الإسرائيليون هو الحق في حزم أمتعتهم ومغادرة فلسطين".
نورمان فينكلستاين

نعتقد أن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من المقدمات. هناك الكثير من الأصوات حول العالم التي انتقدت الصهيونية ومشروعها السياسي والاجتماعي الإحلالي بطرق وزوايا مختلفة، لكن هذا النقد يكتسب أهمية خاصة حين يصدر عن مؤثرين يهود، أولئك الذين تدّعي الصهيونية أنها تُمثِّلهم وتتحدث باسمهم.

لم يكتفِ العديد من هؤلاء المؤثرين بانتقاد سياسات إسرائيل وجرائمها الدموية بحق الفلسطينيين، لكنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك بتفكيك جذور المشروع الصهيوني نفسه، وتفنيد الذرائع التي اغتصب بموجبها الصهاينة أرض فلسطين (1).

 

نورمان فينكلستاين (Norman Finkelstein)

قد يكون فينكلستاين الوجه الأبرز في هذا التقرير، فلا بد أنه مر عليك أكثر من مرة في المقاطع المتداولة على منصات التواصل، ولعل أهمها خطبته الشهيرة عن "دموع التماسيح" في جامعة "كيس وِستِرن" بولاية أوهايو الأميركية عام 2008، تلك التي أكسبته شهرته النسبية في العالم العربي، وأوضحت عجز الصهاينة عن محاججته لسبب بسيط هو أنه مُحصَّن من الاتهامات التقليدية بمعاداة السامية، بما أنه يهودي، وينحدر من عائلة نجا أفرادها من المحرقة ومعسكرات الاعتقال النازية، التي هرب والده من أشهرها وهو معسكر أوْشفيتْز (1) (2) (3).

هذا ما يقودك للسبب الثاني الذي يجعل محاضرات ومداخلات فينكلستاين الإعلامية شديدة الأهمية رغم قِلّتها والتضييق الخوارزمي عليها عبر السنوات؛ وهو حقيقة أن الرجل، على عكس الكثيرين من مُنَظِّري هذه المسألة من العرب، ليس مُحملا بإرث الاضطهاد الثقافي المعتاد، فلا يمكن ابتزازه بتهم الإرهاب أو مغالطته تاريخيا أو الادعاء بأن له مصلحة ما من مناصرة الحق الفلسطيني، وهذا هو ما يجعله رقما صعبا في المناظرات والمناقشات حول المسألة (4) (5) (6).

ويعتبر فينكلستاين ناعوم تشومسكي، المفكر الأميركي اليهودي والناقد الأعنف لسياسات الولايات المتحدة الخارجية، وعلى رأسها سياساتها تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بمنزلة بوصلته الأخلاقية. وقد كتب فينكلستاين عدة كتب مهمة حول القضية الفلسطينية، منها "صعود وسقوط فلسطين" (The Rise & Fall of Palestine)، الذي يحوي مذكراته الشخصية حول زياراته للضفة الغربية أثناء الانتفاضة الأولى، علاوة على عدة كتب أخرى عن "غزة" تحديدا، التي تخصص في دراستها في العقود الأخيرة من مسيرته المهنية، ولعل أشهرها "غزة، بحث في استشهادها" (Gaza: An Inquest into its Martyrdom). (3)

 

في العام ذاته الذي ألقى فيه فينكلستاين خطبة "دموع التماسيح" الشهيرة، قُبض عليه إبان هبوطه في مطار بن غوريون لزيارة أحد أصدقائه، وحقق معه جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي المعروف بالشاباك لمدة اثنتي عشرة ساعة، بلا محامٍ أو ممثل قانوني من أي نوع، بخصوص ما سمّوه "صِلاته بحزب الله والقاعدة"، وبعدها صدر قرار بترحيله ومنعه من دخول البلاد لعشر سنوات (7) (8) (9).

 

الأخوان "بيليد" (Miko & Nurit Peled)

"أستغرب كثيرا عندما أسمع الناس يطالبون بوقف إطلاق النار.. أشعر وكأننا صرنا مُبرمَجين على خفض معاييرنا لدرجة تمنعنا من تحقيق أي تقدم على المدى الطويل.. وقف إطلاق النار لا بد أن يكون بديهيا.. المطلب الحقيقي هو تفكيك دولة الفصل العنصري الإسرائيلية".

"ميكو بيليد" في حوار مطول مع المذيعة الأميركية "بريانا جوي-غراي"

مثلهما مثل فينكلستاين، يملك كلٌّ من "ميكو بيليد" و"نوريت بيليد" سيرة ذاتية تمنحهما حصانة شبه مطلقة في المسألة، فهما أخ وأخت يهوديان لأب صهيوني كان واحدا من جنرالات الحرب الصهاينة الأوائل، "ماتي بيليد"، الذي انشق لاحقا ليدافع عن حقوق الفلسطينيين، رغم أن دفاعه لم يكن بالضراوة والشراسة ذاتها التي يفعلها أبناؤه (10) (11).

 

ولعلك تعرف "نوريت" بالفعل لأننا أفردنا لها تقريرا خاصا مطولا من قبل، وتعرف أنها فقدت ابنتها "سمادار" في هجوم نفذه منتمون إلى حركة حماس عام 1997. أما "ميكو" فهو ناشط من الوجوه المعتادة في المقاطع المصورة أيضا، ومؤلف لعدة كتب أبرزها "ابن الجنرال: رحلة إسرائيلي في فلسطين" (The General’s Son: A Journey of an Israeli in Palestine)، الذي يشرح فيه رحلة تحوله من إسرائيلي متطرف نشأ على دعاية الكيان الصهيوني ورؤيته الكاذبة للعالم، إلى رجل يعتقد أن الحل الوحيد للوضع الحالي هو تفكيك ذلك الكيان المُحتل بلا رجعة (12) (13).

 

غدعون ليفي (Gideon Levy)

الصحفي الإسرائيلي الأشهر خارج إسرائيل، والكاتب في صحيفة "هآرِتس"، المنبر اليساري الوحيد المتبقي تقريبا في الإعلام الإسرائيلي، وأكثر مَن سلَّط الضوء على مساوئ الاحتلال وانتهاكاته، وكان لها عدة مشاركات مهمة في سياق العدوان الحالي، عندما وثَّقت الأكاذيب الإسرائيلية الرسمية فيما يخص عدد القتلى من جيش الاحتلال، أو عندما كشفت عن انخفاض معايير التحري والدقة أثناء ما سمّته بـ"القصف العشوائي لغزة" (14) (15) (16).

وقد ألقى ليفي عدة محاضرات تعمد إلى تفكيك وشرح الذهنية والنفسية الغالبة لمواطني الاحتلال، وكيف يتعايشون مع الاحتلال بوصفه حقيقة واقعة، وكيف يتجاهلونه رغم كونه في القلب من حياتهم، وتجيب عن أسئلة مثل: ما عناصر الطيف السياسي لدولة الاحتلال؟ وكيف يتفاعل الجمهور معها؟ وهل تمكنت الفاشية الفكرية والعنصرية من سبعة ملايين إسرائيلي؟ بالإضافة إلى كتب عدة أشهرها "عقاب غزة" (The punishment of Gaza) الصادر عام 2010 (17) (18) (19) (20) (21).

المثير في محاضرات ليفي وأمثاله من الصحفيين المعارضين لسلطة الاحتلال من الداخل هو أنها تمنحنا نظرة مختلفة تماما بدوافع متفردة، وتطلعنا على معلومات غير متاحة عادة بحكم اللغة أولا، وعزلتنا عن دولة الاحتلال ثانيا، بالإضافة إلى المزية الأهم، وهي توضيح حجم ومدى الصراعات الفكرية الداخلية، التي تكشف الكثير من التناقضات في صفوف اليهود حول العالم، بل وفي صفوف يهود إسرائيل أنفسهم أو اليهود الذين وُلِدوا ونشأوا فيها قبل أن يتركوها أو يكفروا بالصهيونية.

 

ديفيد شين (David Sheen)

ينطبق ما سبق بشدة على ديفيد شين أيضا، الصحفي والباحث الكندي الإسرائيلي، الذي نجح عبر عدة محاضرات دولية وتدوينات دائمة في تفكيك المجتمع السياسي لدولة الاحتلال بطريقة أكثر تفصيلا ودقة، وتكوين سردية متماسكة عن الأسئلة الكبرى، مثل الغرض من قيام الدولة، وأهدافها الحالية، والصراع بين اليهود الأورثوذوكس المتطرفين وما يُدعى بـ"الصهيونية الليبرالية"، والروابط السياسية مع الجماعات الصهيونية الإرهابية، وأبرز وجوه التطرف الديني في مجتمع الاحتلال، وتصوُّراتهم عما يسمونه بـ"حرب نهاية الزمان" (22).

في واحدة من تلك المحاضرات، سألته إحدى الحضور سؤالا بسيطا، ولكنه جسَّد في الوقت ذاته الصراع الداخلي الذي يعيشه الإسرائيليون المناهضون للاحتلال: "لو كانت إسرائيل بهذه الفظاعة التي تصفها.. فلِمَ تحمل جنسيتها وتعيش فيها؟". أتت إجابة شين تعبيرا عن التناقض ذاته، فلم يجد أسبابا سوى حقيقة أنه يملك أصدقاء وعائلة هناك يصعب الانفصال عنهم وإن خالفوه الرؤى حول الأمر، وحقيقة أنه يحب الأجواء والطعام والطقس، ويعتقد أن الفلسطينيين واليهود يمكن أن يعيشوا في سلام معا تحت سلطة واحدة تكفل كامل الحقوق للجميع، ولكن الأهم بالنسبة له، هو ضرورة قربه من كل ما يحدث ومتابعته عن كثب، لأنه يُبقيه على اتصال بموضوعات أبحاثه ومحاضراته (22).

المميز في شين كذلك هو استقلاليته، التي تسمح له بالتعاون مع عدة منصات تغطي المسألة بموضوعية، ومنها تقارير مشتركة مع "علي أبو نعمة" محرر "الانتفاضة الإلكترونية" (Electronic Intifada) الشهير، وتعاونات متقطعة مع منصات مثل "غراي زون" (Grayzone) و"بالستاين كرونيكل" (Palestine Chronicle). وقد كان من ضمنها الانفراد الشهير عن أمر جنرال الاحتلال "باراك حيرام" بإطلاق مدفعية الدبابات على أسرى الاحتلال في إحدى المستوطنات أثناء هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ثم كذبه عن الأمر (23) (24) (25) (26).

 

ماكس بلومنثال (Max Blumenthal)

"ماكس" هو مؤسس منصة "غراي زون" سالفة الذكر، وهو صحفي وباحث ومدون يهودي، تخصص في فضح الدعاية الصهيونية والانتهاكات والجرائم المستمرة ضد الفلسطينيين على نطاق واسع، وخوض الصراعات مع مُنظِّري الصهيونية وفضح شبكات علاقاتهم ومصالحهم. وقد سبق له التعاون مع صحف مثل "ذا نيشن" و"لوس أنجلوس تايمز" و"نيويورك تايمز" (27) (28).

وعلى مدار مسيرته الطويلة في مناهضة الاحتلال وفضح تاريخه، تفرَّع ماكس إلى التقنيات العسكرية كذلك، ويمكنك ملاحظة ذلك بسهولة في تدويناته عن الأسلحة المستخدمة في قتل مدنيي غزة، بالإضافة إلى كونه أحد الأوائل الذين انفردوا بالأخبار عن "بروتوكول هانيبال" وتطبيقه أثناء هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الذي يقضي "بالقضاء على الأسرى المحتملين لحرمان الأعداء من استخدامهم في مبادلات الأسرى"، المسألة التي طالما سببت إحراجا دوليا وسياسيا ضخما لدولة الاحتلال.

وقد نقل ماكس معركته الإعلامية في الآونة الأخيرة من أجل دحض كذب الرواية الأميركية والبريطانية الرسمية عن الحوثيين، والمستخدمة في تبرير جولة جديدة من القصف استهدفت مدن اليمن المختلفة، تحت شعار "تأمين خطوط الملاحة الدولية".

 

المؤرخون الجدد: آفي شلايم وإيلان بابيه

كان "بيني موريس"، المؤرخ الصهيوني، هو مَن صكَّ مصطلح "المؤرخون الجدد" في ورقة بحثية عام 1988، وكان يقصد به موجة من المؤرخين الذين تحدوا رواية الاحتلال الرسمية عن أحداث ما قبل النكبة وتأسيس دولة الاحتلال (29). وطبقا لموريس، فإن المصطلح يصف مجموعة تشمله شخصيا رفقة كلٍّ من "إيلان بابيه" و"آفي شلايم" و"سيمها فلابان". ويُعد موريس أكثرهم تحيزا لدولة الاحتلال في استنتاجاته، على عكس بابيه وشلايم، فيكفيك أن تعرف أنه لا يزال يصف نفسه بأنه صهيوني، أي إنه يؤمن بوجوب إقامة دولة جامعة لليهود في أرض فلسطين طبقا للتعريف الذي تُروج له دولة الاحتلال.

 

بدأت القصة عام 1978 عندما أفرجت سلطة الاحتلال عن آلاف الوثائق الرسمية التي تخص أحداث ما قبل النكبة وما بعدها، التي استخدمها بابيه لاحقا في توثيق الجرائم الإرهابية التي قامت عليها دولة الاحتلال في كتابيه الشهيرين "10 خرافات عن إسرائيل" (Ten Myths About Israel) و"التطهير العِرقي لفلسطين" (The Ethnic Cleansing Of Palestine)، اللذين جعلاه الأكثر مصداقية وموثوقية من بين المؤرخين الجُدد، بالإضافة إلى منحه حجة بالغة القوة كونه اعتمد على وثائق رسمية من أرشيف الاحتلال، يمكن تعقبها وإثبات صحتها (30) (31) (32).

 

والقائمة تطول

تشمل القائمة أيضا محللين عسكريين مثل "سكوت ريتر" (Scott Ritter)، مفتش الأسلحة السابق بالأمم المتحدة، و"جون ميرشايمر" (John Mearsheimer)، أستاذ العلاقات الدولية الأميركي المرموق، وصاحب كتاب "اللوبي الإسرائيلي وسياسات الولايات المتحدة الخارجية" (The Israel Lobby & US Foreign Policy)، والصحفية الأميركية "آبي مارتن" (Abbey Martin)، والصحفيَّيْن الإنجليزيَّيْن "أوين جونز" (Owen Jones) و"مايكل ووكر" (Michael Walker) صاحب قناة "نوفارا ميديا" (Novara Media) على يوتيوب، والكثيرين غيرهم الذين سيبدأون في الظهور تلقائيا في الترشيحات بمجرد انغماسك في هذا العالم (35) (36).

———————————————————————————–

المصادر

1- منشور "نورمان فينكلستاين" – Facebook

2- "لن أصمت بينما ترتكب إسرائيل جرائمها ضد الفلسطينيين!" – Islam Channel

3- كتب "نورمان غ. فينكلستاين" – Amazon

4- "بيرس مورغان" في مواجهة "نورمان فينكلستاين" حول إسرائيل وفلسطين – Piers Morgan Uncensored

5- المقطع الذي تجب مشاهدته لـ"نورمان فينكلستاين" حول إسرائيل وفلسطين – Russel Brand

6- مناظرة "نورمان فينكلستاين" و"إيلي ليك" – Comedy Cellar USA

7- أكاديمي أميركي يُرحَّل ويمنع من دخول إسرائيل – The Guardian

8- حملة "نورمان فينكلستاين" الطويلة..ناقد إسرائيل المشاكس يأخذ منعطفا جديدا – New York Intelligencer

9- الأكاديمي الموضوع على القائمة السوداء "نورمان فينكلستاين":"غزة هي أكبر معسكر اعتقال في العالم!" – The Intercept

10- "ابن الجنرال: رحلة إسرائيلي في فلسطين" مع "ميكو بيليد" – MIT Center for International Studies

11- "هل تملك إسرائيل حقا في الوجود؟" – Bad Faith

12- حساب "ميكو بيليد" الرسمي – Youtube

13- غرس الكراهية..ماذا يدرس الأطفال في واحة الديموقراطية؟ – الجزيرة

14- جيش الدفاع الإسرائيلي يقول أن هناك 1593 جندى مصاب منذ 7 أكتوبر ولكن بيانات المستشفيات تقول أن الرقم أعلى بكثير! – Haaretz

15- "لقد كنت هناك، في كفار عزّة..والقصف العشوائي لغزة ليس الحل!" – Haaretz

16- فرض عقوبات على القصف العشوائي في غزة سيكون هزيمة إسرائيل الثانية – Haaretz

17- كيف يتعايش الإسرائيليون مع حقيقة الاحتلال | "غدعون ليفي"

18- الصحفي الإسرائيلي "غدعون ليفي" يشرح كيف فشلت الصحافة الإسرائيلية في توضيح حقيقة العدوان على غزة – Democracy Now!

19- "غدغون ليفي": المجتمع الإسرائيلي والاحتلال بلا نهاية – Abbey Theatre

20- حساب "غدعون ليفي" الرسمي – X

21- كتاب "عقاب غزة" لـ"غدعون ليفي" – Amazon

22- محاضرة "ديفيد شين" | فك شيفرة السياسة الإسرائيلية – De Balie

23- جنرال إسرائيلي قتل الإسرائيليين يوم 7 أكتوبر ثم كذب عن الأمر – John Menadue

24- هارب إسرائيلي يعيش في منزل فاخر بولاية "فلوريدا" اشتراه من أموال منهوبة – The Grayzone

25- إسرائيلي هارب إلى الولايات المتحدة إبان اتهامه بالابتزاز يستمع إلى اعتراف قاتل "أليكس أوديه" – The Palestine Chronicle

26- حساب "ديفيد شين" الرسمي – X

27- حساب "ماكس بلومنثال" الرسمي – X

28- تقارير "ماكس بلومنثال" – Grayzone

29- إعادة كتابة التاريخ؛ المؤرخون الجدد والنقد المجتمعي – Karolinum

30- مراجعة | "المؤرخون الجدد" | "نيل كابلان" – Jstor

31- المؤرخون الجدد في إسرائيل ودورهم السياسي – Open Edition Journals

32- خمسون سنة من عدسة "المؤرخون الجدد" في إسرائيل – Middle East Research & Information Project

33- "نحتاج إلى حل الدولة الواحدة!"..بروفيسور "آفي شلايم" يدمر خرافة إسرائيل – Owen Jones

34- حساب "سكوت ريتر" الرسمي – X

35- كتب "جون ميرشايمر" – Amazon

36- حساب "آبي مارتن" الرسمي – X

37- قناة "أوين جونز" الرسمية – Youtube

38- قناة "نوفارا ميديا" الرسمية – Youtube

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: لدولة الاحتلال دولة الاحتلال بالإضافة إلى

إقرأ أيضاً:

من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الخميس 30 يناير 2025، استشهاد قائدها العام محمد الضيف، بعد مسيرة طويلة، توجها بعمليتي "سيف القدس" (2021) و"طوفان الأقصى" (2023).

ولم توضح القسام، في كلمة مصورة لمتحدثها أبو عبيدة، ظروف استشهاد الضيف الملقب بـ"أبو خالد"، واكتفت بالإشارة إلى أنه ارتقى في ساحات القتال بقطاع غزة ضد إسرائيل "مقبلا غير مدبر".

ونعاه أبو عبيدة قائلا إنه "استشهد هو وثلة من الرجال العظماء أعضاء المجلس العسكري العام للكتائب في خضم معركة طوفان الأقصى حيث مواطن الشرف والبطولة والعطاء".

وأضاف أن هؤلاء القادة "حققوا مرادهم بالشهادة في سبيل الله التي هي غاية أمنياتهم كختام مبارك لحياتهم الحافلة بالعمل في سبيل الله، ثم في سبيل حريتهم ومقدساتهم وأرضهم".

وشدد على أن "هذا ما يليق بقائدنا محمد الضيف الذي أرهق العدو منذ أكثر من 30 سنة، فكيف بربكم لمحمد الضيف أن يُذكر في التاريخ دون لقب الشهيد ووسام الشهادة في سبيل الله؟".

وعلى مدى سنوات، نفذت إسرائيل محاولات عديدة لاغتيال الضيف، لكنها فشلت في تحقيق هدفها، رغم إصابته في إحدى تلك المحاولات.

آخر محاولة لاغتياله أعلنتها إسرائيل كانت في 13 يوليو/ تموز 2024، حين شنت طائرات حربية غارة استهدفت خيام نازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوب غزة، التي صنفها الجيش الإسرائيلي بأنها "منطقة آمنة"، ما أسفر عن استشهاد 90 فلسطينيا، معظمهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 300 آخرين.

لكن "القسام" نفت آنذاك صحة اغتياله، قائلة: "هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".

** فمن محمد الضيف؟

ولد محمد دياب إبراهيم الضيف عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة عايشت كما آلاف العائلات الفلسطينية آلام اللجوء عام 1948؛ لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وفي سن مبكرة، عمل الضيف في أكثر من مهنة ليساعد أسرته الفقيرة، فكان يعمل مع والده في محل "للتنجيد".

درس الضيف في كلية العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وخلال هذه الفترة برز طالبا نشيطا في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح، وتشبع خلال دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي.

وبدأ نشاطه العسكري أيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث انضم إلى حماس في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته إسرائيل في ذلك العام ليقضي في سجونها سنة ونصفا دون محاكمة بتهمة "العمل في الجهاز العسكري لحماس".

وأوائل تسعينيات القرن الماضي، انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة "القسام" في قطاع غزة، ومكث فيها مدة من الزمن، وأشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك.

في عام 2002، تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال قائدها صلاح شحادة.

** مدافع عن القدس والأقصى

وعلى مدار حياته وقيادته في القسام، انشغل الضيف بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى في مواجهة اعتداءات إسرائيل.

هذا الأمر جعل اسمه يترد في الهتاف الشهير "إحنا رجال محمد ضيف" الذي بات يردده الفلسطينيون بالمسجد الأقصى في مواجهة الاقتحامات الإسرائيلية له، رغم أنهم لا يهتفون عادة لأي شخصية سياسية سواء كانت فلسطينية أو عربية أو إسلامية.

وبدأ الشبان الفلسطينيون في ترديد هذا الهتاف بمنطقة باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، في بداية شهر رمضان عام 2021 الذي وافق آنذاك 13 أبريل/ نيسان، حينما كانوا يحتجون على إغلاق الشرطة الإسرائيلية المنطقة أمامهم.

وبعد احتجاجات استمرت أكثر من أسبوعين، تخللها إطلاق أكثر من 45 صاروخا من غزة، على تجمعات إسرائيلية محاذية له، تراجعت إسرائيل وأزالت حواجزها من باب العامود.

وآنذاك، حذر الضيف إسرائيل من مغبة الاستمرار في سياساتها في القدس.

ولاحقًا، تكرر اسم الضيف في مظاهرات تم تنظيمها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، احتجاجا على قرارات إخلاء عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها في الحي لصالح مستوطنين.

وعلى إثر ذلك، خصّ الضيف، في بيان صدر في 4 مايو/ أيار 2021، سكان الشيخ جراح بأول إطلالة بعد سنوات من الاختفاء الإعلامي.

إذ قال إنه يحيي "أهلنا الصامدين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة"، مؤكدا أن "قيادة المقاومة والقسام ترقب ما يجري عن كثب”.

ووجه "تحذيرا واضحا وأخيرا للاحتلال ومغتصبيه بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال، فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غاليا”.

وبعد أكثر من عامين من ذلك التاريخ، عاد الضيف للدفاع عن المسجد الأقصى، عبر عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الذي يُعتبر من مهندسيها.

إذ كان من أبرز مبررات إقدام "القسام"، على تلك العملية، تمادي إسرائيل في العدوان على القدس والمسجد الأقصى.

وعلى مدى نحو عقدين من الزمن، جاء الضيف على رأس قائمة الأشخاص الذين تريد إسرائيل تصفيتهم، حيث تتهمه بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلّح لكتائب القسام.

ويفتخر جل الفلسطينيين بالضيف وبما حققه من أسطورة في التخفي عن أعين إسرائيل عقودا من الزمن، ودوره الكبير في تطوير الأداء العسكري اللافت لكتائب القسام، وخاصة على صعيد الأنفاق والقوة الصاروخية.

ويعزو جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" فشله لسنوات طويلة في تصفية الضيف إلى شخصيته، وما يتمتع به من حذر، ودهاء، وحسن تفكير، وقدرة على التخفي عن الأنظار، لدرجة أنه سماه "ابن الموت".

** "كما أنتِ هنا مزروعٌ أنا"

وسابقا، نجا الضيف من عدة محاولات اغتيال منها في أغسطس/ آب 2014، حيث قصفت إسرائيل منزلا شمالي مدينة غزة بخمسة صواريخ، ما أدى إلى مقتل 5 فلسطينيين بينهم زوجة القيادي الضيف (وداد) وابنه علي.

كذلك، حاولت إسرائيل اغتيال الضيف عام 2006، وهو ما تسبب، وفق مصادر إسرائيلية، في خسارته لإحدى عينيه، وإصابته في الأطراف.

وحاولت إسرائيل اغتياله للمرة الأولى عام 2001، لكنه نجا، وبعدها بسنة تمت المحاولة الثانية والأشهر، والتي اعترفت إسرائيل فيها بأنه نجا بأعجوبة وذلك عندما أطلقت مروحية صاروخين نحو سيارته في حي الشيخ رضوان بغزة.

وكان آخر المشاهد المسجلة للضيف ظهوره ضمن وثائقي "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة، وهو يضع اللمسات الأخيرة لعملية "طوفان الأقصى".

وحينها ردد كلمات لخصت مسيرته وهو يشير إلى خريطة فلسطين، جاء فيها:

كما أنتِ هنا مزروعٌ أنا

ولِي في هذه الأرض آلافُ البُذُور

ومهما حاوَل الطُّغاةُ قلعَنَا ستُنبِتُ البُذُور

أنا هنا في أرضِي الحبيبة الكثيرة العطاء

ومثلُها عطاؤُنا نواصِلُ الطَّريق لا نوقفُ المَسير

مقالات مشابهة

  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • “السلاح الإسرائيلي” الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها رهينة بجباليا..!
  • ما السلاح الإسرائيلي الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها أسيرة بجباليا؟
  • الجيش الإسرائيلي: تسلمنا 7 رهائن بينهم أربيل يهود
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • إسرائيل تكشف تفاصيل عملية تبادل المحتجزين غدا الخميس.. بينهم أربيل يهود
  • بينهم أربيل يهود.. إسرائيل تعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم الخميس